السبت، 22 فبراير 2014

تأملات

سر الصحة يكمن في الصوم والصدقة ..ولذلك دليله في الشرع .. تأملوا :
يقول الحق عزّ وجلّ : (وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون ) .. ويقول جلّ جلاله : ( وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون ) .
فلنتأمل ما توصل اليه العلماء فيما يفعله الصوم بالجسد من عافية وتطهير .
و لنتأمل قول من لا ينطق عن الهوى ( داووا مرضاكم بالصدقة ) إن هذا القول مرتبط بما قاله تعالى " وإن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون " .
إذا كان الأمر الكريم منه صلّ الله عليه وسلم بداووا مرضاكم بالصدقة إذا كانت الصدقة هي دواء لمرضانا فكيف فعلها بالمتصدق نفسه .
الصدقة إن جازت بشق تمرة أو بالتبسم في وجه أخواننا فلماذا ينتظر البعض أن يتصدقوا حين يكون لدهم الكثير من النعم والأموال .
الآيتان في سورة البقرة أن تصوموا وأن تصدقوا انتهت كل واحدة منهما بقول الله عز وجل " إن كنتم تعلمون " فهو وحدة يعلم مدى الفائدة العظمى العائدة للصائم والمتصدق . 

الجمعة، 21 فبراير 2014


الموت المستشري من أفغانستان الى المحيط

إننا نتنفس موتاً , فالقتل المجاني في مواقع عدة من عالمنا الإسلامي .
لماذا هذه المنطقة الممتدة من أفغانستان وحتى طنجة هي الملتهبة , يستشرى فيها الموت , يستشرى فيها القنص والقتل والتفجير العنيف , والعنف المضاد ..
هل أغلق التلفاز و ألغيه في منزلي وأقطع صلتي بالعالم حولي حتى لا أرى هذه الدماء المتفجرة , وهذه الأشلاء , وأمارس حياتي في الأكل والشرب والنوم , لا إحساس لي بما يجري في مصر و سوريا والعراق وفلسطين و كابول و كراتشي هذه الفوضى في القتل و رؤية الأشلاء ولكن هل أستطيع ولا أحس بما يعاني منه أهلي في كل مكان بالعالم .. لكن من يصنع ذلك و يموله ويقف وراءه هل مجموعة العشرين التي تجتمع من حين إلى الأخر أم أنها شركات صنع الأسلحة ومن يدعمونها من الساسة الكبار , إن دور أمريكا وروسيا في عالم اليوم مريب , سمعنا فيما مضى بالحرب الباردة بينهما ولكنها الآن الحرب الباردة على الضعفاء في كل مكان , وكأن لا دور لهما فيما يجري , بينما الفتاة الأوروبية تقف خلف الأبواب و تنظر بحياء إلى العنف . ولكن ذلك كله جرى في الاتفاقات المريبة والتي أصبحت تجرى في دافوس  بين الحين و الأخر و إلى حين ينتبه حكامنا بصدق فسيظل بحر الدم متلاطمة أمواجه .
من يستطيع أن يحصي هذه الأرواح التي تنزف صباح مساء , و 150 ألف في سوريا ونحن نرى دراما رخيصة للإبراهيمي , ذهب الإبراهيمي عاد الإبراهيمي و اجتماعات لا تنتهي بين المعارضة والحكومة , والنزيف مستمر , وإسرائيل في أسعد أيامها في مأمن من القتل والحرب فقد توقعت الهجمات ضدها بعد حملاتها العنيفة ضد غزة ولكن بالمقابل مازالت تحاصر غزة , فمن لم تقض عليه صواريخها و قنابلها الفسفورية والعنقودية يموت الآن بالجوع والمرض والغرف في مياه الصرف الصحي .
كم عدد الذين يموتون في جنوب السودان هل من إحصاءات حقيقية حينما يقال أن عددهم عشرة ألآلاف ؟! ما هو العدد الحقيقي ؟! أفريقيا الوسطى : هل من إحصائية بعدد المسلمين الذين قتلوا و المسيحيين الذين قتلوا ؟! ونيجيريا العنف و العنف المضاد بين الحكومة وبوكو حرام , كم عدد الأوراح التي أزهقت ؟!  والقتل في سيناء هل هو من جماعات سحبت منها السلطة أم هو تصفية من جانب الجيش لمن تشتم فيه رائحة الانتماء للجماعات الإسلامية ؟!
ما الأصابع الخفية التي تلعب الآن في العراق و تغذي هذه الوحشية ماذا يخدم تفجير انتحاري نفسه في سوق شعبي ؟! ألا يكفي الفقر و شظف العيش الذي يقاسونه ؟!
قال الله تعالى): من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا )
كأني أسمع الآن كل من حولي ينادي : أنا مقتول ..أنا مقتول !
وكلمة قرأتها للأستاذ أسعد طه : " كأننا نعيش مأتما جماعيا ". توصف حالنا من أفغانستان إلى المحيط . 

الخميس، 20 فبراير 2014

كردفان جرح آخر في جسد السودان المنهك
كل المصائب تبدأ كبارا وتضمحل إلا مصيبة السودان فإنها بدأت كبيرة و ما زالت تتضخم . الحرب في الجنوب ثم بتره , جرح دارفور المفتوح الملتهب ثم جرح كردفان الفائر .
 إقليم كردفان يقع الوسط الغربي للسودان .. وهو من أكثر الأقاليم ثراءاً .. يملك موارداً طبيعية مثل النفط والزراعة والثروة الحيوانية . و يمتاز بطبيعة ساحرة تعد عامل جذب سياحي مهم , ويمتاز بتنوع ثقافي وعرقي وديني .
ولكن رغم ذلك فقد عجزت كل الحكومات المتعاقبة في استغلال هذه الموارد الضخمة , فإنسانها يعاني التهميش والإهمال , وانعدام الخدمات وتردي الأوضاع المعيشية . 
كردفان بها أكبر سوق للصمغ العربي في العالم , و تزايد اهتمام العالم بالصمغ العربي لاكتشاف كثير من الفوائد العلاجية والغذائية ,وأيضاً يدخل في صناعة مستحضرات التجميل .ولكن الحكومة لا تعمل على تطوير الإنتاج والصناعات المعتمدة عليه .
وهو يساهم بنسبة كبيرة في صادرات البلاد من السمسم والفول السوداني " الحبوب الزيتية " وبالمقابل نجد تدهور مصانع الزيوت بالأقليم مع توقف معظمها لعدم  توفر الصيانة و قطع الغيار . 
وينتج الأقليم الكركديه , وهو معروف بأهميته في مجال المستحضرات الطبية .
وأهم هذه المنتجات هو إنتاج الفواكه من جوافة ومانجو وبطيخ , واذا توفرت الإدراة الصادقة والعزيمة القوية لكانت أساس لمصانع عصائر طازجة و مربى الفواكه تصدر لجميع أنحاء العالم . ومن الغريب أن نجد في أسواق الخرطوم خضر و فواكه مستوردة من إستراليا أو من غور الأردن أكثر مناطق العالم شحاً في المياه . 
وكأنما أراد السياسيون لهذا الأقليم أن يتقدم للوراء فدلاً عن قيام مصانع جديدة توقفت المصانع الموجودة أصلاً كمحالج القطن في منطقة خور أبو حبل وتعطل معظم مصانع الزيوت و توقف إنتاج الحليب في مصنع البان بابانوسة .
وأيضاً عانى الإقليم من التهميش السياسي فعاش في عزلة , تعمقت هوته بسياسات المؤتمر الوطني فإعلان الحرب الدينية والجهاد أدى لإنفصال الجنوب والأن تدور عليه الدوائر .  فالغبن الذي تسببت به هذه السياسات الرعناء جعل بعض أبنائه يحملون السلاح ضد الحكومة . وللاسف ضحية الحرب هم المواطنون العزل , فمن لم يمت بالإهمال وعدم توفر العلاج والغذاء مات بالحرب . الحكومة تصب حممها على المدن والقرى لا تفرق بين من رفع السلاح أو من كان أعزل . ضنك العيش الذي يقاسونه تحول إلى مواجهة يومية مع الموت فلجأ السكان إلى الكهوف في الجبال وأكلوا أوراق الأشجار . اباطرة الحرب من الطرفين يتجاهلون معاناتهم فكلٌ يريد كلمته أن تكون هي العليا , مع تجاهل تام من وسائل الإعلام العالمية والعربية ومنظمات حقوق الإنسان . العالم مغيب تماماً والكثيرون لا يعرفون حجم وحقيقة ما يحدث ,لا سبيل لأن ينهض المجتمع الدولي ويستشعر المسؤولية لوقف جحيم الحرب ونزيف الأرواح اليومي إلا بالدور الإعلامي الفاعل .
كنا نتوقع أن تترجم (مفاجأة) الرئيس الأخيرة بمشهد عملي يبدأ بكردفان وإيقاف القتل بها لا أن نسمع ما يسمى بالصيف الحاسم كما سميت معارك فصل الجنوب بصيف العبور من قبل . إن سياسة إخلق عدواً و اصنع حرباً ثم شغل ماكينة إعلام تصب علينا خليطاً من الأقوال هو شيئاً لا يجدي نفعاً وان كان ينفع لنفع هتلر وزمرته من قبل ولنفع صدام في معاركه . 
إن رجال المؤتمر يحلمون ويرفعون شعارات سنعيدها سيرتها الأولى ولكن على أرض الواقع نرى غير ذلك .
إن المعركة الأولى والأهم في السودان هي مد اليد بصدق وليس مد الكلاشنكوف ورفع الصوت بأننا سنضرب بيد من حديد كل من يعارض الحكومة . أعيدوا دارفور سيرتها الأولى واعيدوا كردفان سيرتها الأولى وإلا فأعلنوا وقولوا أننا فشلنا وهلمي يا فرنسا واستأجري منا هذا الجزء الغالي من الوطن الذي تعدل مساحته مساحتك . ولا أقول ذلك تقليلاً من شأن أهل كردفان ودارفور فإنها غنية بالمفكرين والقادة الذين أثروا النظام في السودان رجلاً ونساء . 
الكافر الذين يتبرأون منه في العلن ويقبلون حذائه في السر, مد خطوط سكة حديد لكردفان قبل مئة عام وأنشأ المدارس والمستشفيات . والأن حكومتنا الرشيدة تمنع حتى المساعدات وتدعي أن المنظمات الدولية هدامة . 

الثلاثاء، 18 فبراير 2014

السيسي والدعم الروسي
زيارة السيسي إلى روسيا هي رسالة إلى الشعب المصري أن الرجل بالفعل هو الرئيس القادم .. ومغزى الزيارة هي نيل البركات و إتباع الطريقة(البوتنية),وهي أنني أستقيمن القياصرة, وأنت يجب ان تستقي من الميراث الفرعوني ,الذي يستخف ويقول :أليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي ؟  أن تأتي للسلطة ثم تكرس كل شيء لصالحك , وأن تبعد كل مناويء , وأن تسجن كل معارض وحتى من نشرت أغنية ضدك , ما حكاية خدروفسكي وسجنه و ببادئ الأمر ثم نفيه مقابل اعتزال السياسة للأبد , وانظر إلى البدعة (البوتنية): تلقاها أن يأتي الرجل رئيساً لفترة ثم رئيس وزراء لفترة ثم رئيساً مرة أخرى أما في حالة السيسي فإنه سيأتي رئيساً لمرحلتين ثمانية أعوام ثم الماكينة الضخمة للإعلام ورجاله الشرفاء أن يأتي الرجل رئيس وزراء لأربعة أعوام وبالتالي نكون إذا عشنا قد وصلنا لعام 2027 ثم يرشح مرة أخرى رئيساً للدولة حتى العام 2035 , وبعد ذلك سلام على الثورة المصرية ومن ضحوا من أجلها والحسرة على أسرة مبارك الذي لم تتهنى شيخوخته بإعدام آخر ويا للحسرة على أبنائه الذين لم يتذوقوا طعم شوكولا الحكم ومعنى الاسترخاء على كرسي الرئاسة .
أمريكا تعلم مدى رفض المصريون لسياساتها وعدم الثقة في وعودها ,مع كيلها بمكيالين لصالح إسرائيل دوما.لذا أمريكا تستخدم الذراع الروسي لتحريك ما تريد عن بعد . إن الدور الروسي الذي تصنعه أمريكا بمحض إرادتها ومع الغرب , فبالله عليكم أين كانت روسيا يوم الضربة الأولى للعراق , ثم الضربة الثانية من أمريكا و حلفائها , وأين الدور الروسي من ضرب أفغانستان , وأين الدور الروسي من حرب ليبيا وحتى هلاك القذافي , لماذا صنع الغرب مع أمريكا لروسيا دوراً في إهلاك الشعب السوري بهذه الطريقة البشعة , وقد مضت ثلاثة أعوام والقتل مستمر , كل ذلك باتفاق الجميع لحفظ أمان إسرائيل , إن روسيا اليوم صناعة أمريكية فروسيا هي (البامبرز) الذي يمنع البلل أو هو مظلة لحماية إسرائيل من زخات مطر المتشددين أو غيرهم و أنني بكل قواي لا أصدق لعبة محاربة الإرهاب فهي تشبه الفزاعة التي أهلكت العراق وهي كذبة أسلحة الدمار الشامل ’ ثم تكشف الأمر عن لاشيء .
إذا كان الدور الروسي حقيقي فلماذا لا يغضب الخليجيون الذين دعموا السيسي في انقلابه .. فهم كم اشمأزوا و امتعضوا في الدور الروسي في سوريا والذي وقف حجر عثرة أمامهم لدعم الثوار, إلى درجة اضمحلال الدور الخليجي في سوريا وبات وكأنه يؤيد روسيا في اعتراضها على كل مشروع قرار.
 الخليجيون برضاهم ينظرون إلى زيارة السيسي لروسيا على أنها تصب في الدعاية الانتخابية للرجل ولا تضر بهم وإلا كنا قد وجدنا تصريحا هنا وهناك ينتقد الزيارة .
ومن واقع الزيارة تنساب آلاف الأسئلة وتتشابك ..إن كان هناك ثورة حقيقية : من الذي فوض السيسي لشراء السلاح وعقد مثل هذه الصفقات الضخمة؟ ..لماذا التعجل لهذه الصفقة ,أما كان الأجدى أن ينتظر حتى يتم انتخاب الرئيس والبرلمان وتشكيل الحكومة ؟ وهل مصر في حاجة إلى السلاح الآن ,وهي ترزح تحت ثقل الديون ؟ هل هذه الصفقة صفقة سلاح فعلا أم أنها صفقة قمح تحت الطاولة ,خوفا من أن تحدث ثورة خبز,ولكن الخجل يمنع الحكومة من إعلانها ؟!
هموم في الشأن المصري
حكومة الببلاوي هل هي حكومة لتلميع شخصية واحدة فقط . و ليس لها شأن بما يحدث في مصر ,أم أنها كما تقول تعمل على كل الأصعدة ؟!
المتابع للشأن المصري يلاحظ تتابع البلاوي على البلاد والعباد :- إضراب رجال الشرطة .. إضراب الأطباء .. وتفشي مرض انفلونزا الخنازير وحصدها عدد من الأرواح بما فيهم الأطباء .. أزمة الخبز والغاز ؟! ولكن الحكومة لا تقدم سوى الوعود .تشبه في ذلك هدهدة الأطفال حتى النوم . فهل يعقل أن يكون ذلك على شعب إرثه سبعة الآلاف عام من الحضارة الإنسانية .
أين حكومة الببلاوي وآلة إعلامها من استقالة رجل بقامة زياد بهاء الدين ,كم سمعنا له من التعويلات والتنظيرات الاقتصادية .ومن ينكر أن استقالة الرجل لم تكن إلا حفاظا على شرفه المهني,وقد تكون استقالته شبيهة باستقالة وزير الهجرة البريطاني بعد أن اكتشف أنه بعد كل قوانين الهجرة الصارمة التي أصدرها ,إن عاملته المنزلية لا تحمل أوراقا شرعية.أين نحن من شرف المهنة ,لا حول ولا قوة إلا بالله.
وأين حكومة الببلاوي آلتها العسكرية من مقتل اللواء محمد السعيد مساعد وزير الداخلية للشئون الفنية – الفنية في وزارة الداخلية :ليس الرقص وهز الوسط – اختلف مع الأخوان جملة وتفصيلا ,ماضيا وحاضرا ..ولكن  إذا حدث ذلك زمن مرسي لسمعنا مئات التأويلات لأسباب مقتله , ولكانت شوكة في خاصرة حكومته ,ففي عهده جميع القنوات المصرية والعربية والدولية كانت تدور حول أسباب استقالة وزير أو مستشار . والآن القتل يمر دون تعليق والاستقالة كذلك .
ما فائدة الانتخابات الرئاسية طالما أن الأمر محسوم بأن السيسي هو الرئيس القادم لمصر. ولم هذه البروباغندا والتسويق والتشويق بما يشبه تشويق الطفل للحلوى..وهذا لا يجدر بالإرث المصري الغني بالمفكرين والساسة والخبراء في كل المجالات وفي جميع أنحاء العالم ,والذين قدموا للإنسانية فكرا لا يضاهى وهم رواد في عديد من المجلات .فهذه الخديعة العسكرية يجب أن ينتبه إليها الجميع وهذا الاستخفاف الفرعوني ,وفرعون استخف قومه فأطاعوه.
وما الحاجة إلى برلمان في ظل حكم عسكري ..سوف يحرص أن يكون البرلمان على أقل تقدير من المعجبين بالعسكر. لم لا تقلص النفقات وتكون حكومة أزمة لتسيير الأمور في الدولة وحلحلت المشاكل.,والاستفادة من الأموال المهدرة في انتخاب برلمان صديق لرئيس فائز سلفا ,للاصلاح الاقتصادي .وإن أرادوا بها حفظ مياه الوجوه,فليعلموا أنه في هذه تكون: إراقة ماء المحيا دون إراقة ماء الحياة .
وهذا ما نريد أن ندلي به في الشأن المصري الذي تقلقنا تداعياته

السبت، 15 فبراير 2014

انقلابات وادي النيل المتنوعة

قديماً كانت نسبة التعليم متدنية و تنتشر الأمية , أما الآن فقد انتشر التعليم وزادت نسبته المثقفين وعرف كثير من عامة الناس ببواطن السياسة .

ورغم ذلك كانت لمصر ديمقراطية في ظل الملكية .. وكانت لها ممارسات حزبية ليست في المنطقة كلها .

وجاء الضباط الأحرار بما أسموه ثورة ولكنها في حقيقة الأمر كانت انقلاباً بالتقسيط , أن يظهروا على أكتاف شخص كبير يقدره المجتمع كمحمد نجيب , وبعد تمكنهم يظهروا الحقيقة و ويصل جمال عبد الناصر للحكم . والآن في ظل الثورة الشعبية التي قام بها الشعب المصري انتصاراً لتاريخ عريق وإرث عظيم , ذوي العقلية الانقلابية يقدمون مشروعهم بالتقسيط الممل حتى يصل السيسي وتتمكن مجموعته , ثم بعد ذلك تنحسر كل مظاهر الثورة الشعبية من الشباب الناشطين والمجموعات على شبكات التواصل الاجتماعي .

فالذين يبيعون ضمائرهم و الذين يبحثون عن الثراء والسلطة والمصلحة الخاصة سوف يوافقونهم وينجرفون مع التيار أو حتى من الذين يخدعون لقلة تجربتهم .

وما يظهر الآن في الأعلام المصري من انحياز كامل للسيسي وتهميش كامل للقوى الوطنية الأخرى لا يبشر بالخير و يوضح أن ما يحدث في مصر هو منظومة متكاملة محكمة التخطيط لصالحه.

فهم الآن يتحدثون عن ترشحه فقط , فمن هم المرشحون الآخرون ؟! ومن هو أقوى مرشح في مقابله يذكره المجتمع الآن ؟!

بالله عليكم ! هذا الخداع الفكري أن تقول جريدة خليجية أن السيسي صرح لها أنه سيترشح للرئاسة ثم يأتي الأعلام ويقول إن هذا خطأ في الصياغة , ثم يصرح الجيش بأن هذا الأمر يرجع للسيسي نفسه ويأمر الناس لتوخي الحذر فيما يصدر من تصريحات . أليست هذه دعاية مجانية للرجل . و إذا استتب الأمن سيكون هو الرئيس ربما لولايتين حتى 2025 م . عروسة المولود الانقلابية في مصر جرى تزينها وتجميلها بمساحيق ما يسمى بخارطة الطريق والتصويت على الدستور , أي خارطةٍ هذه التي تطرح الخيار على شخص واحد ؟!

 العودة إلى كنف الأم و الحاجة إلى رعاية الأب من الآداب الطيبة , ولكنني أرى في السياسة أن مجتمعاتنا بمثقفيها ومنظريها وما بها من علماء في كافة المجالات هم دائما ينزعون إلى عسكري يلجأون إلى كنفه أو رجل دين إن صح التعبير يميلون إليه,دائما في انتظار المهدي المخلص . وإنني لأسأل أين هم رجال الصحف والكتاب البارزين من أن يعلنوا ترشحهم .ماذا يضير وهم يتحدثون عن المستقلين .أم إنها الطفولة السياسية التي تنزع دائما إلى وجود الأب الديني أو الأب العسكري !

تجربة السيسي كانت ستكون تجربة ناجحة يخلدها التاريخ لو أنه انتهج نهج المشير عبد الرحمن سوار الذهب ,فقد جاء على أكتاف ثورة شعبية على حكم جعفر النميري . وسمى حكمه فترة انتقالية وفي ظرف عام نظم انتخابات حرة ونزيهة ,لم يشارك فيها , وسلم السلطة إلى أحزاب منتخبة .كان ذلك انحيازا لثورة الشعب وتحقيق لمطالبهم.

ولكن العقلية الانقلابية وغرور بعض الأحزاب قادت إلى الانقلاب المتخفي في السودان .وهو انقلاب حزب الجبهة الإسلامية القومية بقيادة حسن الترابي .الذي جعل من السودان دولة فاشلة اقتصاديا وسياسيا .

وأخشى على شعب مصر الكريم من لعنة 30 يونيو التي أصابت السودان وأقعدته. ونخشى أن يكون يوم نحس على شعب وادي النيل .ومن المفارقات أن هذا العام سيحتفل السودان بمرور ربع قرن على الانقلاب المتخفي وتحتفل مصر بمرور عام على الانقلاب بالتقسط .

فشل الحركة الاسلامية في السودان

 أخطاء من يسمون أنفسهم بالإسلاميين لا تضر الدين ولا تؤذي المصلين الصادقين ولا تثني المسبحين المخلصين،فالإسلام صورته نقية صافية لا شيء يعكرها.

ومن يظنون أن الإسلام دين قسوة، فكم هي آيات الرحمة فيه،ومن يتحدثون عن أن الإسلام هو السيف والقتل، كيف وصل إلى أصقاع الصين وأمريكا الجنوبية،والذين يروجون أن الإسلام يرفض التعايش.. فلماذا يزداد عدد المسلمين في العالم رغم الخمر والملاهي والكنس والكنائس؟!

عندما ننتقد الإسلاميين فنحن لا نتعرض لهذا الصفاء،وإن كان من يدعو الله في اليوم سبع عشرة مرة ” إهدنا الصراط المستقيم ” لم يهتدي فتلك مشكلته .الإسلاميين يخرجون إلى الشارع يرددون الله أكبر،ولكن عملهم ليس بأكبر،وإنما هو أصغر و أحقر و أغبر .

من ينتسبون لهذا الصفاء ويتسمون باسمه،يتوقع منهم نشر الفضائل و دحر الرذائل وازدهار المجتمعات وتحقيق العدل والمساواة بين الطبقات. ولكن انظر لحديثهم عبر وسائل الإعلام فهو لا يخلو من الهمز واللمز، يذكرون التكامل والتكافل،ولكنهم لا يسألون عن الفقير ولا يتفقدون المريض و حاجته إلى الدواء.

أين هم مما فعله صحابه رسول الله صلى الله عليه وسلم من تآخي و تراحم “رضوان الله عليهم أجمعين”، لكنهم يكدسون الأموال ويشترون الذمم. يقاتلون من أجل السلطة.

والتي عندما آلت إليهم لم يحسنوا التصرف فيها فلم نرى شرع الله مطبقاً ولا عدالة أو مساواة . وكانت لهم ممارسات زادت الفرقة والغبن بين أفراد المجتمع.

ومثال لتجربة الإسلاميين في الحكم،هو حكمهم في السودان فعندما لم يتمكنوا من الوصول للسلطة عبر التحالف مع نظام نميري أو عبر صناديق الإقتراع . لجأوا للخديعة وتحالفوا مع العسكر،وانقضوا عن الديمقراطية. البذة والقفطان لا تخفى مثالب كل منها . البذة العسكرية من مثالبها وعيوبها اعتمادها على السطوة والقوة والدبابة والسلاح الذي يخيف،أما القفطان يأتي كأنما نزل من الذات الإلهية وكل من ينتقده كأنما أنتقد الدين وانتقص من شأنه. إنه اجتماع “المتعوس″ مع خائب الرجاء.

فصول وحيثيات ما فعله الإسلاميون في السودان بعد استيلائهم على السلطة لا يخفى على أحد،فأول ما بدأوا به هو التمكين،فأولوا الأمور إلى غير أهلها وكان المقياس لديهم هو الولاء والبراء وليس المؤهل والكفاءة. أدى ذلك إلى نتائج كارثية على الاقتصاد والمجتمع.

حينما أحس الإسلاميون تململ المواطنين ابتدعوا التجنيب لشراء الذمم – التجنيب هو وضع جزء من المال العام خارج الميزانية لا يخضع للمساءلة وإنما يخضع لرؤية مدير المؤسسة أو الوزير أو الوالي – هذه الجريمة البشعة في حق الاقتصاد الوطني من أهم أسباب تدهوره وكانت سبب لانتشار الفساد وتدمير كثير من المشاريع الحيوية وأفقر المجتمع إلى حد غير مسبوق، وتعمق الصراع والتهبت بؤر التوتر وانتشرت العنصرية البغيضة.

وفشلت الدولة في تقديم الخدمات الأساسية من تعليم وصحة وانهارت المؤسسات العامة على إثر ذلك،وانتشرت المستشفيات والمدارس الخاصة كالنبت الشيطاني في المدن والقرى.

استفحل الفساد ونخر في عظم الاقتصاد لأن ذلك شجع الكثيرين من ضعاف النفوس على نهب المال العام وحسب منظمة الشفافية الدولية : السودان في منطقة الفساد الشديد . وسعياً منهم للملمة الأمر ابتدعوا فقه السترة – هو في الحقيقة كان في عهد مؤسس الأخوان ولكنه طبق على نطاق فردي – حيث جرت محاسبة الأخوان الذي سرقوا المال العام سرياً وداخل الحزب بأن يعيدوا جزء من المال المسروق إلى خزينة الدولة مقابل السترة ودون أن يطبق عليهم حد السرقة في دولة الشريعة ,التي ما فتئوا يذكروننا أنهم جاءوا لتطبيق شرع الله فيها . ونسي هؤلاء أن المال العام ملكية عامة يتشاركها كل المواطنين وهم ليس مالكين له حتى يتصرفوا بالعفو أو الستر على من استولى عليه بغير حق .

والإرث البريطاني الاستعماري منفرداً،أو التركي المصري البريطاني بما ظهر على أرض الواقع في مدينة الخرطوم،مدينة حديثة مخططة ذات بنايات شاهقة بعد أن كانت أكواما على النيل .هؤلاء الذين تربعوا في القصر الشاهق عملوا على إزالة سوق الخضر المركزي ومحطة السكة حديد بساحاتها الزاهية ومنظر اثنين من الجسور الاسمنتية المطلة على أرضها ومخططها العمراني لموظفيها وعمالها ,ما أجمل ما كانت تسمى المرطبات ,أزالوها بالبيع .إنني أشبه حالهم بحال من فعلوا مع ناقة (صالح عليه السلام)  فهولاء  إن كانوا صادقين لأزالوا القصر الموروث من حقب الاستعمار وأبدلوه ,كما يظنون,بمبان إسلامية،ولكن بلادنا جميعها أرضا وشعبا مرهونة ومباعة للغير. وأسوأ ما في الأمر : تصنيف السودان كدولة فاشلة نتيجة لممارسات الإسلاميين ,فقد عمدوا إلى قهر الشعب وتجاهلوا الرأي العام واحتقروه واستخفوا به وقتلوه.ولم يتيحوا للنخب والمثقفين المشاركة في إدارة الدولة.

هذه الممارسات الخطرة أدت إلى فتنة الناس في دينهم ,فالسارق يهلل ويكبر ويستر عليه .والغريب أن كل ذلك لم يحرك ساكنا في تنظيم الأخوان الدولي الذي ينتمي إليه أخوان السودان .لم نسمع شجبا ولا استنكارا .فهل لتنظيم الأخوان الدولي وجودا حقيقا على الساحة أم هو فزاعة وخيال مآتة يخوف به الغافلون ؟!

بالله عليكم ! انظروا إلى النتائج الكارثية بعد حكم دام لربع قرن من الزمان. أنا لا أؤمن بالمؤامرة ,ولكن كيف نجحت الجمهورية الإيرانية الإسلامية في تداول السلطة عبر صناديق الاقتراع منذ أبو الحسن بني صدر حتى حسن روحاني .وبناية دولة قوية ,مجموعات أمريكا وأوروبا مرغمة للجلوس والتفاوض معها ؟!

والتجربة الإسلامية في ماليزيا ,في مجتمع تعداده يفوق مئتي مليون نسمة ..كم كانت مزدهرة ومدعاة للمفخرة ,وبناء صورة حضارية كبيرة ,عجزت منطقة وادي النيل والفرات –التي هلّ منها شعاع الحضارات للعالم – أن تصنع مثلها,وهي الآن من أفشل مناطق العالم .

الإسلام منذ أن كان،هو إسلام انتخابي والسقيفة تدل على ذلك بوضوح .بالله عليكم ألم يكن الله قادرا أن يهب محمدا صل الله عليه وسلم الذرية وإن لم يورثهم ,لورثهم الناس لما للرسول صل الله عليه وسلم من الأخلاق والقيم .ولو أراد أن يورثها لذكر للناس أن علي هو خليفة رسول الله.



الخميس، 13 فبراير 2014

بالإنقاذ قهرناكم
حكمناكم .. حكمناكم
وبالنقاذ قهرناكم
وإن رمتم تشيلونا..
سحلناكم
ده..نحن النار..
قرونكم لو رفعتوها ..
شويناكم
ونحن منابع الإفهام..
عرفناكم
ده انتم شعب (يخاف ما يستحي)
تعالوا معانا بالحسنى..
وإلا بالعذاب المر..
والتجويع والتركيع..والترهيب 
زدناكم
ونحن بشيرنا راح يقعد..
على الكرسي ..الى الأبد
ويوقف رافع الهامة..على أشلاء
ضحاياكم
وتشهد ليهو ديك دار فور
زعيم يقهر ل أوكامبو
والدولية وكل القالوا ..من 
شانكم
علينا يمين ..إذا انقرض ..
البلد كلو..وانفصل البلد جلو
راح نحكم ..
بقاياكم
ومن يرض به الوطني..
ينال الخير ..يشد الحيل
ويتسهل عليهو الحال .
.يبني فلل..رصيدو يزيد
ويبقى سعيد ..
بدنياكم 


الثلاثاء، 4 فبراير 2014

الزول البسيط

أنا الزول البسيط
هل بتعرف يا رئيسنا
كيف يعيش زولاً بسيط
البيت مهدم
والشبابيك ..
بالحبال مربوطة تربيط
لا ملابس فيه
لا صابون غسيل –
والحذاء واحد تلبسه الأم والبنات
والغرفة واحدة ..
ما فيها تبليط
أنا الزول البسيط
جسمي منهك
والتعب هداني
من كثر ما فكرت في الدنيا العريضة
وانت يا سيدنا بتعلن
كل يوم عن ألف تخطيط
والبلد ما فيهو تخطيط
أنا الزول البسيط
أصبحت عايش
في الهموم ..
والفلل من حولي تكثر
والعماير ..
والرئيس أصبح مشير
والشعب كله جندي بي واحد شريط
أصلي ما الزول البسيط
انتو هديتوه
من عشرين وأكثر ..
بعدما كان المعلم
أصبح الولد العبيط
إيه يا الرجل البسيط
كيف بتنهض
بعد ما الست الجليلة
والاسمها الانقاذ ..
قطعت بصلك
وسوت منك يا حلو شربة قرنبيط
إيه يا الرجل البسيط
قاعد تكبس في الظلام
لا موية .. لا نور
والجميع حولك بخبط ألف تخبيط
فوضى عمت
وانت حلمك
بـي عصا موسى
التفك سحر الرئيس
والبلد اه كلنا
فرطنا فيه الليلة تفريط 
كآبة
اصبت بالكابة والملل..
بالسفه..
بالجهل والغباء ..
وسيئ العلل
قالوا الفساد قد انتشر..
وعم البر والبحر..
والسفح والجبل
سرقوا..قوت شعبنا 
ساموا قواريرنا ..
الهون..
والعذاب ..
والسحل
اشاعوا ثغرنا ..
يلثمه..كل غاد ومرتحل
ما الذي تغير ؟!
ان هذا ..من زمان قد حصل
ونحن ما بين ..
راتعٍ..
وخاضعٍ..
وخانعٍ..
وجائعٍ..هزل
ليس من بيننا بطل
قولوا لهم..دعونا ان نعيش
فقد رضينا بالكفاف..
لا نبغي العسل
اي عيشٍ؟!
انتم في خاصرتنا ..الانيقة 
شوكة..يجب

 ان تزال..على عجل
ما الذي تغير ؟!
هذا قولهم ..من قديم الازل
ونحن ما بين ..
سائب..
وغائب..
وخائب..
وسكرانٍ..ثمل
ليس من بيننا البطل
قولوا لهم..دعونا ان نموت
فقد رضينا يمقبرة..
تضم رفاتنا..
لنرتاح من العناء والكلل
صاح فرعونهم ..
أأصابكم الخبل؟!
اين نشيّد قصورنا ..
وابراجنا..
وقاعات مؤتمراتنا..
ألا تريدون لنا ..
رقيا بين الدول