الخميس، 3 أبريل 2014

مغامرات الانقاذ غير محسوبة العواقب 

ممارسات حكومة البشير في السودان أدت الى كثير من الكوارث التي تهدد أمن واستقرار البلد . وكثير منها يكون تحركه المصلحة الفردية أو الشخصية . وللأسف لا توجد دراسات وتوثيق لها ،إلا في حالات نادرة وبصورة خجولة.
ما يتداول الان في المجتمع - أعتقد أن فيه كثير من الصحة فلا يوجد دخان بلا نار . الان في السودان انتشار مرعب لمرض السرطان بشتى أنواعه ..تتركز الاصابات في الاقليم الشمالي واقليم الجزيرة  ففي الشمال تم دفن النفايات الكيميائية والمشعة في صحراء العتمور وغيرها .اما في الجزيرة فالحديث عن مبيدات حشرية وأسمدة غير مطابقة للمقاييس الصحية العالمية . ولا ننسى ترحيل النميري للفلاشا ودفن النفايات المشعة،   فصورة المستتر والمخفي في الماضي تعطيك صورة ما يجري الآن.

وأعود لما يتداول هذه الأيام من أخبار وما أودعته إحدى الدول الخليجية ما مقداره مليار دولار لتكون الخرطوم الحديقة الخلفية للأخوان , وكأنك تقرأ في كتاب التخبط والعشوائية في هذه البلاد وما سبق ورتبته لدخول كارلوس للسودان والعيش فيه وهو المطلوب عالميا في كثير من القضايا . وما جرى من إيواء أسامة بن لادن وما لقيناه من ضرب أمريكا وتهديم مصنع الشفاء ..والعقوبات الاقتصادية ..ومحاولة إغتيال الرئيس المصري المخلوع في أديس أبابا , أدت الى تفاقم مشكلة حلايب وشلاتين ...
ثم إنك ترى التقارب مع إيران وتكديس السلاح في مستودعات لا تبعد عن الأحياء السكنية سوى بضعة أمتار .. وما جرى  من ضرب مصنع اليرموك وما سببه من خوف وهلع للمواطنين بالاضافة للأضرار المادية , تهدمت بعض المنازل وأقلها ضررا تكسر زجاج أبوابه ونوافذه ..ولم تهتم الحكومة بتعويض المواطنين  أو حتى تقديم المساعدة الطبية والنفسية لهم ,مما جعل الكثيرين منهم يهجرون مساكنهم خوفا من تكرار الحدث . وتخبط الحكومة في توضيح أسباب الانفجارات الضخمة , ونفيها ثم تفاجأ الجميع ليلة العيد بضرب اسرائيل لنا , ولا يزال شرق السودان مستباحا ومرتعا خصبا لاسرائيل . ويبن ذلك هشاشة الوضع الأمني في البلد وعجز الحكومة عن حماية أرواح وممتلكات المواطنين .
سجل العشوائية السياسية هي ما تجعلك تحس الأسف والأسى لحاكم غير منطقي وغير محايد وغير منحاز لمصلحة البلد . إن كان هذا الحاكم انشغل بالتنمية  والعمل لها وتكريس وقته جميعا لها ,لنال الوطن منه الجميل والرائق وانعكس ذلك على جميع الجوانب , لكن المصلحة الحزبية والفردية ومصلحة تنمية مجموعتك تجعلك في سعي لا يفتر للمزيد من العشوائية , إن لعاب المرء ليسيل دائما كلما رأى الأكل
العشوائية السياسية هي من أسباب هلاك القذافي وإنك لتحكي عنه كأنما تحكي الأساطير , جلب الدمار لليبيا : الحرب مع تشاد , لوكربي , والنادي الليلي في برلين , وثوار أمريكا الجنوبية وغيرها وغيرها ..
من يوقف الحاكم المنفرد بقرارات تميل الى هذا الجانب أو ذاك ,بغامرات غير محسوبة العواقب , فالبلد المنهك بتفاقم الحرب في دار فور وجنوب كردفان والنيل الازرق .وتفاقم الأزمات الاقتصادية بسبب انفصال الجنوب وخروج عائدات النفط من الموازنة ,لا يحتمل  هذه المغامرات . ويبدو أن النظام لم يتعلم من ماضيه البائس , فسياساته الطائشة على مدى سنوات حكمه لم تحقق أي نجاح يذكر , بل ألحقت كثير من الأذى بالبلد بل وحتى النظام نفسه ..ولم يجني منها سوى استعداء العالم والاقليم . وقد يسأل
سائل عن ما يسمى بالبرلمان أو مجلس الشعب , إنه للاستهلاك ولا طائل من ورائه , من يستطيع أن يناقش الحاكم المطلق فيما يذهب اليه مع تلك الجهة او غيرها , ومن يستطيع أن يقول هذا الشئ غير صحيح او يحتاج الى تعديل أو وقفات عنده ؟!
أن تكون قطر داعمة للسودان ,فعلى العين والرأس والتقدير والاحترام . ولكن يكون حاكمنا وحكومتنا بغيبوبة منفذة سياسات دول أخرى فهذا شئ لا يطاق!
أن تكون مع الصين للتنمية والارتقاء هذا شئ عظيم ,ولكن انظر لحال من ذهبوا وراء روسيا كيف دمروا بلدانهم .
السودان الآن إما أن يكون أو لا يكون ..فالأخطار تحدق به من كل جانب ..ويحتاج الى رجل (أو إمرأة )رشيد يوقف هذا الحاكم , ويضع حدا لهذا الهوى الشخصي .
                           أسماء عبد اللطيف

 http://www.raialyoum.com/?p=71292

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق