الجمعة، 27 يونيو 2014


مصر الأهرامات ودعوة التقشف بالدراجات

177047347
المسافة بين دراجات السيسي وعامل الكهرباء الذي ذكره مرسي في آخر خطاب له، وهي مسافة ومساحة واسعة من الاختلافات .
السيسي في أثناء الدعاية له الترشح الرئاسة الجمهورية ظهر على الناس بلباس رياضي و دراجة فاخرة .
فتحدث الإعلام عن الرجل الضرورة و الرجل الزعيم و الرجل الساحر الذي يلقي عصاه فإذا هي إقتصاد يسعى وينمو ، وكنت قد تحدثت عن عجلة السيسي وقلت يومها أن أحد الظرفاء علق على تلك العجلة فقال ألا يعلم السيسي أن العجلة من الشيطان .
واليوم نرى السيسي مرة أخرى و قد تفتفت أذهان مستشاريه أن يخرجوا له فيلماً وثائقياً جديداً ، فظهرت العجلة من جديد ، و كأنه قائد الصين في عهد الثورة الثقافية ، و حين ينزل ليسبح في الماء و يعلن بدء الثورة الثقافية في الصين بكل ما تحمله من دلالات و تأويلات و دعوات ، و اليوم يدفعه استشاريه إلى ظهور جديد على الدراجة أضافوا إليه أن يكون سباقاً للدراجات و يكون الرجل محاطاً برجال الأمن و المجازات و لا يعلن عن السباق قبل حدوثه ، إنها المجموعات المحيطة به و ستظل تحمي تمثال الشمع من حرارة شمس المعارضة .
إذا كان الإعلاميون قد تناولوا كل شيء في حفل التنصيب و عملوا على التحدث عنه و تأويل دلالاته ، حتى أن صحفياً يرى القرموطي تحدث بإسهاب عن فتح الباب الذي دخل منه الرئيس المؤقت ثم الرئيس العريس الجديد .
و بالطبع تواصل الكلام عن سباق الدراجات و دعوة السيسي الرئيس الضرورة للمصريين أن اعملوا على دعم وطنكم بالسير على الأقدام أو ركوب الدراجات ، وتوقفوا عن استخدام السيارات ليتم توفير المليارات لبناء مصر الغد ومصر الحضارة لتبوأ مكانها بين الدول .
يا سبحان الله ، ماذا جرى معك يا مصر التاريخ و مصر الحضارة ومصر رائدة في كل شيء ، ففي أفقر الدول الأفريقية لم نسمع أن خرج رئيس لهم ليدعوا الشعب إلى تقشف مثل هذا .. مع احترامنا للنيجر وتشاد و الصومال .. هل سمعتم أن خرج زعيم لهم و ناداهم أن عودوا للدراجات و أن تناولوا في اليوم خبزاً ؟
إن من ينظر لحال الرئيس يوم تنصيبه وقد جاءت به و جماعته من الحراس رتل من السيارات السوداء الفاخرة ، و تم تجهيز قصر عابدين بكل تلك الفخامة ، كنا نتوقع أن يبدأ الرئيس عهده بوضع حجر الأساس لأكبر مصنع وطني أو بداية طريق جديد يعمل على منع تكديس السيارات ، لا أن يخرج علينا بهذه الفكرة الهزلية المضحكة .
إن السيسي الآن بين عملين متلازمين عنده الأول استجداد الشعب ، و الثاني التسول للدول المانحة .
إن الذين حضروا لتنصيب السيسي وهم من عليهم القدوم في مصر رأس مالية و عسكريين وإعلاميين وقضاة ، ضخامة الأجسام بملابس راقية ، ألا يشعرون اليوم بالاشمئزاز من دعوة الرجل للشعب للتقشف بالسير على الأقدام و ركوب الدراجات .
إذا تحدث السيسي يوم تنصيبه وهو في قمة شعور النصر بوصوله إلى عابدين ، و خاطب الشعب وقال : إن هذا القصر رمز لكل المصريين لن أسكنه وسوف أعيش بينكم وفي نفس الحارة المنسية التي رباني فيها أبي لكان اليوم كلامه عن الدراجات مقبولاً .
و أنا من الذين نقدوا مرسي كثيراً ومن يرجع إلى مقالتي في فترة حكمه سيجد الكثير من الانتقادات ولكني أعجب للذين انتقدوا مرسي مراراً وتوقفوا الآن تماما ًعن نقد الرئيس الجديد الرئيس الضرورة الرئيس المنزل من عند الله لا انتقاد له بل تمجيد و تعظيم وترتيل وتلاوة لما قاله من أحسن الحديث و جميل الدعوات للشعب .
و يوم أن تحدث الرئيس مرسي عن عامل الكهرباء الذي يغلق المفتاح و يتسبب في انقطاع الكهرباء اشمئز الكثيرون من كلام الرئيس ووضعوه في خانة رئيس قسم وليس رئيس دولة .
و كما قلنا أن فخامة أعمال يوم التنصيب وما ظهر فيه السيسي وجماعته وأنصاره وجماعته من الدولة القديمة ، وما كانوا عليه من فخامة و بذخ وأنوار وكلها تكاليف عالية و باهظة يوماً ما ستكشفها الأيام لنا و نعلم أنها أخذت جميعا من دماء الشعب المصري ، إن كل تلك الفخامة الباذخة لا تتناسب اليوم مع الدعوة بالتقشف بالدراجات والسير على الأقدام وترك السيارات و هي لا تتناسب مع مصر الأهرامات و مصر أم الحضارات .
إن أفكار المستشارين الحالمين لم تتوفق في يوم الجمعة إلى إعطاء الرئيس الجديد دفعه لمحبته و لعل صورة الرئيس أمام التي تم اغتصابها وهو يعتذر و يتأسف بطريقة رومانسية كانت أفضل من منظره باللباس الرياضي والدراجة على الأقل كان هنالك مشاعر و أحاسيس ولو كانت زائفة و إن صورتها في نظري أقوى من المنظر الجديد الداعي للتقشف .
إننا لنسأل هنا كم تكلفت الدراجات التي ظهرت في الماراثون و كم تكلف اللباس الرياضي لعل أصحاب العلاقات العامة بعد إطلاعهم على عروض الأسعار أوقفوا البيع على أقرب الأنصار و أكثرهم دعماً و تأييداً ؟
يا سبحان الله الرئيس ينصب ليعيش في قصر عابدين وهو يمتطي أفخم السيارات ويتم تجهيزه بأفخم المكياجات و كأننا أمام بطل لفيلم أو مسلسل تركي رومانسي و شعبه يمشي سيراً على الأقدام و الرئيس و حوله أفخم الموائد و الأطعمة وعلى الشعب أن يقلل من أكل الرغيف دعماً لمصر .
إن شبكة ضخمة من الإعلاميين عملت على نقد مرسي في كل صغيره وكبيره و أخرجوا له قوائم ضخمة لصرف بذخي أيام حكمه و لكنك اليوم مع الرئيس الضرورة تجد الغناء والغزل والنقد التحليلي البناء والهادف لكل كلمة ولكل لفته صادرة ممن هو في نظرهم لا ينطق إلا الحديث الجميل الطيب وعاشت ومصر أم الحضارة و أم الإهرامات و أم الدنيا حرة عزيزة غير متقشفة ولا متلحفة بأثواب سوداء يريدها لها الأعداء .
http://www.sasapost.com/opinion/pyramids-egypt/
ازدواجية الغرب والكيل بمكيالين
اليوم الثالث والعشرون من شهر يونيو صدر الحكم بالسجن على صحفي الجزيرة الإنجليزية وكانت الأحكام تتراوح بين عشرة أعوام و سبعة أعوام و بحمد الله نجا الشامي منها نسبة لتدهور حالته الصحية , وقالت السلطات المصرية أن إطلاق سراحه جاء لنواحي إنسانية , وإن كنا نعرف سلفا أن لا قلب لهؤلاء المجموعة الحاكمة في مصر .
وبعودة للأحكام الصادرة اليوم بحق صحفي الجزيرة فإن الأحكام هي بالعمق سياسية لتوصيل الرسائل الواضحة لقطر إن الأصوات الصادرة عنكم أو حتى عن تركيا أو أي بلد في العالم لن يكون الجزاء لمعارضي الحكم في مصر سوى الحبس و إسقاط الصوت .. و تتعجب للمدد الطويلة لمن يتهم لأنه سعى للفتنة في البلد , ينال عشرة أو سبعة أعوام بينما مبارك و رموز نظامه يتم الربت على كتوفهم ويكون الحكم الصادر ضدهم ثلاثة أعوام وربما يتم احتساب المدة التي قضوها في الحبس ذي الخمس نجوم ليخرجوا للملأ بعد أشهر قليلة .. إننا هنا ندين الحكم الصادر ضد كل صحفي أو كاتب وكل ناشط وكل صوت مضاد للحكم الحالي في مصر ..
بخصوص الأحكام المقيتة ضد صحفي الجزيرة وقد جاءت بعدما يقارب العام على حبس سيء ومهين . إنني أود أن أتطرق إلى ازدواجية المعايير لدي الغرب .. فاليوم جاءت ردود الفعل عنيفة وقوية وواضحة تجاه الحكم الصادر تجاه بريطاني و أسترالي فحقوق الإنسان انفعلت بعنف تجاه الحكم وكذا منظمة العفو الدولية و كذا منظمة مراسلون بلا حدود و الأمم المتحدة .. والسفير البريطاني والسفير الأسترالي ووزير خارجية أستراليا و الناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية والخارجية الأمريكية ... كل هؤلاء صرخوا ونددوا وشجبوا و أدانوا الأحكام الصادرة تجاه مواطنيهم .. إننا لنسأل هنا بعنف أين كل هؤلاء من الحكام الجدد في مصر منذ الثالث من يوليو الماضي .. الآن فقط يعرفون أن مجموعة السيسي غير عادلة وتعمل ضد الحرية .. أين هم يوم أن تم فض اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة بعنف و مات المئات من الناس بدم بارد وتم سحل الجثث وحرقها أين هم من موت أكثر من صحفي وصحفية كل أولئك الذين سقطوا برصاص محمد إبراهيم وزير الداخلية .. ألم يكونوا بشرا ؟؟ حينما يكون الموت والسحل بحق العربي لا أحد ينطق أو يتكلم أو يشجب أو يدين .. و لو تعرض أحد مواطني هذه البلاد الغربية لحكم خرجوا علينا بالشجب والإدانة والتنديد .. لنجد أستراليا تشعر بالصدمة وهولندا تعترض و بريطانيا تدين و أمريكا تعتبر الأحكام جائرة فاليوم فقط يعرفون أن مصر ليست بلد حرة بل هي بلد القمع والسحل و تكميم الأفواه , وبلد المصادرة لكل ناشط .. إننا في الوقت الذي نستعجب فيه استياء العالم الغربي , إلا أننا ننظر إليهم نظره متفهمة , لأنهم يحترمون مواطنيهم ويدافعون عنهم .. أنظر إلى إسرائيل كيف فعلت مع شاليط و كيف فاوضت فيه حتى أطلقت سراح المئات مقابل أن يعود هذا الجندي الصغير واليوم أنظر إسرائيل كيف تبحث بعنف عن فتيانها الثلاثة .. وكيف يتوجهون بعنف ضد الفلسطينيين , اعتقلت العشرات منهم مقابل هؤلاء الفتية حتى يعودوا إلى حضنها .. أما نحن فلا قيمة لأي إنسان فإسرائيل فاوضت حزب الله على رفات الموتى و أطلقت سراح لبنانيين اعتقلوا مقابل رفات موتى يهود أما نحن فالإنسان حي كان أو ميت لا قيمة له ولا أحد يسأل عنه .
أنظر لحال مصر اليوم تعود للفرعونية المقيتة ( يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم ) . والسيسي مع وفود الأوروبيين يعد بأن المصالحة في بلده ستكون مع من لم تتلوث أيديهم بالدماء و نسي الغافل المصنوع بالطريقة الفرعونية أنه والغ في دماء المصريين ليس بيديه وحسب و إنما الدماء وصلت إلى ركبتيه وهو سائر على أجساد الموتى .
إن المالكي قضى فترته الأولى , ثم الثانية و الآن لولاية ثالثة .. وهو في كل تلك السنوات يعمل على القمع والسحل والإقصاء لمجموعة كبيرة في بلاده و أنظر إلى النتيجة , إنها داعش تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام و أن هذه المجموعة المقاتلة القوية لن تتوقف عند حد العراق و ليعلم السيسي وكل طاغية إن نهجه – إن كان له نهج – سوف يعمل على إتحاد جميع المختلفين حتى يسقطوا القهر والظلم و الأحكام الجائرة وكل الأفعال المقيتة الظاهر للناس شرها وضرها .
http://www.raialyoum.com/?p=110906

الدور الأمريكي المشبوه في المنطقة 
أمريكا تفاجأت بالربيع العربي , أو هكذا يقولون .. وبذلك دخلت في صدمة و ارتبكت , وارتعبت من أن يكون الربيع بنسائم تسري في الوادي والسهل والجبل و تتحول نسائمه الباردة إلى رياح و أعاصير , وتجربتها مع الأعاصير والزوابع ترعبها وتربكها .. ولكن سرعان ما تداركت أمريكا وعملت على أن تعيد التوازن لنفسها و إن كانت تبدو للغير بأنها مرتبكة وحساباتها مبعثرة , إلا أن الأمر غير ذلك .. لقد عملت بأسرع ما يكون , فإن مراكزها الظاهرة والمخفية تعرف ما تود عمله .. فقد خدعنا بأنها انسحبت من العراق و أخذت خيبتها المتمثلة في جنود أثخنوا بالجراح ودخلوا في التشتت النفسي , و الانهيار العصبي .. إن كانت لنا مراكز دراسات و رصد لوجدنا العجب العجاب لما أصاب الصغار من الجند والإداريين مما فعله الكبار بغبائهم وغيبوبتهم ولهوهم .. و هذا أيضا نعانيه نحن من حكامنا فهم في غيبوبة والشعب في غيبوبة و هم في لهو والشعب في لهو و أضف إلى ذلك خيانة حكامنا في المال العام , وبذلك تطبع الشعب بطابع العبث واللهو في أموال و أملاك الدولة وغيرها ..
نعود مرة أخرى لأمريكا فهي تنسحب من أفغانستان وتظل متدخلة في كل شيء فيه .. و تنسحب من العراق و تظل قابعة حتى النخاع و تحكم من خلال ابنها البار المالكي .. أمريكا تنادي بالحرية والديمقراطية و عدم إقصاء الأخر , و لكنها تحت الطاولة تدعم توجه المالكي في أن ينفرد في الأمر دون أطياف الشعب الأخر .. أمريكا تعمل من خلال المؤسسات الداعمة للديمقراطية !
لعنة الله على الشيطان .. أمريكا بكل قوتها أفكارها هي مع إسرائيل .. وهي الخط الأحمر الذي لا تتجاوز ولا تسمح لأحد أن يتجاوزه .. وبذلك نفهم موقفها من بشار الأسد , فعملت بكل قوتها على أن يستمر الوضع ضبابيا مائل إلى الرمادي حتى لا يلومها أحد على موقفها من الأسد الحامي لإسرائيل من الزوال , فهي تعرف حق اليقين أن الأسد ضمان لإسرائيل و إن تشدق بالممانعة وغيرها من الثورية . فهي إن عملت على وصول الثوار الجدد فلربما كان في ذلك قضاء تدريجيا على إسرائيل .. وموقفها من التدخل لإزاحة الأسد والذي فهمه البعض أنه كان وشيكا إنه مجرد وهم كبير , فهي رأت بأم عينيها ما معنى إزاحة طالبان , وما معنى إزاحة صدام , الذي جعل من العراق مزرعة للقتل و حصاد الأرواح , فلم يهنأ البلد باستقرار أو أمان . لكن الأمر مع سوريا التي لا تبعد جولانها المحتلة سوا عشرين كيلو متر أو أقل فالأمر مختلف وفي ذلك تهديد لأمن إسرائيل , لأن سوريا سوف تمثل حينئذ موطأ قدم لكل الجهاديين في العالم حتى يتحقق حلم إزاحة و إزالة إسرائيل والذي نحلم به جميعا ..
و بذلك تفهم موقف أمريكا من التدخل في سوريا والذي كان مهينا لأمريكا المترددة والعاجزة في زمن أوباما فهو يعمل من خلال الكيد والمكر والخديعة .. .. ثم في بدء الربيع العربي مد يده للإسلاميين بمعسول الكلام .. ثم عمل في الخفاء على إزاحتهم و أنظر لما فعلته أمريكا تجاه حكومة مرسي .. تكاد تجزم بعد سماعك لتصريحات السيدة كلينتون عن أن الجيش المصري تدخل وخطط لمسرحية الثورة وخروج الناس ثم الانقلاب في ثلاثة يونيو , نعم ! تكاد بأن أمريكا على عمل تام وقد خططت لحماية ظهر إسرائيل من أكبر بلد إسلامي معبأ بالألم والغبن تجاه إسرائيل .. و أنظر لحال بلد كمصر بلد حضاري يعيش أهله في المقابر والعشوائيات و يحملون الأمراض من تلوث الماء , ولتلوث كل شيء يحيط بالإنسان , وتظل مصر مكبلة بالهموم والمشاكل والاضطرابات حتى لا يتفرغ أهلها لإسرائيل ..
إن كل الاضطرابات والقلاقل في المنطقة هي من صنع أمريكا والجميع معها يعمل باجتهاد لحماية الفتاة المدللة إسرائيل . ولا تصدق أي كلام عن  الثورية والحرية والديمقراطية فهاهي تبارك لحسني مبارك جديد اسمه السيسي .. يعمل معها بكل حماس وعزم لحماية أمن إسرائيل . ولا تصدق أحلام الغد والمستقبل .
ولكي تكتمل الصورة ويظهر لك إطارها و تتجلى لك الألوان فيها تأمل موقف أمريكا من داعش أو ما يسمى بالدولة الإسلامية في العراق والشام .. أمريكا لم تتحرك ضد من قتل مئة وخمسين ألف أو يزيدون في سوريا .. ولكنها تتحرك الآن بكل جد و اجتهاد و ترسل الدعم اللوجستي للمالكي حين شعرت بصدق و عمق أفكار داعش و قوتها المتولدة من تهميش أمريكا والمالكي للسنة في العراق وحكاية طارق الهاشمي ليست ببعيد . لماذا لم تعمل أمريكا ولها القدرة على إيقاف الأسد عند حده و قد قتل وشرد عدد ضخم من اللاجئين لم يحصل مثله في تاريخ المنطقة . و بشأن اللاجئين في الأردن ولبنان وتركيا ما هو دور أمريكا لدعم هؤلاء المعذبين في الأرض لأربعة أعوام ؟ هم يعانون حر الصيف و قر الشتاء , أمريكا لا دور لها إنها ضد السنة في بعض الأماكن و معهم في أماكن أخرى وفي كل الأحوال هي تعمل على مصلحتها و مصلحة إسرائيل .
ولكي تقترب أكثر وأكثر من الدور المشبوه لأمريكا في المنطقة تعال معي لحضور حفل زواج المتعة بين أمريكا و إيران وبعد كل ذلك الغزل الفاضح يدخل الأمريكي المشبوه إلى مخدع إيران ليتم الكلام حول أسلحة إيران في الوقت الذي يواصل الأسد افتراسه لأبناء بلده وتقتيلهم وتشريدهم وتحطيم مدنهم , و أمريكا بذلك تمد يدعها لإيران مكافأة لها في البطش الذي تدعم فيه الأسد . ومن هنا تفهم دور أمريكا ضد سنة المنطقة في العراق والشام .. ولربما بعد قليل الوقت ستجد الدعم الأمريكي المخفي قد أوصل الحوثيين إلى سدة الحكم لتكتمل دائرة الخناق حول الثائرين من أبناء السنة .. إننا ما كنا نود أن نفصل بين الناس على أساس الأفكار والرؤى و الانتماء والاختيار , ولكن أمريكا هي التي تعمل بمكر وخبث وخديعة على إذكاء النار في المنطقة .. وليحذر الذين يلعبون على تحطيم السنة على أن داعش سوف تنمو سريعا , وهي في المنطقة اليوم بمثابة طالبان . فطالبان تولدت جراء الظلم الشيوعي المكار و السيئ والقذر في أفغانستان , فقد قويت حتى وصلت إلى سدة الحكم .. ثم أنظر إليها بعد عقدين من الزمان مهمشة مبعدة بالقوة من السلطة كما ابعدوا جبهة الإنقاذ الإسلامية في الجزائر وكما أبعدوا حماس في فلسطين , و كما عملوا على إبعاد إخوان مصر , و إن كنا لا نؤيد أفكار هؤلاء المبعدين إلا أن قسوة الظلم و القهر والتهميش تولد الانفجار .. أنظر إلى حال أمريكا الواهن المشبوه هاهي تفاوض طالبان حتى يتم إطلاق خمسة منهم مقابل أسير أمريكي ..

إننا نعلم أن أمريكا بكل جبروتها وحساباتها في المنطقة ستعمل على محاربة داعش ولكن داعش كفكرة ضد الظلم سوف تنمو وتكبر حتى يأتي اليوم الذي تجلس فيه أمريكا معهم للتفاوض كما فاوضت طالبان وكما فتحت لهم مكتبا في الدوحة .. فليحذر الذين يلعبون بالطائفية إنهم سوف يكتوون بها ثم يجلسون إليها للتفاوض .  
السيسي والتجربة الجزائرية 
أول زيارة له خارج البلاد سافر الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الجزائر , و إذا كنت تسأل لماذا جاءت الزيارة الأولى للجزائر دون غيرها من دول العالم ؟ لماذا لم تأتِ الزيارة إلى السعودية لتقديم واجب الطاعة والشكر , و أنه سيكون مع السعودية أليفا طائعا مسكينا ثم تجد أن الزيارة للجزائر جاءت , لأن الرجل سيبحث عن الوصفات التي تمكنه من توطيد حكمه وهو يعلم أنه لن يستطيع أن تهدأ له حكومة أو يستقر له نظام إلا بعد تطبيق الوصفات , والسير مع تناول الأدوية التي تمكن من العلاج .. فكانت من بنات أفكار المستشارين أن تكون الجزائر هي الوجهة الأولى لأن لها تجربة عميقة مع جبهة الإنقاذ في تسعينيات القرن الماضي .. أدت إلى حرب قذرة تم بها إزاحة من فازوا بالانتخابات وكان الانقلاب عليهم بنفس طريقة السيسي مع جماعته , تواصلت الحرب مع جبهة الإنقاذ لسنوات ولما كانت القوة والبطش بيد السلطة , فقد استطاعت أن تقضي على الجماعة و تعمل على إزاحتها من واجهة الحياة السياسية .. و كانت الحصيلة الآلاف من الأرواح , وكانت الحكومة هي من تخترع التفجيرات . و يزور السيسي الجزائر ليفهم أبعاد هذا العمل الجزائري القاسي تجاه جبهة الإنقاذ الإسلامية . و كيف استقر للعسكر في الجزائر الأمر ليستمر الرؤساء في تناول السلطة وتداولها بين العسكريين ؟ ثم إن تجربة بو تفليقة و حصوله على ولاية للمرة الرابعة , إنها طريقة معجبة يجب على مصر الحضارة أن تستقي منها المعاني ..
و بهذه الزيارة الأولى للجزائر يكون السيسي وجماعته قد أرسلوا رسائل واضحة لمعارضيهم و لكل جماعات الإسلام السياسي , إننا سوف نطبق معكم التجربة الجزائرية .. إن عملتم ضدنا بسلمية فسوف نحاربكم .. و إن عملتم ضدنا بالسلاح فسوف نطبق فيكم الوصفة الجزائرية و التي ستعمل على إسكات أصواتكم كما عملت الجزائر على إسكات جبهة الإنقاذ الإسلامية .. و الجزائر لن تبخل بتقديم الاستشارة للسيسي .. وهي تود له أن يوطد حكمه و يستمر كما استمر بو تفليقة في الحكم فترة بعد أخرى .. فعلكم أيها الإسلاميون فهم معنى هذه الزيارة الأولى ..
و مما يدلل على فهم معاني ودلالات هذه الزيارة ما صرح به السيسي في قوله : إن أقوى التحديات لمصر والجزائر هي مواجهة الإرهاب ..
و لكنك ترى أن تحديات مصر غير تحديات الجزائر فإن الجماعة في مصر أذهبت السلطة في حرج واضح وهي تسلك مسلك السلمية ولا يبدو من قريب أو بعيد أنها بصدد مواجهة السلطة .. ولم تقل إنما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة .. ولا يبدو أنها ستسلك مسلك طالبان في مواجهة السلطة . فهل يعود السيسي ليطبق الوصفة الجزائرية بعمل تفجيرات وهمية و عمليات قتل دراماتيكية ليكون بعدها بدأ البطش تجاه من تبقى من الجماعة في الشارع ..
ولعل أولى خطوات السيسي بعد عودته من زيارته العلاجية .. هي أن يعمل على إطلاق سراح حسني مبارك ومعه العادلي , لأن الجزائر خلال عقد التسعينيات استفادة من تجربة مبارك في محاربة الإرهاب , وهي أن تصنع و أنت صاحب السلطة والمالك للمتفجرات والسلاح مسرحية القتل ليكون لك التحرك تجاه كل من يعلن أنه صوت إسلامي معارض ..
ولعل الزيارة للجزائر تحمل الحب الخجول الذي يود أن يوصله السيسي لفرنسا من خلال البيت الجزائري .. إننا نحبك يا فرنسا فساعدينا كما دعمتِ الجزائر .. فالزعماء الجدد في مصر يرغبون أن تبادلهم فرنسا حبا بحب ودعما بدعم ..
أما الذين سيحاولون أن يلفتوا النظر إلى الناحية الاقتصادية .. و أن الرجل ذهب إلى الجزائر ليستفيد من تجربتها في الاستقرار الاقتصادي فلا أرى أن هنالك نهضة اقتصادية في ظل نظام دكتاتور يعمل ليل نهار على توطيد أركان حكمه ويدفع الأموال تلو الأموال لكل من يرى فيهم القدرة على البطش .. نعم يعمل الدكتاتور بقوة ويعمل ويعمل لتدر عليه الأرض الأموال و لكن انظر أين يصرفها ؟ أرتال من الضباط الحراس يدفع لهم حتى يزدادوا ضخامة في الأجسام ليتم تأمين الدكتاتور ولا شيء غير ذلك !
ولعل الزيارة الثانية سوف تكون إلى فنزويلا ليقف الدكتاتور الجديد عند قبر شافيز ليسأل مستشاريه .. كيف عمل الرجل على توطيد حكمه ولم يستطع أي معارض أن يخترقه و يزيحه برغم المظاهرات المتواصلة ضده ..
ولكن ربما تأتِ النصيحة إليه أن يصل إلى كوبا و يقف عند سرير فيدل كاسترو ليسأله كيف حكم لخمسين عاما ثم سلم السلطة لأخيه .. إنها تجربة معجبة .

وتحياتي لكل مستشار أعمى يغرد خارج السرب في زمن انكشفت فيه الألاعيب الغرائبية . 

الثلاثاء، 24 يونيو 2014

    هل صليت اليوم على النبي ؟                  

                                               
الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم يا سيسي .
الذين تابعوا خطاب السيسي يوم تنصيبه يذكرون أن الرجل لم يصلي على النبي صل الله عليه وسلم بل دخل لنداء الجمع أمامه هذا في الصباح وكذلك في حفل التنصيب مساء بدأ الرجل خطابه مباشرة ولم يصلي على النبي صل الله عليه وسلم وقد كنت سجلت ذلك عليه كأول ملاحظة فإنني لم يهمني كلامه لأن كلامات الرؤساء لدينا متكررة وتحمل الوعود نفسها وكلمات الغزل الممجوجة لمن يعتبرهم الأحباب ..
ولما لم يحمل خطابه أي إشارة للصلاة على النبي صل الله عليه وسلم غسل الكثيرين أيديهم منه وهي أصلا مغسولة , فالعراب الجديد لثورة الثلاثين من يونيو أناشيد غزله يكتبها لأقباط مصر وعلمانييها وليبرالييها وقضاتها ورجال أعمالها وإعلامها .. وتناسبت عدم الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم والذي مضى له عن نهضة مصر الفرعونية , مصر الإفريقية , مصر البحر الأبيض المتوسط , ومصر الشرق أوسطية , ولم يشر بقريب أو بعيد إلى دور مصر الإسلامية فبصمته عن مصر الإسلامية لم يوفق إلى إظهار صورة نظامه أو صورة مجموعته القائدة للثلاثين من يونيو سوى أنه فضح نفسه ومجموعته بهذه الخلفية النازعة إلى الحقد و الإزالة و مسح كل من هو معارض لنظامه فهنالك إشارة هامة يجب أن نتنبه لها وهي أن خلافنا مع أصحاب الأحزاب المسماة الإسلامية في توجهاتهم يجب أن يجعلنا في اختلاف معهم كأفراد يصيبون ويخطئون ولا يأخذنا ذلك إلى التعرض للإسلام كنبع صافي ننهل منه ونحيا به .. لكن أن تأخذنا اختلافاتنا إلى وضع الإقصاء لكل ما هو إسلامي فهذا خطأ فادح .. فالأحزاب في أوروبا البعض منها حتى اسمه يأخذ اسم الدين الذين يعتنقونه ولم يدفع ذلك مخالفيهم إلى وصفهم للخيانة والسوء و إقصاءهم إلى الحد الأقصى .. حتى اليهود يسعون بقوة إلى أن يعترف الغير بهم كدولة يهودية ثم يأتي السيسي وفي غيبوبة وصوله إلى سدة الحكم أن ينسى الصلاة على النبي , مره في التنصيب نهارا و مره أخرى في الحفل مساءا ..
يا سبحان الله يا سيسي ما نحن دون محمد صل الله عليه وسلم .. وما أنت ومجوعتك دون محمد صل الله عليه وسلم .. وما التاريخ كله دون محمد صل الله عليه وسلم إن محمد صل الله عليه وسلم هو النبي الخاتم .. والذي أخذت به الأرض مسارا جديدا في التاريخ , إن أوروبا بجميع صور حضاراتها وكذا أمريكا وكل العلمانيين في العالم ما هم دون محمد صل الله عليه وسلم ؟ إن كل ما نحس فيه من تجديد حياة راقية وسمو ورفعة في القيم , لولاه صل الله عليه وسلم ما كانت هنالك قيم ولا معالي ولا حياة .. ولكننا كبشر لم نقدر الله حق قدره ولا نبينا محمد صل الله عليه وسلم حق قدره ..
والطامة الكبرى أن السيسي لم يكتفي بعدم الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم فخرج علينا مساعد وزير داخليته ليعلن للملأ إنه بصدد إنهاء جميع الصور و الملصقات الداعية للقول : هل صليت على النبي ؟ نعم صلينا على النبي و سنظل نصلي عليه ما بقي فينا نفس أو روح فالصلاة على النبي هي حياتنا ونحن مدينون للنبي صل الله عليه وسلم بكل ما نحن فيه من حياة وحركة وروح فقرار مساعد وزير الداخلية للإعلام هو قرار خاطئ وسيء .. فما الذي يضير أن نضع ملصقا يسأل : هل صليت اليوم على النبي ؟ ما الضرر في ذلك ؟
أن يعيش السيسي ومجموعته في غيبوبة دون صلاة على النبي صل الله عليه وسلم فهذا شأنهم و أن يصبوا حقدهم وغلهم على مجموعة سياسية ويعملوا على إقصاءها بصورة عنيفة فهذا شأنهم و التاريخ بالطبع لم يتوقف عندهم ولا عندكم فالحركة دؤوبة والحياة مستمرة ولكن أن تعلنوها حرب وعداوة على الإسلام فهذا ما لا نقبله و نحذركم من السير في هذا الطريق فالكعبة لها ربها الذي يدافع عنها في مواجهة أصحاب الفيل , و نخشى أن تكونوا أنتم ليس سوا أصحاب الفيل الجدد الذين سيعملون بتدرج على إقصاء كل ما هو إسلامي و إن تظاهرتم بصورة الأبرياء المدافعين عن الإسلام في صورته السمحة العفيفة .. فالإسلام في قمة صورته السمحة هو الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم وهو الإشارة بكبرياء لدور مصر الإسلامية ولو كره الكارهون ولو كره الكافرون .. ولن نرضى لمصر أن تغيب عن هذا الجمال وهذا السمو .. مصر الإسلامية , مصر المآذن , مصر القراء العظماء لترتيل القرآن الحكيم مصر المذكورة في القرآن أكثر من أي موضع أخر في الأرض تقرأ سورة البقرة فتسير في مصر وتتنسم تاريخها و تقرأ سورة يوسف فأنت في أروع جمال في مصر وتقرأ سورة الطور ولا يفوتك أن الله رب العالمين رب العرش العظيم رب العرش الكريم يتجلى لموسى عليه السلام في مصر في طور سيناء ..
و كم نتمنى أن نسمع لك خطاب آخر و أنت تصلي وتسلم على النبي وإن كنت تغازل أقباط مصر فسلم على عيسى عليه السلام إنك إن تصلي وتسلم على أنبياء الله أجميع فأنت في رحمة الله وفضله وبركاته وسلامه . 

الجمعة، 13 يونيو 2014

قراءة في اعتذار السيسي و أسفه
الذين شاهدوا صورة السيسي وهو داخل المستشفى واقف أمام المغتصبة وهو يعتذر لها بأسف ويبدي ألمه , ويتوعد الذين فعلوا الخزي والعار , الذين رأوا في السيسي الإنسان , الإنسان المليء بالمشاعر , وهذا الشخص الرقيق , وكأنه شاعر يكتب قصيدة حب أمام المغتصبة.
ولكن قرات المشهد بطريقة أخرى , لأني و غيري الكثير من قراء المشاهد , رأوا الرجل طوال العام المنصرم من حكمه أو مشاركته في حكم قام على اليد القوية والبطش والضرب بيد من حديد بدون رحمه وأن يظهر بعد رابعة والنهضة ولا يرمش له جفن .. ثم يقول إننا تعاملنا مع المعتصمين بكل حرفية و عملنا على أن فض الاعتصام بأقل الأضرار . وإذا تحدثت عن المشاعر فعليك أن تتذكر رجال الشرطة وتتأسف لأهلهم وتعتذر لهم أما الذين سقطوا في رابعة والنهضة وبغض النظر عن أعدادهم لا احد يشعر بهم .
و أهم قراءة في مشهد السيسي وكأنه وهو يبكي ويتأسف ترى فيه صورة الاعتذار للديمقراطية فالسيسي وبدافع شخصي و دافع جمعي من رأس المال و الإعلام و القضاء قد عملوا جميعا على اغتصاب الديمقراطية , وهاهي الديمقراطية ترقد بالمشفى متألمة تعاني من حالة نفسية سيئة و تتألم من جروحها وفقدها لقيمتها و هي تبكي , يأتي السيسي ويبكي أمام الديمقراطية ويبكي لها ولا تسمع من جميع منظمات المجتمع المدني المصري مَن يدين الحكومة التي عملت على تأمين الفرعون حال تنصيبه و غفلت عن الجموع أن تضع بينهم رجال الشرطة والأمن حتى تتم حماية الفتيات والنساء ..
يا سبحان الله السيسي يعتذر لفتاة مغتصبة من بلطجية تحالف معهم في وصوله إلى عابدين وكأنهم يقولون له : نحن في الميدان معك وسوف نكون معك ليس في اغتصاب النساء فحسب ولكن نحن معك في فض الاعتصامات وسنعمل معك في منع كل مظاهرة ضدك و ضد حكومتك وليطمئن قلبك .. تعتذر لها أو لا تعتذر المهم أننا إن تم القبض علينا فسوف نقضي ستة أشهر ونخرج إلى الميدان لمزيد من الاغتصابات ..
فإذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص , اغتصبت الديمقراطية على مرأى و مسمع من العالم ولم يتحرك ضدك أحد .. والذي غلط في ممارسة الديمقراطية عوقب بأكثر مما يعاقب به الذي انقض على الديمقراطية و أغتصبها وتركها مضرجة بدمائها في رابعة والنهضة وغيرها من الأيام وغيرها من المظاهرات .. وفي أول يوم من أيام حكم السيسي تتم عملية اغتصاب أخرى وهي حرية الناشط علاء عبدالفتاح ليأخذ خمسة عشر عاما .. سبحان الله ناشط يتظاهر و يأخذ 15 عاما و مبارك بعد ثلاثين عاما من السوء والقهر والفساد ينال ثلاثة أعوام و حبيب العدلي ينال البراءة !

 أثبت هذه الصورة أمام عيني والسيسي يعتذر وكأنه صاحب المشاعر الرقيقة الناعم الإحساس الفائض بالحب , يعتذر ويتأسف لفتاة لم تظهر الصورة وجهها إنها بحق الديمقراطية ترقد وهو يتأسف لها.. إن كان هو بحق صاحب الإحساس الفائق وصاحب المشاعر العميقة الرقيقة فليخرج ويعتذر للشعب المصري الحر الشريف التواق للديمقراطية ويقول لهم إني أعتذر لكم أيضا عن اغتصاب الديمقراطية هذه الفتاة الجميلة والتي طالما تغزلتم فيها و أردتم الارتباط بها .. ولكنني وجدتها تسير بدلال وغنج وسط غفلة الإخوان فاغتصبتها ..وكان علي كزعيم في الجيش أن احضر الذين أخطئوا ونوجههم إلى المسار الصحيح أو فرض العقوبات الدستورية عليهم إن رفضوا .. وأن لا أغتصب الفتاة الجميلة السائرة بينهم في دلال . 

الثلاثاء، 10 يونيو 2014


غيبوبة الاخوان وسطوة العسكري

 أسماء عبداللطيف

أصحاب التنظيم العريق .. أومن يحسب أن لهم عراقة تاريخية .. هل قرؤوا تسلسل التاريخ؟ هل فهموا مزاج بلدهم؟ والذي نقرأه في القرآن الحكيم نقرأ سورة البقرة فنلقى مصر وجزء من تاريخ النبي موسى عليه السلام، ونقرأ سورة يوسف، فنلقى مصر المحكوم عليها بالحكمة الإلهية أن تحيا في أمان ( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) ونقرأ سورة طه، فندخل مصر، وكذلك سورة الشعراء وحتى سورة الطور، إنك لتقرأ في القرآن حياة مصر أكثر مما تجد الكلام عن مكة المكرمة والمدينة المنورة .
نعود مره اخرى، هل قرا الإخوان التاريخ؟ هل تمعنوا الأحداث؟ هم لم يفعلوا ذلك، ففي مصر كل ما أزيل صاحب سطووجبروت يسعى الناس إلى صنعه لينصبوه .. فالمجلس العسكري وقد تسلسل الحكم في منظومته كان يرى أنه أحق بالحكم ممن فازوا بالإنتخابات، وكان عليه مخابراتياً أن يضع خطته على نار هادئة فارتوى بها مرسي والذي كنا نظن أن له تنظيما وأن لدي جماعته إرث تاريخي ولكن كل ذلك كان بعيدا عنهم، وكأن معركة أحد أمامنا فركضوا سريعا للغنائم ولم يعملوا على حماية من نصبوه، وسرعان ما أخترق المجلس العسكري هذه الهشاشة وانقض على من ساندهم بمستشارين عملوا على الفتق وعلى سحب البساط من تحت أرجل الذين يقفون مشدوهين ومندهشين لهول المفاجأة التي أوصلتهم بعد ثمانين عاما .. وساعدهم المجلس العسكري بالكثير من القرارات لإزاحتهم وهم لا يشعرون. ومصر بلد السيناريوهات منذ احداث يوسف عليه السلام في مصر ..
فكان على الإخوان أن يفهموا جيدا أن مبارك الذي ازيح بثورة عارمة كاسحة قد كانت معه طغمة مخابراتية قوية لن تدع الأمر يفلت من يدها بهذه السهولة حتى ولوجاءت عن طريق الانتخابات وان الأمر محتاج إلى جهد مخابراتي وتحركات كبرى .. فاجتمع القوم عسكر ولبراليون وصحفيون وراس مال وحزب وطني لتدارك الأمر حتى لا يرسخ الأمر كما رسخ لإخوان تركيا .. فكان الإفشال للرجل تلوالإفشال، وهووجماعته يهرولون إلى الغنائم .. إن الأمر المخابراتي معهم كان كبيرا قويا ومحكما . وتكون كره شعبي للرجل تم دعمه بتمرد، ولم تكن حركة تمرد وحدها المتمردة بل كل المستشارين والمقربين في السلطة .. من تبقى مع الرجل يوم عزله؟ إن المجلس العسكري بخبرته المخابراتية طوال ستين عاما كان يدرك ان المؤسسة العسكرية إن تم سحب البساط من تحت أقدامها فلن يكون لها موطأ قدم، وهي تسعى لنيل المكاسب الأمريكية وغيرها من الإمكانات الهائلة في البلد لضباط الجيش والشرطة وهم في حماية لا يحاسبهم أحد .
وحتى لا ينكشف الأمر فقد تم تغليف العمل بالسلفان الديمقراطي المزين وتم صناعة الرجل الذي وافق على أن يكون في مقدمة هذا الابداع الإبليسي فكان السيسي هوالصناعة المخابراتية المتضامنة مجتمعيا مع جيش عميق في الدولة، وإن السيسي في كل خطواته يدلل على أنه مصنوع .. وإذا حاول مستقبلا أن يخرج من قوقعة من صنعوه فسوف يلقي غيا وله الويل والثبور. إن السيسي في دوره في هذا العمل الكبير الخطير يذكر بدور عادل إمام في فيلم المتسول حينما فكر بعد أن صار لامعا ساطعا ثريا وحاول الفكاك من عصابة المتسولين التي صنعته قال له سيد زيان: نحن صنعناك وانتبه لنفسك فالذي أنت فيه كله ديكور نحن من قمنا بعمله .
إن العمل الذي أوصل السيسي إلى عابدين لهوعمل تضامن فيه لفيف من السياسيين والعسكرين ولصحافيين والقضاة والإعلام.. وأنظر كيف جرى التضامن بينهم “جماعة الإنقاذ، تمرد، عمروموسى، وغيرهم” وحتى دور حمدين صباحي كله مرسوم ومخطط له سلفا . وقد نجحوا فيه ولكن الامر الذي لا يفطن له إن العقاب الجماعي لجماعة الإخوان وغيرهم من الثوار الذين هتفوا ضد مبارك وفساده لهوعمل لن يؤدي إلا إلى زعزعته، ثم إنه بعد قليل من الوقت ستعاقب كل المجموعات الاخرى وبعد قليل سيظهر من يصرخ مما فعلوه سرا ضد مرسي والذي لن نعفيه من مسؤولية الغيبوبة والتيه أثناء حكمه .. وقد بدأ الأمر في تصفية الحسابات مع حزب النور فالطغمة الجديدة راسخة الجذور في كره من هوصاحب رائحة إسلامية وخلفها أهل الصياغة في الصحافة .
وسوف تظهر التصفيات لهذا الفريق حينما يتم تشكيل أول حكومة برأس مدني وجسد عسكري.. لن ينال الشباب من الكعكة نصيب سيكون رئيس الوزراء عجوزا وسوف يستمر محمد ابراهيم في الوزارة تكريما لجهوده.. ويتم تعيين عدلي منصور مستشارا للرئيس وسوف يحظى كل من شتم الشعب المصري لمقاطعته للانتخابات لمنصب رفيع في الدولة وسوف تحكم مصر من خلال الرئيس رقم صفر والذي لا يظهر للجمهور ابدا خوفا على حياته.. أما حياة الشعب فلا خوف عليها...

http://www.raialyoum.com/?p=101940
 طلاق المحروسة من العسكري 
محروسة..
يا ست البنات..
مكتوب عليك تتراجعي
مكتوب عليك تتأخري
مكتوب عليك تتبهدلي
وتتخاذلي وتتعثري
وهم أجبروك..
وزفو ليك العسكري
صاحب الفظاظة..
البحبسك..
صاحب الكلام الثرثري
في يوم يأذيك كثير..
مانعك أحاسيس الجمال..
وممنوع عليك تتزيني وتتعطري
وتكوني زي كل البنات..
حرة وطليقةتعبري
بالله يا ست البنات..
لا تحزني وتتأثري
لابد يوم يشرق صباح..
عذب وجميل..
طعمه حلو سكري
وتتفكي من وجع الدماغ..
وتفوتي منو العسكري
محروسة يا ست البنات..
تستاهلي الحر الشباب..
تستاهليهو الفنجري
وتعيشي في الربح ااكبير..
من بعده يوم ما تخسري
وتكوني زي كل البنات..
عايشة الجمال..
تتمايلي وتتبختري
تنفكي منه العسكري
يلزم (يلزم حدوده) ..
وينكتم..
وتعيشي في معنى السلام..
ممشوق قوامك سمهري
محروسة يا ست البنات..
أهلك معاك..
ويوازروك..
واقفين معاك ضد الهجوم البربري
يحموك منه العسكري
وتكوني عالية مع النجوم..
وفوق زحل والمشتري

http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-50589.htm