الخميس، 30 يوليو 2015

قادةٌ حالمون وسياج أخضر !
اجتمع القادة الأفارقة , أصحاب الفخامة والعظمة وأصحاب كل جميل ومبهج , وداع إلى سعادة وحالة النيرفانا .. لقد اجتمعوا رعاهم الله في نواكشوط عاصمة دولة موريتانيا .. هذا التجمع هو الثاني , إن لم تخني الذاكرة خلال أربعين يوما .. الاجتماع الأول لهم كان في جوهانسبيرج هناك في  جنوب أفربقبا كان اجتمتعهم بغرض دورة الإتحاد الأفريقي بارك الله في إتحادهم وحفظ لنا الإتحاد الأوروبي !
وإذا سأل سائل : لماذا اجتماع موريتانيا .. يا رعاك الله اجتماع مريتانيا بغرض إنشاء سياج أخضر .. ولكن ماهو السياج الأخضر ؟ وأقول لكم يا أهل التصديق والفرح باجتماع قادتنا الكرام , ومضغ الاحلام بما يقدمونه لنا من وصفات ناجعة ومفيدة لآلام الظهر وأوجاع الركب , لقد انقضت ظهورنا وسابت ركبنا من طول الحلم بالغد الجميل منذ عهد لوممبا وحتى ما دورا الذي سوف يحرر أرض فلسطين من قبضة اليهود ؟
ما هذه الرومانسية الموغلة في الأحلام .. ألا يخجل هؤلاء القوم , وهم يتوافدون إلى عاصمة منهكة , وليس بعيدا عنها ترى النسوة يلتقطن بقايا الحبوب الساقطة من الشاحنات ليتم طحنها أو طبخها لتؤكل بليلة وكأن على أن استدعى إحصاءات الجوع والفقر بأفريقيا , قبل أن أنتقد رجال الأحلام البلورية , وقادة الآمال للانتقال بنا إلى المستقبل الذي يفوق أوروبا وكندا ومجموعة العشرين ...
 ما هذا السياج الأخضر , إنه الفيلم الرومانسي الذي نحضره ونتفرج عليه حتى نتخدر من واقع مر أليم .. الفيلم بطولة القادة الذين دشنوا الديمقراطية وإشراك الأحزاب الأخرى في الحكم وأقاموا أنظمة نظيفة لا يعرف الفساد إليها سبيلا .. وأنت تشاهد فيلم السياج الأخضر ترى مجموعات ضخمة من أبناء أفريقيا يموتون غرقا في البحر في طريهم إلى أوروبا الحلم معظمهم من أبناء أفريقيا , أفريقيا بقادتها العظماء , لو جمعت مجموع ما تكلغه رحلاتهم المكوكية لحضور المؤتمرات لفاقت ميزانيات دول بأكملها إنه الهدر المغلف بسولفان الاحلام والآمال , وليغرق من شاء الهجرة .. ولعالجت ميزانيات حضور المؤتمرات مأساة المهاجرين الذين يفرون من بلدانهم لأوضاع مزرية .. لو ركضت خلف تفصيلها لملأت مجلدات ...
ومن قبل كانت جماعة قادة الساحل والصحراء .. ماذا قدمت وكم هي الميزانيات التي أهدرت في مؤتمراتها ؟! إنها الأحلام المعلبة ذات الصلاحية المنتهية .. لو تتبعت الجوع والفقر والمرض وموت الأمهات في الولادة وموت المواليد ونسبة الأيدز والإيبولا وما يجري في جنوب السودان ودار فور , فهو المأساة بمعناها الواسع . وتجد هؤلاء الرجال الرومانسيون يجتمعون في نواكشوط بغرض السياج الأخضر ,, يا الله , وأوروبا اجتمع قادتها لعمل سياج يمنع المهاجرين الأفارقة من الوصول إليها !!
هل وقف القادة الروانسيون حدادا على أرواح الأغارقة الذين قضوا وهلكوا في عرض البحر غرض البحث عن مستقبل نظيف .. وموتهم متواصل حتى اللحظة .. هم لا يقفون حدادا لموت أحد , إلا ما ما وجدت كل هذا التلميع الإلامي , وتوزيع الإبتسامات , والاطمئنان على صحة هذا الرئيس او ذاك , والسؤال عن مشاريعه الخاصة أما نحن الشعوب فلنذهب إلى الجحيم غير مأسوفا علينا . وسلامي للسياج الأخضر الذي يحق أن يسمى السياج الأسود . فإن لم تستحي فاصنع ما شئت . وإن لم تستطع مواجهة الواقع فأهرب إلى الأمام بمثا هذه الأحلام لمحاربة التصحر .. إنك يجب ان تسأل ماذا لاصنع هؤلاء القادة الانصرافيين بخصوص مشاريع الزراعة الكبرى في بلدانهم الأفريقية التي تعاني الجوع والجوع الشرس .. وهم يجتمعون في عاصمة تعاني الأمرين من العطش .. ولك ان تقول لهم الله يرحم الصومال هل قدموا له شئ ينهي مأساته حتى ينصرفوا إلى السياج ؟! ما هذا التفاؤل الناصع لدي هؤلاء القادة , فكأنهم حلوا مشاكل شعوبهم وصعدوا بهم إلى مصاف التنمية المستدامة , وجاءوا ليجلسوا بهدوء ليحلوا مشاكل التصحر الذي يهدد أفريقيا..
إن مرارة التصحر , هو التصحر السياسي الذي جعل معظم القادة الأفارقة قد تحنطوا على كراسيهم , ولن يفارقوها إلا إلى القبر .. أما الفساد الذي نهب الثروات لصالح فئة حاكمة فإنك لو سعيت وراءه لانفجر موقع ويكيلكس ..
إن مرارة التصحر في ثروات أفريقيا المنهوبة بالاشتراك مع حكومات وعصابات غربية .. أين الذهب الذي يستخرج من باطن أرضها بآلاف الأطنان , مع إرتفاع أسعار الذهب العالمية لكان انتاجه كفيل برفع المعاناة عن كاهل شعبها المظلوم , ولقامت مشاريع تنموية  وزراعية وصناعية حلت مشاكل التصحر دون الحاجة إلى السياج الأخضر ,, ولنا ان نسأل أين عائد الماس الذي يزين صالات العرض ومتاحف أوروبا وأمريكا بأسعار أقل ما يقال عنها أنها فلكية .. وأين اليورانيوم والراديوم المشعان التي يستخرجان من أراضيها ؟!!
إن مرارة التصحر أن يعقد المؤتمر في مدينة يعاني أهلها من العطش وشح المياه .. وأن يأتي الرئيس السوداني الملاحق من قبل الجنائية لارتكابه جرائم حرب ضد شعبه من عاصمة تجري من تحتها الأنهار وهي تعاني العطش .. وقد عاد بها الزمن مائة عام لتباع الماء في أحياءها على (الحمير ) .. وغارقة في الظلام بسبب نقص الامداد الكهربائي .. وفوق ذلك المواطن مهدد بزيادة تعرفة الكهرباء 100% .. رغم وجود خزان الروصيرص وخزان سنار وسد ستيت وسد مروي الذي قدم للمواطن بأنه الحل السحري لمشاكله !
إن مرارة التصحر في تهديد القاعدة وداعش وبوكو حرام  وحركة الشباب الإسلامي للعديد من الدول الأفريقية .. إفريقيا في حاجة لسياج أمني يحميها من فواجع فقدان أبنائها بدون ذنب ...
وإنك لتعجب أن يعيش الأفارقة أنعدام الأمن وضنك عيش لا يعلم مداه إلا رب العزة , ومن تحتهم ثروات لا تعد ولا تحصى .. والعجب أنصراف قادنها عن تصحر الجوع الممتد من القاهرة وحتى الكاب .. ومن سواكن وسنكات ودرديب ومقديشو إلى تمبكتو  .. إنه لشئ مؤلم وفظيع , وبلغوا تحياتي للسياج الأخضر ..

الأحد، 26 يوليو 2015






دعم النظافة الخطط والبرامج


قاد أ.د مأمون حميدة وزير الصحة ما تم تسميته مشروع دعم النظافة للمرحلة القادمة لمعالجة الأمر وإصحاح البيئة . وبالطبع في كل حالات حكومتنا الرشيدة لابد أن تلقى الكلمات الرنانة الطنانة , تسمع رحى الكلمات الكبيرة تدور على ألسنة من يتقدمون أي مشروع ولكنك لا ترى طحينا أو خبزا .. ومن هذه الكلمات الطنانة الرنانة المصاحبة لمشروع دعم النظافة يقرع سمعك قيام آلية الخطط والبرامج للمرحلة القادمة ومعالجة إصحاح البيئة وتنفيذ المقترحات والمقررات والتوعية المستمرة للمواطنين بأهمية المساهمة الفاعلة , أفرادا ومنظمات ..

ودعونا نبدأ من الجزئية الأخيرة ألا وهي مساهمة النشطاء والمنظمات والجمعيات .. بالطبع إن لم تكن المنظمات خارجة من رحم المؤتمر الوطني أو منبثقة من إحدى اللجان الحكومية فإنها غير فاعلة وغير مرحب بها .. ولك أن تراجع الجهد الفردي أو منظمات ما يسمى بالمجتمع المدني ومقترحاتهم جميعا ذهبت أدراج الرياح .. ففي كل صباح نتكلم عن الحوار الوطني , ثم لا يتم الترحيب بأي مبادرة ..

متى يبتسم أ.د مأمون حميدة وهو يقدم طرحه للمواطنيين .. إنه في كل وقت يقدم فيه خطابا أو مقترحا أو مبادرة , وكأنه يطرحها ومعه سياط من كره أو بغض .. ما علينا من هذا لا نبكي على الحب المفقود أو الود الضائع . وإنني برغم ذلك ما كنت أود منه أن يقف ليطرح لنا موضوع مبادرة دعم النظافة في ولاية الخرطوم .. ما كنت أود منه تجشم الأتعاب .. أين دور مكاتب الصحة , أين دور الضباط الإداريين أم أنني أتكلم عن أشياء عفى عليها الزمن , وتغيرت المياه تحت الجسر ..

إن مشروع النظافة والاهتمام بها صحيح أنها مسؤولية الجميع .. ولكننا منذ وقت بعيد نقتلها باللجان والمداولات والمناقشات والاجتماعات والمؤتمرات ثم ينفض السامر , وتتكدس الأوساخ والقاذورات وينتشر البعوض والذباب وتكثر الأمراض .. ولكنك حين تدلف إلى اجتماعات مجلس الوزراء , أو إلى لجان البرلمان واجتماعات الوزراء تجد أن كل نظيف ومرتب وحتى مواقف سياراتهم وسياراتهم هي نظيفة ولامعة وملابسهم بيضاء ناصعة .. مَن مِن هؤلاء قد زار سوق أم درمان ومواقف البصات الشعبية , وأماكن تجمعات الباعة والشوارع الخلفية ليرى هذا الألم  وهذه القاذورات المكدسة وبرك المياه الراكدة .. إن شوارع مرور الوزير أو البرلماني نظيفة وأماكن عمله وتواجده وزياراته مرتبة مسبقا وملمعة ونظيفة .. ولكن أهلي تحت لهيب الشمس كان الله في عونهم وحفظهم من آثار تكدس الأوساخ والأقذار والمستنقعات .. ونلح بالدعاء وموسم الأمطار قارب على أن يقدم مهرجاناتها العنيفة في العفونة وانتشار ضفادعها وبعوضها وذبابها وغيرها من الميكروبات ..

إن مبادرة النظافة لا تحتاج إلى هذا الكم الهائل من المقررات والنشرات والخطط والبرامج , إننا بحاجة إلى التنفيذ والتنفيذ الملزم من قمة الهرم أولاً ثم بعد ذلك ننزل هذه الدعوة لدعم النظافة إلى المواطن الذي بين ناريّن الأولى الضرائب والثانية نار الخدمات .. إن من يدفع الضرائب في البلاد المحترمة يجد كل الخدمات .. لكن المواطن السوداني يدفع الضرائب ثم يسدد مبالغ الخدمات للنظافة وغيرها ...

وكما قلت أن التلفاز نظيف ولامع وأهله الذين نراهم في قمة التلميع الساطع والمظهر الحسن , وكذلك الوزراء والبرلمانيين ولكن كيف أرضى أن أكون نظيفاً في أماكن كل ما حولها قذر ومختل وممتلئ بالفتن , فأين مبادرات هؤلاء ؟!

إن أولى المبادرات أن يطرح الأمر على هؤلاء الوزراء والبرلمانيين وغيرهم من النافذين في الدولة أن يتقدموا بشركاتهم لكي يتناولوا النظافة .. وأن يقسم الأمر بينهم , لأننا نعلم أن من هو خارج الجماعة لن ينال شيئا ولا يحلم بأي ربح .. فهل لا تزال النظافة تابعة لملكية الدولة ؟! يجب أن تخرج في جميع أنحاء البلاد من ملكية الدولة لكي يتم تسليمها إلى شركات نظافة , ويتم تقسيم المناطق بينها  . ثاني المبادرات بأن يكون هناك عمل مستمر لإنشاء الحوافز .. فأين هي الحارة المنطقية المرئية الخالية من تكدس الأشياء القديمة والحجارة وأكوام الخشب وبقايا البناء لتنال جائزة وزارة الصحة بأنها الحارة الأولى .. حتى تلحق بها باقي الحواري ..

كنت ذات مرة أسمع متحدثا في إحدى مواقف البصات والمكان حوله مكدس بالطين والقاذورات وهو يقول : يا شيخ هذا عيب كبير أننا الآن نركض وراء المادة والزيف لنزين بيوتنا , ومن ثم نخرج  إلى طريق ملئ بالطين ونحن نتلمس سيرنا بقرب الحيطان , يا لنا من شعب عجيب .. فكنت أقول في سري نحن لا نكذب ولكنا نتجمل ...

وثالث  المبادرات .. كم عدد المنضوين في الجيش والشرطة وطلاب وطالبات المدارس .. لماذا لا يعمل نفير عام في كل شهر أو مرتين ليتم استخدام هذا العدد الهائل من الناس في عمل نافع لمدة ساعة أو ساعتين .. دعوة نفير لا تترك ورقة أو حجرا   أو خشبا أو غيره إلا وساوت كل شئ ورتبته ...

 إن إعادة التدوير قد أفادت في كثير من البلدان لنرى أنها قد نظّفت بفضل إقبال البعض على جمع الأشياء وفرزها .. وأننا في السودان قد بدأنا السير في فهم إعادة التدوير منذ وقت بعيد .. ولكنك لا تفهم لماذا توقف السير في هذا المجال لنتراجع فيه .. ففي مكتب صحة الخرطوم  ومنذ وقت بعيد قد طرحت بعض الشخصيات فيه أهمية الاستفادة من إعادة التدوير ودورها في تنظيف البيئة وإصحاحها منهم الأستاذ / بكري عثمان  محمد .. والأستاذ / علي محجوب .. والأستاذ / عبد العظيم الطيب وغيرهم ..

ورابع المبادرات .. لك أن تسأل عن الدعم الصيني الذي بنى القصر , وقدم سبعين سيارة فخمة لتنقل الوزراء وكبار المسئولين .. أين نحن من جلب دعم صيني لتوفير عربات النظافة وآلياتها ومعداتها ؟! إن هذا الجيش الضخم من المسئولين يجب ان يكون له الدور الفاعل في دعم النظافة قبل أن نتوجه إلى توعية المواطن لنكسب مساهمته في إصحاح البيئة ...

خامس المبادرات .. هي النظر في اتجاه أصحاب المطاعم والبوفيهات وأماكن تقديم المشروبات والسوبر ماركت وحتى بقالات الحارات أن تتم مراجعة النظافة فيها للحصول على المزيد من الإصحاح , ولكن يجب في كل مراجعة في هذه الأماكن علينا أن نراعي الحالة الإنسانية لأصحابها , لأنهم يقفون ويدعمون أسرهم .. وإن تعاملنا بفظاظة الإغلاق والغرامة فإننا نضرهم ولا ننفعهم رجاء أن تكون المراجعة بالحسنى ليتم تقديم أفضل الخدمات في مجال المأكولات والمشروبات ..
وتترى المبادرات في دعم النظافة . وإنك لتنادي على أصحاب الأحزاب كافة .. وعلى المصلين في المساجد .. وعلى ربات البيوت .. وعلى الكل أن يكون له دور في تنظيف الشوارع والأسواق والمواقف وجميع أماكن التجمعات ..

الثلاثاء، 7 يوليو 2015

البحث عن مؤسسة الوفاء للتكريم
أخبار الشريط المتحرك في قنوات السودان الفضائية نقلت ما مفاده أنه تم تكريم الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد , وذلك بزيارة رئيس الجمهورية له في بيته , مما دفع الشيخ صادق أن يعبر ويقول : أنه في العالم أجمع لا يوجد رئيس جمهورية يفعل ما فعله البشير بزيارة أحد المواطنين ليكرمه في منزله ..
ونقلت الأخبار أيضا أنه تم تكريم الشاعر كامل عبد الماجد _ شاعر الأغنية الشهيرة لأحمد الجابري سيد الاسم -  كما تم تكريم لاعب كرة القدم الشهير " بشرى وهبة " . هذه التكريمات وهذه الزيارات المنزلية تأتي ضمن ما يسمى التواصل الرمضاني , وإنها لشئ عظيم وعمل مؤثر .. ولكن أن يتم مثل هذا الفعل الجميل في إطار فردي هو ما دفعني للكتابة والتعليق على هذه الأخبار السارة وأن أصحابها يستاهلون .. ولكن كل مبدع في مجاله سواء أكان شيخا أو لاعب كرة قدم أو سياسي أو تاجر مشهور أو أستاذ جامعي .. وكم فيك يا بلادي من أصحاب المواهب المتعففين والذين يحيون في صمت ويبدعون في صبر وظروفهم وأحوالهم لا يعلم بها إلا الله  .. ونحن لا نحس بهم , يظهرون كأنجم وأقمار حتى إذا طلعت شمس النهار وركضنا في الحياة لا نراهم ولا نعرف أين هم ..
إن حكومتنا وميلها واضح لمن هم في داخلها أو ممن عملوا ضمن إطار أفكارها .. وإنك لترى أن الواحد منهم بمجرد أن توفاه الله تجد له مهرجانا عجبا وتنظم له حملات إعلانية , ويتم إنشاء جمعية كبرى باسمه , والمثال واضح , جمعية الزبير محمد صالح يرحمه الله , وكذا جمعية د. مجذوب الخليفة يرحمه الله ..
  إن ما نريد قوله أن أدباء وشعراء وكتاب بلادنا كثر , منهم من أبدع , ومنهم من لا يزال يبدع في مجاله هل تم تنظيم مؤسسة خاصة لرعايتهم أو تفقدهم وتفقد أسرهم .. وإذا كان التكريم قد طال الشاعر كامل عبد الماجد - وهو يستاهل ذلك , فلماذا لا يكون التواصل عبر مؤسسة ترعاها الحكومة أو توعز لبعض الشركات ومؤسسات الدولة أن تخصص لقيام مؤسسة الوفاء لرعاية أمثال هؤلاء . ها هي سوداني ترعى الآن وبدعم ضخم قنوات وإذاعات سودانية لولا استمرارها ووقوفها معهم لاختفت هذه القنوات وهذه الإذاعات .. فلماذا لا يكون الوفاء حقيقة وليس مجاملة أو زيارة فردية ؟
إن التواصل الرمضاني الحق .. والتكريم الحق .. والرعاية الحقة أن تكون من الجهة الحكومية لأشخاص يعارضونها .. هل يستطيع البشير أن يقوم بزيارة هاشم صديق والوقوف إلى جانبه وتكريمه والاستماع إلى أدائه . هل يستطيع البشير أن يقوم بزيارة أسرة محجوب شريف ويقدم لها الدعم أو العون ويسأل إن كانت للرجل ديون أو ظروف لبعض أفراد أسرته يجب حلها .. لا أظن .. لأن التكريم يأتي حسب رأيي عبر ترتيبات واستقصاء لمن ترغب الحكومة أو أحد قياداتها في زيارته ومن ثم يتم إبلاغهم وتنسيق الشوارع المؤدية لبيت المزار .. لكن عفو الخاطر لا أظن ذلك يحدث .
إن هنالك نزعات فردية مشكورة تعلم على التوثيق لمن أثروا حياتنا .. فالشكر للجُزلي على عمله الفردي في الوفاء لمن قدموا لنا الإبداع في كل المجالات , هل انتبهت وزارة الثقافة أن تجمع أعمال عمر الجُزلي و تنشرها للناس ؟ بالطبع لا  . ومن قبل عمر الجُزلي كان المرحوم حمزة مصطفى الشفيع قد قدّم مئات الحلقات , هل هي محفوظة في الإذاعة ؟ هل هنالك من عمل على تفريغها وتقديمها للناس ؟ .. لا أظن أن ذلك حدث أو سوف يحدث .. وحتى آخر المهتمين بعمل الوفاء وحفظ الجميل لمن قدموا الجميل وخاصة في مجال كرة القدم نجد المعتصم أوشي قد قدّم الكثير مع شخصيات مؤثرة فهل يستطيع أوشي أن ينشرها جميعاً عبر كتاب ؟ .. لا أظن ذلك ولا أن أحداً سوف يساعده على ذلك .رحم الله نادية عثمان مختار فقد قدّمت عبر برنامجها "يوم الزيارة" الكثير من الشخصيات وفاءً لما قدمته للسودان .. والشكر كذلك حسين خوجلي فهو يهتم بهذا الجانب بحثاً عن الوفاء لأهلنا قبيلة أدباء والشعراء والفنانين والشيوخ وغيرهم وإن كان ميله لأصحاب أفكاره رؤيته بيّن .
ما أود أن أقوله يجب أن نقيم مؤسسة الوفاء لأهل العطاء وتكون ذات مسؤوليات عريضةوغير محددوة , مسؤوليات تكريم للأحياء أو الأموات بدعم ومساندة دائمين بمعاش واعتناء ورعاية  لأسرة في حياةٍ أوموت لكن أن تظل الزيارة فردية تحمل المجاملة وتجمع شمل أصحاب الرأي الواحد وتخرج علينا بأناشيد الشكر للمسؤول وأنه عظيم لا مثال له ولما قام به فهذا شيء يجب أن يختفي من قاموسنا .
ويجب أن تكون مؤسسة الوفاء للعطاء وطنية لا تستثني أحدا أياً كان توجه وأفكار ورؤاه , لكن أن ترضى الحكومة واللجنة المنبثقة عنها عن المكرم وتستقصي عنه ثم تزور لتسعده فهذا شيء لا يليق بمن ينادي ليل نهار على أجندة الحوار الوطني ولك أن تسأل هل في المجلس الوطني و ضع خطوطاً تحت الوطني هل في لجنة الثقافة ذي قد انبثقت لجنة وفاء لتكريم أهل العطاء الأحياء والأموات ؟؟ هذه علامة استفهام كبرى .
وكما قالوا فإن ميزانيات نواب البرلمان وجميع القياديين في كل أنحاء البلاد الجزء اليسير منها يكفي لإقامة مؤسسات سد الجوع وإقامة مؤسسة الوفاء للعطاء .
إن لنا عشرات بل مئات بل ألوف من أساتذة الجامعات والصحفيين والإعلاميين الصابرين الصامتين العاملين في عفة برغم الظروف ولهم من البحوث والأعمال والمواهب والأفكار والرؤى إذا ما قدمت لأسعدت الناس أجمعين لكننا الآن عرفنا وكأن الحياة لدينا كلها أسواق شعبية وشاحنات وباصات وحافلات وحفرٌ ومطبات , متى نعرفهم هؤلاء العظماء ومتى نتعرف عليهم ونتقرب إلى مواهبهم ونكرمهم وهم أحياء ونمد وفاءنا لمن رحل منهم .
ومره أخرى نقول أن الشيخ صادق عبدالله عبدالماجد هذا الوالد الصبوح الوجه ويستاهل نشر سيرتهم وافكاره وكتبه ولكننا لا نؤيده في المدح ولك أيها المتابع أن تسأل هل الزيارة جاءت خالصة لرجل مقام صادق عبدالله عبدالماجد زعيم حركة الإخوان المسلمين في السودان ومؤسسها الحقيقي أو أن المشير في ذكرى بدر أراد أن يرسل رسالة إلى الذين يتابعوا تحالفه مع السيسي بأنه لا يزال إخوانياً ولن يحيد وها هي زيارته تأتي لأكبر رمزٍ إخوانيّ ليس في السودان وحسب بل في كل العالم وكأن المشير يحيي مرسي في محبسه هذه مجرد أسأله يجب أن يطرحا المراقب والمتابع لبرامج التواصل الرمضانيّ , ومره أخرى نقول أن الشيخ صادق عبدالماجد يستاهل التكريم ولكننا لا تؤيده في المدح إلا إذا قامت مؤسسة الوفاء للعطاء وطنية خالصة ترعى الأموات والأحياء رعاية تامة وتحتضن الجميع الشيوعي قبل أصحاب الحركة ودمتم.

الأحد، 5 يوليو 2015



الجوع في ظل حكومة البطون الممتلئة
( يسرقون رغيفك ..ثم يعطونك منه كسرة ..ثم يأمرونك أن تشكرهم على كرمهم , يا لوقاحتهم !غسان كنفاني )
كل ما جاء رمضان تزايدت الأحزان وان فطر القلب بما يرى من معانات أهله في السودان ، قلة ذات اليد وانعدام متطلبات الحياة . والفقر الذي تتعرف به الحكومة لو إن كل قيادي فيها عن نصف ما يملك لا انتفى الجوع والفقر , ولسعدت البيوت المغلقة على أهلها الذين يحضنون
التعفف والصمت ، ويمضغون الصبر ، وهم يرون الإعلانات .. ولو سألنا كم ميزانيات هذه الإعلانات وكم هي المبالغ المدفوعة فيها ، لوجدته أمراً عجبا ..
قبل أسبوع استمعوا إلى تقرير عن حالات الجوع وسط طلاب المدارس في ولاية الخرطوم ، فكان العدد الذي ذكره إن حوالي 150 ألف طالب يعانون من الجوع ونقص المياه في المدارس ( ولعلى كل الطلاب يعانون ما عدا أبناء البرلمانيين والنافذين في الحكومة وكبار الضباط ) يالله على زمن كانت المدارس الداخلية تقدم الوجبات ، وتعتني بصحة الطلاب ، وكان مطعم جامعة الخرطوم خمسة نجوم مع إضافات الحليب وقطع الشوكولاته .. ثم يأتي رمضان ليظهر أصحاب المن والظهور في الإعلام .. مع تصوير باهر للمسؤول وهو ينفذ برنامج الراعي والرعية لتحسين دخل الأسر الضعيفة بمحلية أم ضريوة ، الكدرو ، الكلاكلة ، الأزهري ، الأندلس .
تعففت الأسر وصبرت واستكانت في صمت ولكن المسؤول راغب الظهور ، وراغب أن يمن بصدقته حتى على اهله ليظهر صورهم .. آباء مرضى يعانون لعجز وعد القدرة على العمل ، وأمهات منكسرات في حسرة ، وجوههن مطأطأة إلى الأرض . هذا التعذيب والذي مضاعف مرة بما اوصلتنا هذه الحكومة إلى درك الفقر ، ومرة حين تود اظهارنا للناس ..
ثم الشيء الأخر .. كيف ازداد هذا الوجع والفقر والعدم بينما انت ترى المجمعات السكنية ذات الطوابق الشاهقة كيف ازدادت اعداد المعدمين العاطلين عن كل شيء بينما الإعلانات تعطيك صور أناس في باريس ولندن وبرلين ، مع ازدياد الجوع يزداد محلات المكياج والتجميل والتنحيف وبرامج معالجة السمنة .. يالله على بلد التناقضات .
اليس هناك رجل رشيد يعلن للملأ عن منظومة تأخذ من أموال الأثرياء وأصحاب التحلل وأهل فقة السترة لتردها إلى المساكين والمعدمين والفقراء ، والذين ينظرون إلى إعلانات التلفازات بأحلام لنا تحقق قريباً .. انظر إلى هذا الكم من برامج طلب المساعدات ومساندة الجوعى والمرضى والفقراء .. برنامج في قناة الشروق مع الود والتقدير وبرنامج عبد الله الحسن بنك الثواب وبرنامج لا اذكر إن كان في قناة الخرطوم أو قناة قوون بعنوان في ميزان حسناتك كلها تستجدي المساعدة والعون لأهلها الذين لا يملكون شيئاً .. هذه البرامج لا نقلل من شأنها ولكنها دلالة على ازدياد معدلات الفقر وانتشار المرض ..
ويظهر المسؤول مع الأسرة المتعففة ، وكما يقولون أنهم عرفوها بعد بحث وتقصي .. ما هذا الهراء ؟ّ! أن ثلاثة أرباع الأسر في حاجة إلى العون والمساندة ومد يد الإنقاذ ومن عجب أن يحدث ذلك في ظل الكلام المتواصل عن الإنقاذ وأنه لولا الإنقاذ لهلكت البلاد والعباد .. " وسلم لي " على التحقق والتقصي عن الأسر المتعففة .. ثم يقدم لها المسؤول ما يعينها بمشروع صغير تستطيع أن تحيا به . مشكور أيها المسؤول صاحب الجلباب الأبيض والكرش الممتد أمامه دلاله على ما هو فيه من تنعم وراحة وهدوء ، اللهم لا حسد ، وزاد الله المسؤول سمنة وضخامة وما عليك أن زاد الفقراء نحافة وزحفت عليهم الأمراض لسبب الجوع ..
ومشكورة أيتها الوزيرة عندما تأتين إلى بيوت الفقراء وأنت في كامل أناقتك , مكياجك وثوبك الأنيق وحليك .. ومرة أخرى اللهم لا حسد ..وزادك أيها الوزيرة بسطة في الجاه ..ولكن الله أيتها المعدمات من تملك منكن ثوب واحد مهلهل لكل المناسبات ومن لا تملك ...
ولك أن تسأل كيف يتم اختيار بعض الأسر , بالطبع إن هذه الأسر المختارة والمعلنة صورتها في الإعلام , بيت من الطين , خال من متاع الدنيا , لماذا تم اختيارها ؟ ونخشى أن يكون اختيارها لأسباب : منها أن هذه الأسر ليس في تاريخها احد يعاند الحكومة . ولم يتم إدانته بميله إلى فصيل معارض .. ولم تدان الأسرة برفع صوتها ذات يوم في نقد الرئيس أو الوضع القائم .. بل عاشوا في ستر وخوف . فعيون الأمن القومي السعيد تعرف كل إنسان في الولاية وماذا يفعل .. وتم الاختيار كذلك ربما لأن أحد أقاربهم في تنظيم الحكومة  أو البرلمان أو الأمن وغيره .. والآن في رمضان رضي عنهم وأراد أن يقدم لربه عملا طيبا ...
عموما لا نذهب بعيدا حتى لا ننفي عن أصحاب الوصول إلى هذه الأسر , حسن النية ورغبة بقربهم إلى البارئ عزّ وجلّ ...
ولكن السؤال الذي تعقبه علامة استفهام كبيرة : لماذا لا يتم عمل منظومة عمل كبير يتم بموجبه تشغيل آلاف الأسر حتى لا يتم اختيار أسرة قليلة يظهر المسؤول معها وهو يبتسم ..إن ديون الكباري تكفي لتشغيل آلاف الأسر عبر لإقامة مصانع ومعامل .. ثم لك أن تسأل : أين بنوك تسليف الفقراء , وأهل حكومتنا هللوا حين فاز محمد يونس البنغالي بجائزة نوبل للاقتصاد .. وغير ديون الكباري , فإن ما تم صرفه في المؤتمرات والحوارات غير المجدية .. وما تم صرفه في تأليف قلوب المنضوين إلى ركب الحكومة من المنشقين من المعارضة , وما تم صرفه على (تدجين)  أحزاب معارضة لها تاريخها !  وما تم صرفه على انتخابات هزيلة هزلية ومسرحيتها المضحكة حد البكاء .. وما تم صرفه على أغان وأناشيد لتمجيد الزعيم .. وما تم صرفه على تنصيب الزعيم الذي نصب نفسه بقوة السلاح ثم بتطويع القانون .. وحتى تلك المنحة الصينية التي بنى بها قصر الزعيم الفخم في ضاحية يلفها الثلاثي الوقح : الفقر والجوع والمرض .. إنك لتجد أمرا عجبا , كل هذه المبالغ المهدرة بداع وبدون داع  لكانت جميعها تكفي آلاف الأسر المتعففة وغير المتعففة ...
إن ميل الحاكم وزمرته إلى جماعة دون جماعة , لا يبني وطنا , ولا ينفي فقرا , ولا يحارب جوعا .. إن لم يكن العمل ضمن منظومة واسعة تعمل على محاربة أسباب المشكلة في بلد لم يكن يعاني فقرا ولا جوعا .. ونقول سبحان الله في ظل الكافر الملعون تجد كل شئ متوفر والناس في نعمة .. ثم في ظل من قال أنا وطني  وأنا إنقاذي تجد الناس في هم ونكد وشظف عيش .. ثم حتى حينما خرجنا من ظل المستخرب كما يسمونه لا المستعمر , تجدنا في ظل حكوماتنا الوطنية المتعاقبة , لا أقول برفاهية ولكننا كنا في خير وعافية , بلا جوع ولا فقر ..و لك أن تقول : أشقى الولاة من تشقى به رعيته ...
ويتواصل الفقر وينمو الجوع ويزداد , ولكن لا جهة تراجع نفسها أو تقر بما قامت به من أخطاء وما ارتكبته من سيئات في حق شعب كريم .

الجمعة، 3 يوليو 2015

السر قدور : أنسام الزمن الجميل
التحية في البدء للشفيع عبد العزيز حسن , وضيف برنامجه الدائم الوالد السر أحمد قدور , الضحكة الرنانة والكلام العذب . وهو ىخر من تبقى لنا من سيرة الزمن الجميل , والأمس الرائع بكل ما فيه من حكايات وأساطير ..
    برنامج أغاني أغاني تنمو سنواته .. وإن كان يجذبنا فهو مغناطيس المشاعر الذي يلصقنا بالزمن الماضي .. وكأننا نجول في شوارع أم درمان .. وأنت ترى الحركة الدائبة في الإذاعة الناشئة في العام 1940 م , وكأنك ترى السر قدور والذي قال عن نفسه أنه دخل الإذاعة حينما كان عمر في السنة السابعة عشرة , وكيف أنه قام بكتابات عدة تمثيليات إذاعية في ذلك الزمن وكيف أنه تصادق مع زملاء أذكياء كأمثال إسماعيل خورشيد وغيرهم ..    التحية للسر قدور وهو يقدم أغاني أغاني , وهو الوالد الجميل مهندم في ملابسه ,راق في جلسته , فيما نرى صغار السن الشباب وهم يجلسون جلسات عجيبة أمام الكاميرا .. أين المخرج , وأين المصور ؟! وأين منسق الديكور من نظرة لهذه الملابس المزركشة ..نعم لا نحجر على من يلبس ماذا يلبس لكن الذوق الذي نراه في اختيار والدنا السر أحمد قدور لملابسه يجعلك تتساءل لماذا ينزع هؤلاء الشباب إلى لبس ملابس هي أقرب إلى (اسكيرتات) البنات .. وإن كنا في الصيف نرى ( البالطوهات).. نعم إن لكل زمان موضه ولشباب ما يروق لهم ولكن هناك ذوق عام يجب مراعاته ...
  ما علينا من ذلك إلا إننا نشيد بذوق الوالد السر قدور وعاصم البنا أما البقية  فملاحظاتنا عليهم نحيلها للمخرج ومنسق المناظر .. ونحيلها كذلك إلى الشفيع حسن ..
أما ما يقدمه الوالد فإننا نحس أنهم حينما يجلسون يبدأون عفو الخاطر , بلا تنسيق مسبق لأن أغاني رمضان هذا العام نحس فيها المجاملة وذكر بعض الشخصيات وكأنهم قبل البرنامج بقليل ذكرهم أحدهم هذا الشاعر أو ذاك ...
ولأن الوالد السر قدور قد عاش بحق خبرة أواخر الأربعينات من القرن الماضي وهو يافع .. وكذلك مدة الخمسينات والستينيات بكل عنفوان الفن بها .. فإننا كنا نأمل أن يكون برنامجه بكل ما فيه من ترفيه ولطائف وضحكات أن يكون موثقا لذلك الزمن الجميل .. إنني حين أراجع مجلة هنا أم درمان وما كان يقدم فيها من تفصيل برامج الإذاعة .. تخيل أن الآن مجلات متخصصة تقدم مسحا شاملا لبرامج التلفاز والإذاعة ونحن فعلنا ذلك قبل نصف قرن من الزمان أو يزيد .. كنت ألحظ في تفصيل البرامج .. أنهم يكتبون مثلا : نستمع إلى فاصل غنائي الساعة العاشرة والربع صباحا ومن ثم ذكر أسما بعض المطربين أمثال صالح سعد وصالح الضي وحسن درار  وحسن سليمان والتجاني مختار ومحمد حسنين , وعمر الشريف ,وبخصوص أسماء كصالح سعد , فإنني استمعت ذات مرة في الإذاعة إلى صوته العذب وهويغني أغنية من كلمات عبد الرحمن الريح وهويقول فيها :
غاب عن عيني جمالك مالو
الربيع إنت وإنت جمالو
يا زهر يا نضير
حرت منك تفكر
هذه الألوان
للجمال عنوان
وبقلبي مكان كل أمالو
 كيف ظهروا وكيف اختفوا ؟!إننا هنا مع ذكر هذه الأسماء آمل أن تكون موضع تعليق والدنا السر قدور ليذكر لنا بعضا من سيرة أول فنان عزف العود أو كما تم تداوله وهو الفنان عبد الحميد يوسف .. أو يذكرنا بالفنان السيوفي .. وبهاء الدين عبد الرحمن وذكرياته مع الكاشف الذي غنى من كلمات السر قدور يوم المهرجان .. وذكرياته مع عثمان مصطفى الذي غنى : عندي كلمة عايز أقوله فيها من عمري ابتسامة وفيها من عمر الطفولة .. وكنا نأمل أن يحدثنا عن أصدقائه الملحنين امثال : أحمد زاهر وخليل أحمد , وعلاء الدين حمزة , ووعربي الصلحي وبرعي محمد دفع الله .. فإنهم قدموا باقات رائعة من الغناء السوداني .. إن تذكر الفنان يطغى على كثير من أسماء الشعراء , وكثير من أسماء الملحنين .. آملين أن يضع البرنامج خارطة طريق تقسم بالتساوي , بين الفنانين والشعراء والملحنين وتاريخ تقديم الأغنية ..فإن هذا الإرث الجميل الرائع نأمل أن يتم التوثيق له كما يفعل الرائع عوض بابكر لغناء الحقيبة .. كما نأمل أن يتناول السر قدور ما قدمته الإذاعة السودانية من برامج اعتنت بالغناء كبرنامج صالة العرض وبرامج المبارك إبراهيم , وبرنامج أشكال وألوان الذي نسيت اسم صاحبه وهو كأشهر برنامج اكتشف المواهب ..ومع ذكر بنامج كشف المواهب نأمل ان يحدثنا الوالد قدور عن عبد الرحمن الريح وكيف أنه كان مؤسسة لاكتشاف المواهب , منهم من واصل رحلته الفنية ومنهم من مات ومنهم من اختفى وآثر الغياب .. وأجمل ثمار عبد الرحمن الريح هو الفنان الراحل إبراهيم عوض ..
أما عمر الشريف والذي كان صديقا للفنان الكابلي فإن أشهر أغياته سمعتها من الإذاعة من كلمات مبارك المغربي رحمه الله , تقول الأغنية : 
إنت يا راحل 
في الفؤاد حبك ..أصلو ما راحل
ومنها الكسرة الشهيرة :
انت وين ..انت وين
يا غرام الروح
فرفقا بينا في ربيع ريدنا
ما نهلنا غرام 
عمرك كان عاجل
وذكرياته مع صلاح بن البادية الذي غنى من كلمات السر قدور (يا حلوة يا ست البنات) ولا بأس أن يفصل لنا تاريخ كلماته فإنها عذبة وهل يمل الانسان من كلماتك يا سر قدور وهو يطرب مع الكاشف ( أنا إفريقي أنا سوداني ) ..
أما ذكرياتك مع إخوانك الشعراء لذلك الزمن السعيد كأمثال على محمود , واسماعيل خورشيد الذي ترك في الاذاعة أعذب الأغنيات كأمثال أغنية (داري عينيك عينيك داريها ) أنا شفت عيون **كتير وشفت عيون الليل صاحية 
ولكن عينيك ما شفت شبيها .. وأن تحدثنا عن ذكرياتك مع عبدالمنعم عبدالحي .. وعبد الرحمن الريح..
 وإن كانت لي ملاحظة أخيرة : آمل من المخرج أن يعدل الجلسات المنفرطة لبعض الشباب .. ولينظر الجميع لجلسة الوالد السر قدور المعتدلة الرصينة , متعه الله بالصحة والعافية وأطال الله عمره لمزيد من الضحكات والسرور في زمان يحمل الكدر والغبر...