الاثنين، 5 مايو 2014

 الاحزاب التي نريد
هل الأحزاب هي الجهة الفاعلة لتطوير المجتمع ؟ ولتنمية الحياة والسعي بها نحو الأفضل " وهل هي النادي الذي يجتمع الناس حوله ليمارسوا السياسة والرياضة وشتى ضروب النماء ؟ هل هي المكتب الصحي الذي يسعى لنظافة البيئة وتجميل صور مدننا ؟ وهل هي العاملة على أن يتمتع الفرد بصحة وسلامة ؟ ما معنى الأحزاب في وطني ؟!
بعيدا عن الأطر القانونية ..التعريفات الأيدلوجية  .. والتفاسير السياسية المعقدة .. وبلغة بسيطة يعلمها رجل الشارع البسيط ويتفاعل معها ..ندلف إلى معاني أسماء الأحزاب وهل لها من أسمائها حظ ونصيب .. الحزب الاتحادي نشأ اسمه في وقت كان الهم أن يكون هناك إتحاد سوداني مصري ..ومضت الأيام ومررنا بتجارب عديدة لإقامة الاتحاد مع مصر ..فلا الاتحاد قام ولا التكامل نجح .. بل بعد التنازلات المؤلمة التي قدمها السودان من أجل بناء السد العالي ..استجدت نزاعات حدودية بينهما ..لا يدري الشعبين إلى أين تقودهما ؟!
وحزب الأمة ..هل قامت به الأمة السودانية ؟! وهل حافظ على الأمة من حلفا إلى نمولي ؟ أم أن الأمة عنده هي أمة الأنصار- فكرتها تستبعد أي طائفة أو أثنية أخرى  .. وإن كان هو حزب الأمة فأين مقاره في كل مدينة وفي كل قرية وفي كل بادية .. هل أقام الحزب أي تنمية للمناطق النائية ..أم أنه سعى فقط لتبجيل وتقديس شخص بعينه تركض الناس خلف سيارته طمعا في تقبيل الأرض التي مر بها .. أو حتى الحصول على بقية ماء تركها خلفه ؟!
وأخرج إلى فضاء حزب آخر , كونه تآمر على الديمقراطية وانقلب عليها .. ولكنه نال جزاءه بانقلاب تلامذته عليه ..نقصد به حزب المؤتمر الشعبي .. فلا كلمة المؤتمر مريحة تدعو للطمأنينة ..فماذا صنع القذافي بمؤتمراته ودورها ومقارها كان وبالا على ليبيا ..ولا كلمة الشعبي تجعلك في ميل نحوه ..فزعيم الشعبي خطابه مترفع متعال ..هل رأيتم الترابي وسط الغبش الكادحين في الأسواق أو حتى شباب الحزب رأيناهم وسط من ماتوا وهم يحلمون بالذهب !
وانطلق إلى عشرات الأسماء من الأحزاب .. وأسأل أين هي؟  وأين دورها الفاعل في المجتمع ..ثم نسأل عن دور المرأة في كل حزب ..
إننا شعب من الأحزاب .. وشعب من الصحف .. وشعب من كتاب الأعمدة ..وشعب من الشعراء ..وشعب من كتاب القصة القصيرة .. وشعب من السياسيين .. لكن حين تخرج إلى الشارع تجد الغبار والأتربة والسلوك غير الحضاري ..وتجد القمامة وتكدس القاذورات .. والآن كم تزحف الصحراء ويغزونا التصحر ..وتدفن أطرافنا بالرمل ..تجدنا كل يوم ندفن تحت ركام من الأوساخ والعفر وحين تستمع إلى المذياع أو تشاهد التلفاز تجد الكلام المنمق والأحلام المعلبة.. وتسمع إلى رؤساء الأحزاب : البرنامج طويل وجميل ومنمق ولكن على أرض الواقع لا تجد حزباً أو مستقبلاً لحزب..
وهل نصمت عن حزب المؤتمر الوطني ؟ لا لن نصمت ! هل استطاع كما المؤتمر الهندي أن ينجح في إقامة ديمقراطية تتداول فيها السلطة و أن يجعل العلم والتنمية ديدن هذا البلد .. إنه حزب جماعة ترى تماسكها في خطابها المتكرر وشخصياته المعتمدة على سلقوكم بألسنةٍ حداد .. وعضو عليكم الأنامل من الغيظ و أنه لحزب يعمل على فكرة تمكين أفراده و دعمهم وأن يقودهم ليكونوا أصحاب مصالح .. وهو حزب بخلفية دينية باهتة لم يستطع أن يحكم شرع الله .. ولم يستطع أن يجعل الحياة ذات رفاه , أو أن يجعل من الناس هداه مهتدين .. يتنافسون في حفظ كتاب الله و يتنافسون في حفظ أحاديث الرسول صلّ الله عليه وسلم .. أو أن يجعل من المجتمع مجتمع خير متآزر متحاب .. بل هو منذ ربع قرن يقود الحرب تلو الحرب وفي الوقت الذي يفسد ويسرق وينهب ويخرب المشاريع .. ينصب من نفسه المجاهد الكبير في سبيل الله .
بعد كل هذا السرد قد يسأل سائل : كل الأحزاب باهتة وغبية ولم تنجح في امتحان الشهادة الوطنية لتقيم دولة حديثة متماسكة متوحدة ؟!
نقول أن الأحزاب التي نريد حزب العمل الحق .. بمعنى تعلية شأن العمل والكدح والسعي للتنمية ..
وحزب الخضر .. الداعي للفلاحة والزراعة وأن تكون بلادنا بحق سلة غذاء العالم .. وأن تجعل في كل بيت مزرعة وحديقة وتزرع الأحزمة الخضراء حول المدن لتكافح التصحر ..وأن تحافظ على نظافة وسلامة البيئة ..وبحث النفايات المشعة وغيرها المدفونة في صحارينا ومعالجة أمرها ,فقد قاسى الناس عذابات أمراض ما كنا نسمع بها من قبل ..و نحن أولى من الأوروبيين بحزب الخضر لأننا مدعوون بأن نزع فسيلة ولو قامت القيامة ..
وحزب المرأة العظيمة .. الحزب الذي يعمل على ظهور المرأة في المجتمع بفاعلية أكثر ويعمل على أن تكون المرأة رئيسة الوزراء أو رئيسة البلد عامة وأن تمثل في الوزارات بنسبة خمسين في المائة وفي البرلمان بالنسبة ذاتها .. و تكون المرأة هي الأم الموجهة للمجتمع والحياة بصدق وإخلاص .. لعلها تنسخ زمن الذين دمروا حياتنا ...
http://www.alrakoba.net/articles-action-show-id-49484.htm
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق