السبت، 14 مارس 2015

قيادة البشير لأهل السودان للجنة 
من الواضح ان خطابات البشير تعبر أحيانا إلى مستشاريه , فيعمدون إلى تنقيحها وتهذيبها ..أو في بعض الأحيان حينما يجتمع إلى بعض مستشاريه , قبل أن يصعد منبر الخطابة ..فيتم توجيهه إلى ما يمكن قوله وما يمكن نشره أو توصيله الى الناس ..ولكن حين يسترجل الخطابة , وتتصاعد في يافوخه الهاشمية كما يقولون , يردد ما لا يعرف , ويصبح صياحا يعود وبالا عليه .. وكأنه تحت تأثير مخدر , أو حبوب منومة , فيتكلم ويتكلم...
      وإذا نظرت الى ما ردده وسط أهلنا الغبش في القضارف ,حين صاح فيهم: أنا سواقكم إلى الجنة .. ما أعجب هذه الكلمة , وما أقبحها من قول ..وما أسوأها من حلم , يجييء ممن جعل حياة الناس كابوسا مرعبا .. وحول حياتهم إلى جحيم وعذاب لا يطاق .. فإذا كان السوق إلى الجنة يأتي إلى دماغه ,لما سببه للغبش والبسطاء من جحيم ومآس ولما صبروا على نكده وفساده وزمرته ,فمن هذه الناحية يكون الأمر إن شاء الله صحيحا ..لكنه لا يعترف أبدا بأنه سعى في الأرض وأهلك الحرث والنسل ..لكنه هنا بقوله هذا - إنه سواق الناس للجنة - يضع لنفسه التزكية التي لا يجب أن تكون (قال الله تعالى: {فَلَا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اتَّقَى} [32: النجم] ). فهو بهذا يرى أنه طاهر مطهر وأنه إمام أهل التقوى , وأنه أمير المؤمنين في السودان ..فبذلك يحق له أن يقود الناس للجنة ..ونعوذ بالله من تزكية النفس ...
النبي محمد صل الله عليه وسلم وهو رسول الله للناس كافة لم يضمن لنفسه الجنة ..وقد قال صلى الله عليه وسلم :(لن ينجي أحدا منكم عمله ، قال رجل : ولا إياك يا رسول الله ؟ قال : ولا إياي إلا أن يتغمدني الله منه برحمة ، ولكن سددوا)  ..ثم أن كثير من السلف الصالح : يرى أنه لا سعادة للمرء إلا إذا دخلت قدماه الجنة .. وكما جاء في كتب السير ما روي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه إذا أدخل قدما واحدة في الجنة يخاف أن ينادى عليه قبل أن يدخل رجله الأخرى بأنك يا عمر ليس مكانك الجنة .. ولكن عمر القرن الحادي والعشرين يرى أنه مبرأ وأنه ضامن للجنة وهو بذلك سيقود الناس لها .. نسأل الله العافية من أن نهرف بما لا نعرف .. أو أن نتكلم دون فقه .. ونسأل الله الجنة لنا ولكل البسطاء وكل الغبش الذين صبروا على كيد ومكر وخدائع هذه الجماعة الضالة .
     قال الرجل :( نحن جينا نسوقكم إلى الخير ,نسوقكم إلى الجنة )..ما هذا الحلم العجيب ..منذ ربع قرن وأنت تسوق هذه العربة المتهالكة ..ألم تصل بالناس للخير ؟!! ألم تصل بهم إلى الجنة؟!! إن كان هذا القول في شهرك الأول ..أو قل في سنتك الأولى.. أوحتى فترتك الرئاسية الأولى من الوصول لقلنا أننا ننتظر تحقق الحلم , مع ابن بلد شهم كريم .. ولكن الأيام أثبتت فشل حلمك .. ألم ترعوي أيها الرئيس من توزيع الأحلام والآمال ؟!  أين أنت من أحلامك نأكل مما نزرع ونلبس مما نصنع ؟! وأين أنت أيها الحالم ولا يزال , من آمال مشروعك الحضاري ؟! حتى تأتي وتقول جئنا نقود الناس للخير .. ونسوق الناس للجنة!!!
أيها الرئيس الحالم , لكل غالي مهر ..فما الذي قدمته وجماعتك مهرا للجنة .. هل أشرقت في عهدك مساجدنا وصدحت بالقرآن؟!هل امتلات ساحاتنا بالزوايا والكتاتيب لنشر سنة الرسول صل الله عليه وسلم ؟! هل انتشرت الجمعيات الخيرية والداعمة للبشر .. في كل أيامنا لم نر امرأة تأتي الى المسجد لتحكي بصوت ذليل وكلام خافت عن أنها تحتاج المساعدة .. وانتشرت برامج التلفاز الوضحة لاآلاف الحلات المريضة والمكتئبة والمحتاجة لمد يد العون لها..وهاك أيها الرئيس أسماء بعضها : مع كل الود والتقدير , بنك الثواب ..هل شاهدت أو سمعت بهذه البرامج ؟! .. وهل سمعت أيها الرئيس أن أحدهم انتحر أمام ديوان الزكاة في الخرطوم لأنه لم يستطيع أن يؤمن ثمن الدواء لابنته المريضة .. إن حاولت أن أنقل إليك جوانب القصور والخلل في النواحي الاجتماعية من انحلال وضياع للقيم فلن تكفي مجلدات ولكن هذا غيض من فيض ...
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق