الأربعاء، 23 يوليو 2014

رسائل إلى باراك حسين أوباما


إلى باراك أوباما رئيس أكبر دولة في العالم , ألا وهي دولة أمريكا المريبة ..وكذا الراعي الرسمي لإسرائيل , والمعتنية بها , والمحافظة عليها ..آلان يا أوباما وعندما أحسستم بالخطر على ابنتكم المدللة إسرائيل , أسرعتم بإرسال وزير خارجيتكم إلى المنطقة ..بعدما تأكد لكم وعلمتم تماما أن ما روجتم له باسم المبادرة المصرية لم يصلح ولم ينجح ..
ألم تسأل نفسك يا أوباما لماذا لم ينجح هذا المنتج المسمى المبادرة المصرية ؟! .. لقد كان المنتج سيئا  وتم تسويقه عبر مندوبي مبيعات في المنطقة بطريقة سيئة ..
وأنت تعرف أن صناعة المنتج تمت في تل أبيب حتى تستطيع إسرائيل أن تستعمل هذا الكريم لتبييض وجهها الكالح ..وتبيض وجه أكبر دولة في المنطقة – مصر السيسي -  فإسرائيل رأت وجهها في مرآة شعبها فعلمت أن السواد الكالح قد اكتسح الوجه المسود أصلا والمقيت .. ومصر منذ أن تربع من تآمرتم  على إيصاله لم يعرف وجهها أي صفاء أو لمعان , فقد قمتم بسرقة ربيعها .. وقام عملاء تسويق منتجاتكم القذرة على دعم  الكسيح صاحب التوحد .. وحين علمت بموت المبادرة المصرية تماما – والتحية لحماس التي تعرف وتفهم أهدافها جيدا وتفهم لغة المبادرات وتمييز بين صالحها ومنتهي الصلاحية منها – قمت يا أيها الرئيس بإرسال كيري إلى القاهرة على وجهة التأخير بعد أن رأيت فضيحة أهزل جيش وأضعف جند على وجه الأرض . وسمعت بأخبار أسر شاليط جديد . فأسرعت لتجد حلا لتخرج به صاحب الغباء نتن ياهو من ورطته غير المدروسة ..
أيها الرئيس أوباما .. أنتم لا تعرفون سوى منطق القوة .. تأريخكم كله يقوم من جانبكم على استخدام القوة ,فإن لم تجدوا من يواجهكم بقوة تغلبتم عليه وأعلنتم سيطرتكم فوقه , وقمتم بسحقه وإهلاكه .. ولكن إن واجهكم الآخر بالقوة والعنفوان تراجعتم .. وها أنتم قد أزحتم طالبان منذ أكثر من عقد من الزمان , ولما لم تروا منهم غير القوة والبطش بجنودكم وعملائكم أسرعتم مهرولين إلى بلادكم ..كما فعلتم في فيتنام .. هرولتم كأرانب في حقل البرسيم كما يصف الشاعر البياتي الجند الفارين من أرض المعركة ..
وبعد أكثر من عقد من الزمان جلستم يا أوباما إلى طالبان للتفاوض معها على فك أسر جندي أمريكي , يا للعار على أمريكا . ولكن الخطأ هو منطقتنا , إننا نعاني من رؤساء المنقوليا والتوحد والفصام والشيزوفرانيا , والشلل والكساح . إن حماس تخط في المنطقة فهما جديدا يصلح لكم تماما ..منهج الهدف الواضح والذي يعمل صاحبه على تحقيقه بالقوة , لا من خلال مضغ العلكة والوقوف على واحدة ونص كما يقولون ..
يا أيها الرئيس ولا أقول سيدي الرئيس لأن السيد الحق هو من يقف إلى جانب الحق والخير والفعل الصالح .. رأيت مجزرة الشجاعية  خرجت وكعادتكم في مثل هذه المواقف بكلام هزيل . وبدلا من أن تردع ابنتكم وتوقف أعمالها الإجرامية القذرة تقول أن إسرائيل تتعرض للصواريخ من حماس .. ولم تستحي أيها الرئيس وأنت من تدعي حماية الإنسانية والعمل على نشر الديمقراطية !
ومنذ قرابة العقد وغزة محاصرة وتعاني بشدة , ولكنها صامدة وشجاعة تواجه قدرها بثبات .. و أنت ترى معاناتها ولا تحرك ساكنا , بل وتعمل على دفع إسرائيل لنزع سلاح حماس ..لقد خسئتم وبان فشلكم مع محاولاتكم مع محاولاتكم المتكررة لنزع سلاح حزب الله .. وجلستم بدلا عن ذلك مع إيران للتفاوض .. وهذه هي القوة المفهومة لديكم .. أما أصحاب الهزال والكساح الذين هم في حاجة ل(الحفائظ) الأمريكية والمقعد الأمريكي المتحرك , أنتم أصدقاء لهم تحبونهم ويحبونكم ..
أيها الرئيس أوباما : ما معنى المفاوضات عندك إن لم تصل بأصحابها إلى بر استحقاق للفلسطينيين ؟ لا نستطيع أن نحصي عدد المرات التي وصل فيها كيري إلى تل أبيب والقاهرة والرياض والدوحة .. ما هذا الهراء ؟
ما معنى حل الدولتين .. ما الحل لإقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة ؟! نفهم أنكم تريدونها دولة منزوعة السلاح , ومنزوعة حماس منها .. ولكن هيهات أن يتم لكم ذلك ..فحماس إن استشهد جميع قادتها ستبقى الفكرة .. فهل تدري أيها الرئيس ما معنى كلمة حماس .. إن الحماس شئ خالد فإذا كان لديك حماس صنعت الأعاجيب ..لقد كان عندك حماس أوصلك إلى رئاسة أكبر دولة ولم تتخل عن حماسك طوال مسيرتك , فكيف تريد ممن أغتصب وطنه أن يتخلى عن حماسه ؟!
إنك تدعي الحكمة والهدوء .. فإذا كنت بحق هكذا فلتعمل على وجه السرعة بإصدار أوامرك بإنهاء الحصار عن غزة وأن تفتح المعابر جميعها.. وأن تعمل على إقامة مؤتمر المصالحة لاعمار غزة وعلى وجه السرعة .. وأن تعمل إصدار قرار بتعويض لكل فلسطيني في غزة دمرت إسرائيل بيته .. وأن تدفعوا دية كل من قتلتموه خطأ أو بعمد ...

وانتبه أيها الرئيس إنك بأفعال أمريكا الغافلة في المنطقة تعملون على فتح مسار جديد هو خروج جماعات سوف تتوحد (بحماس ) لإزالة إسرائيل الخائرة الهزيلة ولكنها تبدو كذبا بأنها قوية ..بمواقف أهل التخنث في المنطقة ...

الثلاثاء، 22 يوليو 2014

لا صوت يعلوا فوق صوت المعركة 
التنظيم الدولي للأخوان المسلمين نشأ باكرا مع بدايات تكوين الجماعة الإسلامية في مصر بزعامة الإمام حسن البنا ..وقد بدأ كمجالس تنفيذية للجماعة تضم في عضويتها الدول العربية والأجنبية .. ورغم النكسات التي تعرضت لها الجماعة في عهد الرئيس جمال عبد الناصرإلا أن المكاتب أو المجالس التنفيذية ظلت فاعلة ومنتشرة في البلاد العربية والإسلامية وبعض الدول الأوروبية ..تجتمع دوريا بممثلين من كل الدول .. وبعد استحداث منصب المرشد العام للجماعة ,كانت تتم مبايعته من الأعضاء جميعا . والبيعة كانت هي تعهد على السمع والطاعة ..أي أن الأوامر كانت ملزمة للأعضاء .. وما نسمعه ونشاهده هذه الأيام من قيادات جماعة الخوان , يدل دليل قاطع على التنظيم موجود , ويدحض كل الأقوال التي تقول بعدم وجوده ...
سنت قيادات التنظيم الدولي ألسنة حداد ,شجبا وندبا للانقلاب في مصر . وما حدث برابعة من قتل وسحل للأبرياء , فليس في ذلك عجب , فكل إنسان يتمتع بإنسانيته هزه ما حدث – وقد أوضحت ذلك في مقالات سابقة-  ولكن العجب والدهشة والأسئلة المتناسلة هي في صمت الجماعة عما حدث ويحدث في السودان .. ففرع الجماعة في السودان سبق الانقلاب في مصر.. فقد انقلب حسن الترابي بقيادة عمر البشير على الشرعية في السودان .. أو قل هم من سنَّ الانقلاب على الشرعية بمباركة أو صمت التنظيم .. وباسم الصالح العام دمر الحياة المدنية .. وأولوا الأمور إلى أصحاب الولاء والبراء وأبعدوا أصحاب العلم والخبرة ..فكاد أن يتحول السودان إلى دولة فاشلة ...
والأدهى والأمر هي الحروب التي تقودها جماعة أخوان السودان .. فما أن تنطفئ نارا للحرب إلا أوقدوها .. وقيادات التنظيم الدولي أمثال الدكتور طارق السويدان والدكتور محمد العوضي والدكتور عصام البشير وحتى المرشد محمحد بديع , صمتوا صمت أهل القبور أما المجازر في دار فور وجنوب كردفان والنيل الأزرق .. فطائرات النظام تقصف المدنيين العزل – الذين يعانون أصلا من تهميش الحكومات المتعاقبة لهم منذ الاستقلال – فلجأوا للكهوف وأكلوا ورق الشجر ..وأيضا روائح الفساد التي فاحت روائحها المنتنة وأزكمت الأنوف , وطرق معالجة الأخوان في السودان لها التي استفزت كل مسلم عاقل , فقد ابتدعوا فقه السترة وفقه التحلل , دون محاكمة عادلة ترد المال العام الذي هم مؤتمنين عليه  من قبل الشعب ..
 وقد نسي هؤلاء أو تناسوا أن أنصر أخاك ظالما أو مظلوما .. أي دستور هذا , وأي قانون ذاك وأي شريعة تلك التي تحتكم اليها جماعة الأخوان الدولية .. الذي لا يردع ظالما ولا يحاكمه المحاكمة العادلة .. ألهم دين غير دين الله السمح ؟!
صمت الجماعة , وعدم تدخلها , أو حتى شجبها لما يحدث في السودان , بل حفاوتها بإخوانه , أفقدها الكثير من المصداقية .. وأورث عداوة الناس للجماعة .. وما الرعب الذي أصاب شعب مصر ببعيد ..حيث جعلهم يهرعون بغير هدى خلف تمرد التي قادتهم إلى تهلكة العسكر ..وانتشر بين الناس البغض لكل ما هو إسلامي , بل انتشرت حالات الردة والإلحاد بين الشباب خاصة في السودان .. أي دين ذاك الذي يمجد الظالم , ويوفر له الحماية , ويمد له بأسباب البقاء ؟!
ولكن ما يؤسف له حقا أن تحول كل هذا الكم من البغض والكراهية المخزون في النفوس نتيجة أخطاء التنظيم الفادحة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باعتبارها عضو في الجماعة الدولية .. فنجد من ينادي اسرائيل بدك حماس , ونجد من يطلب منها قطع رأس حماس .. ونجد من يحمل حماس مسؤولية ما يحدث ...
أقول وكثيرين غيري يجب أن نفرق بين حماس وجماعة التنظيم الولي للإخوان .. فهي تحمل راية المقاومة ضد عدونا اللدود الذي أذلتنا حكوماتنا العربية بالتحالف معه أو الصمت المطبق على ما يقوم به ..فأبطال المقاومة في حماس والجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى وغيرها ,تصدوا لقوات الاحتلال الصهيونية الغاشمة وكبدوهم خسائر فادحة ..بقليل من السلاح .. وألبسوا الجيوش العربية العار والذل .. وفضحوا صفقات السلاح المليارية التي تكشفها لنا وسائل الإعلامية بين الفينة والأخرى ..فما خطته حماس بدماء الشهداء ملاحم تعجز اللغة عن ترجمتها إلى كلمات .. ومهما كان الاختلاف مع حماس فكريا وأيدلوجيا فيجب على الجميع أن يقف أمامها اجلالا واحتراما ...
ويجب على الأحرار في كل العالم وخاصة العالم الإسلامي والعربي الوقوف بصلابة والانتفاض على الذل ودعم حماس وأخواتها حتى توقف إسرائيل عدوانها وترفع الحصار عن غزة وتلتزم بتعهداتها تجاه الأسرى .. فالشعب في غزة يموت بطيئا بالحصار أو عاجلا يآلة الدمار الشامل الصهيونية ..

فيا شعوب المسلمين أفيقوا .. ودعكم من حكومات العار وإعلام الشنار ..وادعموا المقاومة وساندوا صمود الشعب الفلسطيني .. وأتركوا محاسبة حماس عضو التنظيم الدولي للإخوان الآن ..فلا صوت يعلوا فوق صوت المعركة ...  

الأحد، 13 يوليو 2014

مكر خداع إسرائيل في أرض النصر والعزة

إسرائيل لم يسرها توقيع اتفاق بين عباس وحماس فسعت الأفكار الشيطانية إلى هدم ما تم الاتفاق عليه ..مع العلم أن الحكومة الجديدة بعد المصالحة لم تكن برئيس وزراء من حماس كما جرى حين فازت حماس ووصل السيد إسماعيل هنية إلى رئاسة الوزراء .. يا الله على حال المسلمين , وحال المسلم حتى وإن كان وسطا لا يحمل التطرف ولا يعرف (الإرهاب )  فإنه يلاقي من الغرب ومن جميع من يؤيدونه الإقصاء والقمع والمسح من خارطة الوجود .. والإبعاد لكل من تسمى بالإسلام حتى وإن كان حسن النية طيب القصد ..مطالب بحقوقه الشرعية !
وها هي إسرائيل وحين فشلت في جهود أن تفشل المصالحة ليصبح الفلسطينيين كتلة واحدة , فإنها سعت للمكر , وسعت إلى الكذب .. فعملت على إعداد سيناريو الثلاثة الين خرجوا ولم يعودوا .. وفي سرعة البرق حال اختفاء الصبية الإسرائيليين تم اتهام حماس بأنها وراء اختفاءهم وغيابهم .. ولم يصدق أحد نفي حماس ,, وإننا نسأل هنا لماذا يأتي اتهام حماس وتهديدها بالويل والثبور وعظائم الاجتياح ؟.. ولماذا يأتي هذا بعد توقيع المصالحة ؟ والإجابة ببساطة لأن حماس أدخلت العدو الإسرائيلي في الحرج طوال سنوات الحصار والتزمت الصبر والهدوء , فلا صواريخ ولا تفجيرات من كل الفصائل والعالم جميعه يشهد بأنها محاصرة وممنوعة من العلاج والحج والعمرة , ودخول الطعام والأدوية .. والعالم الكاذب المفتري والمتشدق بالديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان لا يتحرك تجاه بلدة تعاني وتتألم وتتمزق ولا يحرك ساكنا ..
يا الله كيف كان سيكون الأمر لو أن بلدة أوروبية مُنع عنها الغذاء والدواء والكساء وعانى بأجمعه رجالا ونساء شيبا وشبابا , صغارا كبارا ..إن سياسة الكذب والقلب القاسي هي سياسة الغرب بكل حضارته المزيفة ..
وهاهي إسرائيل قد سعدت بإقصاء الإسلاميين في مصر بغض النظر إن كنا نؤيدهم أم لا – فقد انتقدنا سياساتهم ولكن عنف الإقصاء لا نحبذه ولا نؤيده حتى مع الذين لا نحبذهم ولا نؤيدهم – نعم سعدت بإقصاء من تراهم سندا لأعدائها . سعت لاغتنام فرصة المصالحة .. فأعدت سيناريو تفجير هذا الإلتمام الفلسطيني .. وها هي بكل فرق مخابراتها قد واصلت إخفاء هؤلاء الفتية  .. ثم تعلن أنها قد وجدتهم قتلى .. وما أسهل عمل السيناريوهات في السياسة ولدي أهل الشر من السياسيين .. وإنك إذا أردت أن تطلع على أرشيف المكر والخداع وبعد حين من الأحداث التي اطلعت عليها سيشيب رأسك ويتساقط شعره لما تقرأ وتطلع على الخبث والمكر . هنالك أحياء سردوا ذكرياتهم وقد حكوا أن وزارة الداخلية في هذا البلد أو ذاك قد أعدت التفجيرات العديدة وألصقتها بأناس آخرين حتى يمكن اصطيادهم والزج بهم في السجون أو اقتادهم إلى حبال المشانق ..
وها هو السيناريو قد نجح في خطواته الأولى وتواصلت عملية العقاب , والكل يتفرج ولا دور لما يسمى بالبلدان العربية .. بل هي الإدانة والشجب لما تفعله إسرائيل .. إن زواج المتعة والزواج العرفي بين إسرائيل وجيرانها العرب زج بالفلسطيني إلى غياهب النسيان , والإهمال , وأن لا يذكرهم أحد فكل مشغول بليلاه ..فأكبر البلدان العربية وبكل إرثها الحضاري والثقافي وقعت في فخ المكر والخداع لإرضاء إسرائيل .. وهاهو وزير الخارجية الجديد يزور إسرائيل للتنسيق الأمني بين البلدين ودعم العلاقات الاستراتيجية !!
إن علة القضايا وأكبر المآسي في حياتنا وثقافتنا هي قضية أرض فلسطين .. ويوم أن تظهر فلسطين إلى حيز الوجود , فسوف نستطيع أن نفك أسر قوانا .. ونخرج إلى فضاء الحرية الحقة .. إن كل تعقيد وكل ظلام وكل شباك الفقر التي اصطادت حريتنا هي إسرائيل .. اليهود يلاقون الدعم والمساندة والعون والوقوف إلى جانبهم في كل شئ .. أما العربي والفلسطيني فليذهب إلى الجحيم ولعنة الله عليه هذا الذي يقول إنني عربي .. فكل التهم السيئة وكل الصفات الخبيثة تلصق به .. ولا حق له في أن يعيش بكرامة ..
مرة أخرى ندخل لمشاهدة كأس الدم في غزة .. عقاب ما بعده عقاب .. والصمت يخيم على كل من حولك يا غزة ..فإسرائيل في قمة بهجتها لما يحدث في سوريا  ودعم الغرب للأسد .. وما يجري في العراق من تفتيت وتمزيق .. وما هو حادث في مصر من صعود الجيش الذي تزوجته عرفيا منذ نشوئها .. ولكن سياساتها وغباء (نتن ياهو) سوف يؤدي حتما إلى دمار إسرائيل في السنوات المقبلة , وقد بدأ العد التنازلي الآن ..

إن الصواريخ التي تشكو منها إسرائيل فسوف تكون آتية في مقبل الأيام من سوريا والعراق وغزة وسيناء .. إن سياسات العنف الإقصائي من أنظمة باهتة ومن شخصيات كرتونية مثل المالكي والسيسي والأسد ودعم الغرب لهم , لن تؤدي إلا إلى مزيد من الانفجار ..حتى يصل الأمر عبد الجبار أو عبد القهار وإلى من يقول ويفعل .. فكل الشعارات المزيفة في طريقها إلى الزوال .. والتاريخ لن يتوقف عند نتن ياهو .. وسوف يفقد اليهود ألف شاليط وشاليط .. وينتهي هناء المستوطنات وما توفره للمغتصبين من حياة سهلة ميسورة ورغد عيش , بينما الفلسطينيين لا حق لهم في الحياة ..انظر إلى حال غزة سنوات تحت الحصار ولا بلد في العالم الحر يقطع علاقته بإسرائيل ..وانظر إلى حال الحكومات المسلمة المعتدلة والوسطية والمدعية ذلك , بينما هي في غاية التطرف . كيف ترضى بهلاك ملايين الأنفس في فلسطين ولا تحرك ساكنا ..وأنت تسمع في الأخبار وهم يرددون الحكومة الإسرائيلية , والقيادة الإسرائيلية , بينما هم مجموعة من القتلة السفاحين .. لا ينفع معهم غير ما تقوم به حماس والكتائب المقاومة من مواصلة القصف .. وكم نتمنى أن توفقوا في ضربة قوية وقاتلة حتى يسقط العالم (الحي) ليدافع عن إسرائيل ..فلو أن صاروخا واحدا أهلك مجموعة من الإسرائيليين لرأيت العالم كله يتحدث عن إرهاب حماس والفصائل المقاومة وعن أنهم مجموعة من القتلة ..بينما إسرائيل تسمي حملتها الصخرة الصماء , والجرف الصامد والعالم كله صخرة صماء .. بينما تنادي إسرائيل العالم ليضغط على الحكومة الفلسطينية لمنع مشاركة حماس فيها .. ما أعجب عالمنا اليوم إسرائيل تقتل المئات وتهد منازلهم عللى رؤوسهم , ثم تظهر للعالم أنها الضحية ! 

الاثنين، 7 يوليو 2014

روحانيات الشهر الكريم وغفلة الإعلام
روحانيات شهر رمضان تستشعرها وأنت تزور بيت الله الحرام معتمرا , فتنال البركة والإحساس بالهدوء والسعادة الحقة .. ويثلج صدرك وأنت ترى تسابق الناس للخيرات , أهل مكة وغيرهم من الزوار وهم يتسابقون لنيل كرم إفطار الصائم . والواحد منهم ينسى نفسه لأن السعادة أن يرى البشر في وجه أخيه المسلم وقد تناول تمرا أو قارورة ماء . إنها البهجة الحقة في النفس . وترى هذا العمل في المدينة المنورة في مسجد رسول الله صل الله عليه وسلم والجميع يتسابق لنيل شرف إفطار صائم . فترى أسر لها مواقع في الحرم النبوي الشريف تجهزه بالماء والتمر والزبادي والخبز والقهوة العربية . مسلمون من كل الأجناس يسارعون في الخيرات ولهم مواقع اعتادوها يسعدون هم وأبنائهم بهذا العمل في رمضان ..
ما زالت الدنيا بخير .. ففي كل بلداننا الإسلامية ترى صور هذا الكرم الرمضاني الشفاف والمليء بخيرات النفوس وطبائعها الجميلة الحسنة ..
ترى في السودان هؤلاء الطيبين وهم يقفون على الطرقات ليوقفوا كل عابر وكل قائد مركبة يعبر عليهم في وقت الإفطار ويصرون عليه ليتوقف للإفطار لينالوا شرف أن يناولوه تمرة وماء ..
هذا العطاء الرباني الذي يمنع عنك توجسات وضجيج النفس مما تراه وتسمعه في الإعلام من صور القتل والدمار . والتسلط والنهب والسؤقة ..والصخب والعنف ممن هم في السلطة تجاه الآخر ألا يكون .. وكأنك حين تشاهد التلفازات وتطلع على الصفحات الأولى من الجرائم اليومية تردد مع البحتري :
إنّ الزّمَانَ زَمَانُ سَوْ **وجميع هذا الخلق بو
وإذا سألتهم ندى**فجوابهم عن ذاك وو
لو يملكون الضوء بخ**لا لم يكن للخلق ضو
ذهب الكرام بأسرهم،**وبقي لنا ليت ولو
إن الإعلام غابة أو غابات من الكلام .. أو هو مستنقعات متصلة مليئة بالأوحال , لا يتولد عنها سوى البعوض والذباب والروائح الكريهة . ماذا ينتج معظم هذا الإعلام سوى تكريس التفاهة والاضمحلال .. أجلس إليه في رمضان فلن تجد سوى الظلمة وانتزاعك من روحانيات أيامك وأنت تسعى أن تجعلها النور وأن تبيض وجهك الذي يسوده الإعلام ليل نهار .. فلا برامج تسر الخاطر .. فهي إما سعي لأكل أموال الناس بالباطل , بتخدير أن تفوز بجائزة , فلا حصاد غير السراب . لتسمع عن أناس فقدوا الكثير من الأموال أو صدمتهم فواتير اتصالاتهم بحلم الفوز بحلم أو غيرها .. حتى برامج الأطفال تجدها تمارس هذا الكذب وهذا الخداع .. وتتعجب أن يتصل طفل وتكلمه المذيعة ويجيب على ثلاثة أرباع الأسئلة وحين يخطأ في إجابة واحدة تغلق دونه الخط ولا ينال شيئا ..فلا تحفيز للأطفال حتى لو أجابوا إجابة واحدة .. ومن عجب أن البرامج تنتج في بلاد المليارات .. وهم إن أرادوا أن يسعدوا الأطفال في الوطن العربي كله لفعلوا , ولو شاءوا أن يزودوا كل طفل بمستلزمات المدارس والتكنولوجيا لَفعلوا ..ولكن القلة القليلة ممن تمكنوا من الإعلام تفعل بالمشاهد الاستخفاف والاستغفال وتأخذه إلى حيث الغباء في رمضان وغير رمضان . أما إذا دلفت إلى عالم المسلسلات وما يدفع فيه من أموال طائلة لإنتاج التفاهة والانحطاط والسعي للفراغ .. لتجد الجزء السادس من مسلسل وكذا الجزء الرابع من آخر .. ثم سيل الرومانسيات التركية الذي جرف كل شئ في طريقه . فتجد هذا التخدير لجيل بأكمله , لا يجد في حياته سوى الجفاف والكذب والخداع ليكون المسلسل التركي واحته بما يحويه من المناظر والرومانسيات .. وهو ببساطة طريقة جديدة للإعلان والتسويق للحياة التركية من مستشفيات ومصحات وفنادق وشواطئ ومعاهد وغيرها..
فعلينا أن ننأى بأنفسنا عن هذا الصندوق الأسود والذي يروج للغفلة والانجرار وراء الفراغ أكثر مما يروج للحق والفضيلة و اعمار الأوقات بما يعود علينا بالنفع الدنيوي والأخروي  ..
ولترى النكبة والضياع جراء هذا المقتحم لبيوتنا : انظر كيف انحرف الربيع وعدنا مرة أخرى إلى العصر الحجري , بعد ما أملنا في غد بلا طغاة , ومستقبل دون لصوص .. وهاهم من أزحناهم يتفرجون ويضحكون ويسخرون : قال ربيع عربي قال !
وعودة أخرى إلى أجواء الشهر الكريم .. فإننا لا نريد أن تضيع أوقاته مع هؤلاء الذين تفننوا في استخلاص أنواع سموم جديدة تمل على القتل الفوري ...
وبرغم ضخامة هذه الجبال ..فهناك أمل عظيم في أن ينسفها ربك نسفا فيذرها قاعا صفصفا لا ترى فيها عوجا ولا أمتا .. إن هذه الجبال ستزول بإذن الله وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب ..
وكل عام وأنتم بخير .. وتهنئتي لكل مسلم ومسلمة ,أسأل الله أن تنالوا في هذا الشهر الكريم رحمة ومغفرة وعتقا من النار , ودمتم .