الثلاثاء، 10 يونيو 2014


غيبوبة الاخوان وسطوة العسكري

 أسماء عبداللطيف

أصحاب التنظيم العريق .. أومن يحسب أن لهم عراقة تاريخية .. هل قرؤوا تسلسل التاريخ؟ هل فهموا مزاج بلدهم؟ والذي نقرأه في القرآن الحكيم نقرأ سورة البقرة فنلقى مصر وجزء من تاريخ النبي موسى عليه السلام، ونقرأ سورة يوسف، فنلقى مصر المحكوم عليها بالحكمة الإلهية أن تحيا في أمان ( ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين ) ونقرأ سورة طه، فندخل مصر، وكذلك سورة الشعراء وحتى سورة الطور، إنك لتقرأ في القرآن حياة مصر أكثر مما تجد الكلام عن مكة المكرمة والمدينة المنورة .
نعود مره اخرى، هل قرا الإخوان التاريخ؟ هل تمعنوا الأحداث؟ هم لم يفعلوا ذلك، ففي مصر كل ما أزيل صاحب سطووجبروت يسعى الناس إلى صنعه لينصبوه .. فالمجلس العسكري وقد تسلسل الحكم في منظومته كان يرى أنه أحق بالحكم ممن فازوا بالإنتخابات، وكان عليه مخابراتياً أن يضع خطته على نار هادئة فارتوى بها مرسي والذي كنا نظن أن له تنظيما وأن لدي جماعته إرث تاريخي ولكن كل ذلك كان بعيدا عنهم، وكأن معركة أحد أمامنا فركضوا سريعا للغنائم ولم يعملوا على حماية من نصبوه، وسرعان ما أخترق المجلس العسكري هذه الهشاشة وانقض على من ساندهم بمستشارين عملوا على الفتق وعلى سحب البساط من تحت أرجل الذين يقفون مشدوهين ومندهشين لهول المفاجأة التي أوصلتهم بعد ثمانين عاما .. وساعدهم المجلس العسكري بالكثير من القرارات لإزاحتهم وهم لا يشعرون. ومصر بلد السيناريوهات منذ احداث يوسف عليه السلام في مصر ..
فكان على الإخوان أن يفهموا جيدا أن مبارك الذي ازيح بثورة عارمة كاسحة قد كانت معه طغمة مخابراتية قوية لن تدع الأمر يفلت من يدها بهذه السهولة حتى ولوجاءت عن طريق الانتخابات وان الأمر محتاج إلى جهد مخابراتي وتحركات كبرى .. فاجتمع القوم عسكر ولبراليون وصحفيون وراس مال وحزب وطني لتدارك الأمر حتى لا يرسخ الأمر كما رسخ لإخوان تركيا .. فكان الإفشال للرجل تلوالإفشال، وهووجماعته يهرولون إلى الغنائم .. إن الأمر المخابراتي معهم كان كبيرا قويا ومحكما . وتكون كره شعبي للرجل تم دعمه بتمرد، ولم تكن حركة تمرد وحدها المتمردة بل كل المستشارين والمقربين في السلطة .. من تبقى مع الرجل يوم عزله؟ إن المجلس العسكري بخبرته المخابراتية طوال ستين عاما كان يدرك ان المؤسسة العسكرية إن تم سحب البساط من تحت أقدامها فلن يكون لها موطأ قدم، وهي تسعى لنيل المكاسب الأمريكية وغيرها من الإمكانات الهائلة في البلد لضباط الجيش والشرطة وهم في حماية لا يحاسبهم أحد .
وحتى لا ينكشف الأمر فقد تم تغليف العمل بالسلفان الديمقراطي المزين وتم صناعة الرجل الذي وافق على أن يكون في مقدمة هذا الابداع الإبليسي فكان السيسي هوالصناعة المخابراتية المتضامنة مجتمعيا مع جيش عميق في الدولة، وإن السيسي في كل خطواته يدلل على أنه مصنوع .. وإذا حاول مستقبلا أن يخرج من قوقعة من صنعوه فسوف يلقي غيا وله الويل والثبور. إن السيسي في دوره في هذا العمل الكبير الخطير يذكر بدور عادل إمام في فيلم المتسول حينما فكر بعد أن صار لامعا ساطعا ثريا وحاول الفكاك من عصابة المتسولين التي صنعته قال له سيد زيان: نحن صنعناك وانتبه لنفسك فالذي أنت فيه كله ديكور نحن من قمنا بعمله .
إن العمل الذي أوصل السيسي إلى عابدين لهوعمل تضامن فيه لفيف من السياسيين والعسكرين ولصحافيين والقضاة والإعلام.. وأنظر كيف جرى التضامن بينهم “جماعة الإنقاذ، تمرد، عمروموسى، وغيرهم” وحتى دور حمدين صباحي كله مرسوم ومخطط له سلفا . وقد نجحوا فيه ولكن الامر الذي لا يفطن له إن العقاب الجماعي لجماعة الإخوان وغيرهم من الثوار الذين هتفوا ضد مبارك وفساده لهوعمل لن يؤدي إلا إلى زعزعته، ثم إنه بعد قليل من الوقت ستعاقب كل المجموعات الاخرى وبعد قليل سيظهر من يصرخ مما فعلوه سرا ضد مرسي والذي لن نعفيه من مسؤولية الغيبوبة والتيه أثناء حكمه .. وقد بدأ الأمر في تصفية الحسابات مع حزب النور فالطغمة الجديدة راسخة الجذور في كره من هوصاحب رائحة إسلامية وخلفها أهل الصياغة في الصحافة .
وسوف تظهر التصفيات لهذا الفريق حينما يتم تشكيل أول حكومة برأس مدني وجسد عسكري.. لن ينال الشباب من الكعكة نصيب سيكون رئيس الوزراء عجوزا وسوف يستمر محمد ابراهيم في الوزارة تكريما لجهوده.. ويتم تعيين عدلي منصور مستشارا للرئيس وسوف يحظى كل من شتم الشعب المصري لمقاطعته للانتخابات لمنصب رفيع في الدولة وسوف تحكم مصر من خلال الرئيس رقم صفر والذي لا يظهر للجمهور ابدا خوفا على حياته.. أما حياة الشعب فلا خوف عليها...

http://www.raialyoum.com/?p=101940

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق