الجمعة، 7 نوفمبر 2014



بين ترشح أولاند وترشح البشير
الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند يقول في مقابلة معه : لن أترشح للرئاسة القادمة لولاية جديدة إلا بانخفاض نسبة البطالة , ولكن الرئيس السوداني عمر البشير يقول : سوف أترشح مع إزدياد البطالة , ومع إزدياد التوتر  أو الانفصال في باقي الأقاليم .
وإنك حين تنظر إلى تواريخ الرئاسة عندنا فإنك تستطيع أن تعد رؤساء عدد أصابع اليد الواحدة فقط . ولكنك مع فرنسا أو أمريكا أو غيرهما فسوف تعد رؤساء لهذه البلدان بعدد هو ثلاثة أضعاف من سيطروا علينا وفرضوا إرادتهم وإرادة غوغائياتهم .. ولم يستطيع أحد منهم أن يضع خارطة طريق للوطن تجعل الشعب يؤمن الثوابت  ويجعل من يصل إلى سدة الحكم أن يكون همه تطبيق ثوابت البلد في التنمية والتقدم وخدمة الناس ..لا خدمة قبيلته أو أهله أو جماعته ..ها يستطيع أحد منكم أن بعدد الرؤساء الذين عبروا على فرنسا منذ ديغول إلى أولاند , أو في أمريكا من فورد إلى أوباما ..بالطبع ستجد العديد الكثير ...
وحتى في إيران وثورتها الإسلامية , تمنح إعجابك لهذا الشعب الذي استطاع خلال الثلاثين عاما من ترسيخ مبدأ مبدأ تداول السلطة وتغيير وجه الحاكم ..فمنذ الحسن بني صدر وحتى روحاني , تعرف أن الشعب الإيراني استطاع أن يشق طريقة الرئاسة بسهولة وفهم .. وأنه يسير في إتجاه إعطاء إنموذج تغيير الحاكم ..وإراحة الناس من دوامن استمرارية مطالعة وجه الحاكم , وكأنه إله سرمدي البقاء ..ففي بلدان تطالع وجه الحاكم منذ النضرة ووجه ممتلئ بالشباب والحيوية وحتى وصوله إلى التغضن والذبول .. ولننظر للبشير ترى هذا الوجه المتهدل وترى الشيخوخة الزاحفة إليه , ماهذا والذين ولدوا يوم مجيئه تخرجوا من الجامعات ؟! أليس منكم رجل رشيد يمنع الترشح ..بوركينا فازوا ,أقول فازوا وليس فاسوا , خلال يومين من إعلانه الترشح , أجبروا كمباوري من يضع استقالته ويغادر بعد سبعة وعشرين عاما من التعفن والفقر والتأخر ..
إن ترشح هذا الرجل بعد هذه التراكمات الفظيعة من انفصال وتوترات يخفي أمرها وحقبقتها أن يمتلكها شعبنا عن وضع دار فور وكردفان كافة والنيل الأزرق..
إنني لست معنية بإعلام من يضربون الدف .. والذين يلمعون أحذية الزمن ..ويرفعون الغبار عن صورته . ولست معنية بالمسميات الضخمة من مؤتمرات لا تسمن ولا تغني من جوع , حول الإله الرئيس الذي أوصلنا إلى مصاف الدول العظيمة !.. لست معنية بكل هذا .. ولكن هناك واقع لابد أن يكشف من الفساد والسوء والتدني والانهيار والتحطم في كل شئ .. وعدد كل شئ .. ووضع خطوط عريضة تحت كل شئ وعدد كل شئ بينك وبين نفسك .. فهل مثل هذه الانهيارات والأبخرة الفاسدة من نهب ولصوصية تشفع للبشير أن يترشح ويتقدم المسيرة لسنوات قادمة ؟!
وكذلك لا يعنينا الدعم الذي حصل عليه من بعض دول الخليج , وقد صرح عنه بأن حالة الفتور مع السعودية قد زالت .. وكل ذلك دعما للسيسي .. إن البشير الان كل همه أن يستمر على كرسي الحكم وكذلك هم جماعته فالمصالح الآتية تجعلهم يأتمرون ويخططون  بأن هذا الإله سيجعل الغذاء والكساء والدواء للجميع بينما الواقع خلاف ذلك ..
إما أن تتحدوا يا أهل بلادنا .. وأما أن تواجهوا الفشل .. والاتحاد هو في منع هذا البشير الذي لن يرتد به السودان بصيرا بل سيكون مصيرنا التخبط والعمى .. وحين انادي بمنعه من الترشح أدعوه للتبصر .. ولا أدعوا لإقصاء أحدحتى حزبه الذي أغرق البلد الويلات .. لا للإقصاء ..لا للتهميش .. لا لوجود رئيس أكثر من خمسة أعوام .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق