الأحد، 3 مايو 2015



السيسي يركض للاعتذار عن إعلامه السيئ
في زيارة طارئة وخاطفة للسعودية وصل الرئيس السيسي للرياض ويأتي عقب هذه الزيارة الكثير من التحليل لماذا ؟ .. ولماذا ؟ .. ما الهدف من الزيارة ؟! ..

ويصل السيسي وتراه كعادته يكاد يركع أو يسجد لمن يقابله من ملك أو أمير وترى ملامح وجهه وكأني به يقول : اعذروني وأعفوا عني , أنا لا أقدر على عداوتكم بعد كل هذه المنح وكل هذه الودائع وكل هذا الدعم الذي خصصتوني به .. ولم يكن لأحد من قبلي في كل تاريخ مصر .. إن المليارات الواصلة منكم يا أهل السعودية لهي كفيلة بإسعاد كل مصري ..

وكما قلت يتكاثر التحليل حول هذه الزيارة الخاطفة .. ولكني لا أرى لها بعداً عسكرياً يخص عاصفة الحزم أو أن الرياض تقترب من تنفيذ العمل البري في اليمن , و أن على السيسي أن يطيع الأوامر بتقديم جنده لهذه المهمة الجديدة , و إلا سيكون موقف الرياض موقفاً قوياً يغرم فيه كل الدعم والمساندة التي تمت . فالرجل ليس له من خير استقلال , فالمصنوع لابد أن يتبع صانعه وعليه أن ينفذ ما يطلب منه فمن يدفع للزمار يختار اللحن .. إذا كان هذا التحليل بقرب تنفيذ الزحف البري نحو اليمن صحيحاً إلى أنني لا أميل إليه ..

ونرى الوصول الخاطف من السيسي إلى الرياض ومعه وزير خارجيته سامح شكري إنما هو ركضٌ لاعتذارٍ كبير وأسف يقدمه للقيادة السعودية بعد ما رشح خلال نهاية الأسبوع الماضي أن السفير السعودي بالقاهرة قد استياءه الكثير وأبلغ احتجاجه القوي للقيادة المصرية بخصوص تطاول الإعلام المصري على المملكة بعد كل ما قدمته لمصر و للسيسي وقيادته من دعم كبير .. فإن الإعلام المصري حينما تشاهده الآن تعلم أن ليس هنالك أي رقابة من الدولة على هذا الانفلات السيئ .. إنه الفوضى و كأنك بصدد إكروبات أو سيرك للحيوانات .. فلا ترى غير قفز القرود وركض النعام و سرحان الزراف ولا تملك إلا أن تضحك تجاه البعض وهو يحاول أن يقنعك بأن الحرية قد سادت و أن الديمقراطية تعيش عصرها الذهبي ولكنك لا ترى سوى الصوت الواحد فلا نقد للقائد الملهم .. ولا اقتراب من أحكام القضاء .. و أننا نعيش مرحلة دقيقة لحياة مصر , يسعى الإخوان لتخريبها وتدميرها ..

وحين تبتعد عن نقد الإخوان في الإعلام المصري , و أنهم السبب الأول و الأكبر في دمار مصر .. تتساءل ماذا صنع الجيش في مصر طوال الستين عاماً الماضية وهو يمتلك الأمور منذ بروز الضباط الأحرار وحتى السيسي ؟

و إذا دلفت إلى موقف السعودية تجاه النظام المصري الجديد فلماذا بحق هذا التطاول ؟ .. إنها الغيبوبة وسوء الخلق الذي تقدمه تجاه من دعمك ووقف إلى جانبك ..

وتتعجب أن يكثر الكلام حول أحكام القضاء بينما الإعلام لا يقترب منها .. بينما الفضاء مفتوح لقلة الأدب تجاه كل من الدين وحتى المملكة صاحبة الفضل على هذا النظام – وهو ليس نظاماً إنما هو الفوضى ولا شيء غير الفوضى - .

والسيسي الذي يركض للاعتذار للملك وللسعودية وأن ينال من الملك التأكيد على القيادة الجديدة الشابة سوف تكون سنداً له وسوف تظل معه بالدعم والودائع ..

فعلى السيسي الاعتذار عن إعلامه الذي تطاول على المملكة عليه أن يعتذر لشعبه على التطاول اليومي على المصريين و على الذين يكتبون له خطابات الأحلام العريضة للمستقبل الوهمي أن يكتبوا له بالاعتذار لكل مصريّ ومصريّة ولكل النمل الذي حطمه وهو يشعر وهو لا يشعر وعلى هؤلاء أمثال الحالم الكبير أحمد المسلماني أن يعلم هذا الرجل معاني الاعتذار لشعبه عن التطاول اليومي والمستمر للإعلام . ولكنه لن يفعل ذلك ..

وعليه أن يواجه شعبه حين يلقي بجند فيأتون معارك اليمن وحين ترجع التوابيت للبيوت المصريّة .. وعليه حينها أن يقول الأخوان السبب في كل البلاوي التي دخلنا فيها ..
http://www.sasapost.com/opinion/sisi-runs-to-apologize-for-the-bad-informed/

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق