السبت، 17 مايو 2014

تتعجب الآن لكلمات متداولة في الفضاء الإعلامي من صحف و إذاعة وتلفاز و انترنت ومن يقولون : نحن تكنوقراط , نحن مفكرون , ونحن ليبراليون .
ولكنك الآن وأنت تنظر إلى الوضع الساخن في مصر .. ترى مدى هشاشة هذه المصطلحات , ومدى هشاشة وضحالة هؤلاء المؤسسين لهذه التيارات الليبرالية أوالتكنوقراطية أو العلمانية .
تتعجب أكثر وأنت تنظرإلى الكتل الهائلة من هؤلاء الناس وهم مصابون بجرثومة قاتلة , وهم لا يشعرون بفظاعة ما شبه لهم من لوثة الوقوع تحت حذاء العسكر فالرجل الذي استقال من الجيش ليقدم نفسه رئيساً ترى الكثيرين من هؤلاء لا يذكرون اسمه خالياً من كلمة المشير .. وهم في الحقيقة ينزعون إلى الركون إلى أحضان العسكر و الاختباء خلف البزة العسكرية والانبطاح تحت أقدام رجال الجيش .
وتسمع إليهم وبعد كل هذا السعي وهم يقولون بحرية الرأي والديمقراطية ولا قمعٌ لأحد .. وإن كنا نختلف مع من أزيحوا من المشهد المصري وأودعوا السجون وجرى القمع العنيف ضدهم فإن ذلك لا يستقيم لوطن يسعى أبناءه لإقصاء بعضهم بعضا .. ثم يخرج البعض علينا بمصطلحات لا تسمن ولا تغني عن جوع لا إقصاء .. لا منع .. لا تكميم للأفواه .. وحين تقترب إلى فكر هؤلاء , تفهم بحق أن هؤلاء يعانون ليس من فيروس  سي , ولكن أضف إليه سي أخرى لتصبح معاناتهم هي فيروس سي سي وإذا كان ذلك الفيروس سي يدمر الكبد فإن فيروس سي سي الجديد يدمر الفكر والأحزاب والحياة المدنية .
وأنظر الآن إلى واقع الحياة السياسية المعربة و أسأل أين حزب الوفد ؟ وأين حزب النور . وأين حزب الدستور ؟ وأين ؟ وأين ؟
وأنظر إلى واقع مجتمعهم وما أسموه بالإنقاذ , هل أنقذوا مصر وانتهى دورهم ؟
وهل قدروا أن يوقفوا العناد , أن التحدث عن عام سيء لحزب الحرية والعدالة والذي لم يسع لا لحرية ولا لعدالة هل يتساوى هذا العام مع عاماً من الفساد والتدمير والخراب وأين نضع عام عدلي منصور والببلاوي و السيسي وكل المجموعة التي تدير مصر من خلف الكواليس بسرية متآزرة ضد كل حر وكل مطالب بالديمقراطية الحقة , وكل منادٍ بحقوق الإنسان وكل منتقد لمنع التظاهر وكل صارخ في وجه السلطة وما نجهله في السجون وما يتكدس  به من أعداد كبيرة لدرجة ما كانت في التاريخ .. وكل من يتكلم في حق القضاء المصري وما أصدره من أحكام بالجملة , كل هذا يجعلك تعود إلى مبتدأ هذا المثال لتسأل أين التكنوقراط ؟ وأين الليبراليين ؟ وأين العلماني ؟ وأين أصحاب حرية الرأي والديمقراطية 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق