الثلاثاء، 30 يونيو 2015

حال المستشفيات في ظل الإنقاذ
يكقر الكلام عن نظام التأمين , وبطريقة شاعرية وبأحلام مستقبلية , ويتواصل السرد لنظام العلاج الجديد , والشرائح , ويندلق عسل الكلام في التلفاز , وفي لوحات الإعلانات , ولكنك حين تدلف إلى لب هذه الكلمات المنثورة لا تجد شيئا ..
 إن المستشفيات والعلاج المجاني هي فقط في الأحلام , أن تنام وترى نفسك و أنت في مستشفى حكومي جميل وأنيق والكل يسرع في خدمتك بروح طيبة .. ويقدم لك العلاج وتودع بإبتسامته الطبيب والممرضة وكل الطاقم الموجود في جنبات المشفى .. ولكن حين تستيثظ لا تجد شيئا ..
  وأعلم يا رعاك الله أن المستشفيات القديمة بكل أنظمتها وإداراتها قد أصبحت من مخلفات الماضي , وإن أردت أن تحاسب المسؤولين على انهيار شكل وصور مستشفيات الخرطوم و أم درمان والخرطوم بحري لا تجد شيئا قد تبقى منها !
   وإنني إذا أكتب عن حال متردي , ووضع سئ وصعب , وأبنية منهارة , مكدسة بالقازورات والأتربة , هي باختصار بيئة لا تصلح لدخول إنسان لينال العلاج , فالصورة مأساوية مفجعة . بالطبع هنا نتكلم عن المباني الحكومية .. فهي صفر .. وإذا بدأت سيرك داخل المستشفيات تتدلف إلى مكتب الأطباء المناوبين , فهو شئ هزيل ومكان لا يليق بمن قضى عمرا ليقدم لنا الأمل والعلاج , فإذا مكتبه نرابيز متهالكة , متآكلة مقشرة , ذات أرجل مكسرة .. أما ما يجلس عليه نجد أن كراسي الكموسنجي في السوق الشعبي لهي أفضل من كرسي الطبيب ..
  ثم إذهب إلى النظافة داخل العنابر لتجد القطط والحشرات , وترى العنكبوت , وتسأل نفسك عن الأرضيات ما هي ؟! ما هذا السواد الذي يغطيها ؟! وهذه الأسرة الممزقة كم مضى عليها من الوقت ؟!
   قبل وقت وجيز دشن بعض النشطاء المصريين صفحة على النت , ليتم إرسال صور تعكس حال المشافي في مصر , فكان أن وردت لذلك الموقع صورا مفجعة وأليمة , لا يمكن أن تتصور أنها في بلد يدعي عراقةالحضارة .. وإننا في السودان إذا قمنا بمثل هذا العمل , فسوف يصاب المرء بصدمة لا يتصورها المسؤول .. وإننا لننادي الشباب الطيب أن يقوم بأسرع وقت بمثل هذا العمل , وسوف تتراكم صور عديدة عبر هذا الوقع ..
  وإنك لتسأل هل صاحب الشأن في وزارة الصحة , أو في الوزارات ذات الأسماء الرنانة , هل وصلت إليه التقارير حول حال مستشفياتنا .. أم أنه يرى صور المستشفيات الخاصة ذات الحدائق الجميلة والممرات الأنيقة منسقة الزهور , وأنت تمر عبر كاونتر زاهي , وكأنك في مشفى سياحي في هونولولو أو هاواي إنها لأصحاب المليارات الذين أثروا فيعهد من فتح الفساد على مصراعيه ودعا إليه..
أما إذا خرجت إلى ما يسمى مدن سودانية , فعليك أن تكون صاحب قلب جامد وعين صامدة . تتحمل أن ترى الفجائع والموت لا يرمش لك جفن ولا تطفر لك دمعة , لأنه لم يبق خارج العاصمة أي مستشفيات تذكر . كم أتمنى أن يقوم من هو في أم روابة أو كوستي أو في مدني أو سنار أو غيرها مما يسمى مدنا فسوف تندهش لصورتها ومنظرها ..
وإلى الآن الحديث يتناول حال مباني المستشفيات المتهالكة , ولم أدلف إلى حال العلاج فيها .. ولك أن تسأل ماذا تقدم مستشفياتنا من العلاج .. وكم تبقى من عدد الأطباء في الأطباء .. ولك أن تندهش إذا علمت أن إذا علمت أن الطبيب إن أراد الهجرة فعليه أن يقوم بدفع مبلغ ستين ألف ( ستين مليون بالقديم ) جنيه .. والسؤال هو : أين تذهب هذه المبالغ , ولصالح من ؟ هل هي لصالح تأهيل المستشفيات ؟ هل هي لصالح الصديليات ليتم مدها بالدواء اللازم ؟ أم إنها توضع في صندوق خيري لصالح من لم يستطع دفع تكلفة العلاج ؟!!
  أما بخصوص تكلفة العلاج فقد حكت لي إحدى الطبيبات الجميلات عن معاناة المرضى الفقراء .. كيف يقوم الأطباء وبكل حسرة وأسف ليجمعوا ليسددوا لذلك الفقير قيمة العلاج .. وهم أي الأطباء أصلا لا يملكون فائضا يجعلهم يدخلون إلى ساحات الإحسان في كل وقت , وفي كل حين ...
وحكت ل هذه الطبيبة الجميلة ذات القلب المرهف عن العمل في أجواء سيئة ومقيتة , وكيف حين يريد الطبيب المناوب أن يستريح فلا يجد ما يسمى المكتب الخاص بالأطباء , ما يجعله يتزود لفترة عمل أخرى , فلا يلق في المكتب سوى طاولات متهالكة ومقاعد خربة وكراسي ممزقة كما قلت ..
وإنك لتعجب حين يجتمع نشطاء لتقديم دعم لإحدى المستشفيات .. فيقابل ما قاموا به بكثير من الاستهجان من الأطراف الرسمية وما يتبع لها من صحفيين ومؤيدين , وكأن كل شئ مستقر.. وكأنهم هؤلاء الذين يدعون الإنقاذ وينادون به قد انطبق عليهم المثل السوداني ( لا يجدع ولا يجيب الحجار ) , يعني لا يفعل الخير ولا يترك خير ربنا ينزل .. إنك لتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ....
   إن مستفياتنا بمبانيها وأطباءها وعلاجها تحتاج للإنقاذ العاجل .. فهل من سامع .. وهل من منقذ لها .. ولكنك برغم النداء العاجل لن تجد للحكومة أذن صاغية ولا قلوب رحيمة تتحرك لتفعل شيئا , مع أننا ننادي في كل صباح الفينا معهودة عارفانا المكارم .. وفي كل صباح تطرق أذنك أغاني الحماسة ولكن لا تطبيق لها على أرض الواقع (عجبوني الليلة جو ترسو البحر صددو) فهل من منقذ ..بالطبع هناك العديد من أصحاب القلوب المكلومة لحال مستشفياتنا ولكن سوف ترى من يتصدى لك ويمنعك أن تفعل شيئا بخصوصها .. وسوف يظل الحال هكذا إلى أن يشاء الله أمرا كان مفعولا .. فينهض الغافل الظالم من غفوته ليصلح فهو صاحب الإنقاذ وهو أولى بكل عمل صالح !
     وإن تعجب فإنك تعجب من أمر الإنقاذي وقد أقام اللجان العديدة لبناء جسور وكباري .. وهي ديون ثقيلة على ظهر كل مواطن في هذا البلد .. لك أن تتعجب وتسأل لماذا لم يعمل على  تأهيل المستشفيات أولا ؟! فهل المرضى في بلد ما يستطيعون إقامة تنمية أو تطور .. لمن تبنى الجسور والقصور ؟ وقد إزدادت أعداد المرضى وتفشى المرض والفقر ؟!!

الأحد، 28 يونيو 2015

         الكويت أقوى بوحدة نسيجها
في يوم الجمعة , يتبنى تنظيم الدولة الإسلامي  هجوما على مسجد في العاصمة الكويت , هو مسجد الإمام الصادق بالصوابر . إرتفع عدد القتلى إلى ست وعشرين .. وإننا لنرفع تعازينا إلى الأمة الكويتية , وإلى ذوي الضحايا جميعا . إنه الإرهاب الأسود السيئ , ويأت التفجير بعد تفجيرين في المنطقة الشرقية بالسعودية , أحدهما في منطقة القديح , والآخر في الدمام .. التفجيرات كلها تأتي في مساجد الشيعة .. وذلك بغرض قيام الفوضى وشق الصف الوطني .. وأننا نعرف ومنذ أزمان بعيدة أن عاشت الكويت وعاشت المنطقة الشرقية وحدة صف , لم نشعر معها أن هناك اختلاف في النسيج الاجتماعي أبدا ..
    الكويت القوية بوحدتها الوطنية لن تتأثر بمثل هذا العمل القمئ , والذي يعكس مدى ما وصل إليه أصحاب الفوضى الشيطانية , فإلى أي شئ يهدف من يدخل إلى مسجد وقت صلاة الجمعة عيد المسلمين الأسبوعي , وهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا , وكانوا صائمين وساجدين , فتأتي أيها الشيطان لتفجر نفسك .. وتعلن جماعتك أنها تتبنى الهجوم .. هل في ذلك بطولة ؟!!
إن الجماعة الشيطانية في جميع المدن التي وصلت إليها ,وبعد قليل من الوقت من سيطرتهم عليها يفقدونها ويهربون .. فإلى أي شئ تهدف جماعة الفوضى الشيطانية ؟!
 إن الكويت بجميع طوائفها وفئاتها لا تستاهل مثل هذا العمل الجبان .. الكويت هي قلعة الإحسان , وهي الأيادي البيضاء الممدودة للجميع في كل البلدان .. وإنك إن ذهبت لتقصي أعمالها الخيرة , فسوف تحتاج إلى كتب ضخمة لتحاول تحصي أيادي الكويت , فأياديهم البيضاء للجميع وفي كل المجالات , دون النظر إلي الفئات والجماعات والطوائف ..
وإن كان تنظيم أو جماعة الفوضى الشيطانية قد خرجوا من العراق بغرض الانتقام لصدام حسين الذي أعدم يوم عيد الأضحى .. فأين هم مما قامت به أمريكا في كل العراق وتدميرها للجيش العراقي .. أمريكا وربيبتها في المنطقة وهي إسرائيل معروفة بما تفعله في غزة ومع جميع الفلسطينيين , فأين أصحاب من يدعون أنهم تنظيم الدولة الإسلامية .. وأين الإسلام ممن يقتل نفسا بغير وجه حق .. إنها نفس تصلي وتتوجه إلى ربها يوم الجمعة وهم صيام ..
    إذا كان داعش قد فشل عبر تفجيرين في المنطقة الشرقية بالسعودية أن يحصل على مبتغاه من هدم وحدة الصف , فها هو ينتقل إلى الكويت البلد الموحد الآمن ليعلن أنه سوف يتغلغل إلى أي مكان في الخليج .. وإنني على نظر أن الجمعة القادمة  أو بعدها سوف نرى داعش قد انتقلت إلى بلد خليجي آخر , فعلى أهلنا في البحرين التركيز أكثر والانتباه , وكذا في الإمارات وقطر وعمان ..
وكما قلنا فإن الكويت قوية بوحدتها الوطنية .. وانظر إلى أمير البلاد وقد ظهر في موقع التفجير بعد عشر دقائق من حدوثه , ليعلن أن البلد قيادة وشعبا هم على قلب رجل واحد .. والكويت قوية بديمقراطيتها , وممارستها البرلمانية المتفردة .. وصحافتها المميزة في النقد الاجتماعي والسياسي وغيره .. وكل شئ في الكويت يجري في العلن , مما جعله بلدا متميزا في جميع مناحي حياته , ونتمنى لهم المزيد ..
والكويت هي نبع ثر للثقافة العربية ولها أيادي بيضاء في نشر العلم والثقافة في جميع أنحاء العالم العربي .. وقد بدأت هذا العمل الكبير منذ وقت مبكر , ولا تزال وزارة الثقافة والإعلام في دولة الكويت هي منار علم ظاهر للجميع ..بإصداراتها الضخمة في شتى العلوم .. وهل ننسى مجلة العربي ..أو عالم المعرفة .. أو عالم المسرحيات العالمية . وأنت تتابع كل ذلك الكم من الثقافة لا تحس معه ولو بأدنى حس طائفي , أو شئ يلفتك إلى أن هناك في الكويت فئة ضد فئة ..أو طائفة ضد طائفة .. من هنا لن تنجح الأعمال الشيطانية في شق الصف الوطني , وتمزيق النسيج الواحد في بلد منارة للعلم والثقافة ..
   رحم الله كل شهيد قابل ربه يوم الجمعة وهو صائم قائم يصلي ابتغاء رضوان الله .. ولذويهم حسن العزاء والصبر والسلوان ..
ودام الجميع في الكويت في أمن أمان

الخميس، 18 يونيو 2015

يوم أن بكى الوزير 
هذا الوزير الذي بكى أمام الكاميرات , وأمام جموع من الناس .. يحق أن نسميه وزير المشاعر الإنسانية .. مالي كنت أحس كلما رأيته من قبل , أنه كتلة من الأحاسيسالفياضة , وأنه يختلف شكلا , ويختلف معنى عن كل الوزراء الآخرين وكأنه يحمل الدفء بين جنبيه لكل الناس . لكن قد خاب إحساسي , فهو إنما يحمل كل تلك الينابيع الداخلية لفئته فقط ولجماعته , وقبيله .
   وهنا عبر هذا المقال اسمحوا لي أن أتوجه بمقالي لمن بكى أمام الناس .. ولعل أهل البيت الحكومي إن لم نقل جميعهم , لو أتيحت له الفرصة لبكى مثل هذا الوزير .. إنها مشاعر التضامن من أهل الفئة الواحدة .. لمن شعروا أنهم سيفقدونه , فحواء السودانية لم ولن تنجب مثل هذا الزعيم الأسطورة , هذا الزعيم الاستثنائي كما وصفه رئيس تحرير جريدة عريقة وسماه بالضرورة .. وكنت قد شطبت ما ورد إلىّ عبر الجهاز من أن أحدهم يصف الرئيس بأنه لا ينطق عن الهوى .. وهكذا أوصاف عظيمة وضخمة لهذا الرئيس هي ما تدفع الوزير وغيره إلى البكاء والنواح والمناحة ...
  وإننا لنسأل الوزير الباكي , هل بكيت مع حدوث أكبر جرح في تأريخ السودان , جرح فصل جنوب السودان .. إننا لو رأيناك يومها تذرف الدمع وتبكي , لكنت قد كسبت في نفوس الناس جانبا كبيرا وتقديرا واضحا !
   وهل بكيت يا أيها الوزير , وقد قرأت ووصلتك التقارير الواضحة الجلية حول نسبة الفقر في بلادك ؟! وكأن البلد قد أضحى منقسما إلى فريقين : فريق الفقراء وفريق أهل البيت الحكومي , وأصحاب التلميع وقبيلة الوزراء والولاة والوكلاء .. هل بكيت على أعداد الفقراء والمعدمين وعلى إزدياد العاطلين عن العمل .. وإزدياد أصحاب الأعمال الهامشية ..
  وهل بكيت على إزدياد أعداد المهاجرين إلى خارج البلد .. الوطن ينزف أبناءه .. ولعلك إن أجريت استفتاء حول تفكير الكثيرين في الهجرة لوجدت نتائجا عجبا .. ولعل التقارير قد وصلتك وقرأتها حول هجرة العقول من السودان , كم عدد الأطباء في مختلف البلدان ؟!...المهندسين ؟!....المعلمين ؟! المفكرين؟ّ الصحفيين؟! والقائمة تطول ...
ومع هجرة العقول والشباب وهجرة أسر بأكملها , أصبحت القرى خاوية إلا من بعض النساء وكبار السن . هل بكيت أيها الوزير وأنت تدلف إلى إحدى القرى , وحين يموت أحدهم تجد النسوة في حيرة من أمرهن , كيف يجهز الميت وكيف يكفن وكيف يصلى عليه ويدفن .. وترى إحداهن تركض من حي إلى آخر ..أو تعبر إلى قرية أخرى لتنادي من تبقى من رجال ..إنها صورة محزنة مبكية , ولكنك تبكي أيها الوزير على شئ في نفس يعقوب ..
هل بكيت وأنت تدلف إلى مدني .. مدني ود السني تلك الجميلة فيما مضى , وقد أصبحت الآن مدينة أشباح متهالكة , خاوية محفرة , مخيفة , خالية الشوارع ..وتبكي جمال وذكاء أهلها وقد زودوا الثقافة السودانية بآلاف الأسماء الذكية النابهة ..
وهل بكيت أيها الوزير على حال فئة من أبناء السودان ارتضت برقم تعليمها أن تعمل في مجال الرعي في دول الخليج تحت ظروف قاسية أليمة .. هل سمعت أيها الوزير أن الراعي السوداني وفي بعض المناطق الجبلية النائية ينام داخل قفص حديدي خوف أن تهجم عليه الذئاب , هل سمعت بأمثال هذه القصص المرعبة أيها الوزير , ينام الراعي السوداني في قفص وأغنامه في قفص إلأى جواره ليلا .. هل إذا رأيت مثل هذه الحالة سوف تبكي .. وإنني شاهدته بأم عيني ولم يسرده عليّ أحد ! 
  وهل بكيت أيها الوزير وقد وصلتك التقارير حول حال المستشفيات في بلادنا .. هل سمعت أيها الوزير الباكي عن إجراء عملية لطفل في السادسة من عمره شج رأسه دون بنج . لأن أكبر مستشفى في أم درمان ليس مؤهلا في أي قسم منه بما يجعله مستشفى .. هل دلفت إلى مباني إحدى هذه المستشفيات الحكومية ورأيت حالها المزري وبكيت ؟!إنني إذا أردت أن أدخل في هذه الأوصاف لسوف تندهش , وإن كان لك قلب غير منحاز لفئة معينة , فسوف تبكي وتبكي ما شاء الله لك البكاء .. إن عمل فلم وثائقي حول واقع العلاج والأطباء والأدوية وأبنية وأسرة المستشفيات وتم عرضه فسوف يبكي كل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد ..
   ولعلك سمعت أيها الوزير بأعظم مشروع تنموي ضخم في المملكة العربية السعودية ألا وهو الهيئة الملكي للجبيل وينبع .. هل تعلم أيها الوزير الباكي أننا كنا نملك في السودان مشروع أضخم وأعظم منه هو مشروع الجزيرة الذي تحطم وتدمر واختفى من الوجود في عهد من بكيت عليه وذرفت الدمع .. هل بكيت أيها الوزير وأنت ترى الأراضي الزراعية بور , والترع قد جفت , وما بقى من أراضي زراعية فإن أهلها يعانون من مافيا البنوك التي تشاركهم جهدهم وتعبهم في المحصول وأحيانا تتغول عليهم !
وهل بكيت أيها الوزير المنعم على أجمل ناقل في السودان : هيئة سكك حديد السودان , أبو الوحدة الوطنية .. هل بكيت منظر قطار الركاب الناصع البياض والذي غاب في عهدكم وانزوى إلى غير رجعة .. وإزداد عدد قتلانا وموتانا في حوادث السيارات , وكنا في ما مضى لا نسمع بمن يموت من حادث في القطار .. هل بكيت على ذلك ...
  وهل بكيت أيها الوزير وأنت تشاهد المجاميع الكثيرة في أرض جبال النوبة وهل تأكل الأعشاب ويسكنون الكهوف ويقاسون أصعب حياة , لا يملكون من حطام الدنيا شئ .. وأضف إلى ذلك فقدان الأمن والأمان فالحرب تحصد أرواحهم ؟!!هل بكيت أم أن ما تقرأه وتسمعه أو تشاهده من تقارير هو محض افتراء من معارضة هشة هزيلة ؟!!
  وهل بكيت أيها الوزير على حال أهلنا في دار فور , إنها مأساة العصر .. مئات القرى تم حرقها وهجر أهلها .. هل بكيت على ما وصلك من تقارير وصور .. يا للألم ويا للفجيعة على دار فور وقد دمرت .. فهل بقي سوى نيلا والفاشر والجنينة .. دار فور العظيمة وخيرها الوافر , من عظمة خيرها كانت الخيل لا تسقى الماء بل تسقى الحليب .. هل بكيت لهذا يا سعادة الوزير , أم أن حكاية دار فور مفبركة غريبة يتم تداولها لافشال المشروع الحضاري العظيم في السودان ؟!!
  ولماذا نذهب للأطراف بعيدا ..وحولك في العاصمة الضخمة آلاف آلاف الفقراء المعدمين .. امرأة تتبارى هي وابنتها الشبشب الواحد والثوب الواحد , يقطنون في بيت الطين , ويدلفون إلى مرحاض الحفرة .. وأنت أيها الوزير الباكي تعيش الحياة المنعمة الهادئة .. تشرب الماء النظيف المفلتر , وأهلك على بعد كيلو مترات يشربون الماء كدرا وطينا , يحسبه الرائي شاي حليب أو يحسبه كوب عصير ليمون بسكر بني قدم إليه , وبعض إخوانك الوزراء ليس هو من يشرب الماء النقي والمستورد من الخارج , وإنما فلترة الماء تشمل كلاب الزينة في البيت , فكلابهم المدللة لا تشرب إلا الماء النقي .. فهل بكيت سعادة الوزير الحساس على أناس يشربون الماء الآسن , وينامون في الظلام لعدم استطاعتهم مجاراة تكاليف الكهرباء ؟!
وأضف إلى الفواجع ما وصلني أثناء كتابتي لمقالتي للوزير , عبر ( الواتساب) , مقال الأستاذ الفاتح جبرا عن السوداني الذي ضاق به الحال , يستشيره في بيع كليته ؟!!

الأربعاء، 17 يونيو 2015

 الظلم ظلمات

                          (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ)

الفرح الحق , هو الفرح بفضل الله ورحمته , فضله الذي يقودك للعدل , وفضله الي يجعل منك الإنسان الإنسان والقلب النابض بالحياة , ورحمته الممتدة منه ومنك إلى جميع الخلق فتصبح أنت فيض الرحمة السائرة بين الناس , ذلك هو الفرح الحقيقي . وأعلم يا رعاك الله إن قويا وصاحب استطاعة في البطش والظلم والتنكيل وكيل الكلمات الصاخبة لمن هم ليسوا من جماعتك وفئتك وقبيلك , وطالت بك الأيام وأنت سليم وأنت في عافية لا مكروه يصيبك فأحذر , فإن الله يملي للظالم ولعشيرته وقبيله , ويمدهم في طغيانهم يعمهون حتى إذا أخذه لم يفلته .. وأعلم يا من تبطش وتمد الظلم إنك إن أفلت في الدنيا , فهذه ليست النجاة , فالنجاة كل النجاة أن تلقى مصيرك في الدنيا قبل الآخرة . لأنك من أرض أناس إذا شاكتهم الشوكة كانت خيرا له , وكانت مكفرة عن سيئاته حتى الحمى إن أصابتك غسلتك وطهرتك .. أما أن تعيش الظلم والبطش والإفساد والسوء والغيبوبة , وأنت سليم فذاك شئ غير سعيد في حقك .. والفرح بذلك هو عين الألم وهو عين المأساة .. حتى الذين هم من خاصتك وجماعتك يفرحون بفرحك , ويهللون لنجاحك هم صبيان غفلة , لأنهم لو كانوا يعلمون لاتبعوا منهج ( فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا ) وأن يتذكروا في كل وقت وفي كل  حين ( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون ) وليكتبوا على أوراقهم وعلى أطراف أسرة نومهم الدعاء المستمر إلى يوم الدين ( ألا لعنة الله على الظالمين ) وفي إطار آخر قول من لا ينطق عن الهوى ( الظلم ظلمات يوم القيامة ) ..

       وفي منطقتنا العربية نجا بن علي من العقاب والمحاسبة والمساءلة عما ارتكبه من جرم وظلم في حق التونسيين .. واليوم يخرج تيار الظلم الذي لا يخمد إلى يوم القيامة , ليقوم بمنع مصادرة أموال وممتلكات بن علي , ومن عجب أنها تنسب إليه . وما الرئيس إلا موظف في الدولة مثله مثل أي إنسان يدير دفة عمل ما , إلا أنه له إحترامه وتقديره , ولكن تجده بعد قليل من الوقت من أكبر أثرياء البلد . وأصبحت أسرته - المغمورة المنسية لولا وصوله سدة الحكم - من أكبر العائلات ومن أخطر الأسر , يراعى شأنها وشأن جميع فئاتها رجالا ونساء , صغارا وكبارا .. ولا أحد يتطرق إلى عدالة ( من أين لك هذا ) .
     وانظر إلى حال مصر, تجد حسني مبارك والذي لم يمضي في الحسن ولا أقام البركة بل كانت سنواته طويلة - ثلاثون سنة وبال على شعب أرض تجري من تحتها الأنهار . كان نقمة عليها وقبحا .. وأثرى وأثرى وصارت أمواله بالمليارات , ثم يفلت بعد كل هذا بفضل الدولة العميقة في الظلم والفساد والبلاء . تهلل محبيه ومريديه , لكن يا ويل كل مفلت من عذاب الله الشديد , ومن حساب الملك العدل سريع الحساب .
     ومن عجب أن رأس السلطة لا يثري وحده بل جيش من المنتفعين إن كانوا وزراء أو جنود وانظر إلى حكمة الحكيم حيث أورد إن الفساد كان في فرعون وفي هامان وثم في جنده , وحكمة الله لا تبدل إلى يوم الدين , ففرعون هو قمة السلطة وهو رأس الدولة , ثم هامان هو رمز لكل الوزراء بمختلف مهامهم . والجند بمختلف مواقعهم سواء حراسات خاصة أو عامة , خذ منها كبار الجند , ولا نعمم . وجميع هؤلاء الظلمة من فرعون وهامان وجنودهما في زماننا الحالي قد أفلتوا من المحاكمة والمساءلة . وذهبوا في منهج ( إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون ) وانفتحت بوابات الضحك على مصراعيها.. إنه ضحك مؤلم يضحك على الثوار وعلى من أرادوا أن يصلحوا العالم .. ودارت رحى الظلم , وتم تنصيب فرعون جديد ...
      أروني واحدا فقط وظف كل إمكانياته لخدمة شعبه , دون ظلم ودون محاباة .. إن كل نقود دافعي الضرائب قد ذهبت لكوكبة الوزراء والسفراء والوجهاء والسعداء والمرضي عنهم من أهل البيت الحكومي .. ووانت وايها الشعب لك علينا أن نتصدق عليك في رمضان وأن نمد موائد الإفطار للغلابة منكم .. أما أن تنظروا أن نعمل ضمن إطار منظومة متكاملة تتيح مجانية التعليم أو مجانية العلاج , فبعدكم !
     وأنت يا من يملؤك الغيظ والألم على رؤية كم من ظالم يفلت من العقاب ومن حبل المقصلة في بلداننا العربية , وهو شريف حتى القبر , لا تتألم ولا تغتاظ , فالملك الديان لا يغفل عما يعمل الظالمون . الدنيا هكذا حالها تخفض العالي وتعلي من سفل .. وأعلم أن الأيام كفيلة بإعطاء الدروس مجانا لكل من يظن أنه قوي وفعال واستثنائي وضرورة , ولم يوم يأتي بالويل والثبور وعظائم الأمور ..
صمت الدهر زمانا عنهم **ثم أبكاهم دما حين نطق

الخميس، 11 يونيو 2015

لإسرائيل البراءة وللعرب الفظاظة والدناءة
الآن لا أحد يذكر إسرائيل بسوء . إسرائيل تمثل في وقتنا الحاضر البراءة , الشفافية والديمقراطية وكل جميل , وهي ليست بعدو , بل هي الضحية ومن حولها هم الفظاظة والقساوة والإرهاب والدموية .. كل ذلك يحصل لأننا في زمن انهيار المعايير وانقلاب الموازيين , إن كانت هنالك موازين . اسرائيل في كل تاريخها هي السلم وهي الجوار الطيب وهي الإنسانية الممتدة بلا حدود , أما العرب حولها فهم الأعداء وهم أصحاب التربص الكبير بإسرائيل وهم الذين يجب أن نصفهم بكل سوء وأن نلصق بهم كل ما هو متعفن , فهم ليسوا بشرا وعلى إسرائيل أن تفعل بهم ما تريد وتحكم فيهم ما تود وترجو ..فمن هم هؤلاء الفلسطنيين .. ومن هم أهل غزة ..أن هؤلاء البشر لا يستحقون العيش .. ولا يستحقون أن يذكروا سواء شيوخا أم نساء أم أطفالا ..
   إن هذه المقدمة الطويلة .. وما تحمله من الألم والأوجاع والجراح , تجيئ عقب ما يتداول ال، من أن الأمين العام للأمم المتحدة  - ولا اسميه بالخائن العام أو الخائن الكبير - قد قرر شطب اسم إسرائيل منقائمة دولية لمنتهكي حقوق الأطفال في مناطق النزاع , يا للهول .. إسرائيل هي البراءة وهي الشفافية وهي الإنسانية وهي لم ترتكب أي جرائم في تاريخها تجعل منها دولة منتهكة لحقوق الأطفال أو الإنسان ! وكأن العالم اليوم بكل ما يدعيه من حضارة وشفافية وموضوعية , عالم بلا ذاكرة . وإننا لنسأل : كم عدد مجازر إسرائيل في المنطقة منذ سبعين عاما وحتى مجزرة غزة في الصيف الماضي .. وكم عدد الأطفال في فلسطين الذين قضوا في المجازر والعنف والقصف الإسرائيلي في تلك الفترة ؟! وكم عدد من سجنتهم ولا تزال تسجنهم لأنهم يناضلون ضد إرهابها وعنفها واحتلالها ؟!
      ولا تجد في عالمنا العربي من يتعرض لهذا القرار أو يضعه في ميزان النقد والغضب .. ولا من كل الدول المتحضرة يأتي رد فعل , وهم يعلمون ويعرفون ويوثقون جرائم إسرائيل في كل مكان .. فقط نوجه الشكر إلى منظمة (هيومن راتس ووتش ) وهي تصف قرار الخائن العام للأمم المتحدة بأنه قرار مخيب للآمال , هذا هو رد المنظمة المحترمة ..
    إن المشاهد الموثق لقتل الأطفال الفلسطينيين , من أحرق حيا , ومن تم رميه بالرصاص .. وهل نسى العالم صورة الطفل محمد وهو يحتمي ركن حائط وهو في حضن والده ولكنه يرمى بالرصاص ليقتل .. ألم يشاهد الأمين العام هذه الصور وغيرها الكثير .. أم أن زعيم الأمم المتحدة غير مطلع عما يجري في البلدان في جميع أنحاء العالم ؟!!
          يحقق للخائن العام للأمم المتحدة أن يصدر أمثال هذه القرارات في صالح إسرائيل  , طالما أننا في تمزق وتشتت , يقتل بعضنا بعضا .. ويتلربص بعضنا ببعض ! وليس من جامعة عربية ولا جهة تتصدى لمثل هذا القرارات , لا من الحكومات الرسمية .. ولا من أصحاب الموت لأمريكا والموت لإسرائيل ..ولا من أصحاب الممانعة وجهات الصمود والتحدي .. وجميع هذه الفرق ذات الأسماء الطنانة الرنانة .
    أن قرار الذي ليس بأمين ولا مؤتمن ولا يهمنا في شئ .. أن نؤمن ونعلم علم اليقين أن يهود إسرائيل الحالية هم الفظاظة والغلاظة والقساوة والكراهية الراسخة تجاه كل مؤمن , ولا أمان لها ولا حسن جوار .. فماذا قبض الفلسطينون مع اليهود منذ انطلاق أول محادثات منذ ربع قرن .. وما ذا نال العرب من كامب ديفيد ؟! وماذا نال العرب من خارطة الطريق واللجنة الرباعية ؟! إننا نفاوض الهواء ونركض خلف السراب .. وتواصلت المجازر من العام 1948 وحتى 2014 م مجازر موثقة بالصور ومار محفوظ في الأضابير لن ينمحي ...
لإسرائيل البراءة ولنا الإرهاب .. لإسرائيل التقرب والميل إلى أحضانها الدافئة .. ولنا الاسلاموفوبيا , لا يتعرفون إلينا بوسطية أو إعتدال أو توازن , الإتهام لنا في كل , فاوضنا أم لم نفاوض .. قاتلناهم أم لم نقاتلهم .. عشنا بصمت أم سرنا قرب الحائط , فنحن أصحاب فظاظة وبشاعة  اهلاك ودمار ! 
     سالمت مصر اسرائيل منذ 1978 م , فلم تحصد مصر شيئا .. فقط تقدم الحماية لاسرائيل .. وانظر لحال سيناء .. لم تتقدم , ولم تظهر للوجود .. بينما اسرائيل في خلال ثلاثين عاما نموا كبيرا وتطورت تطورا عملاقا في كل المجالات ...
      لنا المخيمات وسكنى العشوائيات ولهم المستوطنات والشاهق من العمارات .. ولا تتعجب من قرار البراءة لإسرائيل من دماء الأطفال طالما أن العالم العربي يضج بالموت العنيف والكثيف في ليبيا ومصر وليبيا وسوريا والسودان والعراق واليمن ولبنان .. إنك لن تستطيع أن تحصي هذه الأرواح المزهقة بكثافة .. وبالتالي تصبح أرض البراءة .. ماذا يساوي دم البعوضة على الملابس البيضاء مقابل بحار الدم ؟! إسرائيل البراءة في مقابل الذبح المصور في كل من ليبيا والعراق ...

  ولك أن تسأل متى يستطيع العرب أن يقاضوا إسرائيل على جرائمها .. أم أن هذه البراءة لها إمتداد يجعل اليهود في منأى عن المساءلة والمحاكمة ؟ّ!
     بالطبع لن تحاكم اسرائيل .. فالملاحقة فقط لمن ارتكب جرما من العرب .. انظر للدعاوى المقدمة ضد مسؤولين يهود كيف ذهبت أدراج الرياح واستطاع اليهود إخماد جذوة حماسها في مهدها ...
    ورغم أن التسريبات تخرج لنا بين الحين والآخر في ضلوع الدول الغربية في تكوين داعش والقاعدة ..والأرقام التي تنشر عن تجارة السلاح في منطقتنا العربية ..إلا أن حماس فقط هي المدانة ..فهذا زمان انقلاب الموازين ..الضحية هو الجاني , والضحية هو العدو , والضحية هو من يرتكب الفظائع والبشاعة !! .. أسرائيل بريئة وذات شفافية وديمقراطية وموضوعية , ترعى حقوق الإنسان في كل العالم ..فمن نحن الأوباش حتى نقاضي الحمل الوديع اسرائيل ؟!
إلى أي كتابة ننحاز ؟
سبحان الذي علم بالقلم علّم الإنسان ما لم يعلم .. والخط يبقى زمانا بعد كاتبه , وكاتب الخط تحت الأرض مدفون .. أو أدلف إلى معاني فأما الذبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض .. فما الذي يبقى منا بعد رحيلنا , هل ما كتبناه بقى بعدنا أم زال كما يزول الزبد ويذهب جفاء .. وهل ما كتبناه بقي بعدنا وفيه نفع للناس , وهل ما نكتبه فيه نفع للناس ونحن أحياء بينهم .. ونرى إشعاعه قد عمل على التغيير ..
   كان لا بد من هذه الأسئلة حتى ننحاز إلى نوع الكتابة المختار .. هل نحن مع القصدية , أن نقصد لفكرة نظل في تسلسلها حتى نصل إلى نتائج كلماتها وأقوالها .. أم أننا مع الانسيابية في الكلام دون تحديد سقف معين ..
        لا أظن الانسيابية الأسلوبية تصل إلى تحديد شئ . فإن كنا بهدف زخرف القول وتزيين الأوراق بالبديع والإنشاء وصيد الكلمات الموسيقي لنلفت الناس إلى أقوالنا واستفزاز التفاتهم إلينا فذلك يجدي للوقت الراهن دون أن يبقى شئ .. إن الموسيقى عذبة حين سماعها وفي لحظتها تفعل فينا ما تفعل .. ولمن إذا جئنا بعد وقت من سماعها لنحكي عن أثرها في دواخلنا فلن نفلح في ايصال ما أحسسنا به ونحن نندمج ونصعد مع أوتارها وسلالمها .. كذلك الأقوال الانسيابية غير المحددة لشئ معين فماذا تعطينا غير السماع والدهشة في لحظاتها ..
    من هنا تجدني أنساق وراء أن أمضي وراء الفكرة تلو الفكرة , والخاطر بعد الخاطر حتى أنتهي من المسير في دروب الكلمات المكتوبة وفي الوقت نفسه أعيش انسيابيتي مع التعابير كي أجذب من يتبع فكرتي . وأن الأفكار لكثيرة وممتدة ولا ينضب معينها طالما لدي الانسان الموهبة وعقله في حياة وتجدد ..
   وإنك إذا نظرت للوجود حولك لتجد أن النظام هو ديدن حركته , ( وكل شئ مستقر ) أو ردد الآية : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) .. ( وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ ) .. فهل نبعد عن صورة نظام الوجود فنجعل حياتنا دون نظام وكتاباتنا دون ترتيب أو خارطة كلام ؟ ..
      سبحان الذي أنزل : ( ن ۚ وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ) .. فماذا نسطر نحن , هل نرضى أن نكتب فقط دون أفكار ودون رؤى أو دون تخيلات .. إنني لن أتخلى عن الأفكار والرؤى والتخيلات , فأسطر كتاباتي تبعا لذلك .. وأحاول قدر جهدي تسلسلها وترتيبها بنظام لا ينفلت , كأني أحمل منجلي في المزرعة أو أقود محراثا لحرث الأرض .. إنك مع المحراث وحتى تكمل عملك لا تذهب في خطوط عشوائية , بل تقوده بترتيب , وتمضي به في نسق منظم حتى تحصل على مبتغاك في تقليب الأرض ووضع البذور .. 
    وحين نكتب يجب أن نقصد أن تكون كتاباتنا حدائق منظمة ومنسقة متبعة للأفكار الجميلة والرؤى السعيدة والتخيلات الزاهية .. وأن ننزع من خلال ما نكتب لجعل الوجود أكثر جملا وألقا يسعد الناس بقولنا ويجدوا في كلماتنا أملا وفألا حسنا .. ورجاء يشرق في أنفسهم ولا يدعهم في قنوط وإحباط واكتئاب .

الأربعاء، 10 يونيو 2015

*نعم فاز حزب العدالة والتنمية *
في البدء نقول أن الحرية تجعلك منحازا إلى الجهات الأربع , ولا تحصرك في كهف ضيق .. فبالحرية أنت صاحب أفق ممتد إلى ما لا نهاية , ولست في قوقعة أو خلف جدار .. قبل الانقلاب على مرسي كنت أشد انتقادا له ولسياساته , ولكن جرى القمع بعنف له ولجماعته .. فإنني لم ولن أشاهد ذلك في صمت , لدرجة أن يظن البعض أن هذا الضجيج في نفسي تجاه السيسي وجماعته هو انحياز صريح للأخوان .. ولكنني أكن ضدك وأدافع عنك بشراسة حتى يصل رأيك وأن نكون جميعا في بساط الرأي والعمل والفعل لنصون بلادنا من التمزق والتفتت والانفلات والوقوع في براثن عنف لا يتوقف , وعندها لا يربح أحد , ولا تقوم لنا قائمة .
     في كل يوم يطلع علينا الإعلام لتغذية كراهية تمتد إلى رجب طيب أردوغان , رئيس الوزراء الذي أصبح رئيسا .. وتكال ضده الاتهامات بأنه الوالي العثماني الجديد ..ولكن المنصف المتأمل للرجل خلال مسيرته ونهوضه بالحزب يرى الأفكار والرؤى تتدفق من لدن الرجل وحزبه .. وووانه يعمل لصالح بلادع كلها .. ويحترم ألوان الطيف .. ( وإذا كانت الهجمة تجاهه قد زادت بعد انقلاب السيسي وموقف مجموعات كثيرة ناقمة على الأخوان .. وطالت كل الأحزاب المؤيدة لهم ) .. وإن كنا هنا نؤيد الحرية بغض النظر عن مقيمها والممهد لها , لتقوم وتكبر شجرتها ..
وإذا كان قد طال أردوغان عقب فض مظاهرات ساحة تقسيم .. وشتان بين فض تقسيم وفض رابعة .. ففي تركيا أصلا أحزاب جميعها تعمل في ساحة دون تهميش ودون قمع يجعل منها هزيلة وتابعة ..
   والآن مع التشريعية الجديدة برز للوجود كيف أن أردوغان لم ينفرد بالسلطة وأن حكومته كانت على مسافة واحدة من الجميع وتعمل على إثراء الأحزاب ليكون لها دور فاعل .. وإذا كان البعض ممن ذهب في النقد فيما سبق لحزب العدالة والتمنية , فرأى أن النسبة التي حصل عليها الآن لا يؤهله للانفراد بالسلطة , وصفقوا لهذه النسبة الضعيفة ورأوا فيها تراجعا لأردوغان وحزبه .. ولكننا نرى في هذه النسبة نجاحا للرجل وحزبه .. فهو قد عمل على إتاحة الفرصة للأحزاب لتنجح وتمل على نماء بلدها .. فبعد أكثر من عشر أعوام في السلطة وفي تنمية البلد ليصبح واضحا للعيان أن تركيا قد تقدمت اقتصاديا بصورة واضحة وجلية , وحينما تقارن صورة أردوغان بصورة البشير وحزبه ..إن البون شاسع , ففي السودان سعت السلطة لتهميش الأحزاب وعملت عل تفتيتها وتفريقها ولم تتعامل معها كند سياسي مشارك في إنماء البلد .. والحكومة التي جاءت من خلال انقلاب على الحرية والديمقراطية , أنشأت حزبا وجعلت منه حزبا وطنيا متجاوزة كل الأحزاب السابقة والمؤسسة في تاريخ بعيد .. وظل العمل على تهميشها .. يواصل الإعلام يظهر أنها أصلا هزيلة وضعيفة ..ولا تقوى على تقديم شئ للوطن , وبذلك أصبح الحزب الحاكم منفردا بالسلطة لربع قرن من الزمان , والرئيس يستمر حتى الموت ..
   وإذا قارنت السير في السهولة عند أردوغان وحزبه تجاه الأكراد والعمل على المصالحة والدعم ولم الشمل في الوطن الواحد , ونظرت إلى حكومة للبشير وسيرها المسرع تجاه الانفصال , وإلقاء أراض عزيزة من أرض الوطن للمجهول , وجعل خريطة البلد ممزقة كجلباب الشحاذ ..فإنك تجد نفسك تجاه عقلية مختلفة .. فها هو حزب الشعوب الديمقراطي الكردي يجد نفسه وقد وصل إلى قبة البرلمان ويدفع بأعضاء من حزبه ليكونوا وزراء فاعلين في حكومة تتشكل من ألوان الطيف السياسي في وطن ينمو ويعيش الوحدة والترابط .. فهنيئا لتركيا والتي شغلت الناس بالدراما التلفزيونية وجذبهم إليها , وهاهي تجذب العالم أجمع وتقدم الدروس البناءة في الدراما السياسية .. انظر لذكاء أردوغان وقد قرأ تأريخ المنطقة بحكمة , فهو يرى مصر وبعد إزاحة فيها بقمع وعنف ودكتاتورية تمدد وووووووووووو, وتلميع صورة الرئيس بأنه المنقذ , وأنه الرجل القوي , وكيف قادت هذه السياسة لمصر للهشاشة , وسوف تستملا الهاشة - إن لم يتدارك عقلاء الأمر- حتى تسقط مصر .. وقد قرأ أردوغان كيف فعل المالكي ببلاده وسلمها بسطوته ودكتاتوريته إلى أيدي العنف والإرهاب ..ونظر أردوغان في كتاب التاريخ المفتوح الآن , وكيف أن الأسد والذي يفكر بنظرية الغاب , كيف دمر أهله وقتّلهم وخرب مدنه ..
    إن فوز أردوغان وحزبه في هذه الانتخابات وإن كان بنسبة لا تؤهله للانفراد بالسلطة , إلا أنها تكشف عن قدرة حزب العدالة والتنمية على العمل على لم الشمل , وإقامة الفرص المتكافئة لنهوض الأحزاب لرؤية فعاليتها في إنماء البلد والعمل على تماسكه ووحدته ,,
     وللذين يتساءلون هل فاز أردوغان وحزبه في الانتخابات التشريعية ؟ نقول نعم , فازت الحرية على الدكتاتورية , وفاز الفهم للتاريخ على العناد والانفراد بالسلطة .. وفاز الفهم لقيام الأحزاب والرضا بأن تكون قوية على العمل التدميري للأحزاب وألا تكون أصلا في مقابل استمرار الدكتاتور وبقائه ..
وعلى الأحزاب المتنافسة أن تفهم الدرس وتتقبل الهزيمة بروح ديمقراطية وتعمل بجد للحالق بالركب والفوز في جولات قدمة بلا عن التشفي وانتقاص الحزب الفائز ..
   التحية لطيب رجب أردوغان وإلى حزبه العدالة والتنمية وإلى حزب الشعوب الكردي والأحزاب الحاصلة على نسب في البرلمان الجديد .

الاثنين، 8 يونيو 2015

عروض مسرحية الهوت دوق الجديدة في موسمها السادس والعشرين
أيها النقد .. أيها الناقد الحصيف .. من قال أن الانقاذ لم تنقذ ..من أين جئت بهذه الفكرة .. أعلم يا من تنتقد الإنقاذ صباح مساء أنها فكرة خاطئة ورؤية غير حصيفة .. إن هؤلاء القوم أصحاب رؤية ثاقبة , وقدرة جهنمية على الإنقاذ .. وأعلم أيها الناقد إنك إن كنت مقتدرا على إنقاذ جماعتك في كل مرة , فهذا يدل على تواصل ما أنت فيه من مشروع , ودعك عن الكلمات الرنانة بأن مشروعهم قد فشل .. المشروع لم يفشل أيها الناقد . فالرجل الرئيس ينقذ جماعته في كل مرحلة وحين , وكلما ظن النقاد أمثالك أن الجماعة انهارت وتآكلت , فاجأتك بقدرتها على الجمباز والاكروبات , وحركات السيرك ..
   ماذا تقول أيها الناقد , وماذا تقول قبيلتك من أصحاب الفكر الذي يريد أن يهدم بناء الإنقاذ المتماسك والذي تطاول فوقنا .. إن عادل إمام استمر بمسرحية مدرسة المشاغبين لمدة سنوات , وكذلك مسرحية شاهد ما شافش حاجة لسنوات عددا .. ولكن مسرحية الإنقاذ هي أول وأقوى عمل درامي يقدمه السودان للعالم .. فإن أعداد الممثلين الهزليين يفوق ما قدمته أوروبا وهوليود على مسارحها وكذا الهنود والمصريينفي أعمالهم الدرامية.. إن تواصل مسرحية الهوت دوق في جزءها السادس والعشرين تقدم ممثلين هزليين أمتعونا طوال السنوات الماضية .. إن عبد الرحيم محمد حسين الوجه المناضل صاحب الاكروبات وبطل المصارعة الدائم , أدى دوره بعناية فائقة حينما أرادت المسرحية أن يكون وزير داخلية , ثم وزيرا للدفاع , ثم في الفصل الجديد من المسرحية المضحك حد البكاء .. يصبح الرجل واليا للخرطوم .يعني على الرجل أن يترجل ويستريح ..فاتحيحت له الفرصة ليفعل ما فعل الوالى حينما ( خمش الخمشة وكبر فينا بصوتوالعالى ) .. وبالطبع محمد سعد " اللمبي "سوف يغضب من هذه التخفيضات الكبرى التي تصل إلى ثمانين في المئة .. ولكن يا أيها الناقد الحصيف , لن يغضب الرجل ,فسوف يعلن يعلن من على منار الخرطوم , كوالي لها : أن الحرب في دار قد انتهت وكذلك في جميع السودان .. وأننا سيندخل مرحلة جديدة , سوف تنهض الخرطوم فيها وسوف تضاهي المدن الكبرى العالمية في الملاهي والرقص وهز الوسط .. وسوف ينادي بأعلى صوته ,على الطلاق, الخرطوم سوف تسهر للصباح , وسوف نطلق رصاصة الفرح على كل الجراح .. وسوف ينادي الوالي الجديد ويقول لك يا بسيط الفكر هل تظن أن منصب الوالي أقل من منصب وزير الدفاع ..فوزير الدفاع يكون مسؤولا عن آلاف الجند والضباط .. أما والي الخرطوم فمسؤول عن خمسة عشر مليونا هم سكانها ؟ .. وبالطبع الكل يعرف قدراتي في قمع المتظاهرين ..يعني لا أريد أن أسمع أي شخشخة في شوارع الخرطوم ..
  أيها الناقد الحصيف إن استمرار المسرحية بنفس الممثلين تعطيك أن المخرج يتحكم في عمله وأن مجموعة الكومبارس أو مؤلف العمل وصانع السيناريو كلهم يعملون بدقة متناهية .. وأن هذه الفرقة حتى حينما ينتهي دور الممثل في المسرحية ,فإن جميع الحقوق محفوظة ..
والذين يحلمون أيها الناقد بإنتهاء عرض المسرحية لا يقرأون ما تغير من أفكار لدي المتلقي .. فإن المسرحية طوال مواسمها الستة والعشرين , كانت تعمل على ايصال فكرة الفساد وأن على المرء كي يعيش أن يكون فهلوي ومتدربا على الاكروبات والجمباز وأعمال السيرك ؟
  أما الذين أدوا دورهم في المسرحية وخرجوا التزموا الصمت , لأنهم كانوا جزءا من مشاهد عديدة , وفصول كثيرة .. والغريب في ممثلين هذه المسرحية وحين يتم استعمال أحدهم كممثل بارز وبطل ,ثم يطلب منه أن يؤدي دور الكومبارس فإنه لا يرفض ولا نقول يقدم استقالته ,فالمجموعة واحدة وذات ارتباط عميق بينها . وكل هذه الوحدة لدي هذه الفرقة الممثلة لم تعط المتلقي أي تحرك نحو أن يتوحد وأن يكون كتلة واحدة تهتف ضد هذه المسرحية الهزلية الهابطة ..لكن أيها انقاد , وأيها الناقد الغاضب على أداء هذه المسرحية أعلم أن الذوق العام لدي المتلقي قد هبط هبوطا ذريعا ولن يرضى أن يعرض عليه أي شئ , وحتى إذا وصلت فرقة تهدف إلى تقديم مسرحية ذات أهداف , فإن المتلقي قد فسد ذوقه وأضحى نازعا للفساد أو الهرب , كما تعلم من مسرحية الهوت دوق المعروضة من ربع قرن من الزمان .
أيها الناقد وأنت تقدم رؤيتك لعمل فني جديد .. ترجو فيه أن يتحقق الاستغناء عن هذا العدد الكبير من الممثلين في فرقة الإنقاذ المسرحية الهزلية , وأن يقوم المخرج بتفديم عدد محدود من المثلين ويتم الاستغناء عن الذين يؤدون دور ممثل ولايات أو معتمديات أو ولاة , ويكتفي فيه بإدارة طوارئ تواصل عرض العمل الهزلي ..فإن ذلك لن يتم وإلا ما قامت ثورة جديدة هي ثورة الممثلين الهزليين من أين سيكسبون رواتهم ومخصصاتهم ؟!
ويصيبك الوجع أيها الناقد حين تعلم أن المسرح الذي تعرض عليه المسرحية هو مكان محدد لا يتسع لكل هذا العدد من الممثلين .. وأن التمويل لهذا العمل الهزلي يتم من أموال الضرائب والجيبايات ...
أنت أيها الناقد تطالب بفرقة جديدة تقوم على تقديم أعمالها على قرار مسرح على الهواء .. وأن يتطوع في الأعمال الجديدة شباب ووجوه جديدة ..حتى يتم الاستغناء عن كل هذا العدد من الممثلين في فرقة الهوت ....

الأحد، 7 يونيو 2015

نهنأ.. 
بالدفء..
وبإحساس البهجة 
وتضئ دواخلنا..
          شموع..
             وشموع
شبعنا..
من كل الأصناف..
وفاضت.
          وسوانا ..
في جنبات الأرض
يعاني الفقر..
ويمشي بالعري.. 
ويتضور من جوع
ومجموعة عشرين..
ألقت آلاف الأطنان 
          طعاما للحيتان
ليصبح سعر الغلة ..
                 مرفوع 
هل نهنأ..
           بالشبع؟
ودفء البيت ..
وسرور الأهل ..
            وفرحة ..
هذا المجموع 
وسوانا ..
في الأرض تشتت..
وفارق دفء البيت 
           وأضحى..
رقما في مشروع 
مشروعٍ للأمم المتحدة
          وليس يطال ..
سوى الكلمات الرنانة ..
       أو بعض تعابيردموع
ما أقسى هذا القلب..
              الجامد..
في الزمن الحاضر
                زمن النتِ ..
           وزمن المقروء..
المريء..المسموع 
آهٍ .. 
ما أقسى ..
حال الأهل هنالك ..
         في سوريا..
            والصومال ..
       وأهلي في الروهنغا..
        وأهلي في دار فور..
والكل يعاني الفقر ..
    و يتمزق ..
يتضور من جوع 
ونحن نشاهد..
           من يأكل عشبا 
         ومن يشرب ماء آسن
وينام بشقٍ في الأرض
                    كجربوع 
ونساءل..
      ونساءل مجموعة سبع وثمان
     ونساءل مجموعة عشرين..
هل من قلب ينظر ؟
هل من قلب..
       يأخذ هذا الدعم 
      بعطفٍ..
من أهل الإعلان ..
            المدفوع
ما أظلمنا !
وما أظلم ..
هذا الداخل فينا !
          لنغفل ..
         حتى عن ..
بعض دعاء مرفوع 
          
مساجدنا وحاجتها إلى الإنقاذ
استطعت أن أدلف إلى مئات المساجد لانظر حالها وما تعاني منه , فكان أن رأيت عجبا .. إنها بيوت الله , ولكنك بحق تستشر الخجل والألم أن تضاف إلى رب العزة .. فإن الكثيرين في رجال الدولة يمتلكون من البيوت ماهو بهي جميل ونضير , وتجد أن بعضهم ممن يحافظ على الوصول إلى بيوت ليصلي بها, دائما تجده داخل بيت من بيوت الله متواضع وحالته لا ترفى إلى هذه الإضافة أو أنها كما ذكر الله تعالى : (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه )..
       ولك أن تعلم أن اعمار مساجد الله عمل عظيم ومشرف , وتنسب صاحبها للإيمان بالله واليوم الآخر : (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ) , فهل رجال دولتنا ومن أيدهم من أصحاب الأموال قد أفلحوا في جعل بيوت الله أماكن زاهية ونظيفة , وذات ترتيب , وذات أماكن للنساء . إن الكثير من المساجدفي بلدنا لا تتيح للمرأة أي مكان مخصص , المساجد للرجال فقط !.. وانظر لحال النسوة في رمضان وأنت تدور حول العاصمة المثلثة في عشرات المساجد وهن يفترش البروش المهترئة في الساحات ..
      وأنك مع الكثير من المساجد لتقف باجلال واحترام واعزاز لكثير من المفلحين , وهم يقومون بجهود فردية , تعمل على تحسين المساجد , تنظيفا وترتيبا وعناية , وهم يعملون بلا كلل ولا ملل طوال العام . متعهم الله بالصحة والعافية وأمدهم بخيره وعطائه ..
        ولك هنا أن تتساءل ما موقف الشؤون الدينية أو إدارة المساجد في وزارة الأوقاف .. كم لها من ميزانية في دعم مساجد العاصمة والأقاليم ..إننا في السودان لولا بقية محسنين طيبين من دول الخليج عملوا على انشاء مساجد على نفقتهم الخاصة , وسلمونا مساجد ذات جمال وبهاء ,,ولكن هل نطالبهم طوال العمر أ، يكونوا أصحاب عناية ورعاية بها ؟!
      وأدلف إلى مساجد الخرطوم لاختار عينة من منطقة الكلاكلة أو الشجرة أو الصحافة , أو الثورة أو شمبات .. أي مكان فالحال هو نفس الحال .. يخرج المصلي وجبهته امتلأت بالتراب والحصى .. والحيطان حدث عنها ولا حرج .. وفناء المساجد مغبر وملئ بالحفر , أما داخل البناء فلا فرش ولا أرفف للمصاحف .. وإن وجدت فشئ متواضع ومعبأ بالغبار  .. هل الأمر يخص المسؤول أم يخص كل مسلم .. وإننا لننادي ونطلب مبادرات أهل الخير والشباب المؤمن ليجعل من بيوت بحق تنتمي لشرف هذه الاضافة .. بيوت الله ومساجد الله ..
       وإنك لتتوجه لأعلى مسؤول في هذا البلد , وهو على بعد اسبوعين من رمضان ويرضى بحفل تنصيب أخذ الكثير من الصرف  والبذخ .. ومن قبل رضي باهدار أموال ضخمة في سبيل مسرحية هزيلية حد البكاء دعوها الانتخابات .. كان من الممكن أ، تعيد هذه المبالغ تأهيل المئات من المساجد وتجعل صورتها بهية تليق بمكانتها .. فأين الرجل الرباني والذي نعطيه صوتنا .. أين هو من بيوت الله , وقد عملت جماعته على اهمالها وركضت الى الدنيا وعمرت بيوتها .. إن المسجد الضخم .. مسجد العارف بالله في كافوري ..لو قسمت مصاريفه لبنت العشرات من المساجد .. ولكنه منطق الطغاة : مسجد الرئيس يجب أن يعتنى به ..أما بقية المساجد في حاراتنا وأقاليمنا فلها الله ...
     وعن كهرباء المساجد فذلك غم آخر ..هل مساجدنا مضاءة ؟ كلا , انها تعاني انقطاع الكهرباء بسبب الفاتورة المسبقة الدفع .. وإنك لتسمع .. لتسمع في الكثير من المساجد من ينهض ليذكر المصلين بضرورة التبرع حتى لا تنقطع الكهرباء عن المسجد ! .. كم كنا نحلم أن يخرج المرشح الجديد القديم ويعلن للناس أنه تبرع بمبالغ حفل تنصيبه لتأهيل مساجد الله , حتى تضاء وترفع ويذكر فيها اسمه , ولكنه لم يفعل ولن يفعل .. فمن كانت تشغله الدنيا لا يستطيع أن يلتفت الى عمل من أعمال الآخرة .. إن المكر والكيد والخداع كلها لا تنبت شيئا طيبا لا للحاكم ولا المحكوم .
وهل مساحدنا تجهز بالمواضئ والحمامات ؟ حتى من أراد أن يتطهر ويتجهز بوضوء , ليصلي لربه ,أيجد ما يساعده على ذلك؟ كلا , . عبارة عن أماكن مهجورة ولا ترقى لانسانية الانسان .. وإنك مع الكثير من المساجد لتأسف لهذا الحال من التدني والاهمال ..
   أما إن أردت التحدث عن غرفة أو مكان يجهز للإمام أو المؤذن , فإنك لا تجد شيئا , ولعله غير موجود حتى في المساجد الكبيرة المشهورة .. وإنك لتجد الأئمة الشباب ومنهم من و حسن القراءة والترتيل , ولكنه يعاني شظف العيش .. كم أود أن نستفيد من تجربة السعودية مع المساجد وكيف أن المؤذن أو الإمام يجد من وزارة الأوقاف دعما براتب شهري لا ينقطع ..أما نحن في السودان فالكثير من هؤلاء تجده يقوم بعمله لوجه الله ولا يجد دعما , لا من المتطوعين ولا من المتطوعين ولا من النشطاء أو الحكومة .. وإنني هنا لأبعث بنداء عاجل و بصوت صارخ الى رئيس البلاد أن يقول كلمته وأن يبدأ هو بالدعم للمساجد وبفعل مستعجل حتى نراها في رمضان أو في القريب العاجل عنوانا لنا جميلة زاهية .. وأرسل النداء العاجل لوالي الخرطوم .. ولحكام الولايات أن يكون شهر رمضان هو العمل المتواصل لدعم المساجد .. فإن ما تبرعت به البنوك لحفل تنصيب الرئيس كان يكفي أن يضئ ويدعم ويؤهل عشرات المساجد .. فإنها عتوان لنا , وأولى بنا أن نعمل على إنقاذها من التردي لايقف على هؤلاء الشيوخ الذين التزموا الصمت طوال أعوام ولا يزالون صامتين .. 
     وإننا لنحي بعض من دخروا أنفسهم لخدمة بيوت الله في بلادنا لتجد أن المساجد التي وقفوا عليها جميلة تظيفة مرتية ومضاءة , حفظهم الله ووفقهم .. ولك أن تمد أيادي التحية والاعزاز لأهل الكويت والامارات وقطر والسعودية والبحرين وعمان فمنها محسنين نفذوا مشاريع خيرة جبارة رحمهم الله أحياء وأمواتا .. 
        وهنا نسأل نحن في بلادنا هل نعتني بثقافة العطاء ؟ وهل حكومتنا طوال ربع قرن من الزمان كان ذلك ديدن رجالها  ؟ كلا.. ولكننا لا نغمط الصامت والطيب والمتخفي في الصدقة حقه من الدعاء وبالطبع في كل جانب خير هناك البعض الذي لا يروج لنفسه ويعمل خيره في صمت ..
           وماذا عن طرق المواصلات وما فيها من مساجد .. حقيقة هذا شئ يجلب الخزي والعار .. اخرج من الخرطوم وحتى بوتسودان , في كل الاستراحات , لا تجد أي جهد حكومي أو فردي أو خيري .. انظر الى كل مساجد الطرقات السريعة .. فلا تجد سوى ما يخجلك .. انها تعود الى عهد مضى .. لا مواضئ وإن وجدت فهي براميل صدئة وحمامات وإن وجدت فهى عبارة عن حائط ساتر .. أقول هذا القول لأن في بلادنا ورجالات حكومتنا من لهم من الأموال ما يمكن من العناية والرعاية والتأهيل لمساجد طريق كامل .. ولكنهم لا يفعلون ! .. انظر كيف جمعوا لتنظيم انتخاب الرئيس وكم صرفوا وأهدروا .. وكم جمعوا من أموال لتنصيبه ولعل الأمر يحتاج إلى كل ذلك الضجيج الفارغ ! ومساجدنا عارية من كل شئ , هزيلة ومتهالكة , وننادي كل يوم فيها بالله أكبر .. ولكن الله أكبر شاهدة على هذه الجماعات ويا ويلهم منها , إن لم يتوبوا قبل فوات الأوان .. هذه شهادتي في مساجدنا , اللهم فأشهد .

السبت، 6 يونيو 2015

هل صالح لا يزال صالحا لليمن؟
القول المأثور يتردد : لا بد من صنعاء وإن طال السفر , فهل لا زال هناك بارقة ضوء أن نسافر إلى صنعاء .. ولكننا نقول أن الأمل باق , وإن لم نسافر بأجسادنا فإن أرواحنا وعقولنا مع اليمن السعيد , والذي نرجو أن يكون سعيدا , وأن يظل ينادي محبيه بأن هلموا إلى ساحاتي في صنعاء وغيرها من الأقاليم . . نعم سوف سأناديكم يا أحبائي رغم ما يفعله المخلوع علي صالح وزمرته وحلفائه الحوثيين في ساحاتي ومدني من هلاك ودمار وتحطيم ..
وإننا هنا لنتساءل وبعد أن خرج صالح ليعترف بتحالفه مع الحوثيين وأنهم سيظلون معه في خندق واحد , وسيظل معهم حليفا أمينا .. نتساءل هل أضاف المخلوع شيئا لما كان معروفا من تحالفه المقيت والسئ مع الحوثيين .. وأن أي طفل ليعرف أن الحوثيين ما كان لهم أن يغادروا مناطقهم ليصلوا حتى صنعاء لولا أن المخلوع أمدهم بمواعيد ومواثيق وأننا لنقول بعد هذه التصريحات الأخيرة للمخلوع علي صالح : " أن الجبل قد تمخض وولد فأر , وإن كنا لا نصفه بأنه جبل , فهو -أي المخلوع - تل رمال ذرتها رياح التاريخ ولم يعد إلا سطحا عبرت عليه الأرجل" ..
      وتأتي الأنباء بأن صالح يصرح بأنه سيعمل على عرقلة المفاوضات المزمع عقدها في جنيف من أجل حلحلت الوضع المعقد في اليمن ..وأننا نتساءل عن حجم الرجل , وعن الاهتمام الذي توليه له وسائل الاعلام ؟! هل يستحق كل هذه الضجيج ؟!
وإننا لنتساءل كذلك ونقول : هل صالح لا يزال صالحا لليمن ؟ .. وكيف تسول له نفسه وتمنيه بأن التاريخ سيعود له ليرفعه لمكانته التي يستحقها ! .. ماذا صنع الرجل للبلاده طوال ثلاثين عاما قضاها في الحكم .. وإنك بعين البصير الناقد تعرف ما هو اليمن السعيد الآن , فإذا هو بلد فقير ممزق , يعاني اقتصاده وسياسته وحتى في بنيته التحتية , لا ترى شيئا .. وإنك لتألم أن أهله الأذكياء كانوا فاعلين أقوياء في تنمية اقتصاديات بعض دول الخليج , وكذلك حتى أندونسيا وماليزيا , ولكن يمنهم يتألم ويعاني وينزف أبناءه ..
          فما صنع المخلوع حتى يظن أنه لا يزال صالحا لليمن .. إن الدكتاتورية والطغيان والظلم والعمل لصالح القبيلة أو لصالح فئة لا يرفع وطنا .. انظر إلى البلدان المتقدمة ترى أنها تعمل لصالح الجميع وأن الرئيس كان وطنيا صالحا يعمل على تقديم الجميع على العائلة والقبيلة والفئة ..
    وصالح يقول إن الخلاف مع الحوثيين لم بكن عقائديا , بل كان إداريا , وذلك لم يمنعه من التحالف معهم وسيظل معهم حتى تحرير عدن .. وهذا قول يحسب عليه , لأن الخلاف لم يكن عقائديا وكن منذ الآن يشعل صالح فتيل العقائدية بتحالفه مع الحوثيين , لأنه يقودهم لمحاربة مجتمع آخر بكل فئاته غير حوثيا ..ولنا أن نسأل المخلوع : فماذا بعد أن يستتب لكم الأمر - وهذا من المحال - هل سيكون الحوثيين في المقدمة أم أنت يا صاحب الثلاثين عاما ؟ .. لعنة الله على  الظالمين , وعلى الباغين , وعلى الساعين للمنصب وللمصلحة الشخصية بعيدا عن الوطن ..
      صالح مدفوع بشياطين الانس والجن يتحالف تحالفه المقيت .. يمزق به بلاده وينتقم من الثورة التي خلعته .. بئس الرررؤساء , من ينتقمون من بلادهم .. وإنك لتبكي لتنازل الجنرال إبراهيم عبود في السودان عن الحكم في أول ثورة ربيع عرفها العالم العربي في 1964 .. وحتى عندما أراد الثوار أن يتقاعد برتبة أعلى مما هة عليه رفض ذلك الأمر بشدة .. ولكن المخلوع هنا ينتقم من بلاده .. ويفضح حلفاءه .. لأنهم طوال الفترة الماضية كانوا يعظمون أنفسهم ويواصلون الكذب بأنهم هم من دخل صنعاء , وليس بمساعدة أي جهة داخلية أو خارجية .. محاولة لابعاد إيران من المشهد ...
      وإنك هنا لتقف مع إلى جانب عاصفة الحزم التي تصد تحالف صالح - الحوثي .. وعلى السعودية ابعاد صالح عن المشهد نهائيا .. وأن تبعث له الرسائل البليغة من أنك يا صالح عضضت اليد التي عملت على إبعادك من المحاكمة ..
      وأنك لتعجب من قول صالح : لا مكان لهادي في اليمن .. وأنت هل لك مكان باليمن .. وإن كان العتب على هادي والنقد لينصب عليه لأنه تعامل بعد الثورة بكل تراخ مع كثير من القضايا .. وكان عليه بعد الوصول لرئاسة البلاد أن يعمل بقوة على محاسبتك .. ولكن الرجل كان جزءا من تاريخ الثلاثين عاما عمل فيها معك !!
     رحم الله اليمن وكل دول الربيع العربي .. فقد كانت ثوراتهم متراخية مهلهلة .. وما نجاح تونس إلا لأنها أبعدت بن على عن المشهد السياسي .., فالثورة تعني محاسبة الماضي وأصحاب الظلم الذي عشعش لأكثر من ربع القرن في ليبيا ومصر واليمن .. ولكن الأمل باق  والثورات لا تخمد في النفوس مهما طال الزمن .. 

الثلاثاء، 2 يونيو 2015

التنصيب واستمرارية النصب
انتهت الانتخابات بكل زخمها وبكل أطنان الصرف الكبير , من قتاة خاصة بذلك .. ومطبوعات بالكم الكثيف . وإن كان تعوزنااحصائية بالمبالغ التي أوصلت الرئيس للاستمرار والبقاء حتى يشاء أمرا كان مفعولا .. إلا أن الشرفاء من أيناء السودان لا بد أن أحدهم يملك الأرقام المهولة والمبلغ الضخم لإجراء أمر لا يغير من الواقع شيئا .. وأي شئ ظننا أنه سيختفي لابد أن تظهر حقائقه وتنجلي , وذات يوم أهل الحق .. كم تمادى هؤلاء القوم في الظلم والأكل بالباطل للأموال ..
      وصمت الكثيرون لأمل أن يظهر الرئيس بوجه جديد , ويخرج للملأ كإنسان صاحب قلب ينبض باحساس تجاه أهله جميعا في الوطن الممزق .. ولكن خاب فأل المتفائلين في الغد ..فكما قال المصري " ذيل الكلب لا ينعدل " .. فهاهو الرئيس بعد أن جهزوا له القصر الجديد , يبدأ أصحاب الضرب , أصحاب شد الياقات والكرفتات , وأصحاب تلميع الأحذية ليخرجوا لنا بمهرجان التنصيب .. الآن أصحاب مرشح الشجرة يقومون بهذا العمل المقيت لكي يقولوا للناس المطحونة المفرةمة موتوا بقيظكم , فها هو من لا ترغبون في استمراريته يصل ليجلس فوق رؤوسكم لسنوات مقبلة ؟!!
     ولك أن تسأل إن كان أتباع الرئيس يفرحون ويسعدون ياستمراريته .. وإن كان أتباعه قد استرأوا الأكل من براميل الحرام , والجمع من قمامة الأموال السائية , ليقيموا هذا الحفل الضخم والذي حسب ما تداولته شبكات التواصل الاجتماعي : بأن حفل التنصيب يبلغ حوالي 400 مليار جنيه سوداني (بالقديم) ..وإن كان 400 أو 40 مليار .. بعد كل هذه الأسئلة لك أن تقول : لماذا لم يخرج علينا الرئيس الرباني ليعلن أمام الملأ أنه يبدأ عهدا جديدا ويفتح صفحة جديدة وخالية من الظلم , وأنه تبرع بكل ما تم جمعه لحفل التنصيب ويجعله لصالح جلب مكائن غسيل الكلى , ولصالح تأهيل المستشفيات السيئة الحال , أو المدارس المتهالكة .. أويجعل ذلك الميلغ لصالح صرف رواتب المعلمين المتأخرة في كل أصقاع السودان ؟! ولكن كل ذلك لم يحصل ولن يحصل ! وكما طلبنا من قبل : على داعمي الرئيس أن يتوجوه ملكا وأن يقدموا نظاما جديدا يعمل على تنصيب ؤئيس وزراء له كل الصلاحيات .. ولكنني أحلم بما يسعد أهلي الغبش .. فهؤلاء القوم لن يتغيروا .. يدمنون الكلام عن الإنقاذ ويعملون على الاهلاك والدمار والتحطيم , والذي يعطيك صورة هذا الثبات على السوء والفساد ما تم صرفه ببذخ على الانتخابات , وكذلك شراء سيارات طلاب الحزب الواطئ .. واستغلال هبة الصين لبناء القصر الرئاسي الجديد , دون التوجه لبناء مستشفى للعلاج المجاني للفئات المحرومة المسحوقة .. وهذه الفئات هم يكثرون الكلام عنهم عنهم ثم يعملون ضدها .. وإنك لتكرر السؤال لماذا لم يخرج الرئيس لينادي على جامعي أموال البنوك , أن هذه الأموال لا يريدها تكون لصالح تنصيبه .. بل يريدها لصالح المرضى وأصحاب العشوائيات وأهل الصفيح وأنها لصالح الطلاب والمعلمين ولصالح الكثير من الأسر كسلة غذائية في رمضان تدخل عليهم السرور .. ألا يعلم هؤلاء الذين يدعون الانقاذ أن أكبر الحسنات هي إدخال السرور على نفس المؤمن .. لكم الله يا أهلي الغبش وأنتم على بعد أسبوعين من رمضان ..ما لكم غير طعام مكرر .. الله يقويكم ويمدكم بعونه .. وأنتم تشاهدون الرئيس الولي الصالح الرباني , يرضىبمبالغ هي أكثر من أربعين مليارا ليتم تتويجه وتصيبه على كومة وطن .. صرف بلا حدود , وبذخ سئ .. يستفيد من استفاد من نشائه أصحاب النفوس المريضة , والذين يصطادون في في مياه الأموال السائبة .. 
    وفي مقابل تنصيب الرئيس بكل هذا البذخ والذي يمد لسان الهزوء والسخرية للشعب الصاير المحتسب .. إنك لتجد تلك المجموعة المسماة شباب شارع الحوادث , حينما نادوا ست الشاي لتقص شريط افتتاح غرفة العناية المركزة للأطفال بكامل تجهيزاتها وقد تكلفت ملياري وستمائة ألف جنيه .. بينما الرئيس الآن يرضى بحفل تنصيب يفوق الأربعين مليار يكثير .. يا الله ..دماغي تكاد تتنفجر من الرجل ومجموعته , وإن يصل الكلام لهم : أن كفا ظلما وسوءا وفسادا ..