الثلاثاء، 22 يوليو 2014

لا صوت يعلوا فوق صوت المعركة 
التنظيم الدولي للأخوان المسلمين نشأ باكرا مع بدايات تكوين الجماعة الإسلامية في مصر بزعامة الإمام حسن البنا ..وقد بدأ كمجالس تنفيذية للجماعة تضم في عضويتها الدول العربية والأجنبية .. ورغم النكسات التي تعرضت لها الجماعة في عهد الرئيس جمال عبد الناصرإلا أن المكاتب أو المجالس التنفيذية ظلت فاعلة ومنتشرة في البلاد العربية والإسلامية وبعض الدول الأوروبية ..تجتمع دوريا بممثلين من كل الدول .. وبعد استحداث منصب المرشد العام للجماعة ,كانت تتم مبايعته من الأعضاء جميعا . والبيعة كانت هي تعهد على السمع والطاعة ..أي أن الأوامر كانت ملزمة للأعضاء .. وما نسمعه ونشاهده هذه الأيام من قيادات جماعة الخوان , يدل دليل قاطع على التنظيم موجود , ويدحض كل الأقوال التي تقول بعدم وجوده ...
سنت قيادات التنظيم الدولي ألسنة حداد ,شجبا وندبا للانقلاب في مصر . وما حدث برابعة من قتل وسحل للأبرياء , فليس في ذلك عجب , فكل إنسان يتمتع بإنسانيته هزه ما حدث – وقد أوضحت ذلك في مقالات سابقة-  ولكن العجب والدهشة والأسئلة المتناسلة هي في صمت الجماعة عما حدث ويحدث في السودان .. ففرع الجماعة في السودان سبق الانقلاب في مصر.. فقد انقلب حسن الترابي بقيادة عمر البشير على الشرعية في السودان .. أو قل هم من سنَّ الانقلاب على الشرعية بمباركة أو صمت التنظيم .. وباسم الصالح العام دمر الحياة المدنية .. وأولوا الأمور إلى أصحاب الولاء والبراء وأبعدوا أصحاب العلم والخبرة ..فكاد أن يتحول السودان إلى دولة فاشلة ...
والأدهى والأمر هي الحروب التي تقودها جماعة أخوان السودان .. فما أن تنطفئ نارا للحرب إلا أوقدوها .. وقيادات التنظيم الدولي أمثال الدكتور طارق السويدان والدكتور محمد العوضي والدكتور عصام البشير وحتى المرشد محمحد بديع , صمتوا صمت أهل القبور أما المجازر في دار فور وجنوب كردفان والنيل الأزرق .. فطائرات النظام تقصف المدنيين العزل – الذين يعانون أصلا من تهميش الحكومات المتعاقبة لهم منذ الاستقلال – فلجأوا للكهوف وأكلوا ورق الشجر ..وأيضا روائح الفساد التي فاحت روائحها المنتنة وأزكمت الأنوف , وطرق معالجة الأخوان في السودان لها التي استفزت كل مسلم عاقل , فقد ابتدعوا فقه السترة وفقه التحلل , دون محاكمة عادلة ترد المال العام الذي هم مؤتمنين عليه  من قبل الشعب ..
 وقد نسي هؤلاء أو تناسوا أن أنصر أخاك ظالما أو مظلوما .. أي دستور هذا , وأي قانون ذاك وأي شريعة تلك التي تحتكم اليها جماعة الأخوان الدولية .. الذي لا يردع ظالما ولا يحاكمه المحاكمة العادلة .. ألهم دين غير دين الله السمح ؟!
صمت الجماعة , وعدم تدخلها , أو حتى شجبها لما يحدث في السودان , بل حفاوتها بإخوانه , أفقدها الكثير من المصداقية .. وأورث عداوة الناس للجماعة .. وما الرعب الذي أصاب شعب مصر ببعيد ..حيث جعلهم يهرعون بغير هدى خلف تمرد التي قادتهم إلى تهلكة العسكر ..وانتشر بين الناس البغض لكل ما هو إسلامي , بل انتشرت حالات الردة والإلحاد بين الشباب خاصة في السودان .. أي دين ذاك الذي يمجد الظالم , ويوفر له الحماية , ويمد له بأسباب البقاء ؟!
ولكن ما يؤسف له حقا أن تحول كل هذا الكم من البغض والكراهية المخزون في النفوس نتيجة أخطاء التنظيم الفادحة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) باعتبارها عضو في الجماعة الدولية .. فنجد من ينادي اسرائيل بدك حماس , ونجد من يطلب منها قطع رأس حماس .. ونجد من يحمل حماس مسؤولية ما يحدث ...
أقول وكثيرين غيري يجب أن نفرق بين حماس وجماعة التنظيم الولي للإخوان .. فهي تحمل راية المقاومة ضد عدونا اللدود الذي أذلتنا حكوماتنا العربية بالتحالف معه أو الصمت المطبق على ما يقوم به ..فأبطال المقاومة في حماس والجهاد الإسلامي وكتائب شهداء الأقصى وغيرها ,تصدوا لقوات الاحتلال الصهيونية الغاشمة وكبدوهم خسائر فادحة ..بقليل من السلاح .. وألبسوا الجيوش العربية العار والذل .. وفضحوا صفقات السلاح المليارية التي تكشفها لنا وسائل الإعلامية بين الفينة والأخرى ..فما خطته حماس بدماء الشهداء ملاحم تعجز اللغة عن ترجمتها إلى كلمات .. ومهما كان الاختلاف مع حماس فكريا وأيدلوجيا فيجب على الجميع أن يقف أمامها اجلالا واحتراما ...
ويجب على الأحرار في كل العالم وخاصة العالم الإسلامي والعربي الوقوف بصلابة والانتفاض على الذل ودعم حماس وأخواتها حتى توقف إسرائيل عدوانها وترفع الحصار عن غزة وتلتزم بتعهداتها تجاه الأسرى .. فالشعب في غزة يموت بطيئا بالحصار أو عاجلا يآلة الدمار الشامل الصهيونية ..

فيا شعوب المسلمين أفيقوا .. ودعكم من حكومات العار وإعلام الشنار ..وادعموا المقاومة وساندوا صمود الشعب الفلسطيني .. وأتركوا محاسبة حماس عضو التنظيم الدولي للإخوان الآن ..فلا صوت يعلوا فوق صوت المعركة ...  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق