الأربعاء، 29 يناير 2014

سوق غندورك وعبدالعاطي


يا من ضيعت البلد العالي
يا من ضيعت البلد الغالي 

وسقتو بطيشك نحو الواطي
يلا اترجل
         .. وسوق غندورك
  .. ومعاهو اللمبي وعبدالعاطي
ولملم شنطك ..
يا من شعبك صار متطاطي
وشفنا معاك الويل والغربة
وشعبك كان في الملعب ظاهر
اصبح نصو اليوم متفرج ..
ونصو الاخر في الاحباطِ
وكسرت قلوبنا .. فصلتا جنوبنا
وكل أعمالك سيئة
وحتى الاملاء عندك
     هي مليئة بالأغلاطِ
وعندك نفِس ..
  تدعو الناس للوثبة ..
ونفيّ الفقر ..
وانت وحزبك
شفطتوا الخير الفيها ب تفريط
وب إفراطِ
غادر وأرحل ..
وهل بتصدق ان الشعب
بصدق برضو كلامك
وانت السقتا البلد
العالي نحو الواطي ..


الثلاثاء، 28 يناير 2014

الوثبة...الوثبة

قال الوثبة..
تعالوا يا شعبي..نحو الوثبة
بعد ما حطم فينا الرغبة
ووصل الدم في بلادنا..
 حد الركبة
وجاع الناس..
ويبقى طبيعي إنك مفلس..
وما في جيبك حق الوجبة
دنيا عجائب..
من حطمنا ..يدعو الناس
للنهضة..ويدعو كمان للوثبة
سلم لي على الوثبة
والرباطة كتلوا الناس..
زرعوا الخوف..وزرعوا الرهبة
من بيصدق انك ..
تطلب نشر السلم..
وترفع للحرية الراية..
وبناتنا بتُجلد..
والأولاد ترميهم بالمرزبة
ومن بيصدق انك ..
بكرة تحارب الفقر..
وأهلك وحزبك..
أكلوا الخير الفيها..
وشربوا النيل فد شربة
قال ايه..قال يا ناس
تعالوا معاي للوثبة
من بيصدق قولك تاني..
وانت قسمت بلدنا..
قصمت ظهرنا..
واتشتتنا في عهدك ..نطلب غربة
وقال يا ناس..
تعالوا معاي..
لي بكرة..وعهد الوثبة
كفانا..كفانا تعبنا
دا انت طلعت وحزبك..
أكبر كذبة
قال الوثبة..
والناس ما عندها حق الوجبة ؟!!!


مولد الهدى عليه الصلاة والسلام

نسب  النبي محمد صل الله عليه وسلم ثلاثة أجزاء،جزء اتفق على صحته أهل السير والأنساب ،وجزء اختلفوا فيه،وجزء لا شك أن فيه أمورا غير صحيحة.
الجزء الأول:
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (وهو الملقب بقريش وتنسب اليه القبيلة) بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
أبوه:عبد الله ..وأم عبد الله هي فاطمة بنت عمر بن عائد بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة ،وهوالذبيح فقد نذر أبوه أن يذبح واحد من أبنائه بعد ان تم له من الأبناء عشرة ،فضرب الأقداح ،على عادة الجاهلية، فخرج القدح على عبد الله .فأخذه وأقبل على الكعبة ليذبحه ،فمنعته قريش وأشاروا عليه بعرافة ،فأشارت عليه بضرب الأقداح على عبد الله وعشرة من الابل ،ففي كل مرة يخرج القدح على عبد الله ويزداد عدد الابل حتى بلغ مئة ،فخرج قدح الابل .وقد قال صل الله عليه وسلم :(أنا ابن الذبيحين ..يعني إسماعيل عليه السلام وأباه عبد الله .
أمه: آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب ،وهي أفضل امرأة في قريش نسبا وموضعا ،أبوها سيد بني زهرة نسبا وشرفا .
توفى أبوه قبل أن يولد صل الله عليه وسلم على أرجح ما يقول به المؤرخون .
ولد النبي صل الله عليه وسلم بشعب بني هاشم في صبيحة يوم الاثين على قولين أحدهما يرجح التاسع والاخر يرجح الثاني عشر من ربيع الأول ،لأول عام من حادثة الفيل ،يوافق ذلك العشرون أو الثاني والعشرون من شهر أبريل 571م
ويروى ان ارهاصات البعثة النبوية وقعت عند ميلاده صل الله عليه وسلم . فقالت ام رسول الله صل الله عليه وسلم : ( خرج من فرجي نور أضاءت له قصور الشام ) .
وسقطت اربع عشرة شرفة من إيوان كسرى ,وخمدت النار التي يعبدها المجوس , وانهدمت كنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت (روى ذلك البيهقي).
فقد شرف الله نسب نبينا الكريم صل الله عليه وسلم ,فكان من أشرف الناس وأرفعهم نسبا خُلقا وخَلقا.
أما أخلاقه صل الله عليه وسلم فقد مدحه الله سبحانه وتعالى وأثنى عليه وعدد محاسنه :
( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) فقد أعطاه الله اثنين من أسمائه رؤوفٌ رحيم .
( رحمة للعالمين ) رحمة للمؤمنين بالهداية والمنافق بالأمان من القتل وللكافر بتأخير العذاب .
( ألم نشرح لك صدرك )  شرح صدره بالإسلام , وبنور الرسالة و ملأه حكماً و علماً .
( رفعنا لك ذكرك ) جعل الله تمام الايمان بذكر الرسول صل الله عليه وسلم مع اسم الله جلّ و علا .
وقال عبدالله بن عمرو بن العاص عن قصة النبي صل الله عليه وسلم ( أنه لموصوف في التوراة ببعض صفاته في القرآن )  (يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيراوحرزاً للأميين انت عبدي ورسولي سميتك المتوكل ليس بفظٍ ولا غليظٍ ولا صخاب في الاسواق ولا يدفع السيئة بالسيئة ولكن يعفو ويغفر ) 
وقد اقام الله به الملة العوجاء بأن يقولوا : لا إله إلا الله ويفتح اعيناً عميا واذاناً صما وقلوباً غلفا .
قال الله تعالى : (  ولقد آتيناك سبعا من المثاني ) وقيل السبع المثاني ام القرآن "الفاتحة" 
لن استطيع ان ألخص الشمائل المحمدية الكريمة او أكشف عن دقائق علم الحقائق التي ملأت كتباً ومجلدات .. وانما أردت بهذه اللمحة ان أذكر ببعض صفاته ونوره الذي ملأ الآفاق .
وأعلم يا محب الرسول صل الله عليه وسلم يا من ملأ الله قلبك بنور الإيمان واليقين وشرفك بالدين القويم انه صل الله عليه وسلم له من خصال الجمال والكمال والعظمة الخُلقية والخلقية ما يعجز عنها وصف البشر وهل نوفي مدحاً من مدحه رب العزة ؟! 
نسأل الله ان يرزقنا حبه وحب نبيه الكريم صل الله عليه وسلم ويرزقنا شفاعته وأن يهبنا شربةً من حوضه لا نظمأ بعدها أبدا . 
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد . 
المراجع :
1/ الرحيق المختوم (صفي الدين المبارك فوري).
2/ الشفا بتعريف حقوق المصطقى (القاضي عياض).

السبت، 11 يناير 2014

أهل الطراوة (2)
المذيع: نواصل اللقاء مع أحد منظري أهل الطراوة ونسأله عن الوضع الراهن.
الضيف:الوضع الراهن سيظل على ماهو عليه والراهن هو الذي رهن نفسه وحياته وأيامه لمن ارتهنه وبالطبع لن يظل الراهن على ما هو عليه إذا كانت الجماعة المرهونة تتجه نحو الحراك , فالتململ يولد من الملل وبالتالي فإن ذلك يجعل الحركة ميسرة نحو التغيير.
المذيع: كأنك تنظر للحراك المستقبلي الذي يستشرفه منها واقف على شرفة أيام مقبلة لن تأتي وهو موجود ؟
الضيف: سؤال لمّاح ,فالمستشرف والذي ينظر من كوة الأمل هو في الأصل مربوط ومقعد مما هو جار في المحيط ,المحيط به من كل الجوانب ولكن يبقى التفاؤل سيد الموقف. فلكل مريض دواء ولكل مقعد كرسي متحرك ولكل ضعيف نظر نظارة يمكن أن تجعله يرى بعض الجوانب .
المذيع: جميل يا سيد عبد الجليل .الكوة التي يستشرف منها من يستشرف ,يرى البعض أنها ضيقة جدا ولا تمكن من النظر من خلالها للقادم .
الضيف: القادم ما هو قادم نحونا أو ما نحن متقدمون إاليه,ويتوقف وصول أحدهم للآخر بأسباب منها ما هو من طرف الناظر من الكوة ومنها ممن يمسك بزمام التغيير , وفي الحالة المماثلة هو أن يكون الكعك بديلا للخبز حتى نجد الطحين المضاف إليه المواد المحسنة . والله أعلم .

الخميس، 9 يناير 2014

لعنة الاسم
 تناول الكثيرون لعنة الأسماء التي لازمت الدول العربية منذ اسقلالها,فالرؤساء الذين كان لهم من الأسماء أحسنها ,جمال في المعنى ,وسمو في المقصد.إلا أنهم كانوا على النقيض تماما فليس من بينهم من كان سهلا حسنا , ولا من كان زينا وجمالا, ولا من كان بشيرا بالخير والبركة بل كانوا نذر شؤم وفأل غير حسن.مدمرين للبلاد,ظالمين للعباد,ناشرين للفساد.ولكن أسوأ تلك اللعنات هي ما أصابت السودان ,ذلك البلد الذي كان معلما في كل المجلات,سباقا الى كل خير .لعنة الاسم الذي قدمته الحكومة الغاشمة التي كانت نتاج تحالف مشؤم بين الأخوان والعسكر بقيادة عمر البشير وحسن الترابي :الانقاذ,لا يختلف اثنان أنه في فترة حكمها التي شارفت ربع قرن من الزمان,كانت الأسوأ .تدهور السودان خلالها بصورة غير مسبوقة اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.
انفصل جزء عزيز من البلد .انتشرت النعرة العنصرية البغيضة .يعاني أهلنا في دار فور في معسكرات النازحين من مشاكل اجتماعية واقتصادية مما يشيب له الولدان.وفي الشرق وجنوب كردفان والنيل الأزرق ,وحتى داخل العاصمة المثلثة.
انتشار جرائم غريبة على المجتمع مثل الاغتصاب والاعتداء على الأطفال.ووصول الحال بمجموعة من العسكر والشرطة بتكوين عصابات لترويع المواطنين المأزومين أصلا,ويفرح مروج حزب السودانيين بالقبض عليهم ولكن ليس فرحا وإنما ترويجا للمجموعة الجديدة التي تم بها التعديل الوزاري.
أما اقتصاديا فالأرقام تثير الرعب وتدل على عمق الأزمة..وباءت كل محاولاتهم البائسة في رتق الفتق الذي أحدثوه,بسوء تخطيطهم واصطفاء جماعتهم واعفاءهم من المساءلة بل تحصينهم منها بسن تشريعات وقوانين مفصلة على مقاسهم مثل التجنيب وفقه السترة,فانتشر الفساد.
توقفت معظم المصانع بسبب استيراد قطع غيار غير مطابقة للمواصفات وماكينات غير صالحة للاستخدام.وتدهور القطاع الزراعي بسبب تكرار استيراد تقاوي فاسدة .
أما الجنيه رجل السودان المريض مازال يتدهور ولا ندري أي حضيض سيستقر عليه,
وتلك الدراما التي صارت بتغيير الجنية من الجنيه الى الدينار الى الجنيه مرة أخرى-مسرحية هزلية ذات كوميديا سوداء تدمي القلب - مع تراكم الأصفار فكثير من المواطنين لا يدرون كم يساوي الألف من الجنيهات بالقديم ,أين القرش والشلن والريال !(يحضرني مقال بعنوان اكاليل ورد على قبر الجنيه السوداني لكاتب كان معارضا ثم عاد وتصالح وصار ملحق ثقافي باحد السفارات )...أين عبد الرحيم حمدي ومشاريعه وأفكاره العجيبة. ولسد العجز صارت الدولة دولة جبايات فبدلا من تقليص الانفاق الحكومي والكف عن المؤتمرات وورش العمل التي لم تجني منها الدولة أي ثمرة ,وكبح جماح أفراد هذا التنظيم الجشع اتجهت الحكومة لزيادة الضرائب ومضاعفة الجمارك ورفع الدعم عن سلع أساسية كالوقود والخبز .
وفشل سد مروي في تغطية الحاجة الى الكهرباء..بعد تشريد كثير من السكان وتهجيرهم ..ورغم تلك المليارات التي صرفت عليه بقروض ستظل تضغط على كاهل الشعب المأزوم لزمان قادم ,لجأت الحكومة لشراء الكهرباء من اثيوبيا.
أما الصحة فما يحدث فيها هو أعجب العجائب أن يكون وزير الصحة مالك لأكبر المستشفيات وكليات الطب في البلد...وهناك مجموعة سيئة لا تخاف الله عملت على دفن نفايات من الدول الكبرى في أطراف المدن فظهرت أمراض  غريبة لم يعرفها السودان ,وانتسر السرطان فصار وباء يرعب الجميع .وهل من إحصائية دقيقة لمرضى سرطان الرئة والثدي والدم! .ومرض الفشل الكلوى الذي حصدا أرواحا عديدة وأعاق الكثيرين ,غير معاناتهم المادية والنفسية.ورغم الفقر انتشرت المستوصفات والمستشفيات الخاصة كالنبت الشيطاني مع غياب تام للمستشفيات الحكومية.أما الدواء والصيدلة فيقول أحدهم أكاد أجزم بأن معظم الدواء في السوق هو طباشير !!
ولا يغرنكم مَن يظهرون منعمين على شاشات التلفزة فالفقر الذي اعترفت حكومة الضلال به نسبته 46% ولكن هل من إحصائية دقيقة ! إن كثير من الأسر تعيش بالستر والتعفف ولا يعلم بضيق حالهم إلا خالقهم.
والأسوأ من كل ذلك هجرة العقول فالتنمية تعتمد أولا على العقول والاستثمار الأمثل للدول الراشدة يكون في ابنائها ,ونكاد بذلك أن نفقد آخر شعاع لأمل في الاصلاح.
والغريب هو أن حكومة هذا حصادها يكون لها اصلاح,وخطة خمسية أين الخطط الخمسية والثلاثية والعشرية ,اين عرابيها من المسؤول عن فشلها .وبعد 25 عاما هي فساد منظم وخراب مؤسس كيف يثق الناس في أنه سيكون اصلاحا في خمس سنوات ومن يجرب المجرب عقله مخرب كما يقول المثل .فالذين يروجون للاصلاح ويلمعون البشير لولاية أخرى , لا يحترمون عقول المواطنين !
ونحن مع هذا الثلاثي الوقح الجهل والفقر والجشع ..فلا منقذ إلا الله عزّ وجلّ..فالانقاذ بيده وحده لا شريك له فهو الرحيم بعباده العالم بسرائرهم الخبير بأحوالهم.أما حكومة الانتكاس فالى الجحيم وبئس المصير .  

الاثنين، 6 يناير 2014

الجفاف

 

 قابلته مبتسما كعادته,فهو شاب ذو وجه بشوش يفيض حيوية ,مسكون بحب الأرض.مازحته ألا تعبس أبدا ! اتسعت ابتسامته وقال: من يعشق هذه الأرض لن يعرف الحزن سبيلا الى قلبه أبدا.غادرني وأنا أتأمله,إنه نال من اسمه أوفر الحظ والنصيب (السِّميح) كان نموذج للمُزارع وزينة شباب قريتنا ,التي ترقد على تلة تشرف على مدينة ريفية, توحي باليُمن وتبدو للرائي وقد أحاطت بها المزارع تتخلها ممرات الرمال الذهبية التي مهدتها خطوات المشاة كقطعة حرير عظيمة سندسية موشاة بالقصب,المَزارع عبارة عن وحدات صغيرة  يسمونها بِلدات معظم السكان مالكون لها إلا القليل منهم فهم يعملون في بلدات بعض النفر الذين استهوتهم المدينة بأنوارها وضجيجها,ولكن الغالب هو ان رجال ونساء قريتنا مفتونون بحب الارض ,أماعشق السميح لها كان نادر المثال . نعتمد في الري على مياه الأمطار ,فالمطر هو شريان الحياة يغذي آمالنا وأحلامنا قبل أن يروي الأرض.حينما تهل تباشير الخريف ويضيئ البرق السماء تضئ معه الأماني وتشرق النفوس .

حياة السميح كانت الزراعة ,يخرج باكرا الى أرضه يعمل بجد واجتهاد رائحة الدعاش تملأ رئتيه وتنعش بدنه فتنتعش أحلامه الوردية بمستقبل أبنائه الزاهر ,الذي يعجن بساعديه طينة لبناته باكسير الحياة الذي يتساقط من السماء رحمة من رب كريم ,فبني قصورا وقلاعا رائعة.الأيام تمر هانئة هادئة تنساب انسياب مياه نهر يجري سهلا باتجاه البحر .أرقب السميح يعمل بجد يزرع ويحصد بسعادة بالغة وأبنائه حوله يكبرون,يرجو أن يكون منهم المهندس والطبيب والوزيرولم لا ؟ ما الذي يمنع الفقراء ارتقاء سلم المجد إذا سقوا أحلامهم بعرق الجد وأضاؤوا طريقهم بنور الأمل.

يعود مساء قبيل الغروب الى بيته يتناول غداءه مع أبنائه ويحثهم على الجد والاجتهاد في طلب العلم.وقت الأصيل يتمدد مع بعض أصدقائه المزارعين على الرمال الذهبية يتجاذبون الاحاديث,لا يبخل عليهم بالنصح والتوجيه فقد كان مزارعا متنورا.وكثيرا ما أراه واقفا مشدوها يتأمل منظر غروب الشمس البديع,الذي لفرط تفاؤله كان يثير في نفسه الأمل ,فالغروب عنده اتكاءة توعد ببزوغ فجر جديد.

في نهاية فصل الشتاء من كل عام كان المزارعون يبدأون في تقليب الأرض وحرثها استعدادا لموسم جديد,بإذن الله,ومع تباشير الخريف وتراكم السحب والبرق يخرج من خلالها يولد الامل في نفوسهم ,تنبت المحاصيل الذرة والسمسم والفول والكركدي خضراء  تسر الناظرين فتخضر الأماني وتتوشح سندس الأمل الندي.والسميح يرعى النبت كأم رؤوم تعتني بوليدها ,يردد الأهازيج والأناشيد بصوت شجي فتزدهر الأرض ,ألم يقل علماء الأحياء أن النبات يحس ويطرب .

وفي عام من الاعوام كان ما لم يكن في الحسبان ,صنف المطر ,لاسحاب ولا برق أياما وأياما ,السماء حيث الشمس متوهجة لافحة كأنما تحتفل بغياب السحاب ,وحر قائظ ما اعتادته قريتنا من قبل,تململ الناس صلوا الاستسقاء , ولحكمة علمها عند بارئنا لم ينزل المطر .جف الزرع والضرع ,اصفرّت الأوراق ,أصبحت كهشيم تزروه الرياح ,تسربت الأحلام الوردية من النفوس تسرب الماء من بين فرجات الأصابع .فهبت في النفوس أعاصير اليأس فاقتلعت ما تبقى من الأمل فيها فخر فوقهم اليأس.عشعش الهم فوق رأس السميح فهو ما خلق الا للارض والزراعة لا يجيد صنعة ولا يجر قلما .بعد مغالبة مع النفس قرر الذهاب الى المدينة عله يجد فيها عملا ,فالمخزون من قوت عياله بدأ ينفد .جال في المدينة برفقة أحد أقربائه ,مياه كثيرة فالمدينة على ضفاف خور ماؤه زلالا يجري طول العام رغم الجفاف .جلس على الشاطئ يعبث بالرمال ,نظر بعيدا بعيدا فرأى فيما يرى الحالم ترعا تُشق ومضخات المياه على جوانبها كالقلب تضخ المياه في الأرض اليباب فتحييها بعد موتها ,فاق من حلمه يردد : هيهات هيهات ففي الدول النايمة لا أحد معني بتنمية الوطن أو المواطن ! ,ويهمس(بجانب البئر وعطشان) .

عمل بمشاركة أحد أقربائه بالتجارة,أعد لأسرته بيتا متواضعا سجل أبناءه بمدرسة الحي ,عاد الى القرية في ذلك اليوم البهيم وطلب الى زوجته الاستعداد الى الرحيل ,حاول أن يبدو متماسكا رغم الألم . جاءت العربة التي ستقله وأسرته الى المدينة .ركب أبناءه وزوجته وكمن نسي شئيا عاد أدراجه الى داخل منزله الأثير ,شهق شهقة تزلزلت بها أركان أنفس المودعين ,أسرعوا دفعة واحدة ولكنهم تسمروا عند باب الدار ,السِّميح مُمَدد على الأرض جثة هامدة ,فارق الحياة .

 

السبت، 4 يناير 2014

أحزاب لا تعرف الديمقراطية
هل تنامى الى سمع أحزابنا أن هناك شئ في العالم يسمى الديمقراطية ؟!
الديمقراطية كما هو معروف مصطلح مشتق من المصطلح اليوناني ( demokratia )  وتعني حكم الشعب , الافالديمقراطية تقوم على رأي الاكثرية مع المحافظة على حقوق القلة وتعتمد على الموهبة في تحقيق وانجاز كل عمل دون التمييز بين افراد الشعب .
والديمقراطية الحقة تضع قوانين تحقق العدل  و تصون المساواة وتنصر المظلوم .
يتم تداول السلطة في الدول الديمقراطية بين احزاب تطبق الديمقراطية وتقوم على اسس التنظيم المنضبط .
اما في الدول التي لا تتعدى الديمقراطية فيها الشعارات الرنانة , فالأحزاب لا تقوم على اسس التنظيم المضبط ولا تتحقق الديمقراطية داخل اروقتها فقادت الحزب لا يخضعون للمحاسبة وانما يعاملون كقديسين او بالصح رئيس الحزب هو إله مصغر ينزه عن كل نقد , وكل الحزب يتمحور حوله مع تهميش تام لدور القاعدة الجماهيرية للحزب .
بنظرة عن كثب لواقع أحزابنا : فحزب الأمة الذي تأسس عام 1945 م برعاية الامام عبدالرحمن المهدي , اول رئيس له هو الصديق المهدي 1950 م ثم انتخب الصادق المهدي رئيساً 1964 م الى الان .
ويعتمد الحزب على الولاء للمهدية ولاسرة المهدي من قبل البسطاء .
الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي هو نتاج الاندماج بين حزب الشعب الديمقراطي والحزب الوطني الاتحادي , لم تحرج الرئاسة عن دار الميرغني فالمؤسس السيد علي الميرغني ومن بعده الرئيس محمد عثمان الميرغني وهم زعماء الطريقة الصوفية المعروفة في السودان بالطريقة الختمية , ورغم ما يقال عنه بأنه يعبر عن الطبقة الوسطى في السودان الا انه يعتمد على الولاء للمشايخ من قبل البسطاء .
ونموذج اخر للاحزاب غير الديمقراطية : هو الحركة الاسلامية بقيادة الترابي التي تعدد اسمائها وتغيرت الا ان رئيسها ظل ثابتها هو الترابي فمنذ ان تقلد امانة جبهة الميثاق الاسلامية 1964 م ثم اسس الجبهة الاسلامية 1985 م وحلها وتحالف مع الجيش للانقلاب على الديمقراطية 1989 م ثم انشق عن الانقاذ و اسس المؤتمر الشعبي فمازال هو الرئيس بلا منازع .
والملاحظ هو تعدد الانشقاقات في هذه الاحزاب ولكن الغريب أن الاحزاب المنشقة تنتهج نفس النهج رغم ان من اهم اسباب انشقاقها هو هيمنة رئيس الحزب وعدم تداول الفرص والمنشق يبقى على رئاسة حزبه ليكون بؤره لانشقاق جديد .
والموضة الجديدة للديمقراطية كموضة الملابس لا تنتهي الا بانتهاء موسمها , فالحزب يفصله الدكتاتور على مقاسه كحزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير والاتحاد الاشتراكي بزعامة نميري , فهي احزاب انبثقت عن حاكم دكتاتور قامع لشعبه وتخطط ان تبقى للابد فحزبه هو المهيمن على كل مفاصل الحياة يلمع رئيسه حتى الموت فينطفئ الحزب بإنطفاء زعيمه اما جوغة الاحزاب الاخرى تهمش الا ان تنطفئ فكل وسائل الاعلام مكرسة بتلميع احزب الحاكم فقط .
لقد عرضت هذه النماذج لانها تمثل الاحزاب الكبرى وهذا لا يعني أن الاحزاب الصغيرة ديمقراطية فهي ايضا تمارس الدكتاتورية على هذا الشكل .
بما ان احزابنا احزاباً دكتاتورية بهذه الصورة القاتمة فإن اي حديثس عن الديمقراطية في السودان يعد ترفاً فكرياً .
أهل الطراوة
المذيع:
نبدأ مع ضيفنا الخطير ..في البدء السلام ..ضيفنا الخطير :المرحلة وما تتطلبه من الاليات والتركيزات وما يعقب ذلك ونحن على مشارف المشارف المتحولة والتجذرات المتجذرة في البنية...
الضيف:
طبعا أشكرك والشكر يتحول من الثابت الى المتحول الى كل من يعرف أن المرحلة مرّحلة ومتفككة النسيج ..بالطبع هي ملموسة ومحسوسة وإذا حاولنا أن نتكلم فلن نتكلم لان كل بنية تحتاج الى من يفهم قواعدها وأساسياتها.
المذيع :
كلام جميل ..كلام مفهوم ومتحولات المرحلة وما ينشأ عنها في إطار التجليات والارهاصات بمعنى هل من حكم بجمع الجمع وطرح الطرح في المتناول القريب والبعيد.
الضيف : 
هذا سؤال كبير وخطير ,فنحن في هذا أجيال وأجيال نعمل على ترحيل بناءات وتفكيك اليات ونقلها من وضعية الى أخرى ,فهذا الحراك يعني أن القوم استطاعوا خلال مسيرتهم في عمليات الهدم والترميم المتواصلة ان يزيلوا مخلفات ما نتج عن الاخر.
المذيع : 
هل نقف عند الاخر ,فما زالت اشكاليات الاشكاليات مفتوحة على كل الاحتمالات فهل من مبرر أن يكون هناك سقف مفتوح ولا ننظر الى أبعاد ما نراه في السماء من التماعات واشعاعات؟
الضيف:
المبرر موجود :هو أنك لم تنظر الى الظلمة المتاحة ,هل نستطيع أن نغمض العين ونرى في ان واحد ,نعم نستطيع ان نرى ما نفكر فيه ,فكيف يقول أصحاب الاختلافات ان هناك مختلفات نختلف عليها ولا نتعب .
المذيع:
أعزائي المشاهدين بذلك نكون قد وصلنا الى حافة النهاية في هذا اللقاء الكبير مع الضيف الخطير أبو لمعة المفكر المنسحب من المشهد وما قدمه لنا من نقد في بنية المشاهدات المسكوت عنها والبنية المتفككة في آخر صيحات الحداثة المتجذرة في شعور ووجدان الكثيرين.

الجمعة، 3 يناير 2014

الجانا من حوش بانقا
جلب الخراب..
والانفصال..
والحالة صارت ضائقة
في كل بيت جائع مريض
في كل بيت تلقى الشقا
وجماعتو رايقة مروقة
بالعيشة بالمال الحرام..
بنت العماير الشاهقة
والشعب يكدح للرغيف..
يجري ويقع ما يلحقا
في ربع قرن من الزمان ..
شفط الهوا..
وبلع الأماني العالقة
     ***    ***
ويمن على شعبو الفقير
بالاسمو من (وسخ الكلاب )
هوت دوق جميلة مزوقا
في عهدو عرفوها الكبار
ببلدنا ست المنطقة
ببلدنا ماليزيا الجمال..
شوف الحدائق والزهور متنسقة
وشوف كبارينا الجديدة..
العادي منها والانيق
وكذا الكباري العالقة
من وين بنيتها يا عجيب..
وديونا طارت للسما
تصبح صقر ما تلحقا
دا الجانا من حوش بانقا
يكفي الدمار ..
والانفصال..والحرب في
باقي البلد متلاحقة 

الخميس، 2 يناير 2014

الوطن المسروق


أعرج من زمن الى زمن..
 تائهة بين الأزمان
أبحث عن وطن..
سرق من بين جنبي..
في ليلة سوء..تنعق فيها الغربان
نام العابد..
سكر العاهر..
انشغل الجندي..بتثبيت النيشان
انشغل الحاكم بعشيرته..
يبحث عن تعويض*..
وقف الشرطي استعدادا..
ينتظر التفويض
الجامع لم يرفع أذان..
والكنيسة لم تقرع أجراس
دخل الدار..أقواما أنجاس
وجدوها ..
سائية..غائبة..
ما فيها حراس
عاثوا فيها ..خرابا وفسادا..
عدو الأنفاس
رعب..
وحصار..ودمار..
ما عاد أمن وأمان
جزوا الوطن من الخاصرة..
نهارا..وجهارا..
قالوا بزعمهم..هذا القسم..
الطاهر الميمون ..لنا
وذاك الرجز ..للشيطان
وليس الرجز..إلا همُ..
وتلك أرض..
طاهرة..ظاهرة..
عامرة..بالإيمان  
(*تعويض: إشارة لبحث الصادق المهدي عن تعويضات اهله يالجزيرة ابا فور توليه الحكم )

الأربعاء، 1 يناير 2014

الاستغلال
اجتمعت الحكومة بقيادة الزعيم الخالد اسماعيل الازهري والمعارضة بقيادة محمد أحمد المحجوب لرفع علم السودان عاليا, تتويجا لنضال طويل لابطال السودان ,الذين سطروا بدمائهم الطاهرة الزكية تاريخه المجيد ..وكلهم أمل ببناء مستقبل مشرف لدولتهم الفتية .والان وبعد ثمانية وخمسون عاما من التقدم للوراء أو بالأصح السقوط الى الدرك الأسفل .فالسودان الان يتذيل الدول في كل ما له علاقة بالتقدم والرقي..ويتقدمها في كل ما له علاقة بالفساد والفشل .وعلى وقع هذه الخيبة تجتمع الحكومة والمعارضة ,معارضة جل همها مصالح أفراد أسرها ومن ثم أتباعها و ولا عزاء للمواطن الذي يكدح من أجل كسرة الخبز بعد أن فقد كل ما يقيم انسانيته من تعليم وصحة وعلاج ومياه نظيفة صالحة للاستهلاك الادمي .تضع المعارضة يدها في يد حكومة قتلت المواطن في دار فور وجنوب كردفان ومن بقي منهم على قيد الحياة ,شرب مياه الأمطار الراكدة وأكل ورق الشجر ..يقاسون البؤس والشقاء في مخيمات لا تقيهم لهيب الصيف ولا زمهرير الشتاء و الأمطار.واغتصاب النساء وهتك الاعراض  فتلك مأساة أخرى .
حكومة اقتطعت جزء عزيز من الوطن ,ارتفعت أرواح كثير من أبنائه شهداء منأجل حمايته وبقائه في حمى الوطن ,ولكنها سلمته لقمة سائغة لمطامع دولية لا تنتهي .حكومة شلت كل مرافق الدولة بتغليبها مصلحة حزبها بترجيح كفة الولاء على كفة الكفاءة ,ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب ,فانتشر الفساد المالي والإداري ,وليس سودانير ببعيد!!!
ورغم رفعها شعار الدين وصهيلها ليل نهار بتطبيق الشريعة فالمجتمع يشهد انهيارا أخلاقيا غير مسبوق وظهرت كثير من الظواهر السلبة التي غذتها الحكومة بأنانيتها ونظرتها الحزبية الضيقة.
وما يجعل المرء يقف  مندهشا عاجزا عن التعبير هو إعطاء البشير وسام الجمهورية للمعارضة ..أترى هو عرفان بالجميل لسكوتهم على فظائع ارتكبتها الحكومة بحق الوطن والمواطن وخذلانهما..أم هو مكافأة لهم لتمرير اتفاقات سرية - تحت الطاولة ,قبضوا ثمن سكوتهم عليها - مكنت الحكومة من السيطرة التامة على مفاصل الدولة .
والأغرب والأعجب هو قبول المعارضة له وتسلمه من يد ملطخة بدماء أبناء الوطن من الجنوب الى الشمال ومن الغرب الى الشرق.
ووضع صورة البشير أعلى القصر وليس بجانبها أي صورة لمناضل سابق ,كان للأسف نسف لكل جهد للمصالحة ,وما معنى أن توضع صورة للرئيس أنيقة لا مكياج لا يخفى على العيون ,وهوشاب ميتسم بينما الأصل وجه متغضن مثقل بذنوب فظاعات أرتكبت طول عهده .يكرم الرئيس المعارضة وينتقد السودانيين بمواقع التواصل الاجتماعي الذين ينتقدون الوضع المزري ,وكان الاجدر به أن يرحب بالرأي والرأي الاخر ولكنه يريد رؤيته فقط وكيف له أن يرى للغير رؤية وهو يراهم فئة ضالة وهو فقط على سراط مستقيم . 
وظهور القسيسين الذي يراد به اظهار التعايش فهل الصور والبرتوكولات تغطي جقيقة ما حدث من انفصال للجنوب .والنوبة الذين يتحدث عنهم للاستهلاك السياسي يموتون صباح مساء بسلاح الحكومة ,ومناطقهم كغيرها من الاطراف تعاني التهميش وتفتقر لابسط  اساسيات الحياة.
وعموما مازال الخطاب يحمل روح صيف العبور والمشروع الحضاري وتلك الشعارات الرعناء بدلا من تقديم دوة صادقة للم الشمل وتضميد الجراح. ولكن عندما يضع المتخاذل المتواطئ يده في يد الظالم ,فلا عزاء للمواطن ..اللهم إلا أن يأتي عبد الجبار المنتقم الذي يكنس كل هذا الدنس الى مزبلة التاريخ وبس المصير ليعيد الأمل والبسمة للسودان المنكوب .

الزهور 
الزهور في كل مكان ...
وفي كل مناسبة من مناسبات حياتنا لها دلالة في التعبير ..
ولها لغة صامتة مفعمة بالمشاعر للتعارف والتواد..
فإذا وضعتها على الصور فهي الأناقة ..
وإذا وضعتها على الرؤوس فهي فخار ووقار ..
وإذا اجتمعنا في اللقاء وكانت الازهار فهي ترحيب وتقدير ..
وفي الافراح سرور واقبال ..
 والزهور ترمز الى الفضيلة بأوسع معانيها ..
 وفي الوداع فالزهور ذكرى ووفاء ..
.أما في البستان  فتغريد وفرحة وغناء ..