الاثنين، 27 أبريل 2015

خطاب البشير بعد فوزه في الانتخابات
لا محالة بعد كل هذا الدراما التراجيدية .. وهذه السيناريوهات .. وهذا الكم الكبير من الكلام في إعداد حار للانتخابات .. وما نحن فيه من إعدادات ضخمة لفيلم كبير اسمه: الانتخابات .. وبعد كل هذا الهدر للمال لاقناعنا أن هنالك عملية انتخابية شفافة , يشارك فيها جميع أبناء الوطن بحرية تامة وبموضوعية متناهية النظير  .. بعد كل هذا الحشد العجيب .. فسوف يظل الرئيس على كرسيه إلى الأبد .. وإلى أن تودعه الأمة وتبكي عليه, وتذرف الدموع على المنقذ وعلى المخلص .. وعلى الذي كان منتظرا أوجاء وبه تنزلت رحمة الله علينا .. .
    أتوقع وبعد الفوز الساحق لزعيم الأمة وعظيم أهل السودان , والقائد البطل المغوار الشجاع الأمين , الحامي للوطن وغير ذلك من الأوصاف والأسماء التي تفوق التسعة والتسعين اسما .. أتوقع أن يقوم الرئيس الزعيم الأوحد بتقديم خطاب فوزه بالانتخابات .. فما هو هذا الخطاب وكيف تتوقعونه ؟! وما سيقدم فيه؟! .. الجميع سوف يفكر ويحلل ولكن دعوني أقدم لكم خطاب الرئيس الفائز بالانتخابات 100%.. وبالطبع مستشارية الرئيس وفي أضابيرها يوجد مثل هذا الخطاب سلفاً .. وهاكم خطاب الرئيس المنقذ بعد فوزه في الانتخابات ..
وبعد أن ألبسوا الرئيس البذلة العسكرية وما فيها من النيّاشين والنجوم و أنواط الجدارة - وللبذلة العسكرية دلالاتها يوم يقدم الرئيس خطابه .. لأنه يريد أن يقول : أنا انقلابيَّ وسوف أظل انقلابيّاً والبذلة التي جاءت بي إلى الحكم لن أتنكر لها .. ولن أقعل كما فعل السيسي الذي بدل البذة العسكرية بملابس مدنية ولكن حكومته كما هي .. أما أنا و أجيء إليكم بها لأقول لكم لو لا هذا الشكل العسكري لما قهرتكم طوال هذه السنوات ) .
   أيها الشعب الكريم .. وأنت بالفعل شَعبٌ كريم تكرمتم علينا برغم ما فعلناه من سوء وفحش وعنف ودمار .. تكرمتم علينا بكرمٍ عربيٍّ أصيل وغضضتم الطرف عن أفعالنا السيئة وظُلمنا البيِّن فقد استلمنا البلد موحداً شمالاً وجنوباً , ففصلناه ونسعى بجهد أن نفصل الغرب .. حتى جنوب كردفان وبذلك نشكر لكم هذا الكرم الحاتميَّ الجميل .. أيها الشعب الكريم أعلم أنك رغم طيبة قلبك تجاه من لَم ينقذكم إلا أنكم شعب أمامه ..الكثير والكثير من الوقت حتى تلحقوا بركب الأمم المستحقة للديمقراطية الحقة .. والتدوال السلمي للسطلة .. وأن يأتيكم كُل أربع سنوات رئيساً جديداً , فهذا حلم بعيد المنال عليكم .. و أنا كعسكري كنت حامياً لكم من التمزق والتفرق فلولا وجودي لربع قرن من الزمان لضاع شيء أسمه السودان منذ أواخر الثمانينات في القرن الماضي ..
أيها الشعب الكريم بالطبع فإن الفترة المقبلة سوف يعمل فيها المستشارون بهمة ونشاط للمزيد من تجميل صورتي لدى الناس وسوف يسعونلوضع صورتي على العملة ..ولا أخفيكم سرا إن قلت لكم أن الفترة القادمة سيكون التمهيد فيها ليكون الأمر لآل البشير .. هذا الرجل المكافح الذي أنجب أنجب الأبناء وأنا أولهم .. وسوف يعمل المستشارون على تغيير اسم السودان لأن هذا الاسم يدل صفة سواد اللون ..فالبيض ستكون دولتهم البيضان ! أما السود فليلتحقوا بجنوب السودان ..وأنا والسيدة الأولى نحب اللون الأبيض .. وبذلك سيصبح اسم السودان : المملكة العربية البشيرية , فكل رجل سيكون بشيري وكل امرأة ستكون بشيرية .. فهنيئا لكم أيها الشعب الكريم بفوزي وبتواصلي في الحكم إلى الأبد .. زأسأل الله أن يهبني عمر نوح عليه السلام ( ألف سنة إلا خمسين عاما ) !!
أيها الشعب الكريم .. بعد فوزي لن يكون هناك تغيير يذكر .. فالوزراء هم خاصتي , وهم الذين ساندوني منذ القرن الماضي .. وأنا الآن ذو القرنين فقد عشت في القرن العشرين والآن في القرن الواحد والعشرين .. وأنتم تعرفون أن ذو القرنين خاطبه ربه وقال : (إما أن تعذب إما أن تتخذ فيهم حسنا)..فأنا يا شعبي الكريم لن أعذب بعد اليوم وسوف أتخذ فيكم حسنا .. كفاكم عذابا وما أذقناكم من ويلات ونكد .. فسوف أكون بكم رحيما لأنك أبها الشعب الكريم تواصل صبرك على وعلى جماعتي برغم ما تكشف لكم ن أفعالنا قبيحة  .. وما ازكم أنوفكم من التحلل والفضيحة .. فحكومتي القادمة هي نفس الوجوه المعهودة ..
   ولا يفوتني يا شعبي الكريم أن أزجي أزاهير الشكر لشيخنا الترابي والذي لولا فضل ربي و ثم دعم منه ومن حزبه الشعبي لكنت في خبر كان إلا أنه في اللحظات الأخيرة قام شيخنا ومرشدنا وحزبه بدعمه الامطلق لشخصي حتى أواصل رحلة الجلوس على كرسي الرئاسة ..
 وأنني إذ أشكر شيخنا ومرشدنا أنوه أنني وحزبي الوطني والترابي وحزبه الشعبي قد أصبحنا أكبر حزبين في هذا البلد وأننا نمثل الفيل والحمار .. فأمريكا العظمى تتمتع بحزبي الفيل والحمار إلا أنهم يتمتعون بالشفافية الكاملة والموضوعية العاملة .. أما أنا والكاشف أخوي أقد أخوي الترابي فمثل فيل وحمار السودان .. فحزبي ومجموعتي هم الفيل .. بل هم الفيلة التي تطأ كل شئ .. أما الترابي وحزبه فعليه أن يلزم ( الحمار ) فهو شعار جيد لمن ينسى ما فعلناه ضده من إزاحة وإزالة بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من كرسي الئاسة .. ولكننا الآن وبعد دعمه الكبير للوطني , فسوف يكون له مستقبل مشرف !
   أبشروا يا أهل السودان بالحزب الوطني والحزب الشعبي , الفيل والحما على أرض السودان .. وكفاكم نقد الأحزاب الهزيلة والتي لا تسمن ولا تغني من جوع ...
   وقبل أن أنهي خطابي هذا أيها الشعب الكريم .. هناك شكر واجب ومستحق للمحللين أقصد المستقلين الذين تنافسوا معي على كرسي الرئاسة ..الذي يعلمون سلفا أنهم لا يستطيعون الوصول إليه وفي طريقهم سبع مثلي !!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق