الجمعة، 27 مارس 2015

البشير والاستثمار لانتخابه في اليمن
العد التنازلي لانتخابات السودان قد بدأ .. ولم يتبق سوى سبعة عشر يوما .. وهي في الأصل انتخابات لرجل واحد , هو الرئيس الموجود منذ ربع قرن من الزمان .. وهو المتحكم الوحيد في كل البلاد في كل شيء .. وإن لم يكن كذلك فمن الذي خوله حتى يتخذ قرارا خطيرا , وهو الانضمام إلى دول الخليج في قتالها للحوثيين في اليمن .. وإذا كانت دول الخليج هي المتضرر من وصول الحوثيين والرئيس المخلوع علي عبدالله صالح بدعم من إيران .. فماذا يضير السودان من هذه السياسة .. وإن كنا نتفهم سعي أهل الخليج لحماية بلدانهم , فما الذي سيصيب نظام البشير ..
إن البشير بهرولته المشينة في إتجاه دول الخليج ..إنما يحاول أن يستثمر لحماية نفسه , وليضمن وصوله مرة أخرى , ليستمر الدمار والفشل .. إن هرولته هي استثمار خبيث حتى يحمي نفسه مما ينتظرالسودان من ويلات أن وصل لسدة الحكم , وحتى يضمن وقوف دول الخليج لجانبه إن قامت المعارضة بأي محاولة للوصول للحكم , أو اتخذت المعارضة موقف البطولة والرجولة لإزاحة هذا الورم المسمى الإنقاذ . والآن هو يحاول يتعلق بقشة لتنقذه من مصيره , وكأنه يقول لدول الخليج سوف انضم إليكم بشرط أن تحموني وتدافعوا معي إذا حدث بعد الانتخابات ما لا يحمد عقباه ...
       وهرولة هذا الرئيس مفضوحة ..فمن الذي خوله .. ومن الذي فوضه لهذه الموافقة والوقوف إلى جانب دول الخليج ضد الحوثيين في اليمن .. والأكثر فضيحة وأكثر إكروباتية خطوة الرئيس : باغلاف جميع المراكز الثقافية الإيرانية أو ما يسمى بالممثليات الإيرانية في الخرطوم ..إنها خطوة مفضوحة نحو الركوع لدول الخليج ليثبت لها أنه المطيع الجديد .. وأنه سيسي جنوب الوادي .. وأنه بحاجة للدعم المادي , مثل ما تم من دعم للسيسي ..
          هل ذهب الرئيس المتشدق بالديقراطية والشفافية .. إلى أخذ رأي البرلمان في خطوته السيئة تلك .. وهل ظهر أمام شعبه ليبلغهم أنه بصدد الوقوف إلى جانب دول الخليج وأنه يطلب التفويض منهم ؟!
   وسبحان الله من أولى بأن يحارب :  هل الحوثيين الذين يريدون فرض إرادتهم بقوة السلاح على الشعب اليمني ..أم هو البشير المتسلط فوق رقاب الناس منذ ربع قرن  وقد انقلب على حكومة شرعية ورئيس منتخب ؟! من أحق بالقتال والازاحة ؟! سبحان الله ربك يستدرج هؤلاء البشر من حيث لا يعلمون ..لقد تم دعم السيسي ضد الشرعية .. بينما الآن يصرخون ضد من يريدون الاتقلاب على الشرعية ..آه يا يافوخي مما يجري في عالم السياسة من نذالة وخساسة ..
    وإننا إذ نكتب عن هذا الاستثمار الرخيص للرئيس في وقوفه مع دول الخليج  ضد الحوثيين , لا يعني أننا نقف في صف الحوثيين , وما قاموا به من تحالف مع رئيس مخلوع لم تفلح الثورة في قطع دابره واسكاته الى الأبد ..حتى لا تعود الحية لتنفث سمها الزعاف من جديد .. إن الثورات غير الحازمة في مواقفها قد ولدت ما نراه من ضعاف النفوس .. وممن حدثتهم أنفسهم أن أصعدوا إلى عربة الحكم , فالتاريخ لكم !
  إن هرولة الرئيس للاستثمار الرخيص في الموقف اليمني , يجب أن تعطي المعارضة في السودان الاشارات القوية لهشاشة موقف الرئيس في الانتخابات ..واحساسه بأنه ربما تفشل الانتخابات المفصلة على مقاسه هو ما جعله يستجدى دول المال .. وعلى المعارضة تستجد لإزاحة من ظل على سرير الحكم , وهو يعاني "الكوما"لربع قرن من الزمان , لتمنع عنه أجهزة التنفس التي يسعى إليها .....

السبت، 14 مارس 2015


 التقابل بين خطابات البشير وشعر محي الدين خوجلي

منذ وقت وانا استمع في شبكة النت ..واتابع ما يسمى بشعر محي الدين خوجلي والذي عمل البعض على صنعه وتقديمه بانه شاعر وان لديه في كل مرة قصيدة جديدة - ومع أني اعلن وقوفي الى جانب محي الدين الانسان واحترم رغبته في ان يقدم للناس ما يسعدهم من من شعر ونثر - الا انني لا اجامل في الكتابة وما يجب ن يقدم للناس مما يرفع ذوقهم وينمي احاسيسهم ويعمل على تطوير مشاعرهم والدفع بها الى اعلى ..ولكن الذين قدموا محي الدين خوجلي كانسان بسيط وأنه شاعر بينما هو يقرا في كلمات مرصوصة ..وقد قدم من أعماله ذلك العمل الوسوم "ابيض اللون" ويقصد الهيكل العظمي الذي يحمل الانسان ،فقد قال :إن الهيكل الذي يحمل الانسان ويحركه ،لماذا يسمى بهذا الاسم..فكان ان قام خوجلي بتقديم شعر او ما اسماه شعرا..تغزل فيه بأبيض اللون..ولا أذكر منها سوى : انه عمل على تكرار ابيض اللون ..وانه عظيم ومجيد ومنسي ..ثم تكررت قصائده ،كان اخرها ..الابيات المضحكة والمبهجة في طريقة الالقاء عن فوز المريخ على تنزانيا ..انه اقرب للحلمنتيش النثري ويعتمد على التكرار ...
وعندما استمع الى محي الدين خوجلي ..سبحان الله ..يقفز الى ذهني دائما خطابات البشير ..وهو يقف امام الناس ليلقي بطوب الكلام إن صح أن للكلام طوب ..فهو يلقيه في وجوه الناس ..وكما هو معروف أن احترامك للناس يبدو فيما تقوله وأنت امامهم ..فتعابير الكلام وطريقة القائه توضح ان كنت تتعالى على الناس ام تحترمهم ..فرئيس "حكومة الهوت دوق"..والحس كوعك..وأنا سواقكم للجنة ..كلها تعبر عن ثقافة او سخافة جيل يبرز متمثلا في شعر محي الدين خوجلي..مع احترامنا له كانسان طيب وسوداني يحمل ملامح الغبش ومعاناتهم وعذاباتهم فنحن نحترمه بشدة ونعلن انحيازنا له..لكن عليه أن يطور أدواته أو ينحاز الى حلمنتيش ويلتقي بامراء هذا المجال الفذ ..الذي أبدع فيه السودانيون ابداعا بلا حدود ...
إن البشير وهو في القضارف يعلن للناس أنه سواقهم للجنة ..أي جنة أيها الذي حطم الطرق اليها ..أي جنة وقد اغلقت الطرقات أمامها بالسرقات والنهب والتحلل وفقه الضرورة وفقه السترة ؟!!
هل ما يقوله البشير هو دعاية انتخابية مفلسة وهو يقف امام مجموعة من البسطاء الغبش الذين سودت وجوههم الشمس ..يعانون الامراض ويقطنون البيوت المتهالكة ..بعد ربغ قرن من وجودك شوكة حوت في حلوقهم ! دعاية انتخابية بعدما تحطمت كل مشاريعك السابقة وأفلست خزائن أفكارك .. أين أنت أيها الرئيس مما ناكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ..وأين انت من المشروع الحضاري؟!
نسال الله الجنة لكل أهلنا الغبش البسطاء ..جنة عرضها السماوات والارض ..وليس جحيما عرضه الوطن ..ولا يأس مع كل المعاناة من عطاء الله لأهلنا الجنة ..أن قولك ووعدك الناس بالجنة هو بيع لصكوك الغفران وهو اخر مراحل الافلاس..فانت تعلن بذلك أنك يأست حتى من نفسك في ان تقدم للناس شيئا يصلح لهم الحياة الدنيا ..ولأنك سقطت في اختبار جعل الحياة ناهضة وعظيمة ..صرت متعلق بالجنة أيها الشيخ المبجل ،أيها الصوفي العارف بالله !!
ألم أقل لكم ان خطاب البشير يشبه قصايد محي الدين خوجلي ..يا أبيض اللون !

thatalnetagain@gmail.com

http://www.alrakoba.net/news-action-show-id-185177.htm

قيادة البشير لأهل السودان للجنة 
من الواضح ان خطابات البشير تعبر أحيانا إلى مستشاريه , فيعمدون إلى تنقيحها وتهذيبها ..أو في بعض الأحيان حينما يجتمع إلى بعض مستشاريه , قبل أن يصعد منبر الخطابة ..فيتم توجيهه إلى ما يمكن قوله وما يمكن نشره أو توصيله الى الناس ..ولكن حين يسترجل الخطابة , وتتصاعد في يافوخه الهاشمية كما يقولون , يردد ما لا يعرف , ويصبح صياحا يعود وبالا عليه .. وكأنه تحت تأثير مخدر , أو حبوب منومة , فيتكلم ويتكلم...
      وإذا نظرت الى ما ردده وسط أهلنا الغبش في القضارف ,حين صاح فيهم: أنا سواقكم إلى الجنة .. ما أعجب هذه الكلمة , وما أقبحها من قول ..وما أسوأها من حلم , يجييء ممن جعل حياة الناس كابوسا مرعبا .. وحول حياتهم إلى جحيم وعذاب لا يطاق .. فإذا كان السوق إلى الجنة يأتي إلى دماغه ,لما سببه للغبش والبسطاء من جحيم ومآس ولما صبروا على نكده وفساده وزمرته ,فمن هذه الناحية يكون الأمر إن شاء الله صحيحا ..لكنه لا يعترف أبدا بأنه سعى في الأرض وأهلك الحرث والنسل ..لكنه هنا بقوله هذا - إنه سواق الناس للجنة - يضع لنفسه التزكية التي لا يجب أن تكون (قال الله تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [32: النجم] ). فهو بهذا يرى أنه طاهر مطهر وأنه إمام أهل التقوى , وأنه أمير المؤمنين في السودان ..فبذلك يحق له أن يقود الناس للجنة ..ونعوذ بالله من تزكية النفس ...
النبي محمد صل الله عليه وسلم وهو رسول الله للناس كافة لم يضمن لنفسه الجنة ..وقد قال صلى الله عليه وسلم :(لن ينجي أحدا منكم عمله ، قال رجل : ولا إياك يا رسول الله ؟ قال : ولا إياي إلا أن يتغمدني الله منه برحمة ، ولكن سددوا)  ..ثم أن كثير من السلف الصالح : يرى أنه لا سعادة للمرء إلا إذا دخلت قدماه الجنة .. وكما جاء في كتب السير ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه إذا أدخل قدما واحدة في الجنة يخاف أن ينادى عليه قبل أن يدخل رجله الأخرى بأنك يا عمر ليس مكانك الجنة .. ولكن عمر القرن الحادي والعشرين يرى أنه مبرأ وأنه ضامن للجنة وهو بذلك سيقود الناس لها .. نسأل الله العافية من أن نهرف بما لا نعرف .. أو أن نتكلم دون فقه .. ونسأل الله الجنة لنا ولكل البسطاء وكل الغبش الذين صبروا على كيد ومكر وخدائع هذه الجماعة الضالة .
     قال الرجل :( نحن جينا نسوقكم إلى الخير ,نسوقكم إلى الجنة )..ما هذا الحلم العجيب ..منذ ربع قرن وأنت تسوق هذه العربة المتهالكة ..ألم تصل بالناس للخير ؟!! ألم تصل بهم إلى الجنة؟!! إن كان هذا القول في شهرك الأول ..أو قل في سنتك الأولى.. أوحتى فترتك الرئاسية الأولى من الوصول لقلنا أننا ننتظر تحقق الحلم , مع ابن بلد شهم كريم .. ولكن الأيام أثبتت فشل حلمك .. ألم ترعوي أيها الرئيس من توزيع الأحلام والآمال ؟!  أين أنت من أحلامك نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ؟! وأين أنت أيها الحالم ولا يزال , من آمال مشروعك الحضاري ؟! حتى تأتي وتقول جئنا نقود الناس للخير .. ونسوق الناس للجنة!!!
أيها الرئيس الحالم , لكل غالي مهر ..فما الذي قدمته وجماعتك مهرا للجنة .. هل أشرقت في عهدك مساجدنا وصدحت بالقرآن؟!هل امتلات ساحاتنا بالزوايا والكتاتيب لنشر سنة الرسول صل الله عليه وسلم ؟! هل انتشرت الجمعيات الخيرية والداعمة للبشر .. في كل أيامنا لم نر امرأة تأتي الى المسجد لتحكي بصوت ذليل وكلام خافت عن أنها تحتاج المساعدة .. وانتشرت برامج التلفاز الوضحة لاآلاف الحلات المريضة والمكتئبة والمحتاجة لمد يد العون لها..وهاك أيها الرئيس أسماء بعضها : مع كل الود والتقدير , بنك الثواب ..هل شاهدت أو سمعت بهذه البرامج ؟! .. وهل سمعت أيها الرئيس أن أحدهم انتحر أمام ديوان الزكاة في الخرطوم لأنه لم يستطيع أن يؤمن ثمن الدواء لابنته المريضة .. إن حاولت أن أنقل إليك جوانب القصور والخلل في النواحي الاجتماعية من انحلال وضياع للقيم فلن تكفي مجلدات ولكن هذا غيض من فيض ...
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .