الاثنين، 7 ديسمبر 2015

    حول المناخ و  الاستثمار في المزيد من التلوث
ما أن تنتهي قمة المناخ المنعقدة بفرنسا , ونحن في نهاية العام الميلادي , وإلا سنشهد المزيد من ويلات المناخ , زوابع وعواصف وسيول , ولن تتراجع الويلات في الطبيعة , طالما أصبح الفساد هو الفن الجديد والمتزيء برداء العلاقات العامة , والبروباغندا , وعلما من علوم الأتكيت والظرف . وعلى فقراء العالم المسحوقين في كل مكان المراقبة والنظر وافتراش الأرض الخواء وإلتحاف السماء البعيدة .
حسب منظمة الصحة العالمية فإن هناك بينات كافية تدل على أن إزدياد النشاط البشري أدى إلى تغيرات خطيرة في المناخ , فإنبعاثات الغازات الدفيئة تتسبب في الاحتباس الحراري , والذي تسبب في موجات حر وأعاصير وفيضانات وسيول في مناطق من العالم لم تشهدها من قبل . وتؤكد منظمة الصحة العالمية أن أكبر الضرر الذي تسببه التغيرات المناخية سيكون واقعا على الدول النامية ذات البنى التحتية الضعيفة , ولا بد أن تتلقى الدعم الكافي .
هل ننتظر من مؤتمرات المناخ أن تقدم لنا عملا مستمرا , يقلل انبعاث الغازات الدفيئة وبالتالي يخفض درجات الحرارة في الصيف الذي أصبح غائظا ملتهبا حارقا أو يعطي الدفء في الشتاء الذي أصبح لاسعا قارسا قارصا ؟ إننا لا ننتظر أن تعود الأرض بين عشية وضحاها جنة أو بستان هدوء وسكون كما في القرن السابع عشر أو الثامن عشر , وذلك لأن المراقب لنشوء وتطور الصناعات في القرن العشرين , وكذا قيام الحروب وكثافة الأسلحة التى استخدمت فيها , بدءا من الحرب العالمية الأولى وليس انتهاءا بالكيماوي والبراميل المتفجرة في الحرب الأهلية في سوريا , لا يخفى عليه الفساد في كل هذه الحروب , فهو شئ لا يصدق . وإنك إذا ذهبت للأرقام سترى عجبا .
وهناك جانب آخر لا يدعونا للتفاؤل , ألا وهو ما تنتجه المصانع العملاقة في الدول المتقدمة , فحسب تقديرات الامم المتحدة إن انتاج العالم من النفايات الخطرة يفوق 700 مليون طن تسهم الولايات المتحدة ب80% منها , وما تخلفه هذه المصانع من مخلفات أو نفايات تم التخلص منها بدفنها في دول العالم الثالث أو بإلقاءها في أعماق المحيطات  والبحار والأنهار , وقد تسببت في  فساد كل الأجواء وإننا لنرى ونلمس عذاباتها في كل حين . إن انتشار أمراض السرطان وتشوهات الأجنة في كثير من الدول العربية لهو أكبر دليل , ففي السودان تعود قضية دفن النفايات الخطرة إلى ستينيات وسبعينيات القرن الماضي و حسب مواقع إعلامية سودانية ومصرية فإنه تم دفن نفايات نووية أمريكية وغيرها عبر شركة ألمانية  في الأراضي السودانية بموافقة الحكومات في ذلك الوقت مقابل مليارات الدولار والتي كان عذرهم أن البلد تحتاجها لإنشاء مشاريع تنموية , والسؤال الذي يلح عليك : لِمَن تقام المشاريع التنموية وهم يدمرون الإنسان ؟ وفي الجزائر ما زالت تتفاعل قضية النفايات والتجارب النووية التي أجرتها فرنسا في جنوب الجزائر  ابان حقبة استعمارها , والتي تحاول فرنسا رفع المسئولية عنها بدفع تعويضات بينما تصر الجزائر على أن تتحمل باريس مسئوليتها الكاملة بتنقية البيئة والمحيط من الاشعاعات الذرية التي لوثت الشجر والحجر وتسليم الجزائر خرائط لمواقع النفايات المدفونة . ومثال آخر وليس أخير النفايات في منطقة الخليج العربي التي شهدت حربين في أقل من عقدين من الزمان وما خلفته من يورانيوم منضب عمل على تلويث البيئة بالاشعاع لآلاف السنين القادمة ونفايات دفنها الأمريكان خلال فترة الحرب . وبناء على ذلك فإن معظم ما نشاهده من فساد فمصدره هو الغرب و أمريكا , وليس للعرب أو الأفارقة يد في أي تغيير تعاني منه اليوم .
ونحن نشاهد هذا الاجتماع الضخم في مدينة لابروجيه بفرنسا , أكثر من مئة وخمسين دولة , هذا الاجتماع بكل ما تم فيه من صرف ضخم , لو وظِّف لصالح اللاجئين والمهاجرين لكفاهم , ولكن بروز البروباغندا في العلاقات العامة في وقتنا لن يدع أي خير يصل إلى مستحقيه . لكنك تجد ما رشح عن اجتماع باريس أن الرئيس هولاند وعد أفريقيا بمنحة ملياري دولار , لمواجهة تغير المناخ .إن أولاند لا يتفضل على أفريقيا بمنحته هذه ,إنما هي بضاعتها ردت إليها ؟ وإنك لتسأل عن مقدار ما تستخرجه فرنسا في وقتنا الحالي من خيرات أفريقيا وتدعم به حكومتها واقتصادها , ولا تنعم أفريقيا سوى بالفقر والمزيد من النزاعات والبلوى . ماذا نعرف جميعا عن ملفات اليورانيوم والماس والذهب وغيرها من المعادن النفيسة . والأفارقة رغم غنى أراضيهم بالخيرات فلهم الموت وراء لقمة العيش والسكن في مدن الصفيح والمستنقعات .
وإنك لتسأل إذا كان الكبار السبعة أو العشرة وبلدانهم هم من تسبب في تغيير المناخ , فما دور البقية الباقية من هذا العدد الضخم المجتمع في فرنسا وليس لهم ما يقدمونه لإصلاح ما فسد ؟ ولكنها العلاقات العامة في السياسة الدولية تجعلك ترى وزراء البيئة في البلدان العربية والأفريقية وهم يحتلون المقاعد البارزة ويجرون اللقاءات الإعلامية , وخلفهم عصابات الإتفاقيات السرية لدفن مخلفات المصانع و النفايات الخطرة . إن هؤلاء القوم ليس لهم من رحمة في قلوبهم , فهم يعلمون مقدار ما يسببونه من أذى وأمراض وآلام لاهليهم . وأضف إلى ذلك ما وافقوا عليه من قطع للغابات وتصحر أراضيهم , ثم يظهر وزير البيئة وبكل صورته المتأنقة وكلماته المنمقة ليعطينا كذبا تفاؤل المستقبل وما سوف نراه من حزام أخضر ومن إهتمام أكبر بالبيئة خلال السنوات القادمة .
من هنا فلا تتعجب على المنحة الفرنسية لأفريقيا ملياري دولار , فالحكومة الفرنسية تعلم أنه في كل دقيقة يدخل إلى حسابها آلاف الدولارات من الخيرات الأفريقية .
ولا تتعجب إن لم يتم مؤتمر المناخ بفوائد عاجلة أو آجلة , لأن الذين يستثمرون في زماننا قد ابتكروا آلاف الطرق الجديدة لفتح أبواب الاستثمار . وهل نصدق أن يتنازل الأغنياء عن غناهم وأصحاب المصانع العملاقة عن مصانعهم ؟! وهم بمقدورهم أن يتجهوا إلى مجالات الطاقة البديلة النظيفة , ولكن رأس المال لا يحب المجازفة بأي صرف جديد , ولكنهم في مجال الإنتاج يتجهون إلى تكنولوجيا الروبوت الذي بموجبه يستغنى عن الآلاف من الأيدي العاملة .
وإنك لتسأل منذ انعقاد أول مؤتمر للمناخ , ماهي الدولة التي عملت تخفيض الانبعاثات لديها واستخدمت طاقة بديلة على نطاق واسع , وعلى عكس ذلك تجد كل يوم تنضم دولة جديدة للنادي النووي , بتركيب محطات نووية لتوليد الطاقة الكهربائية , في بلدان تسطع شمسها معظم أيام السنة وصحاريها ذات مساحات شاسعة . وعن صناعة السيارات التي تنتج المصانع الآلاف منها يوميا , لا هي أنتجت سيارات صديقة للبيئة ولا هي استخدمت طاقة نظيفة في خطوط انتاجها تقلل من انبعاث الغازات الدفيئة .

هل يا ترى سيأتي يوم تعمل فيه هذه المؤتمرات على معالجة الأخطاء أم أنها ستكون استمرار للاستثمار فيما ينتج تغير مناخي أكبر ؟!

الجمعة، 4 ديسمبر 2015

الخروج من الأزمة الاقتصادية عبر بوابة إسرائيل 

الأزمة الاقتصادية في السودان مسكوت عنها و عن أبعادها , وعن الذي خلفته من دمار إنساني واجتماعي , وفكفكت كل ما هو جميل وعزيز وغالٍ . برغم أعداد الصحف الكثيرة والواجهات الفضائية إلا أنك لا تجد من يملّك الناس حقائق هول الكارثة المنتظرة والمحدِّقة بالجميع . وأنت تسمع أن استثمارات ضخمة للطغمة الحاكمة بالسودان في ماليزيا وغيرها من الدول التي فشلوا أن يلحقوا بركبها , وأن يسعدوا مواطنيهم كما أسعدت تلك الدول مواطنيها . إنه الفساد والخوض في الأموال بقوة وعنف , وغسيل الأموال والتلاعب المستمر , ولا شفافية تلوح في الأفق لمن خاض في ذلك , بل يكافأ بمنحة سفارة هنا أو قنصلية هناك .
ولترى معي سُمك هذا الحبل الخانق اقتصادياً , فسوف آخذكم إلى ثلاث جولات تحدث أصحابها عن البحث عن حلول للخروج من أزمة البلد الاقتصادية :
الأول هو حسين خوجلي صاحب قناة أم درمان , قال : أن جميع الدول العربية لها علاقات مع إسرائيل . وتساءل : لماذا علاقتنا مع أمريكا مقفلة , وكل العرب لهم علاقات مع إسرائيل وأمريكا وأمورهم طيبة ؟
 وماذا فعلنا لأمريكا حتى تعاقبنا اقتصادياً ؟ ثم نادى ألا تقيدونا بأفكار عفى عنها الزمن . أهي دعوة للخروج من الطحن الاقتصادي وحبله المفتول حول الأعناق ؟ وهل ستلقى دعوة هذا الإعلامي الإنقاذي أذناً صاغية  ؟ أم أنه التوجه الجديد لرجالات الإنقاذ محاولة منهم للخروج من عنق الزجاجة حتى لو كان بالتحالف مع الشيطان ؟
أما الدعوة الثانية للتوجه نحو إسرائيل فكانت عبر برنامج في الواجهة حينما نادى البلال الطيب ( صحفي محسوب على المؤتمر الوطني الحاكم ) وهو ينقل مداولات الحوار الوطني , فسأل أحدهم , لا يحضرني اسمه , وقال له : أنت تدعو إلى العلاقة مع إسرائيل , فكان أن تحدث هذا المدعو عن إسرائيل وعن أننا لا يجب أن تكون لنا علاقة مقطوعة مع أي دولة كانت .
أما الدعوة الثالثة فكانت صريحة ومن خلال خطبة الجمعة (4 ديسمبر 2015 , بمسجد الشهيد ) والتي وظفها الشيخ بكاملها ليقول لنا أن ثورة الإنقاذ ثورة مستمرة منذ ربع قرن وأن الثورة المضادة كذلك مستمرة , ثم عرج إلى اليهود وذكر محاسنهم في العقل والتفكير و أن 50% ممن نالوا جوائز نوبل كانوا يهوداً , و أخذ يكرر آية ( وبشروه بغلامٍ عليم ) ومغزى ذلك أن على حكومتنا أن تقدم التنازلات . فياللعجب من حكومة حافظوا على استمراريتها بكل الخبث والدهاء والمكر وتعجر أن تجد حلولاً للأزمة الاقتصادية إلا بهذا الكلام الهزيل والدعوات إلى التوجه إلى إسرائيل حتى ينالوا رضاها لترضى عنهم أمريكا .
ومن عجبٍ والاقتصاد متدهور متدني تجد الرئيس الحاكم , والذي كل أموره وأمور جماعته وآله وصحبه على أحسن حال , ويقول أن متوسط دخل الفرد في السودان يساوي 2500 دولاً أمريكي , ولعله يقصد متوسط دخل الفرد خلال ربع قرن من الزمان . ولكن ربما أن الرجل لم يخطأ لأنك بنظرة فاحصة ثاقبة تجد أن كل سوداني بسيط يحتاج الآن لكي يعيش شهره بسلام إلى 2500 دولار و هي تساوي ما يقارب 27 مليون جنيه سوداني , قسِّموها على الإيجار والأكل والشرب والكهرباء والمواصلات والعلاج ومصاريف المدراس والمجاملات إن وجدت , فسيكون المبلغ شبه كاف في ظل الغلاء الطاحن و رفع الدعم عن السلع الأساسية .
أما من ناحية ثانية إذا قست كلام الرئيس حول دخل الفرد السوداني و أنه يساوي 2500 دولار في الشهر , إذا قست هذا المبلغ برواتب الوزراء والوكلاء والنواب والمعتمدين والمحافظين والولاة والأمن العام والخاص وكبار الضباط وزعماء إتحادات الطلاب فسوف تجد أن هذا المبلغ صحيح لما يتمتع به الواحد من مزايا وبدلات , فقبل عدة سنوات قيل أن راتب رئيس الدولة 60 مليون جنيه ولعل البقية دخلها يساوي أكثر مما ذكره الرئيس . وإن كان منصفا فليذكر لنا عدد العاطلين عن العمل وعدد الذين خرجوا من البلد إبتغاء الرزق . في العام 2015، والذي لم ينقض بعد، تجاوز عدد المهاجرين خمسة وسبعين ألفًا معظمهم من الأطباء والكوادر التعليمية، حسب تقرير حكومي صدر عن وزارة العدل . 
والحديث عن الأزمة الاقتصادية يأخذك إلى الكلام الذي يكثر في كل صباح حول الاستثمار وفرص الاستثمار . إننا بصدد ويكيلكس جديد يكشف لنا خبايا الاستثمار في السودان , من هم الذين استفادوا و يستفيدون منه ؟ . وقد وردت لنا الأخبار أن حجم الاستثمارات السعودية في السودان يقارب 11 مليار دولار . فهل عمل المستثمر مع حكومتنا على المساعدة في حل مشكلة العاطلين عن العمل . وما هي مجالاتهم الحقيقية ؟ , فمنذ نشوء ما يسمى بوزارة الاستثمار أو غيرها من المسميات لم يلمس أبناء السودان أي تحسن لحالتهم الاقتصادية و حياتهم المعيشية , بل هي في تدني من عام لآخر .
في الوقت الذي تذكر فيه بعض الأخبار الخجولة عن حجم الاستثمار في السودان وما يشوبه من فساد - بدءاً بالفساد في أموال البترول ولن ينتهي بالشركة الروسية المنقبة عن الذهب , والتي في سابقة لا مثيل لها ظهرت حقيقتها بأنها ليست روسية وإنما يملكها متنفذين في الحكومة - فإن أهل حكومتنا لهم من الاستثمار في ماليزيا ما يفوق 13 مليار دولار , بما يمثل 7% من رأس المال الأجنبي في ماليزيا , أما في أثيوبيا فإن السودان هو ثاني أكبر مستثمر بعد الصين . هذا الاستثمار الخارجي للسودانيين في البلدان الأخرى , فإن أهل الحكومة إذا أنكروا أنهم من يستثمر , فإنك تذهب إلى أنهم تسببوا في هروب رأس المال الوطني إلى الخارج , بسبب سياسات تجعل المرء في حيرة من أمره , فكيف تحافظ على أموالك في بلد يحكم بمئات المسميات من الضرائب والجبايات ؟
من هنا تعلم حرارة هذه الدعوات في السودان للخروج من الأزمة الاقتصادية عبر بوابة إسرائيل وحتى بالتحالف مع الشيطان .

الأربعاء، 2 ديسمبر 2015

  تداعيات أزمة الغاز :
هل الحكومة في خدمة الشعب أم الشعب في خدمة الحكومة؟ّ! 
إننا في زمن الانصراف .. وكما في تراثنا (الناس في شنو والحسانية في شنو) فهذا المعنى هو الصحيح لما يجري في وقتنا الحاضر  .
 خرِّب هدِّم ودمِّر وتعال وخاطب الناس بعكس ما فعلت وقدمت , نادي في الناس من كل حدب وصوب حتى تقول لهم أنا من عمَّر وبنى وشاد ورفع البنيان عاليا , لا تصدقوا أقوال المرجفين بأنني أنا من دمَّر وخرَّب وهدَّم . أنا وجماعتي عظماء جئنا لإنقاذكم , ألآ ترون أننا في إنقاذ مستمر متواصل منذ ربع قرن من الزمان . ألا ترون أننا وفرنا الماء والكهرباء والغذاء والماء والغاز , وأننا انتقلنا بكم من مراحل الطهي على الحطب والفحم , وقدنا ركبكم إلى المايكرويف وما وراء التقنية الحديثة . ونحن من أدخلناكم إلى ساحة العلم , ألآ ترون انتشار الجامعات وانتشار المستشفيات الخاصة , ونحن من قلَّص الأمراض لأننا نشرنا الشفاء والهناء والنماء , فنحن أهل الوطنية والهوية .ذاك قولهم .
إن أزمة الغاز الحالية تعطيك أقوى معاني الانصراف والهروب نحو إخفاء السوءة , فطفقوا يخصفون عليهم من ورق الحوار . هل الحوار الحالى يساعد في إشعال النار للطهو ؟!
إن الحوار الذي لا يهتم بمشكل الغاز والمواصلات ويعمل على راحة المواطن , والحوار الذي يجعل من أهل الوطن أهل الأخطاء , وأن أهل النظام هم السائرون في الإتجاه الصحيح , ليس هو ذا شأن .  و لن يكون الحوار حقيقي إلا إذا جاء كل رجالات النظام - والذي هو لا نظام بل الفوضى – ويعترفون أمام شعبهم الصابر الصامد المعبأ بالجراح بأنهم كانوا في أخطاء شنيعة قضت على الأخضر واليابس . وأن الأوان قد آن لبداية صفحة جديدة يتم فيها تسليم الراية لأبناء الوطن المخلصين , ليتم ارجاع ما يمكن ارجاعه من مقدرات الشعب ومحاسبة كل من ولغ في دماء المواطنين الآمنين الأبرياء . ولا بارقة أمل تلوح في الأفق , إنه عشم إبليس بالجنة , فأهل (الانتكاس) سادرون في غيِّهم , وعليه فعلى الشعب أن يصنع آماله ويبني مستقبله ويقول كلمته وينزع الراية ليسلمها لمن يصدق ويسمو ويسمق . ولعلك تسأل يا رعاك الله : أيأتي هذا في ظل الفوضى والغيبوبة والموت السريري للطرفين ؟!
ويتواصل الحوارويستمر انقطاع الغاز , ولعل مبالغ الشهرين من الصرف لأهل الحوار كانت تكفي لاصلاح هذا الانقطاع . ولعلك تسأل عن دعم الدوحة للحوار في دار فور , ألم يكن من بنود ما يدعم الغاز ..
إن السواد الأعظم من الناس الصامتة هي في أمس الحاجة لتوفير الغاز والغذاء والدواء والماء والكهرباء , ونشر الشفاء والهناء والنماء , وعلى الحكومة ألا تنصرف عن شعبها بالمؤتمرات والاجتماعات والتداولات والحوارات وتمزيق الجماعات  . ولكن من تمرس بخيرة إقامة الندوات والمؤتمرات والحوارات التي لا ثمرة تجنى منها , لن يصغي لأصوات الضعفاء والتعساء , بل سيواصل الانصراف يوما بعد يوم . وعلى من فقد الغاز أن يسلي نفسه بحل الألغاز ...

الثلاثاء، 1 ديسمبر 2015

فضائيات الوهم الاجتماعي
اشتهر في مدينة القضارف، شرق السودان، شخص يُدعى "الفكي أبو نافورة"، وقصته ترجع إلى عام 1967، عندما ضرب الجفاف المدينة، واتجه أبناؤها إلى البحث عن المياه الجوفية، وبدؤوا بحفر بئر ارتوازية، وكانت المفاجأة بعد أن حفر المهندسون عميقًا أن اندفعت المياه بضغط عالٍ إلى عنان السماء، ففروا خوفًا. إثر ذلك انتشرت إشاعة في البلاد وهي أن مفجِّر هذه البئر هو شيخ لُقب "الفكي أبو نافورة" وأشيع أن الماء المنبثق عنها يعالج كل داء. وتوافد الناس من جميع أنحاء السودان يطلبون التداوي من أمراضهم ومِنهم مَن يطلب الرزق ومِنهم مَن يطلب الزواج. كان ذلك في وقت انتشرت فيه الأمية وساد فيه الجهل
أما اليوم، فالمتأمل في إعلانات بعض الفضائيات العربية يجد "الفكي أبو نافورة" وبئره ولكن في صورة حديثة. من السهل في التلفزيون أن تجد إعلانات لـ"أصحاب الطريقة النورانية الروحانية لعلاج السحر والمس وطرد الشياطين" وأخرى لـ"رد المطلقة والهارب وتحويط الجن وفك المربوط وإسعاد العاجز وترحيل الأشرار والظالمين من المنازل ودفع الحسد وفك التابع وطرد القرين ورجوع الغائب". وإذا واصلت المشاهدة فستجد "علاج العجز الجنسي والعقم وغير ذلك
أرقام الهاتف متوفرة ومتعددة على الشاشات، كما تتعدد جنسيات الشيوخ، فتجد الشيخ المغربي الذي يجلب الحبيب في عشر دقائق، والشيخ السوداني الذي يعالج من العجز الجنسي ويرد للمجنون عقله والشيخ الهندي الذي يفك السحر الأسود والسحر الأحمر والسحر الهندي وغيرهم وظهرت نساء يكشفن ما قُدر لك في مستقبل أيامك. لم يبق لهؤلاء القوم إلا القول بأنهم يردون الروح للميت
لكن في الحقيقة فليدعوا ويقولوا ما يشاؤون، إن الخطأ هو خطأ المشاهد والمتابع لهذه القنوات أساسًا وخطأ الذين ذهبوا إلى تصديقهم والترويج لهم. لكن قد لا يتحملون وحدهم كل الوزر لأن انتشار ظاهرة أصحاب القوة الخارقة وأصحاب الضعف المهين إنما هي نتاج ما لدينا من حكومات تستثمر في التفاهة وتسوِّق للدجل والشعوذة، بعدما فشلت في إقامة تنمية حقيقية تعمل على تطوير الإنسان والسير إلى المستقبل.
إن برزت هذه الظاهرة في خمسينيات أو ستينيات القرن الماضي، لالتمسنا لأبناء تلك الحقبة العذر حيث كانت تسود الأمية والجهل، ولكن الآن مع انتشار العلم والعولمة وازدياد أعداد المتعلمين والمتخرجين من الجامعات والذين نالوا أرفع الدرجات، ما عذر البعض وهم يركضون إلى شيخ متهالك في غرفة مظلمة معبأة بالبخور والسموم حتى ينال منه بعض أمل أو وعد بتغيير؟ ويبلغ العجب منتهاه عندما تجد أصحاب أعلى الشهادات العلمية وأرقى المناصب السياسية يزورون هؤلاء المشعوذين.
إنه بحق زمن الخواء وزمن الحكومات التي تقود أفرادها إلى الفراغ. والنفس البشرية إن لم نشغلها بالحق، انشغلت بالباطل، فلا تنمية ولا مشاريع ناجحة ولا أمل يلوح في الأفق يوعدنا بحل جميع مشاكلنا وقضايانا الملحة مثل البطالة والتدني الاقتصادي.
لا يمكن نفي أننا أمة تؤمن بأن للأنبياء معجزات أيدهم الله بها، لكن وجب النظر إليها في سياقها وأطرها، ولكن أن يخرج علينا في زماننا من يضعون أنفسهم موضع الأنبياء، وبعضهم ينسب لنفسه ما اختص به ربنا سبحانه وتعالى، فذلك ما لا يقبله عاقل. وإننا نطالب أساتذة وطلاب علم الاجتماع وعلم النفس أن يدرسوا هذه الظاهرة لخطرها واستثمارها في الوهن الاجتماعي والضعف المجتمعي. إنها مخدر أشد فتكًا من المخدرات وعلى الباحثين والعلماء أن يستنبطوا الحل قبل أن تنهار مجتمعاتنا. إن التغيير إذا لم نسعَ إليه لن يأتي، وإن الأمل إذا لم نصنعه فلن يولد من عدم

السبت، 28 نوفمبر 2015

كلمة حق في وجه معارضة خائرة 
قيل أن أحد المشاغبين قد تاب , وقرر أن يكون إمام جامع , فأمَّ الناس في صلاة جهرية , وعندما أكمل قراءة الفاتحة أمن و  أمن المصلون خلفه , فما كان منه إلا أن أخذ عمامته ملوحا بها وهو يهتف أمين أمين , وخرج المصلون خلفه في مظاهرة . نكة كم ضحكنا عليها ونحن صغار ببراءة . وقد يسألني القارئ الكريم : لماذا أوردت هذه النكتة , هل وصلنا بنا الحال إلى هذا الحد ؟ نعم , وأكثر فكل من استطاع أن يجمع حوله بعض عشرات من المواطنين حوله كون له حزبا , و إلا فما التفسير لوجود أكثر من تسعين حزبا مشاركا في الحوار الوطني هذه الأيام ؟ وإن تيسرت سبل الحصول على السلاح صار فصيلا مسلحا , وليس غائب عنا واحد وثلاثين فصيلا مسلحا مشاركا في الحوار الوطني .
وتحضرني أبيات شعر بسيطة , لعلها منسوبة إلى البوفسيور عبدالله الطيب , تقول :
لي قطة صغيرة ..
سميتها سميرة .. 
تنام في الليل معي ..
وتلعب بأصابعي .. 
بذيلها الطويل ..
وشعرها الجميل ..
ودائما أحبها ..
 ولا أريد ضربها ..
هذه الأبيات كلما رددتها تعطيني إحساس بواقع المعارضة , ويعطيني التفكير أن المعارضة نوعان : نوع أليف ونوع متوحش , فالأليف هو كالقطة سميرة , الحكومة تحبها ولا تريد ضربها , بل هي مدللة وجميع الظروف في خدمتها ورعايتها , وعلى الشعب المتضرر أن يلجأ للقضاء , إن كان هنالك قضاء . 
أما الأبيات الأخرى , وهي تتحدث عن طائر فر من قفصه باحثا عن الحرية , تقول :
قد كان عندي طائر ** في قفص من خشب
.........
ولم أكن أمنعه من ** مأكل أو مشرب 
...........
ففرّ عني ومضى ** من دون أدنى سبب
وقال لي حريتي **لا تشترى بالذهب 
ومع معاني هذه الكلمات يتجسد لنا النوع الآخر من المعلرضة الذي دخل إلى باحة نظام الإنقاذ , ولكنه اكتشف الأمور المقيدة للحريات والداعمة للقمع , وهو يعنف رغم ما تحصل عليه من (مأكل ومشرب) فإذا به يفر من القفص الجميل , طلبا للحرية الحقة , ولكن الحكومة لن تتركه سوف ترسل له من (جنودها) من يقبض عليه , وهذا ما حصل مع بعض رموز المعارضة أخيرا ...
السؤال الذي يطرح نفسه : هل قامت هذه الأحزاب  باختلاف أنواعها لحاجة مجتمعية أو أنها قامت على التعايش الفكري أو الأيدلوجي الجاد ؟ ولك أن تسأل أيها المواطن وأيها المهتم بالشأن السياسي , هل هذه هي المعارضة التي نريد ؟ وحتما ستكون الإجابة : لا , إن المواطن يريد معارضة حقيقية مسئولة . ولك أن تسأل يا رعاك الله , هل المعارضة التي تتكاثر كما الجراثيم والأميبيا في مستنقع الانقاذ الآسن , يمكن أن تكون معارضة حقيقية  وفاعلة ؟ أم هي فقط منظمات إغاثية تنتشل حكومة (الانتكاس) البائسة كلما ترنحت وكادت أن تسقط ؟  ..  ومما يؤسف له أن معظم الأحزاب المتناسلة كالنبت الشيطاني , قائمة على المصلحة الشخصية ولا هم لهم بمصلحة الآخرين أو هم النفعيون الذين يلهثون وراء طلب المال والجاه , نشأوا نتيجة التزوير وشراء الذمم , وهل يرجى من مثل هؤلاء مصلحة للوطن ؟!
إن الديمقراطيات الحقة تنمو وتزدهر بوجود معارضة حقيقية تفوم على اقتفاء أثر السلطة , وإظهار عيوبها ومراقبة أداءها , فهي صمام الأمان والضامن للأمن والاستقرار الاقتصادي وحرية الشعوب . المعارضة الفاعلة همها الأول تطوير المجتمع ورفع وعيه الساسي وتنمية حياته . إن أعظم أمر ونحن نسير في الحوار الذي ندعي عظمته كماله , علينا أن نعرف أننا سوف نرى كل أربعة أعوام رئيسا جديدا وحكومة منخبة , فهذا هو لب الحوار الذي يريده المواطن . 
إن كثرة الأحزاب وعدم قدرتها على الإندماج وتكوين كيانات حزبية كبيرة وقوية لهو أمر مؤسف  , إن الخطاب متغطرس متعالي مترفع لكل من كون حزب , فهو لا يرى من هو أحق منه برئاسة الحزب مهما تطاولت سنوات بقائه , فكيف ننشد الديمقراطية ومداولة الحكم ممن يفقدونه ؟! إنه لأمر لا يدعو للطمأنينة أو التعويل على هكذا أحزاب . 
المراقب للحال السياسي في السودان يجد أن هذه يجد هذه الأحزاب على كثرتها , فلا صوت لها , فكثير من الناس لا يلمون بأسمائها ناهيك عن أفكارها أو أيدلوجياتها , فلسان الحال يقول أنها أحزاب منفصلة عن الواقع بصورة مؤلمة , ففي زمن العولمة لم يفطن من يسمون أنفسهم سياسيون لخطاباتهم , ولم يدركوا أن خطاباتهم يجب أن تكون شرفا للعلم وميثاقا للوعد وعزم على العمل , وأن تكون ملائمة لمتطلبات الجمهور , يكسبوا الدعم اللازم لقيام أحزاب فاعلة .
إن وجع وغبن المواطن العادي ضاربان في روحه عميقا , والشّقة بينه وبين الأحزاب بعيدة , ومهما كثرت الحوارات الوطنية, فإنها هباء منثورا ما لم تغير المعارضة سياساتها وتنبذ التشرذم والتقزم , وتبني وعيا جديدا وتطرح بديل قوي قابل للحياة , وقادر على تلبية الطموحات , وهذا لا يتحقق إلا بالاندماج بين الأحزاب الصغيرة وتوحيد غايتها والترقع عن المكاسب الضيقة أو السياسي العابر , فعندها فقط ستحقق الندية مع الحكومة , وعندها فقط ستضع لها الحكومة ألف حساب وحساب , وتعمل معها بجد لإيجاد مخرج سياسي لمشاكل البلد وحقن الدماء التي سالت بكل وادي . 

الخميس، 26 نوفمبر 2015

25 سبتمبر 2015

"التمباك".. هاوية سودانية آخرى

أسماء عبد اللطيف - كاتبة ومدونة من السودان

8
"التمباك"، "الصعوط"، "السفة" جميعها أسماء تطلق على مادة داكنة اللون يتعاطاها بعض السودانيين كتبغ شعبي منتشر في منطقتهم وذلك عبر وضع هذه الخلطة من التبغ بين الخد واللثة. ويظن أغلب من يتعاطى "التمباك" أنه يساهم في تحسين المزاج.
وعرفت السنوات الأخيرة تطورا في استهلاك الشباب والمراهقين لمادة "التمباك" إذ تثبت الإحصائيات الرسمية أن 25 % من المراهقين يتعاطونه رغم تحذيرات وزارة الصحة السودانية، وما يشاع عن تسببه في أمراض خطيرة كالسرطان. كما ينتشر استهلاك التمباك بين الطالبات مؤخرا بعد أن كان حكرًا على النساء المتقدمات في السن.
25 % من المراهقين في السودان يتعاطون "التمباك" رغم تحذيرات وزارة الصحة
يفسر استشراء "التمباك" في الأوساط الشبابية بالضغوط النفسية التي يتعرض لها الشباب وتردي الأوضاع الاقتصادية أو بالرغبة في الاستكشاف والتجربة، حسب رواية البعض من متعاطيه. وتقول تقوى، أستاذة علم نفس تربوي، لـ"الترا صوت"، إن"المحاكاة وتقليد الكبار من أهم أسباب تعاطي "التمباك" من قبل الشباب السوداني إضافة إلى ما يروج عن كونه يعدل المزاج ويحسن الحالة النفسية ويقلل الضغوط خاصة أيام الامتحانات".
يزرع "التمباك" أساسًا في إقليم دارفور، غربي السودان، لملاءمة طقسه لنمو النبتة. ونبات التنباك أخضر اللون بإرتفاع متر عن الأرض ولا يحتاج ريًا دائمًا كما أن مزارعه لا تحتاج إلى مراقبة أو متابعة لأن الحشرات والآفات الزراعية والحيوانات لا تفتك بالنبتة ولا تقترب منها عادة. يقوم مزارعون مختصون في هذا المجال بحصاد النبتة ويتبعون إجراءات سلامة خاصة لتجنب الإصابة بحروق جلدية أو التهابات في الأنف والعيون.
في حديث لـ"الترا صوت" مع عدد من شباب إقليم دارفور، الموطن الرئيسي للـ"تمباك"، أكدوا أن قلة من أبناء الإقليم يتعاطونه رغم أنه يزرع بأراضيهم وأن أغلب مستهلكيه من الشمال السوداني، وعلّقوا "زارع "التمباك" لا يتعاطاه وكل من يرى طريقة تحضيره لا يمكن بأي حال من الأحوال ومهما كان السبب أن يكون من المقبلين عليه".
بعد الحصاد، توضع أوراق شجرة "التمباك" في مكان جيد التهوية بعيدا عن أشعة الشمس وتوضع فوقها طبقة من أوراق نبات "العشر"، وفوقها طبقة من الروث، ثم طبقة أخرى من أوراق "العشر"، ويرش بالماء رشا خفيفا على مدار ثلاثة أيام. يقوم الأطفال بحركات دائرية على الكومة ليستحلب الماء المخزون في الروث على أوراق التبغ، ثم يعرض لأشعة الشمس حتى يجف ويصدّر للتجار الذين يضيفون مواد في عملية تسمى "التمطير" حتى تصبح الأوراق عجينة سوداء داكنة تباع للمستهلكين.
تشير دراسات غير رسمية إلى أن أكثر من 6 ملايين سوداني يدمنون "التمباك"
وعن تأثير "التمباك" على صحة مستهلكيه، تقول نجلاء قسم السيد، طبيبة محاضرة في جامعة الجزيرة، لـ"الترا صوت" إنه "يتسبب في تأثيرات ضارة على الفم، ومن الممكن أن يؤدي إلى مرض سرطان الفم بسبب احتوائه مواد النيكوتين والعطرون".
ويضيف صدق حمدين، طالب طب رسالته عن تأثير "التمباك" على اللثة، "أن عديد الأبحاث أثبتت أن نسبة السرطان بين المتعاطين أكبر من بين غير المتعاطين كما أن لـ"التمباك" دور واضح في اصفرار الأسنان وانحسار اللثة ما يؤدي إلى سقوط الأسنان غالبا".
وللتمباك أيضا تأثيرات سلبية على الجهاز الهضمي والأعصاب واضطرابات القلب وارتفاع ضغط الدم ويصعب التخلي عنه بعد تناوله لفترات طويلة، وتشير دراسات غير رسمية إلى أن أكثر من 6 ملايين سوداني يدمنون "التمباك".
ويلزم قانون الصحة العامة لعام 1999 ولائحة الصحة العامة المعتمدة سنة 2000 تجار "التمباك" بكتابة عبارة "التمباك ضار بالصحة ويسبب السرطان"، وذلك في مكان بارز في المحلات وعلى العبوات كذلك. وتقول أحلام عبد الله، المختصة في القانون، لـ"الترا صوت" "إن عديد القوانين قد وضعت في هذا الإطار لمنع تعاطي "التمباك" في الأماكن العامة ومنع بيعه لمن سنه تحت 18 عاما".
لكن المتابع للشأن العام السوداني والملاحظ لانتشار استهلاك هذه المادة في صفوف الشباب خاصة والمجتمع السوداني بصفة عامة، يتبين غياب أي مجهودات من قبل الحكومة أو منظمات المجتمع المدني لمكافحة الظاهرة والتوعية من مخاطرها، رغم مصادقة السودان على الاتفاقية التابعة للأمم المتحدة لمكافحة التبغ سنة 2005.
- See more at: http://www.ultrasawt.com/%D8%A7%D9%84%D8%AA%D9%85%D8%A8%D8%A7%D9%83-%D9%87%D8%A7%D9%88%D9%8A%D8%A9-%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A9-%D8%A2%D8%AE%D8%B1%D9%89/%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%8A%D9%81/%D8%A7%D9%82%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D8%AF-%D9%88%D9%85%D8%AC%D8%AA%D9%85%D8%B9/%D8%B9%D8%B4%D9%88%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A7%D8%AA#sthash.A2z23pcx.dpuf
05 سبتمبر 2015

السودان.. طعنات الإقصاء

يلاحظ المتابع للشأن السوداني أن الكثير من بؤس الحال يأتي كنتاج للإقصاء والسعي نحو استئصال الآخر. والمتأمل في دعوات التكاتف والكلمات المنمقة عن الحوار الوطني يفهم أنها، في كثير من الأحيان، ليست سوى كلمات جوفاء تصدر من أصحاب فكرة الإقصاء، ويحق لنا التساؤل حول هذه الازدواجية وانفصام الشخصية.
في السودان، يسبغ حزب المؤتمر الوطني على نفسه صفة الوطنية، فهو الوطني الوحيد وما سواه لا وطنية له. ففي بلادنا السياسي المتصدر للمشهد يبقى على رؤوس الخلق من ميلاده إلى القبر. مَن من ساستنا حين تقدم به العمر اعتزل؟ أو حين خسر حزبه الانتخابات اعترف بالفائز؟ إنما هو الحزب الواحد والحاكم الواحد وكل من ينافسه قد اختير بعناية ليقوم بدور المحلِّل لا غير.
يسبغ حزب المؤتمر الوطني على نفسه صفة الوطنية فهو الوطني الوحيد وما سواه لا وطنية له
وأبشع صور الإقصاء تتمثل في سياسات حكومة الإنقاذ بقيادة الرئيس عمر البشير، فقد عملت على تهميش الأحزاب وتفتيتها وملاحقة قادتها، فعاشت الأحزاب في كهف السياسة المظلم طيلة ربع قرن من الزمان، والآن فجأة يخرجونها بالدعوة إلى الحوار الوطني ، فهل من يخرج من الظلام إلى النور الساطع يرى شيئًا؟
قد يخيّل للبعض أن دعوات الحكومة للحوار جادة، وأنها تريد إزالة كل الأضغان التي تراكمت نتيجة لسياسات الإقصاء التي انتهجتها طيلة سنوات حكمها، ولكن المتأمل يجد فيها من الخبث الكثير فهي جسور هشة يتوارى خلفها الفكر الراسخ بإقصاء الآخر والشعور المتضخم بالأنا والفوقية.
ويتضح ذلك للمتابع لنقاشات الجمعية العمومية للحوار الوطني التي انعقدت في آب/أغسطس الماضي، فتوزيع الفرص يأتي كما لو أن المتحدثين يتم اختيارهم بطريقة منتقاة لتوحي الجلسة بأن النزعة الشمولية للإنقاذ قد انفرط عقدها. ولكن عدم وجود رؤية واضحة في بنود الحوار وغياب المشاركة الفاعلة للمعارضة تنبئك بأن حوار الحكومة يأتي على طريقة "حاورني بشروطي أو أشهر في وجهك رايات الغضب".
ومما يدل على الإقصاء أيضًا هو الحزب الواحد والجماعة الواحدة التي تتحكم في كل مفاصل الحياة الاجتماعية والثقافية، فيسمح لجمعيات ومنظمات المجتمع المدني بالعمل فقط إن كانت تتبع الحزب الحاكم وما سواها فهم من المغضوب عنهم. ولا يخفى على أحد ما تعرضت له جماعة "نفير"، وهي جماعة شبابية لا تنضوي تحت أي مسمى سياسي ومن أهم أهدافها مساعدة المتضررين من المشاكل الطبيعية.
ويشهد السودان مؤخرًا إغلاق عديد المؤسسات الثقافية والاجتماعية في مخالفة صريحة للقوانين السودانية والدولية، وإلغاء تسجيلها ومصادرة ممتلكاتها، كمركز الدراسات السودانية الذي تم إغلاقه في كانون الأول/ديسمبر 2012 ومركز الخاتم عدلان للاستشارة والتنمية البشرية.
ولم تسلم أروقة الجامعة من دعوات الإقصاء، ففي بحث إستقصائي لأستاذ الفلسفة بجامعة الخرطوم عصمت عبد المحمود، تبين أن العنف الواقع على الطلاب من قبل طلاب المؤتمر الوطني، على قلة أعدادهم، قد أودى بحياة العشرات من الطلاب الأبرياء، وأن سياسة الإقصاء والرأي الواحد متجذرة في الجامعات السودانية.
وأمثلة الإقصاء كثيرة في عالمنا العربي، وفي محيط السودان، ومن صورها ما كان في مصر بعد ثورة 25 يناير، فمن جاء بالانتخاب سرعان ما أقصى غيره، فانقلب عليهم من هو أقسى منهم بمساعدة العسكر. وأتذكر القائل "من أنتم؟ فاتكم القطار"، فإن هذه العبارة متجذرة في الإقصاء والإبعاد وهي مثال للخطابات الهزيلة الخائرة المحتمية بجيش من أصحاب الغفلة من عسكر وسجانين ولكأن أصحاب هذه الخطابات يؤمنون بالقول: "طالما العصا في أيدينا والعسكر تحت إمرتنا والسجان رهن إشارتنا، فلن يقف شيء أمامنا".
- See more at: http://www.ultrasawt.com/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D8%B7%D8%B9%D9%86%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%82%D8%B5%D8%A7%D8%A1/%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%8A%D9%81/%D9%82%D9%88%D9%84#sthash.koF6hoCz.dpuf
هي هجرة أخرى
تزداد أعداد الكفاءات الشابة المهاجرة من السودان يومًا بعد يوم ويتواصل النزيف بشكل غير مسبوق. تفيد الإحصاءات الرسمية أن عدد المهاجرين، في الفترة بين عامي 2009 و2014، قد بلغ ثلاثمائة وسبعة وأربعين ألف مهاجر كما صارت الهجرة ظاهرة في السودان منذ حوالي ربع قرن. في العام 2015، والذي لم ينقض بعد، تجاوز عدد المهاجرين خمسة وسبعين ألفًا معظمهم من الأطباء والكوادر التعليمية، حسب تقرير حكومي صدر عن وزارة العدل.
تفيد الإحصاءات الرسمية أن عدد المهاجرين من السودان، في الفترة بين عامي 2009 و2014، قد بلغ ثلاثمائة وسبعة وأربعين  ألف مهاجر 
وأعلن جهاز تنظيم شؤون العاملين بالخارج عن هجرة خمسين ألف كادر من الكفاءات السودانية، أساتذة جامعات، أطباء، صيادلة ومهندسين أساسًا، من ضمنهم ثلاثمائة أستاذ من جامعة واحدة وخلال عام واحد. ولا يزال نزيف العقول متواصلًا فعدد التأشيرات المنجزة للهجرة، حسب جهاز العاملين بالخارج، في ارتفاع يومي. في الأثناء، يخرج علينا من هم في سدة الحكم غاضبين من هذه الأرقام، ولكن لا أحد منهم يفكر في تصحيح الوضع، ولا أحد منهم يذكر سنوات طويلة انقضت والسودان لم ير خلالها غير هلاك ودمار وتفتيت، تحت عباءة الدين، وإن تتأمل جيدًا فلن تجد تحت العباءة غير الدجل والنفاق والسوء والقذر السياسي، واليد الممتدة لكل شيء لا تعرف حلالًا أو حرامًا.
أكثر من ربع قرن وسيف الصالح العام مسلط على رقاب كل من لا ينضوي تحت عباءة الإنقاذ. أكثر من ربع قرن والقوانين تسن من أجل أهل الحظوة، أفحموهم بفقه السترة وفقه التحلل وغيرها من القذر السياسي المتدثر بالدين. أكثر من ربع قرن ومؤتمرات الحوار تعقد ولكنها لا تفتح أفقًا للشباب ولا تقيم عدالة اجتماعية، فكفر الشباب بالوطن، فالحكومة تريده حوارًا لا ينقص من سلطانها شيئًا وتريده حوارًا يرضى فيه الآخر بالفتات وإلا فعلى الآخر الصبر على كيل من اتهامات العمالة والخيانة والخروج عن الملة. في ظل هذا الوضع القاتم والأفق المسدود، أضحى كل اهتمام الشباب البحث عن سبيل للخروج، فقاعة المغادرة بالمطار هي أحب بقاع الوطن للشباب السوداني مؤخرًا!
تأثرت معظم المجالات الخدمية في السودان بهجرة العقول الشابة، وأكثر المجالات تأثرًا هما مجالي الصحة والتعليم. فقد المجال الصحي كوادره من أطباء وممرضين واختصاصيي وفنيي المخابر والأشعة ويرجح أن أكثر من نصف أطباء السودان قد غادروا البلاد. وحسب تقارير هيئة الصحة العالمية، من الضروري وجود مائة وستين طبيب لكل مائة ألف نسمة ولكن بالسودان، وفي أحسن الأحوال يتوفر أربعون طبيبًا لكل مائة ألف نسمة. ومن أهم أسباب هجرة الأطباء بيئة العمل غير الملائمة كغياب المعدات والوسائل والمرافق المطلوبة حتى يتمكن الكادر الطبي من أداء وظيفته والإبداع فيها.
ويروي بعض الأطباء أن فرص الابتعاث للخارج والتدريب يتم توزيعها "خلف الأبواب الموصدة" ولا تتسم بالشفافية والعدالة في معايير الاختيار وإنما تخضع لمعايير سياسية والمحسوبية، ولا يوجد قانون واضح يحدد حجم الفرص للابتعاث والتدريب ولا شروط واضحة لنيلها. وبعيدًا عن المجال الصحي أيضًا، تأثر المجال التعليمي تأثرًا بالغًا بهجرة العقول الشابة، وهو القطاع الأهم لأن عليه مهمة تغذية كل المجالات الأخرى بالكوادر المؤهلة. ومن أهم أسباب هجرة الكادر التعليمي أيضًا، الرواتب المتدنية في السودان، والتي يعجز معها الأستاذ الجامعي عن تلبية متطلبات أسرته وتوفير العيش الكريم لها. هكذا أدى كل هذا إلى تردي التعليم الحكومي وارتفاع الحاجة إلى التعليم الخاص وعدم توفر العلاج بالمستشفيات الحكومية واللجوء إلى المستشفيات الخاصة.
ولا تزال الصحف ووسائل الإعلام السودانية تفاجئنا بتصريحات مسؤولين يشجعون من خلالها على الهجرة. يشجع المسؤولون على هجرة الكوادر من البلد بالرغم من كل الآثار السلبية على المواطن والوطن، وذلك بحثًا عن سد فجوة النقد الأجنبي التي تسبب بها الانفصال عن الجنوب وما أنتجه من ضعف في عائدات النفط، إذ يدفع الطبيب المهاجر ما بين ستين إلى سبعين ألف جنيه كرسوم للدولة لكن لا يتم الانتباه إلى الفقر البشري الذي تعانيه مرافق الدولة وخدماتها الأساسية.
- See more at: http://www.ultrasawt.com/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86-%D9%87%D9%8A-%D9%87%D8%AC%D8%B1%D8%A9-%D8%A3%D8%AE%D8%B1%D9%89/%D8%A3%D8%B3%D9%85%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%B7%D9%8A%D9%81/%D9%82%D9%88%D9%84#sthash.wfwBZ4ka.dpuf
تداعيات تفجيرات باريس :
ماذا عن الغرب ، داعش والاسد؟
العديد من صور الكاركتير في الصحف العربية وهي تعبر عن تفجيرات باريس ، فتصور ان سهما واحدا أصاب احدهم وهو غربي ،أما الآخر وهو عربي سوري فعلى ظهره عشرات السهام . الكاركتير الاخر فهو يصور احدهم وهو مجروح أصبعه والعالم ممثل بشخص يربت عليه ويواسيه بينما العربي وهو يرقد على سرير وقد لف جسده بالكامل بلفافات بيضاء ولا احد قربه ليطيب خاطره .
إننا هنا ومع إدانتنا القوية العميقة الشديدة لكل انواع القتل والتفجير والسحل ، وندين بشدة ما قامت به جماعة داعش في باريس خلال العام الحالي سواء في شارلي ابدو او تفجيرات ليلة السبت او تفجير الطائرة الروسية او تفجيرات الضاحية في بيروت ، انها جميعا تشعر بالأسى والاسف وتفجرطط الاحزان .
إن جئنا الى ما بعد الموت والغياب الذي شمل كل الانفس البريئة ،نجد ان هناك خلق إجرام تفجيري إجرام آخر هو أكبر وافظع وأشنع ، أن الذين ينادون بالحرية والسلام والكرامة الإنسانية وحقوق الكل في العيش الطيب هم من يعملون ضد جميع هذه المعاني . هؤلاء الذين يملاون الاعلام صباح مساء عن حضارة الغرب وإيمانه بالديمقراطية وحقوق الانسان وكرامته وعلو شانه وسمو حياته ، تجدهم يطبقون هذه الافكار ومعانيها بقوة ويدافعون عنها عند اهلهم وانسان بلدانهم ، لكنهم خارج مطاف الجغرافيا لديهم فهم غير رحماء إن جاز لنا التعبير . تجدهم في كل الارض يعملون مع الانسان بالعنف والقهر والسحل ويقغون في سبيل ان ينال حقوقه او ان يحيا حياته على طبيعته ويكسب حريته .
الغرب بكل حضارته الحالية وتقدمه ونظافته واسلوب حياتهم الراقي في كل شئ ، ليس بربئا ونظيفا حتى النخاع . أن اعداد القتلى والمسحولين والمغيبين الذين تسبب الغرب في غيابهم تفوق اعداد من قتلوا وسحلوا في كل تاريخ الأرض . انظر أعداد الضحايا خلال القرن العشرين ، بدءا من الحرب العالمية الاولى وحتى حرب بوش ضد صدام في الكويت تجدها اعدادا لا يمكن تصورها ، وإذ بالغرب يقيم الدنيا ولا يقعدها مع تفجير راح ضحيته مئة او يزيد . إن ديننا الحنيف يقف عند النفس الواحدة (ومن قتل نفسا بغير نفس فكانما قتل الناس جميعا ومن احياها فكأنما احيا الناس جميعا ) ، وفي سوريا لم يقتل شخص او اثنين وأنما قتل ما يقارب الثلاثمائة ألف ، ولا يخفى على احد ان الاسد هو من تسبب في ذلك ، والغرب يعرف ان الشعب الذي يقتل إنما هو شعب اراد الحرية وثار لينال كرامته، فآذا يآلة القمع الأسدية تحصد ارواحهم لوقف حراكهم المشروع في كل الشرايع والمواثيق . ووقف الغرب الذي يعيش بوجهين غض الطرف عن السبب الحقيقي لثورة سوريا ، وبعد ما يقرب من الخمس سنوات ، إذا بالاسد هو البرئ عند الغرب ويجب الحفاظ عليه ، فبقاءه من امن إسرائيل .
وفي الوقت الذي يذرف فيه العالم غزير الدمع على ضحايا فرنسا نجده يغض الطرف عن افعال إسرائيل الدنيئة . ففي خلال شهر منذ انتفاضته ، قد قتلت ما يقارب المئة من الانفس ، وذلك شئ عادي فكأن شيئا لم يحدث . غزة منذ سنوات تعاني الحصار وكان شيئا لم يفعل ضد الانسان فيها . والغرب المتحضر حتى كندا وامريكا تلوذ بصمت القبور ، فروح انسانهم في المقدمة وارواح غيرهم في الحضيض.
ومن تابع مسيرة الثورة السورية الحقة ضد نظام الظلم الاسدي يفهم جيدا ألاعيب الغرب في قمعها وفي قمع الثورة المصرية وإهدار الثورة الليبية ، حتى إنك لتصدق ان زمن ميارك أو زمن القذافي هو النعيم الحق والجنة المفقودة . يا الله ! ..على الموازين المقلوبة ، الاسد يصبح جزء من الحل ويصبح هو الفارس الذي يجب مكافأته من قبل القرب بإقامة الحوار معه، وهو الذي لم يستمع منذ خمسة سنين إلا لاصوات جماعته وإيران وحزب جنوب لبنان .هل الآن أصبح ديمقراطيا ، وتجاهل الغرب تاريخه ووالده الأسود في القمع والقهر والسحل والاغتيال .
ومع كل ما جرى ضد ااثورة السورية الحرة , اجدني أردد تلك الكلمات المدهشة للناشط الحقوقي الأمريكي مالكوم إكس - رحمه الله ، حيث يقول : ( ان لم تكن فطنا فإن الجرائد و سائر وسائل الإعلام ستجعلك تكره المضطهدين وتحب الذين يمارسون الاضطهاد ، فوسائل الإعلام هي الكيان الأقوى على وجه الارض ، لديهم القدرة على جعل المذنب بري وجعل الابرياء مذنبين ، وهذه هي السلطة لانها تتحكم في عقول الجماهير ) انتهى كلامه ..
واجدني أقول ان ما يمارسه الغرب مع العرب والأفارقة هو ضد كل تحرير يسعون إليه، وإذ اقول مثل هذا القول لا اسعى لتحريض ضد الغرب ، ولكنه التحريض لأنفسنا عسى ان نفهم ان الغرب في أفعاله غيره في أقواله ، الاقوال ناصعة مليئة بالحقوق والكرامة ، والافعال قميئة معباة بالحقد والقتامة . واننا لناسف على ضحايا تفجيرات باريس وغيرها من الذبح والسحل والحرق، وتجدنا نألم ونأيى لمن مان من أهلنا فاكثر من ربع مليون روح طاهرة في سوريا وحدها . وأصحاب الياقان والابتسامات يواصلون اللقاءات والمداولات والاجتماعات . لتجد نفسك أمام كلمة تنسب إلى جوزيف استالين حيث قال : وفاة واحد مأساة ، وفاة مليون إحصائيات .
ولا نختم الا بالقول ان الغرب والاسد وداعش كلهم يمثلون المؤامرة والغدر ضد الانسانية والكرامة والسعي للحرية والحقوق والمستقبل المشرق .
اسقاط الطائرة الروسية , هل عرّف بوتن حجمه ؟
يوم الاثنين الثالث والعشرين من نوفمبر الجاري يصل بوتن قيصر روسيا إلى إيران و استقبله المرشد على خامئني , ويهدي بوتن إلى قادة طهران أقدم نسخة للقرآن الكريم بخط اليد - بهذه النسخة هل يريد أن يقول للمسلمين يجب أن تتعاملوا مع قرآنكم كما نتعامل مع المتاحف فهو أصبح شيئا من الماضي . وتم تبادل الابتسامات والمجاملات إنه الفرح بزواج المتعة بين الجمهورية الشيعية ودولة القيصر الشيوعية , وتم إطلاق العديد من الكلمات وإرسال الرسائل لأمريكا وحلفائها , وأنه لا يستطيع أحد أن يفرض على الشعب السوري خياره , فهو قد صمم خياره وانحيازه إلى الأسد , كما انحازت روسيا إلى الثنائي بوتن وميديديف وكما انحازت إيران إلى المرشد ورئيس الجمهورية . ولك أن تسأل عن هذا الحلف الذي عقد قران زواج المتعة بين المرشد والضلال , فكيف تم عمل هذا المزيج وكيف تم صنع الخليط الذي يهدي ثمرة اللقاء إلى الأسد المدلل ؟ 
ويدعو بوتن من طهران أن لا حق لدول الجوار أو أمريكا في تقرير مصير السوريين في الوقت الذي جاء ليناقش الوضع السوري . إذا كانت أمريكا وحلفائها أجانب لا يحق لهم أن يدخلوا على الأسد ولا أن يخلوا به فهل إيران وروسيا هم من المحارم ؟! 
ولم تمضي أربع وعشرون ساعة على زواج المتعة بين روسيا وإيران , حتى تفاجأ بوتن كما يقول بطعنة في الظهر .

إنها ضربة جاءت في وقتها لتخرب على بوتين صباحية العرس , فلم يهنأ وشريكه الإيراني وهو يستعرض فحولته أمام العالم أجمع . حلف تركيا , الأطلسي والكتلة العربية السنية لم يعجبها استعراض الصواريخ المباعة لإيران , فكانت رسالتها شدة أذن بيد تركية , كي يلزم الدب الروسي حدوده وليعلم أن تحالفه مع إبران لن يقوى على فرض الأمر الواقع أو فعل شئ . 
رغم مرور شهر على الحرب التي تشنها طائرات هذا (البوتن) وقتلها الأبرياء , الذين تجاوز عددهم سقف الثلاثة آلاف من الأرواح الطاهرة , الباحثة عن الحرية , فإنها لم تحقق له أي مكسب على أرض الواقع , لذا هرول إلى إيران علها تفعل شيئا . المراقب للوضع يرى أن تحالف بوتن وإيران وحزب (اللاهي) لم يحقق للأسد أي استقرار وإنما فقط المزيد من التدني . 
روسيا  تبكي اسقاط طائرتين وموت طيارها , وهم يعلمون أن عداد القتل في سوريا متسارع إلى نصف مليون من الأنفس البريئة الطاهرة , فكفاك باسقاط الطائرتين خزيا وعارا وشنارا . 
ولعل المتابع للأحداث يفهم من تصريح الرئيس الأمريكي بارك أوباما , أن لتركيا الحق في حماية حدودها , وذهاب تركيا لحلف الاطلسي , بفهم منه أن تركيا ليست وحدها , وأن هنالك تنسيق بينهم ولعل السعودية وقطر ليست غائبة عن المشهد , مما يجعل الدب الروسي يدور حول نفسه بتصريحات نارية مثل قوله دعوت الأمريكان أن يلجموا كلبهم المسعور ويقابل ذلك تلطيف دبلوماسي للوزير ابروف يقول فيه أن روسيا لن تدخل في حرب مع تركيا . 
وما نأسى له جميعا هو حال الشعب السوري الذي ضاع وتشتت وتهدمت يلاده من أقصاها إلى أقصاها , ومجموعة العشرين ومجموعة الثمانية أو مجموعة ست زائد واحد ومجموعة السبعة أو سمها ماشئت من المجموعات , ماهم إلا شياطين الفساد في الأرض , فالاستثمار في السلاح والمخدرات والاتجار بالبشر وغسيل الأموال مستمر والشعوب منهكة ولا نرى ثمرة لهذه القمم باختلاف مسمياتها فلا أقامت دول العدل ولا أوقفت نزيف الحرب . والشاهد أنهم لا يريدون أن تنطفي نيران الحروب , فإن خمدت النار كيف ينمو عندهم الاستثمار ؟!

السبت، 21 نوفمبر 2015

الحوار الوطني إلى أين؟!
بعد شهرين من الاجتماعات واللقاءات والمداولات وما تم صرفه من مبالغ تكفي لاحضار العديد من أجهزة الغسيل الكلوي , ما الذي تمخض عنه الحوار الوطني ؟!  لقد قال أحد المنضوين لخيمة الحوار الوطني  أن الحوار نجح بنسبة 200% . يا للعجب كأني أستمع إلى كلمات الأبنودي :
هذا زمان الأونطة ..
والفهلوة والشنطة ..
تعرف تقول : قود نايت ..
وتفتح السمسونايت ..
قادة الحوار في المؤتمر الوطني ينادون ويملأون الصحف والإذاعات والتلفازات صباح مساء أنهم يفتحون الباب أمام جميع أبناء السودان , وإذا بك تجد هناك من هو محظور من السفر , وهناك من هو معتقل دون محاكمة أو حتى تحقيق , وهناك النقد اللاذع لجماعة نداء باريس وإذا بهم خونة ومشروعهم لإقامة مجلس رئاسي هو الهراء والهباء المنثور..
ومن مقترحات من يتقدمون الحوار أن يظل الرئيس لفترة انتقالية بعد فترته الحالية لمدة أربع سنوات , ليكمل الرجل ثلاثين ستة ..أم أنهم يريدونه يظل حتى تأكل الأرض منسأته !
كيف نجح الحوار المجتمعي بنسبة 200% وهل هناك شئ نجح في حياتنا خلال ربع قرن الماضي بنسبة 1% ؟ أين المشاريع ؟ أين التنمية ؟  وهل بقى الناس قراهم ومدنهم ؟
مع فرح البعض بنجاح مؤتمر الحوار الوطني ؟ لك أن تسأل عن ضخامة الجمع , فما يقارب الثلاثين من الجماعات المسلحة وأكثر من تسعين حزبا ؟ ولك أن تسأل : هل من لم يستطيعوا ان يوحدوا مطلبهم ويحددوا هويتهم , قادرون على التفاوض ؟ لماذا كل هذا العدد الهائل من الجماعات والأحزاب ؟  ولك أن تسأل ومن خلال الأوراق المقدمة ومنها موضوع  قضايا الحكم , وهنا مربط الفرس , هل الحزب الحاكم هو الخط الاحمر والذي يجب ألا يمس ؟! وعلى المتحاورين أن يوقنوا أن من حكم لربع قرن من الزمان قد نال من الخبرة ما يمكنه وحزبه من فهم المناورة ومعرفة أدواتها وكيفية إدارة ميزان المصالح لجهة الحزب الحاكم !!
المراقب للحوار يجب أن ينظر بعين الحذر لما يطلقه بعض أقطاب المؤتمر الوطني والحوار مستمر , مثل ما رشح من جانب شقيق رئيس الجمهورية , وهو يقول : ( أن من ظن أن الحوار سوف يؤدي إلى إزاحة البشير من كرسي الحكم فهو واهم .). ولك أن تتوقف عند كلمة الأمين العام للحركة الإسلامية السودانية : (أن الحوار ليس استسلاما ولا مداهنة وإنما هو وعاء للسلام والسلم ). وهويطلق مثل هذه العبارات لا يختلف  عما يصدره الحزب الوطني من تعابير تضخيم الذات وأن الأمر أيها المتحاورون في أيدينا , ولن ينتقل إلى سوانا مهما طال الحوار .
إن أي حديث عن السلام لا يتضمن محاسبة كل من تورط في دماء السودانيين في كل بقاع البلد من دار فور إلى جنوب كردفان والنيل الأزرق , إلى شباب سبتمبر , فلا معنى له . يجب على الحكومة أن تدلل على صدقها وجديتها في الحوار بان تتحلى بالشفافية وتفضح كل من ولغ في دماء المواطنين الأبرياء , مهما كان موقعه وصفته . وأي حديث عن السلام لا يطلق الحريات ويمكن لمشاركة حقيقة لكل ألوان الطيف السياسي فلا طائل منه . 
والمتابع للحوار عن قضايا الحكم , لا يجد موقع للدستور الدائم لأهل السودان , ليعرفوا بحق لماذا يستمر الرئيس لعشرات السنوات , وتستمر الوجوه في الإعلام تصور إلينا الشئ ونقيضه ( متى يبلغ البنيان يوما تمامه * إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم ) ومن عجب أن البناء والهدم يأتي من داخل الجماعة نفسها ...
هل سيختلف هؤلاء القوم عن القوم في اليمن والذين ساروا في الحوار لقرابة العام وأذيعت مخرجات الحوار , وإذا بك تجد أصحاب المصالح والسير إلى الخلف ينقلبون على مخرجات الحوار الوطني اليمني ويتحالف حزب المؤتمر المزاح مع الحوثيين ويدخل اليمن السعيد إلى الفوضى  والضياع . ما الذي يحصن الحوار عندنا ؟! إن أخوف ما نخاف منه هو تعمق الاختلاف , فبعد كل اتفاق تجد الاختلاف المر .
إن قضايا الحكم واستمرار حزب شمولي يوهم الجميع بأنه يحاول الخروج ولكنه لا يريد الخروج  , يجعلك تتعجب من أن أول رئيس للولايات المتحدة الأمريكية جورج واشنطون واضع الدستور الأمريكي , حينما انتهت ولايته الثانية رفض أن يترشح لولاية ثالثة إيمانا منه بما وضعه في الدستور وأن يكون أول الملتزمين به . 
وأننا لنعلم أن الظلم أو التلاعب في قضايا الحكم والمكر والنكث تعود على أصحابها في الحكم بالأسى والضياع , ألم يكن حسني مبارك قاب قوسين أو أدنى من توريث أبنائه ؟ فإذا بالدائرة تدور عليه . كذلك القذافي إن كان قد أصلح لاستقر الأمر له ولأبنائه , ولكن الظلم في الحكم لا يعود على أهله بخير أو بقاء . 
مع اجتماع هذا العدد الضخم من الناس سعيا وراء الحوار بعد كل سنوات الأسف والأحزان والأوجاع والفقر والعدم , أما كان من الأجدى أن يأتي رئيس الجمهورية وسط هذه الجموع ويعطي الوعود الصادقة بأنه وحزبه ملتزمزن بمخرجات الحوار , وأن يقدم عربونا لأهل السودان حتى يظنوا به خيرا , دعوة إلى انتخابات مبكرة لا يكون هو طرفا فيها , بل سيكون مراقبا حتى ينجح أول رئيس مدني وحكومته لادارة السودان , سودان المستقبل الذي يتحدثون عنه في التلفاز والصحف ثم يعملون ضده بالتشبث بالسلطة .
ونرجو ألا تكون نهاية الحوار حرف الراء كما قال أحد الظرفاء .  

الثلاثاء، 10 نوفمبر 2015

رئيس الجمهورية وطلب التحلل لحكومته
أعترف في البدء أنني لم أتابع هذا الخطاب العجيب لرئيس الجمهورية , وهو يقف أمام الناس وينادي فيهم بأعلى صوته : إننا لا نريد أن نأتي يوم القيامة ويقول الناس أمام الله عز وجل أن هؤلاء ظلمونا أو أن البشير وحكومته قد عملوا على تعذيبنا وإهانتنا وذلنا إلى غير ذلك من الشكوى .. إننا نريد أن يأتي الناس يوم القيامة ويقولوا لله عز وجل أن البشير وحكومته عملوا على إنصافنا وأعطاءنا حقوقنا ونشروا السعادة بيننا فاجزهم خيرا .. هذه الجزئية من الكلمات هي لمخاطبة البشير لحشد من الناس في 2013م , وقد نشرها أديب وصحفي مرموق على صفحته في الفيسبوك , وقد كانت مخرجة بصورة ساخرة فبعد , ان تكلم الرئيس بهذه الكلمات تم إيراد أغنية تعبر عن الشكوى لله , وبعد أن تتواصل الكلمة في تزكية الحكم الرشيد , ينفجر رضيع بالضحك حتى يستلقى على قفاه .. إنها صورة كوميدية مضحكة حد البكاء .
إن الرئيس وبعد أن أعلن فيما سبق أنه القائد إلى الجنة والنعيم المقيم , نجده في هذه الكلمات وكأنه يبحث عن التحلل في الدنيا قبل الآخرة , بما ارتكبته حكومته من جرم في حق الناس .
التحية والتقدير للشيخ الدكتور عبدالحي يوسف والذي نفى أن يكون هناك ما يسمى بالتحلل بعد أن يخوض المسؤول في أموال الناس بالباطل .. انتهى كلامه .
إن التحلل إنما هو أن ترد الحقوق لأهلها في الدنيا قبل أن تصل الروح الحلقوم , والذي بينك وبين الناس إنما يكون في العرض والمال والدم . 
ومرة أخرى : 
( إحنا عايزين يا جماعة والله نتمنى أنه يوم القيامة ما يجي واحد قدام ربنا سبحانه وتعالى يشكو عمر البشير وحكومته .. "الشكوى ليك يا ربي" عايزين الناس يجوا يقولوا الناس ديل ما قصروا وأدونا حقنا وكل شئ تمام ) .. هنا يا سيادة الرئيس لماذا ننتظرحتى يوم القيامة , هل لأن الدستور يجعل لك الحق في أن تواصل رئاسة البلاد حتى يوم القيامة ؟! لعل إحساسكم بالخلود وأن لا أحد ينازعكم في الأمر , يجعلكم تذهبون لمثل هذا الكلام . ألا تصل إليك التقارير أيها الرئيس معبأة بشكايات الناس , ألا تصلك النكات والطرائف الساخرة المعبرة عن الظلم والفساد , أم أنكم تظنون دائما أنكم ملائكة أطهار وبقية الشعب شياطين وعفاريت مردة ..
لقد وصلتك يا سيادة الرئيس التقارير والدراسات والقياسات , وأعلنتم أن نسبة الفقر قد بلغت قرابة الخمسون بالمئة . أتعرف ما يسببه الفقر للفرد من الذل والإنكسار وما يبلسه من الخوف والجوع والمرض . فهل أصحاب هذه النسبة سوف ياتون يوم القيامة ليشكروك أمام الله ويشكروا حكومتك ويعلنون أنك كنت بهم رحيما رقيقا ناعما ورؤوفا .. أأعطيتهم حقهم وأسعدتهم وأسقيت العطاش منهم الماء النظيف وأطعمت جائهم , وكسوت عاريهم .. ألم تقرأ يا عمر ما قاله أمير المؤمنين رضي الله عنه : ( لو أن شاة عثرت في العراق لسألني الله عنها ) , فكيف بخمسين بالمئة وقد سقطوا في مستنقع الفقر الآسن والجوع والمرض والعري والظمأ . يا الله للغيبوبة , هل يكتب الرئيس كلماته بنفسه أم أن هناك كُتاب لهم حسن جميل ينقلون إليك ما يجري في البلد حولك ويعرفونك بواقع الناس في الأسواق والحارات والمناطق النائية والذين لا يملكون شيئا , وهم كثر أعدادهم تصل إلى ما يقرب الخمسة عشر مليونا من الأنفس . 
فيا أيها البرئ من كل اتهام , ومن كل قول لا يليق بحكومتك , ألا تصل إليك تقارير الفساد وأكل الأموال بالباطل . لقد سمعت أو قرأت ما طال الوالي من اتهام حتى أعلن تحلله , مثل هذا العمل الكريه ألا يمس حكومتك الرشيدة ؟! ألم يصلك أي خبر فيما سبق وحتى الآن عن قصص هؤلاء المفسدين وظلمهم السئ في أموال الدولة ؟! لماذا لم تخرج علينا خلال ربع قرن من الزمان لتقيل الفاسد وتفضح الظالم , أم أن أهل البيت أولى بالستر والدفاع عنهم ؟! أليس لديكم أي وعي بذلك القول الطاهر من النبي العظيم صل الله عليه وسلم : (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت .... الخ) . أمثال هذه القصص والتي تنظرون إليها بأنها مقرضة , ألا تدفعك للخوف أن بأتي الناس يوم القيامة ويعلنون أمام الله عز وجل , العليم الخبير , أن التحلل كان مصطلحا معروفا وواضحا أمام الناس في خلال حكم البشير . 
وفي دار فور المحطمة , يتهمك المغرضون وأصحاب النفوس السقيمة بأنك تسببت وحكومتك الرشيدة في إزهاق أرواح ما يقارب الثلاثمائة ألف نفس , حتى أن بعض وزراءك جاء لينفي هذه الأعداد المغرضة ويقول أنها عشرة آلاف من الأنفس فقط لقوا حتفهم في حرب دار فور التي تسببتم فيها . ألا يزعجك سيادة الرئيس هذا العدد من القتلى , ولم نسمع كلمة لوم أو عتاب أو حتى إقالة وزير أو أي والي من طرفكم في دارفور , وكأن كل شئ حدث في دارفور هو بسبب أبناءها أنفسهم وهم الذين سعوا محاربتكم والخروج عن طوعكم ..
إن قضية دار فور وحدها كافية أن تجعل الموقف قاس وصعب عليكم أمام الله يوم القيامة .. ثم إذا انطلقنا إلى جنوب كردفان فإن الوضع ينذر بلعنة الله عز وجل لمن ارتكب فيه من المآس والجرائم والقتل والتشريد , ولك أن تسأل أيها الرئيس الخالي من الظلم وحكومتك الخالية من الفساد , كم بلغ عدد الجماعات الحاملة للسلاح ؟ إنكم من خلال مؤتمر الحوار ذكرتم أن عدد الفصائل المسلحة المشاركة في الحوار قد بلغت إحدى وثلاثين فصيلا مسلحا . ألم تسألوا أنفسكم كيف تناسلت هذه الجماعات , ما الذي دفعهم للتمرد ؟! هل كنا قبلكم نسمع نعرف مثل , فهل هؤلاء جميعا أهل خطأ وتمرد , وحكومتكم الرشيدة هي البراءة والنقاء . 
وكم من أرواح الناشطين الشباب أزهقت في رابعة النهار بعاصمتك , ولم يعرف لهم قاتلا , ولا سبب وجيه لقتلهم , ألا تخشى سيادة الرئيس أن يأتوا يوما القيامة يمسكون بتلابيبك يسألونك حقهم في الحياة الذي سلب منهم بدون وجه حق على مرأى ومسمع منك وحكومتك , ويسألونك عن عذابات أهليهم بسبب فقدهم . 
والسجون والمعتقلات , فتلك فصول أخرى من الظلم والفساد , فكم من معتقل عُذب ومنهم من سُلب حق الحياة تحت العذيب , ومنهم اختفى ولم يوجد له أثر , غير تلفيق التهم بكل رفع صوته بكلمة حق .. إنها مآسٍ ومظالم خطت أسوأ الذكريات في النفوس , فهل تعتقد سيادة الرئيس أن يأتي هؤلاء يوم القيامة مهللين مستبشرين شاكرين لك حسن صنيعك وحكومتك بهم ؟ّ أم قد أحل لكم الله عز وجل استعباد الناس بعد أن خلقهم أحرارا ؟!
إن الإعتراف بالخطأ وطلب العفو هو أولى الخطوات نحو التسامح لنسير جميعا نحو غد جديد . إن طريقة أن يكون الحكم هو الرشيد وبقية الخلق في الخطأ والتمرد والظلم فهذا لن يجعلنا أن نصل إلى حوار شفاف أو أي اجتماع يوحد الناس ويجعل في قلوبهم الرضا عن رئيسهم وحكومتهم . 
إن الأمر يوم القيامة أمام الله عز وجل ليس بالسهل الهين , أيها الرئيس كما تظن . إن الأمر صعب وقاس وشديد , وأنني لا أجد شيئا أختم به هذه الرسالة إليك أيها الرئيس سوى أبيات الواعظ أبي عثمان الواسطي .
مثل وقوفك  أيها  المغرور*** يوم القيامة والسماء  تمور
ماذا تقول إذا نقلت إلى البلى***فردا وجاءك منكر ونكير؟
ماذا تقول إذا وقفت بموقفٍ***فردا ذليلا والحساب عسير
وتعلقت فيك الخصوم وأنت في يوم الحساب مسلسل مجرور
وتفرقت عنك الجنود وأنت في ضيق القبور موسد   مقبور
وددت  أنك ما  وليت ولاية*** يوما ولا  قال  الأنام  أمير 
مهد  لنفسك  حجة  تنجو بها***يوم المعاد يوم تبدو  العور


الخميس، 30 يوليو 2015

قادةٌ حالمون وسياج أخضر !
اجتمع القادة الأفارقة , أصحاب الفخامة والعظمة وأصحاب كل جميل ومبهج , وداع إلى سعادة وحالة النيرفانا .. لقد اجتمعوا رعاهم الله في نواكشوط عاصمة دولة موريتانيا .. هذا التجمع هو الثاني , إن لم تخني الذاكرة خلال أربعين يوما .. الاجتماع الأول لهم كان في جوهانسبيرج هناك في  جنوب أفربقبا كان اجتمتعهم بغرض دورة الإتحاد الأفريقي بارك الله في إتحادهم وحفظ لنا الإتحاد الأوروبي !
وإذا سأل سائل : لماذا اجتماع موريتانيا .. يا رعاك الله اجتماع مريتانيا بغرض إنشاء سياج أخضر .. ولكن ماهو السياج الأخضر ؟ وأقول لكم يا أهل التصديق والفرح باجتماع قادتنا الكرام , ومضغ الاحلام بما يقدمونه لنا من وصفات ناجعة ومفيدة لآلام الظهر وأوجاع الركب , لقد انقضت ظهورنا وسابت ركبنا من طول الحلم بالغد الجميل منذ عهد لوممبا وحتى ما دورا الذي سوف يحرر أرض فلسطين من قبضة اليهود ؟
ما هذه الرومانسية الموغلة في الأحلام .. ألا يخجل هؤلاء القوم , وهم يتوافدون إلى عاصمة منهكة , وليس بعيدا عنها ترى النسوة يلتقطن بقايا الحبوب الساقطة من الشاحنات ليتم طحنها أو طبخها لتؤكل بليلة وكأن على أن استدعى إحصاءات الجوع والفقر بأفريقيا , قبل أن أنتقد رجال الأحلام البلورية , وقادة الآمال للانتقال بنا إلى المستقبل الذي يفوق أوروبا وكندا ومجموعة العشرين ...
 ما هذا السياج الأخضر , إنه الفيلم الرومانسي الذي نحضره ونتفرج عليه حتى نتخدر من واقع مر أليم .. الفيلم بطولة القادة الذين دشنوا الديمقراطية وإشراك الأحزاب الأخرى في الحكم وأقاموا أنظمة نظيفة لا يعرف الفساد إليها سبيلا .. وأنت تشاهد فيلم السياج الأخضر ترى مجموعات ضخمة من أبناء أفريقيا يموتون غرقا في البحر في طريهم إلى أوروبا الحلم معظمهم من أبناء أفريقيا , أفريقيا بقادتها العظماء , لو جمعت مجموع ما تكلغه رحلاتهم المكوكية لحضور المؤتمرات لفاقت ميزانيات دول بأكملها إنه الهدر المغلف بسولفان الاحلام والآمال , وليغرق من شاء الهجرة .. ولعالجت ميزانيات حضور المؤتمرات مأساة المهاجرين الذين يفرون من بلدانهم لأوضاع مزرية .. لو ركضت خلف تفصيلها لملأت مجلدات ...
ومن قبل كانت جماعة قادة الساحل والصحراء .. ماذا قدمت وكم هي الميزانيات التي أهدرت في مؤتمراتها ؟! إنها الأحلام المعلبة ذات الصلاحية المنتهية .. لو تتبعت الجوع والفقر والمرض وموت الأمهات في الولادة وموت المواليد ونسبة الأيدز والإيبولا وما يجري في جنوب السودان ودار فور , فهو المأساة بمعناها الواسع . وتجد هؤلاء الرجال الرومانسيون يجتمعون في نواكشوط بغرض السياج الأخضر ,, يا الله , وأوروبا اجتمع قادتها لعمل سياج يمنع المهاجرين الأفارقة من الوصول إليها !!
هل وقف القادة الروانسيون حدادا على أرواح الأغارقة الذين قضوا وهلكوا في عرض البحر غرض البحث عن مستقبل نظيف .. وموتهم متواصل حتى اللحظة .. هم لا يقفون حدادا لموت أحد , إلا ما ما وجدت كل هذا التلميع الإلامي , وتوزيع الإبتسامات , والاطمئنان على صحة هذا الرئيس او ذاك , والسؤال عن مشاريعه الخاصة أما نحن الشعوب فلنذهب إلى الجحيم غير مأسوفا علينا . وسلامي للسياج الأخضر الذي يحق أن يسمى السياج الأسود . فإن لم تستحي فاصنع ما شئت . وإن لم تستطع مواجهة الواقع فأهرب إلى الأمام بمثا هذه الأحلام لمحاربة التصحر .. إنك يجب ان تسأل ماذا لاصنع هؤلاء القادة الانصرافيين بخصوص مشاريع الزراعة الكبرى في بلدانهم الأفريقية التي تعاني الجوع والجوع الشرس .. وهم يجتمعون في عاصمة تعاني الأمرين من العطش .. ولك ان تقول لهم الله يرحم الصومال هل قدموا له شئ ينهي مأساته حتى ينصرفوا إلى السياج ؟! ما هذا التفاؤل الناصع لدي هؤلاء القادة , فكأنهم حلوا مشاكل شعوبهم وصعدوا بهم إلى مصاف التنمية المستدامة , وجاءوا ليجلسوا بهدوء ليحلوا مشاكل التصحر الذي يهدد أفريقيا..
إن مرارة التصحر , هو التصحر السياسي الذي جعل معظم القادة الأفارقة قد تحنطوا على كراسيهم , ولن يفارقوها إلا إلى القبر .. أما الفساد الذي نهب الثروات لصالح فئة حاكمة فإنك لو سعيت وراءه لانفجر موقع ويكيلكس ..
إن مرارة التصحر في ثروات أفريقيا المنهوبة بالاشتراك مع حكومات وعصابات غربية .. أين الذهب الذي يستخرج من باطن أرضها بآلاف الأطنان , مع إرتفاع أسعار الذهب العالمية لكان انتاجه كفيل برفع المعاناة عن كاهل شعبها المظلوم , ولقامت مشاريع تنموية  وزراعية وصناعية حلت مشاكل التصحر دون الحاجة إلى السياج الأخضر ,, ولنا ان نسأل أين عائد الماس الذي يزين صالات العرض ومتاحف أوروبا وأمريكا بأسعار أقل ما يقال عنها أنها فلكية .. وأين اليورانيوم والراديوم المشعان التي يستخرجان من أراضيها ؟!!
إن مرارة التصحر أن يعقد المؤتمر في مدينة يعاني أهلها من العطش وشح المياه .. وأن يأتي الرئيس السوداني الملاحق من قبل الجنائية لارتكابه جرائم حرب ضد شعبه من عاصمة تجري من تحتها الأنهار وهي تعاني العطش .. وقد عاد بها الزمن مائة عام لتباع الماء في أحياءها على (الحمير ) .. وغارقة في الظلام بسبب نقص الامداد الكهربائي .. وفوق ذلك المواطن مهدد بزيادة تعرفة الكهرباء 100% .. رغم وجود خزان الروصيرص وخزان سنار وسد ستيت وسد مروي الذي قدم للمواطن بأنه الحل السحري لمشاكله !
إن مرارة التصحر في تهديد القاعدة وداعش وبوكو حرام  وحركة الشباب الإسلامي للعديد من الدول الأفريقية .. إفريقيا في حاجة لسياج أمني يحميها من فواجع فقدان أبنائها بدون ذنب ...
وإنك لتعجب أن يعيش الأفارقة أنعدام الأمن وضنك عيش لا يعلم مداه إلا رب العزة , ومن تحتهم ثروات لا تعد ولا تحصى .. والعجب أنصراف قادنها عن تصحر الجوع الممتد من القاهرة وحتى الكاب .. ومن سواكن وسنكات ودرديب ومقديشو إلى تمبكتو  .. إنه لشئ مؤلم وفظيع , وبلغوا تحياتي للسياج الأخضر ..

الأحد، 26 يوليو 2015






دعم النظافة الخطط والبرامج


قاد أ.د مأمون حميدة وزير الصحة ما تم تسميته مشروع دعم النظافة للمرحلة القادمة لمعالجة الأمر وإصحاح البيئة . وبالطبع في كل حالات حكومتنا الرشيدة لابد أن تلقى الكلمات الرنانة الطنانة , تسمع رحى الكلمات الكبيرة تدور على ألسنة من يتقدمون أي مشروع ولكنك لا ترى طحينا أو خبزا .. ومن هذه الكلمات الطنانة الرنانة المصاحبة لمشروع دعم النظافة يقرع سمعك قيام آلية الخطط والبرامج للمرحلة القادمة ومعالجة إصحاح البيئة وتنفيذ المقترحات والمقررات والتوعية المستمرة للمواطنين بأهمية المساهمة الفاعلة , أفرادا ومنظمات ..

ودعونا نبدأ من الجزئية الأخيرة ألا وهي مساهمة النشطاء والمنظمات والجمعيات .. بالطبع إن لم تكن المنظمات خارجة من رحم المؤتمر الوطني أو منبثقة من إحدى اللجان الحكومية فإنها غير فاعلة وغير مرحب بها .. ولك أن تراجع الجهد الفردي أو منظمات ما يسمى بالمجتمع المدني ومقترحاتهم جميعا ذهبت أدراج الرياح .. ففي كل صباح نتكلم عن الحوار الوطني , ثم لا يتم الترحيب بأي مبادرة ..

متى يبتسم أ.د مأمون حميدة وهو يقدم طرحه للمواطنيين .. إنه في كل وقت يقدم فيه خطابا أو مقترحا أو مبادرة , وكأنه يطرحها ومعه سياط من كره أو بغض .. ما علينا من هذا لا نبكي على الحب المفقود أو الود الضائع . وإنني برغم ذلك ما كنت أود منه أن يقف ليطرح لنا موضوع مبادرة دعم النظافة في ولاية الخرطوم .. ما كنت أود منه تجشم الأتعاب .. أين دور مكاتب الصحة , أين دور الضباط الإداريين أم أنني أتكلم عن أشياء عفى عليها الزمن , وتغيرت المياه تحت الجسر ..

إن مشروع النظافة والاهتمام بها صحيح أنها مسؤولية الجميع .. ولكننا منذ وقت بعيد نقتلها باللجان والمداولات والمناقشات والاجتماعات والمؤتمرات ثم ينفض السامر , وتتكدس الأوساخ والقاذورات وينتشر البعوض والذباب وتكثر الأمراض .. ولكنك حين تدلف إلى اجتماعات مجلس الوزراء , أو إلى لجان البرلمان واجتماعات الوزراء تجد أن كل نظيف ومرتب وحتى مواقف سياراتهم وسياراتهم هي نظيفة ولامعة وملابسهم بيضاء ناصعة .. مَن مِن هؤلاء قد زار سوق أم درمان ومواقف البصات الشعبية , وأماكن تجمعات الباعة والشوارع الخلفية ليرى هذا الألم  وهذه القاذورات المكدسة وبرك المياه الراكدة .. إن شوارع مرور الوزير أو البرلماني نظيفة وأماكن عمله وتواجده وزياراته مرتبة مسبقا وملمعة ونظيفة .. ولكن أهلي تحت لهيب الشمس كان الله في عونهم وحفظهم من آثار تكدس الأوساخ والأقذار والمستنقعات .. ونلح بالدعاء وموسم الأمطار قارب على أن يقدم مهرجاناتها العنيفة في العفونة وانتشار ضفادعها وبعوضها وذبابها وغيرها من الميكروبات ..

إن مبادرة النظافة لا تحتاج إلى هذا الكم الهائل من المقررات والنشرات والخطط والبرامج , إننا بحاجة إلى التنفيذ والتنفيذ الملزم من قمة الهرم أولاً ثم بعد ذلك ننزل هذه الدعوة لدعم النظافة إلى المواطن الذي بين ناريّن الأولى الضرائب والثانية نار الخدمات .. إن من يدفع الضرائب في البلاد المحترمة يجد كل الخدمات .. لكن المواطن السوداني يدفع الضرائب ثم يسدد مبالغ الخدمات للنظافة وغيرها ...

وكما قلت أن التلفاز نظيف ولامع وأهله الذين نراهم في قمة التلميع الساطع والمظهر الحسن , وكذلك الوزراء والبرلمانيين ولكن كيف أرضى أن أكون نظيفاً في أماكن كل ما حولها قذر ومختل وممتلئ بالفتن , فأين مبادرات هؤلاء ؟!

إن أولى المبادرات أن يطرح الأمر على هؤلاء الوزراء والبرلمانيين وغيرهم من النافذين في الدولة أن يتقدموا بشركاتهم لكي يتناولوا النظافة .. وأن يقسم الأمر بينهم , لأننا نعلم أن من هو خارج الجماعة لن ينال شيئا ولا يحلم بأي ربح .. فهل لا تزال النظافة تابعة لملكية الدولة ؟! يجب أن تخرج في جميع أنحاء البلاد من ملكية الدولة لكي يتم تسليمها إلى شركات نظافة , ويتم تقسيم المناطق بينها  . ثاني المبادرات بأن يكون هناك عمل مستمر لإنشاء الحوافز .. فأين هي الحارة المنطقية المرئية الخالية من تكدس الأشياء القديمة والحجارة وأكوام الخشب وبقايا البناء لتنال جائزة وزارة الصحة بأنها الحارة الأولى .. حتى تلحق بها باقي الحواري ..

كنت ذات مرة أسمع متحدثا في إحدى مواقف البصات والمكان حوله مكدس بالطين والقاذورات وهو يقول : يا شيخ هذا عيب كبير أننا الآن نركض وراء المادة والزيف لنزين بيوتنا , ومن ثم نخرج  إلى طريق ملئ بالطين ونحن نتلمس سيرنا بقرب الحيطان , يا لنا من شعب عجيب .. فكنت أقول في سري نحن لا نكذب ولكنا نتجمل ...

وثالث  المبادرات .. كم عدد المنضوين في الجيش والشرطة وطلاب وطالبات المدارس .. لماذا لا يعمل نفير عام في كل شهر أو مرتين ليتم استخدام هذا العدد الهائل من الناس في عمل نافع لمدة ساعة أو ساعتين .. دعوة نفير لا تترك ورقة أو حجرا   أو خشبا أو غيره إلا وساوت كل شئ ورتبته ...

 إن إعادة التدوير قد أفادت في كثير من البلدان لنرى أنها قد نظّفت بفضل إقبال البعض على جمع الأشياء وفرزها .. وأننا في السودان قد بدأنا السير في فهم إعادة التدوير منذ وقت بعيد .. ولكنك لا تفهم لماذا توقف السير في هذا المجال لنتراجع فيه .. ففي مكتب صحة الخرطوم  ومنذ وقت بعيد قد طرحت بعض الشخصيات فيه أهمية الاستفادة من إعادة التدوير ودورها في تنظيف البيئة وإصحاحها منهم الأستاذ / بكري عثمان  محمد .. والأستاذ / علي محجوب .. والأستاذ / عبد العظيم الطيب وغيرهم ..

ورابع المبادرات .. لك أن تسأل عن الدعم الصيني الذي بنى القصر , وقدم سبعين سيارة فخمة لتنقل الوزراء وكبار المسئولين .. أين نحن من جلب دعم صيني لتوفير عربات النظافة وآلياتها ومعداتها ؟! إن هذا الجيش الضخم من المسئولين يجب ان يكون له الدور الفاعل في دعم النظافة قبل أن نتوجه إلى توعية المواطن لنكسب مساهمته في إصحاح البيئة ...

خامس المبادرات .. هي النظر في اتجاه أصحاب المطاعم والبوفيهات وأماكن تقديم المشروبات والسوبر ماركت وحتى بقالات الحارات أن تتم مراجعة النظافة فيها للحصول على المزيد من الإصحاح , ولكن يجب في كل مراجعة في هذه الأماكن علينا أن نراعي الحالة الإنسانية لأصحابها , لأنهم يقفون ويدعمون أسرهم .. وإن تعاملنا بفظاظة الإغلاق والغرامة فإننا نضرهم ولا ننفعهم رجاء أن تكون المراجعة بالحسنى ليتم تقديم أفضل الخدمات في مجال المأكولات والمشروبات ..
وتترى المبادرات في دعم النظافة . وإنك لتنادي على أصحاب الأحزاب كافة .. وعلى المصلين في المساجد .. وعلى ربات البيوت .. وعلى الكل أن يكون له دور في تنظيف الشوارع والأسواق والمواقف وجميع أماكن التجمعات ..