الأحد، 25 مايو 2014

الفقر في السودان ومصر
الفقر في السودان ومصر , أكثر ما يشعرك بالخجل والخزي والإحساس بالكآبة والدونية . وأضف إلى هذين البلدين العراق . ولماذا لا تحس بالألم والفجيعة وأنت تقرأ وتسمع في وسائل الإعلام أن نسبة الفقر في مصر وصلت 40% وكذلك السودان تقول الحكومة أن الفقراء يمثلون قرابة 50% , ولعل النسب المذكورة في البلدين غير صحيحة . وأنها ربما وصلت إلى 75% ..والواقع المؤلم هو أن السودان ومصر يملكان الأراضي الصالحة للزراعة ويجري بينهما أطول أنهار العالم , ويملكان الثروة البشرية , ويملكان الثروة المعدنية .
إن الحديث عن ماض جميل ومتماسك للبلدين في الخمسينات والستينات والسبعينات , ومِن المحللين مَن يعزون الأوضاع الجيدة وقتها لإدارات مسؤولة في تلك الحقبة ولكن كثيرون لا يرون شيئا من ذلك , فإن كل النخب في بلداننا ومنذ الخمسينات يستهلكون الكلام , ويصدرون البلاغة , ويصنعون الأقوال .. إن تلك الحقبة الزاهرة للسودان ومصر في الخمسينات والستينات إنما هي نتاج العمل الدؤوب الذي قام به الرجل الأوروبي . وما بذله من جهد كبير أقام البنية الأساسية في إنشاء خزانات المياه وشق طرق السكة الحديد وإقامة مصانع وورش وبنية مساندة –وإن كانت لصالح برامجه الاستعمارية –
يا سبحان الله , الرجل الأوروبي الذي يشار إليه بالكافر ويوصف بأولاد ....... إلى غير ذلك من كيمياء الخيال الشعبي ..الكافر أقام في السودان مصر كثير من المباني الأساسية مثل القصر الجمهوري وقصر عابدين وكثير من مباني الوزارات التي سخر لها أبناء البلد ..القطن طويل التيلة في السودان ومصر من كان المحرك لظهوره ..مشروع الجزيرة في السودان ..كيف نجح الكافر المغتصب في تسخير أهل البلد للعمل وإنجاح مشاريعه بينما عجز سياسيونا ؟!
وكما قلت نحن صناع البلاغة ومصدري الأقوال وأهل التنظير والكلام
. أخرج من القاهرة إلى أسوان فلن ترى أي مشروع زراعي ضخم متكامل يعمل على حل مشكلة الفقر والبطالة والهجرة من الريف إلى المدن
وفي السودان كذلك على طول البلاد وعرضها لا تجد مشروع كذلك ..بل البلد التي من المفترض أن تكون سلة غذاء العالم استوردت الخضر والفاكهة من غور الأردن أكثر مناطق العالم شحا بالمياه .
وكما يقول المصريون الملافظ سعد , فإنك إن تأملت الألفاظ السياسية ومنذ أن خرج الاستعمار , والذي عمل على استعمار الأرض واستغلالها , لتجد الألفاظ مثل الأمن القومي والإستراتيجية الأمنية وغيرها من الألفاظ المولدة للنحس والفقر . فالديون في السودان ومصر تصل إلى قرابة 50مليار دولار  لكل منهما , وتكاد تجزم أنها جميعا ذهبت إلى أصحاب الشارات العسكرية المكدسة على الأكتاف دون خوض غمار أي حرب ضد الأعداء , ولكنه نالها بالحرب ضد الشعب وقمعهم وسحلهم .
منذ عبد الناصر وحتى آخر انقلابي على السلطة لا تجد سوى الكلمات نفسها ومنها في هذه المرحلة الدقيقة من مراحل حياتنا السياسية , وإننا في منعطف خطير , وفي هذه المرحلة الحساسة من التنظيم والقيادة .
إنها أعاصير الاستخفاف , انظر إلى الحاكم الجديد في مصر أين برامجه للمستقبل وهو يحدث بطريقة حساباته عن عربات ولمبات وأمنيات .. أين هو من بناء المشاريع الكبيرة لتنمية جنوب مصر وتنمية سيناء للقضاء على الفقر والبطالة , وكذلك الحال في السودان والذي كان ينظر إليه بأنه سلة غذاء العالم , تجده اليوم يستورد الخضر والفاكهة من الأردن وقد تدمر مشروع الجزيرة وقضي تماما على وسائل النقل المتمثلة في السكك الحديدية , ولا نريد بعد هذا أن ينمو الفقر .
سبحان الله , القران العظيم أورد فرعون وجنده , وهامان أشارة إلى الوزراء , وقارون إشارة إلى ثروة المتكبرين . واليوم نجد هذا المعنى متمثل في الحاكم , ففي السودان ومصر رأس السلطة هو رأس الفساد , ثم الوزراء إلا من رحم ربك , ثم رأس المال المتكبر الذي لا يعمل على إنشاء مشاريع مفيدة , إنما استثماراته فقط في الربح السريع والعائد له فقط , وبعد هذا لا نريد للفقر أن ينتشر ..

ومن المعيب أن تشرق الشمس على السودان ومصر طوال العام ولا نجد أي استغلال  للطاقة الشمسية , وتجد المعاناة العنيفة في انقطاع الكهرباء , ومن قلة الكهرباء توقفت المصانع والمعامل , وبعد هذا لا نريد للفقر أن ينتشر ويزداد , وسينطبق الحال على العراق الذي ينتج النفط وعنده دجلة والفرات والآن يعاني الفقر وانقطاع الماء والكهرباء 
http://www.sasapost.com/opinion/poverty-in-sudan-and-egypt/.  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق