الثلاثاء، 7 يوليو 2015

البحث عن مؤسسة الوفاء للتكريم
أخبار الشريط المتحرك في قنوات السودان الفضائية نقلت ما مفاده أنه تم تكريم الشيخ صادق عبد الله عبد الماجد , وذلك بزيارة رئيس الجمهورية له في بيته , مما دفع الشيخ صادق أن يعبر ويقول : أنه في العالم أجمع لا يوجد رئيس جمهورية يفعل ما فعله البشير بزيارة أحد المواطنين ليكرمه في منزله ..
ونقلت الأخبار أيضا أنه تم تكريم الشاعر كامل عبد الماجد _ شاعر الأغنية الشهيرة لأحمد الجابري سيد الاسم -  كما تم تكريم لاعب كرة القدم الشهير " بشرى وهبة " . هذه التكريمات وهذه الزيارات المنزلية تأتي ضمن ما يسمى التواصل الرمضاني , وإنها لشئ عظيم وعمل مؤثر .. ولكن أن يتم مثل هذا الفعل الجميل في إطار فردي هو ما دفعني للكتابة والتعليق على هذه الأخبار السارة وأن أصحابها يستاهلون .. ولكن كل مبدع في مجاله سواء أكان شيخا أو لاعب كرة قدم أو سياسي أو تاجر مشهور أو أستاذ جامعي .. وكم فيك يا بلادي من أصحاب المواهب المتعففين والذين يحيون في صمت ويبدعون في صبر وظروفهم وأحوالهم لا يعلم بها إلا الله  .. ونحن لا نحس بهم , يظهرون كأنجم وأقمار حتى إذا طلعت شمس النهار وركضنا في الحياة لا نراهم ولا نعرف أين هم ..
إن حكومتنا وميلها واضح لمن هم في داخلها أو ممن عملوا ضمن إطار أفكارها .. وإنك لترى أن الواحد منهم بمجرد أن توفاه الله تجد له مهرجانا عجبا وتنظم له حملات إعلانية , ويتم إنشاء جمعية كبرى باسمه , والمثال واضح , جمعية الزبير محمد صالح يرحمه الله , وكذا جمعية د. مجذوب الخليفة يرحمه الله ..
  إن ما نريد قوله أن أدباء وشعراء وكتاب بلادنا كثر , منهم من أبدع , ومنهم من لا يزال يبدع في مجاله هل تم تنظيم مؤسسة خاصة لرعايتهم أو تفقدهم وتفقد أسرهم .. وإذا كان التكريم قد طال الشاعر كامل عبد الماجد - وهو يستاهل ذلك , فلماذا لا يكون التواصل عبر مؤسسة ترعاها الحكومة أو توعز لبعض الشركات ومؤسسات الدولة أن تخصص لقيام مؤسسة الوفاء لرعاية أمثال هؤلاء . ها هي سوداني ترعى الآن وبدعم ضخم قنوات وإذاعات سودانية لولا استمرارها ووقوفها معهم لاختفت هذه القنوات وهذه الإذاعات .. فلماذا لا يكون الوفاء حقيقة وليس مجاملة أو زيارة فردية ؟
إن التواصل الرمضاني الحق .. والتكريم الحق .. والرعاية الحقة أن تكون من الجهة الحكومية لأشخاص يعارضونها .. هل يستطيع البشير أن يقوم بزيارة هاشم صديق والوقوف إلى جانبه وتكريمه والاستماع إلى أدائه . هل يستطيع البشير أن يقوم بزيارة أسرة محجوب شريف ويقدم لها الدعم أو العون ويسأل إن كانت للرجل ديون أو ظروف لبعض أفراد أسرته يجب حلها .. لا أظن .. لأن التكريم يأتي حسب رأيي عبر ترتيبات واستقصاء لمن ترغب الحكومة أو أحد قياداتها في زيارته ومن ثم يتم إبلاغهم وتنسيق الشوارع المؤدية لبيت المزار .. لكن عفو الخاطر لا أظن ذلك يحدث .
إن هنالك نزعات فردية مشكورة تعلم على التوثيق لمن أثروا حياتنا .. فالشكر للجُزلي على عمله الفردي في الوفاء لمن قدموا لنا الإبداع في كل المجالات , هل انتبهت وزارة الثقافة أن تجمع أعمال عمر الجُزلي و تنشرها للناس ؟ بالطبع لا  . ومن قبل عمر الجُزلي كان المرحوم حمزة مصطفى الشفيع قد قدّم مئات الحلقات , هل هي محفوظة في الإذاعة ؟ هل هنالك من عمل على تفريغها وتقديمها للناس ؟ .. لا أظن أن ذلك حدث أو سوف يحدث .. وحتى آخر المهتمين بعمل الوفاء وحفظ الجميل لمن قدموا الجميل وخاصة في مجال كرة القدم نجد المعتصم أوشي قد قدّم الكثير مع شخصيات مؤثرة فهل يستطيع أوشي أن ينشرها جميعاً عبر كتاب ؟ .. لا أظن ذلك ولا أن أحداً سوف يساعده على ذلك .رحم الله نادية عثمان مختار فقد قدّمت عبر برنامجها "يوم الزيارة" الكثير من الشخصيات وفاءً لما قدمته للسودان .. والشكر كذلك حسين خوجلي فهو يهتم بهذا الجانب بحثاً عن الوفاء لأهلنا قبيلة أدباء والشعراء والفنانين والشيوخ وغيرهم وإن كان ميله لأصحاب أفكاره رؤيته بيّن .
ما أود أن أقوله يجب أن نقيم مؤسسة الوفاء لأهل العطاء وتكون ذات مسؤوليات عريضةوغير محددوة , مسؤوليات تكريم للأحياء أو الأموات بدعم ومساندة دائمين بمعاش واعتناء ورعاية  لأسرة في حياةٍ أوموت لكن أن تظل الزيارة فردية تحمل المجاملة وتجمع شمل أصحاب الرأي الواحد وتخرج علينا بأناشيد الشكر للمسؤول وأنه عظيم لا مثال له ولما قام به فهذا شيء يجب أن يختفي من قاموسنا .
ويجب أن تكون مؤسسة الوفاء للعطاء وطنية لا تستثني أحدا أياً كان توجه وأفكار ورؤاه , لكن أن ترضى الحكومة واللجنة المنبثقة عنها عن المكرم وتستقصي عنه ثم تزور لتسعده فهذا شيء لا يليق بمن ينادي ليل نهار على أجندة الحوار الوطني ولك أن تسأل هل في المجلس الوطني و ضع خطوطاً تحت الوطني هل في لجنة الثقافة ذي قد انبثقت لجنة وفاء لتكريم أهل العطاء الأحياء والأموات ؟؟ هذه علامة استفهام كبرى .
وكما قالوا فإن ميزانيات نواب البرلمان وجميع القياديين في كل أنحاء البلاد الجزء اليسير منها يكفي لإقامة مؤسسات سد الجوع وإقامة مؤسسة الوفاء للعطاء .
إن لنا عشرات بل مئات بل ألوف من أساتذة الجامعات والصحفيين والإعلاميين الصابرين الصامتين العاملين في عفة برغم الظروف ولهم من البحوث والأعمال والمواهب والأفكار والرؤى إذا ما قدمت لأسعدت الناس أجمعين لكننا الآن عرفنا وكأن الحياة لدينا كلها أسواق شعبية وشاحنات وباصات وحافلات وحفرٌ ومطبات , متى نعرفهم هؤلاء العظماء ومتى نتعرف عليهم ونتقرب إلى مواهبهم ونكرمهم وهم أحياء ونمد وفاءنا لمن رحل منهم .
ومره أخرى نقول أن الشيخ صادق عبدالله عبدالماجد هذا الوالد الصبوح الوجه ويستاهل نشر سيرتهم وافكاره وكتبه ولكننا لا نؤيده في المدح ولك أيها المتابع أن تسأل هل الزيارة جاءت خالصة لرجل مقام صادق عبدالله عبدالماجد زعيم حركة الإخوان المسلمين في السودان ومؤسسها الحقيقي أو أن المشير في ذكرى بدر أراد أن يرسل رسالة إلى الذين يتابعوا تحالفه مع السيسي بأنه لا يزال إخوانياً ولن يحيد وها هي زيارته تأتي لأكبر رمزٍ إخوانيّ ليس في السودان وحسب بل في كل العالم وكأن المشير يحيي مرسي في محبسه هذه مجرد أسأله يجب أن يطرحا المراقب والمتابع لبرامج التواصل الرمضانيّ , ومره أخرى نقول أن الشيخ صادق عبدالماجد يستاهل التكريم ولكننا لا تؤيده في المدح إلا إذا قامت مؤسسة الوفاء للعطاء وطنية خالصة ترعى الأموات والأحياء رعاية تامة وتحتضن الجميع الشيوعي قبل أصحاب الحركة ودمتم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق