الأحد، 26 يوليو 2015






دعم النظافة الخطط والبرامج


قاد أ.د مأمون حميدة وزير الصحة ما تم تسميته مشروع دعم النظافة للمرحلة القادمة لمعالجة الأمر وإصحاح البيئة . وبالطبع في كل حالات حكومتنا الرشيدة لابد أن تلقى الكلمات الرنانة الطنانة , تسمع رحى الكلمات الكبيرة تدور على ألسنة من يتقدمون أي مشروع ولكنك لا ترى طحينا أو خبزا .. ومن هذه الكلمات الطنانة الرنانة المصاحبة لمشروع دعم النظافة يقرع سمعك قيام آلية الخطط والبرامج للمرحلة القادمة ومعالجة إصحاح البيئة وتنفيذ المقترحات والمقررات والتوعية المستمرة للمواطنين بأهمية المساهمة الفاعلة , أفرادا ومنظمات ..

ودعونا نبدأ من الجزئية الأخيرة ألا وهي مساهمة النشطاء والمنظمات والجمعيات .. بالطبع إن لم تكن المنظمات خارجة من رحم المؤتمر الوطني أو منبثقة من إحدى اللجان الحكومية فإنها غير فاعلة وغير مرحب بها .. ولك أن تراجع الجهد الفردي أو منظمات ما يسمى بالمجتمع المدني ومقترحاتهم جميعا ذهبت أدراج الرياح .. ففي كل صباح نتكلم عن الحوار الوطني , ثم لا يتم الترحيب بأي مبادرة ..

متى يبتسم أ.د مأمون حميدة وهو يقدم طرحه للمواطنيين .. إنه في كل وقت يقدم فيه خطابا أو مقترحا أو مبادرة , وكأنه يطرحها ومعه سياط من كره أو بغض .. ما علينا من هذا لا نبكي على الحب المفقود أو الود الضائع . وإنني برغم ذلك ما كنت أود منه أن يقف ليطرح لنا موضوع مبادرة دعم النظافة في ولاية الخرطوم .. ما كنت أود منه تجشم الأتعاب .. أين دور مكاتب الصحة , أين دور الضباط الإداريين أم أنني أتكلم عن أشياء عفى عليها الزمن , وتغيرت المياه تحت الجسر ..

إن مشروع النظافة والاهتمام بها صحيح أنها مسؤولية الجميع .. ولكننا منذ وقت بعيد نقتلها باللجان والمداولات والمناقشات والاجتماعات والمؤتمرات ثم ينفض السامر , وتتكدس الأوساخ والقاذورات وينتشر البعوض والذباب وتكثر الأمراض .. ولكنك حين تدلف إلى اجتماعات مجلس الوزراء , أو إلى لجان البرلمان واجتماعات الوزراء تجد أن كل نظيف ومرتب وحتى مواقف سياراتهم وسياراتهم هي نظيفة ولامعة وملابسهم بيضاء ناصعة .. مَن مِن هؤلاء قد زار سوق أم درمان ومواقف البصات الشعبية , وأماكن تجمعات الباعة والشوارع الخلفية ليرى هذا الألم  وهذه القاذورات المكدسة وبرك المياه الراكدة .. إن شوارع مرور الوزير أو البرلماني نظيفة وأماكن عمله وتواجده وزياراته مرتبة مسبقا وملمعة ونظيفة .. ولكن أهلي تحت لهيب الشمس كان الله في عونهم وحفظهم من آثار تكدس الأوساخ والأقذار والمستنقعات .. ونلح بالدعاء وموسم الأمطار قارب على أن يقدم مهرجاناتها العنيفة في العفونة وانتشار ضفادعها وبعوضها وذبابها وغيرها من الميكروبات ..

إن مبادرة النظافة لا تحتاج إلى هذا الكم الهائل من المقررات والنشرات والخطط والبرامج , إننا بحاجة إلى التنفيذ والتنفيذ الملزم من قمة الهرم أولاً ثم بعد ذلك ننزل هذه الدعوة لدعم النظافة إلى المواطن الذي بين ناريّن الأولى الضرائب والثانية نار الخدمات .. إن من يدفع الضرائب في البلاد المحترمة يجد كل الخدمات .. لكن المواطن السوداني يدفع الضرائب ثم يسدد مبالغ الخدمات للنظافة وغيرها ...

وكما قلت أن التلفاز نظيف ولامع وأهله الذين نراهم في قمة التلميع الساطع والمظهر الحسن , وكذلك الوزراء والبرلمانيين ولكن كيف أرضى أن أكون نظيفاً في أماكن كل ما حولها قذر ومختل وممتلئ بالفتن , فأين مبادرات هؤلاء ؟!

إن أولى المبادرات أن يطرح الأمر على هؤلاء الوزراء والبرلمانيين وغيرهم من النافذين في الدولة أن يتقدموا بشركاتهم لكي يتناولوا النظافة .. وأن يقسم الأمر بينهم , لأننا نعلم أن من هو خارج الجماعة لن ينال شيئا ولا يحلم بأي ربح .. فهل لا تزال النظافة تابعة لملكية الدولة ؟! يجب أن تخرج في جميع أنحاء البلاد من ملكية الدولة لكي يتم تسليمها إلى شركات نظافة , ويتم تقسيم المناطق بينها  . ثاني المبادرات بأن يكون هناك عمل مستمر لإنشاء الحوافز .. فأين هي الحارة المنطقية المرئية الخالية من تكدس الأشياء القديمة والحجارة وأكوام الخشب وبقايا البناء لتنال جائزة وزارة الصحة بأنها الحارة الأولى .. حتى تلحق بها باقي الحواري ..

كنت ذات مرة أسمع متحدثا في إحدى مواقف البصات والمكان حوله مكدس بالطين والقاذورات وهو يقول : يا شيخ هذا عيب كبير أننا الآن نركض وراء المادة والزيف لنزين بيوتنا , ومن ثم نخرج  إلى طريق ملئ بالطين ونحن نتلمس سيرنا بقرب الحيطان , يا لنا من شعب عجيب .. فكنت أقول في سري نحن لا نكذب ولكنا نتجمل ...

وثالث  المبادرات .. كم عدد المنضوين في الجيش والشرطة وطلاب وطالبات المدارس .. لماذا لا يعمل نفير عام في كل شهر أو مرتين ليتم استخدام هذا العدد الهائل من الناس في عمل نافع لمدة ساعة أو ساعتين .. دعوة نفير لا تترك ورقة أو حجرا   أو خشبا أو غيره إلا وساوت كل شئ ورتبته ...

 إن إعادة التدوير قد أفادت في كثير من البلدان لنرى أنها قد نظّفت بفضل إقبال البعض على جمع الأشياء وفرزها .. وأننا في السودان قد بدأنا السير في فهم إعادة التدوير منذ وقت بعيد .. ولكنك لا تفهم لماذا توقف السير في هذا المجال لنتراجع فيه .. ففي مكتب صحة الخرطوم  ومنذ وقت بعيد قد طرحت بعض الشخصيات فيه أهمية الاستفادة من إعادة التدوير ودورها في تنظيف البيئة وإصحاحها منهم الأستاذ / بكري عثمان  محمد .. والأستاذ / علي محجوب .. والأستاذ / عبد العظيم الطيب وغيرهم ..

ورابع المبادرات .. لك أن تسأل عن الدعم الصيني الذي بنى القصر , وقدم سبعين سيارة فخمة لتنقل الوزراء وكبار المسئولين .. أين نحن من جلب دعم صيني لتوفير عربات النظافة وآلياتها ومعداتها ؟! إن هذا الجيش الضخم من المسئولين يجب ان يكون له الدور الفاعل في دعم النظافة قبل أن نتوجه إلى توعية المواطن لنكسب مساهمته في إصحاح البيئة ...

خامس المبادرات .. هي النظر في اتجاه أصحاب المطاعم والبوفيهات وأماكن تقديم المشروبات والسوبر ماركت وحتى بقالات الحارات أن تتم مراجعة النظافة فيها للحصول على المزيد من الإصحاح , ولكن يجب في كل مراجعة في هذه الأماكن علينا أن نراعي الحالة الإنسانية لأصحابها , لأنهم يقفون ويدعمون أسرهم .. وإن تعاملنا بفظاظة الإغلاق والغرامة فإننا نضرهم ولا ننفعهم رجاء أن تكون المراجعة بالحسنى ليتم تقديم أفضل الخدمات في مجال المأكولات والمشروبات ..
وتترى المبادرات في دعم النظافة . وإنك لتنادي على أصحاب الأحزاب كافة .. وعلى المصلين في المساجد .. وعلى ربات البيوت .. وعلى الكل أن يكون له دور في تنظيف الشوارع والأسواق والمواقف وجميع أماكن التجمعات ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق