الثلاثاء، 24 يونيو 2014

    هل صليت اليوم على النبي ؟                  

                                               
الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم يا سيسي .
الذين تابعوا خطاب السيسي يوم تنصيبه يذكرون أن الرجل لم يصلي على النبي صل الله عليه وسلم بل دخل لنداء الجمع أمامه هذا في الصباح وكذلك في حفل التنصيب مساء بدأ الرجل خطابه مباشرة ولم يصلي على النبي صل الله عليه وسلم وقد كنت سجلت ذلك عليه كأول ملاحظة فإنني لم يهمني كلامه لأن كلامات الرؤساء لدينا متكررة وتحمل الوعود نفسها وكلمات الغزل الممجوجة لمن يعتبرهم الأحباب ..
ولما لم يحمل خطابه أي إشارة للصلاة على النبي صل الله عليه وسلم غسل الكثيرين أيديهم منه وهي أصلا مغسولة , فالعراب الجديد لثورة الثلاثين من يونيو أناشيد غزله يكتبها لأقباط مصر وعلمانييها وليبرالييها وقضاتها ورجال أعمالها وإعلامها .. وتناسبت عدم الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم والذي مضى له عن نهضة مصر الفرعونية , مصر الإفريقية , مصر البحر الأبيض المتوسط , ومصر الشرق أوسطية , ولم يشر بقريب أو بعيد إلى دور مصر الإسلامية فبصمته عن مصر الإسلامية لم يوفق إلى إظهار صورة نظامه أو صورة مجموعته القائدة للثلاثين من يونيو سوى أنه فضح نفسه ومجموعته بهذه الخلفية النازعة إلى الحقد و الإزالة و مسح كل من هو معارض لنظامه فهنالك إشارة هامة يجب أن نتنبه لها وهي أن خلافنا مع أصحاب الأحزاب المسماة الإسلامية في توجهاتهم يجب أن يجعلنا في اختلاف معهم كأفراد يصيبون ويخطئون ولا يأخذنا ذلك إلى التعرض للإسلام كنبع صافي ننهل منه ونحيا به .. لكن أن تأخذنا اختلافاتنا إلى وضع الإقصاء لكل ما هو إسلامي فهذا خطأ فادح .. فالأحزاب في أوروبا البعض منها حتى اسمه يأخذ اسم الدين الذين يعتنقونه ولم يدفع ذلك مخالفيهم إلى وصفهم للخيانة والسوء و إقصاءهم إلى الحد الأقصى .. حتى اليهود يسعون بقوة إلى أن يعترف الغير بهم كدولة يهودية ثم يأتي السيسي وفي غيبوبة وصوله إلى سدة الحكم أن ينسى الصلاة على النبي , مره في التنصيب نهارا و مره أخرى في الحفل مساءا ..
يا سبحان الله يا سيسي ما نحن دون محمد صل الله عليه وسلم .. وما أنت ومجوعتك دون محمد صل الله عليه وسلم .. وما التاريخ كله دون محمد صل الله عليه وسلم إن محمد صل الله عليه وسلم هو النبي الخاتم .. والذي أخذت به الأرض مسارا جديدا في التاريخ , إن أوروبا بجميع صور حضاراتها وكذا أمريكا وكل العلمانيين في العالم ما هم دون محمد صل الله عليه وسلم ؟ إن كل ما نحس فيه من تجديد حياة راقية وسمو ورفعة في القيم , لولاه صل الله عليه وسلم ما كانت هنالك قيم ولا معالي ولا حياة .. ولكننا كبشر لم نقدر الله حق قدره ولا نبينا محمد صل الله عليه وسلم حق قدره ..
والطامة الكبرى أن السيسي لم يكتفي بعدم الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم فخرج علينا مساعد وزير داخليته ليعلن للملأ إنه بصدد إنهاء جميع الصور و الملصقات الداعية للقول : هل صليت على النبي ؟ نعم صلينا على النبي و سنظل نصلي عليه ما بقي فينا نفس أو روح فالصلاة على النبي هي حياتنا ونحن مدينون للنبي صل الله عليه وسلم بكل ما نحن فيه من حياة وحركة وروح فقرار مساعد وزير الداخلية للإعلام هو قرار خاطئ وسيء .. فما الذي يضير أن نضع ملصقا يسأل : هل صليت اليوم على النبي ؟ ما الضرر في ذلك ؟
أن يعيش السيسي ومجموعته في غيبوبة دون صلاة على النبي صل الله عليه وسلم فهذا شأنهم و أن يصبوا حقدهم وغلهم على مجموعة سياسية ويعملوا على إقصاءها بصورة عنيفة فهذا شأنهم و التاريخ بالطبع لم يتوقف عندهم ولا عندكم فالحركة دؤوبة والحياة مستمرة ولكن أن تعلنوها حرب وعداوة على الإسلام فهذا ما لا نقبله و نحذركم من السير في هذا الطريق فالكعبة لها ربها الذي يدافع عنها في مواجهة أصحاب الفيل , و نخشى أن تكونوا أنتم ليس سوا أصحاب الفيل الجدد الذين سيعملون بتدرج على إقصاء كل ما هو إسلامي و إن تظاهرتم بصورة الأبرياء المدافعين عن الإسلام في صورته السمحة العفيفة .. فالإسلام في قمة صورته السمحة هو الصلاة على النبي صل الله عليه وسلم وهو الإشارة بكبرياء لدور مصر الإسلامية ولو كره الكارهون ولو كره الكافرون .. ولن نرضى لمصر أن تغيب عن هذا الجمال وهذا السمو .. مصر الإسلامية , مصر المآذن , مصر القراء العظماء لترتيل القرآن الحكيم مصر المذكورة في القرآن أكثر من أي موضع أخر في الأرض تقرأ سورة البقرة فتسير في مصر وتتنسم تاريخها و تقرأ سورة يوسف فأنت في أروع جمال في مصر وتقرأ سورة الطور ولا يفوتك أن الله رب العالمين رب العرش العظيم رب العرش الكريم يتجلى لموسى عليه السلام في مصر في طور سيناء ..
و كم نتمنى أن نسمع لك خطاب آخر و أنت تصلي وتسلم على النبي وإن كنت تغازل أقباط مصر فسلم على عيسى عليه السلام إنك إن تصلي وتسلم على أنبياء الله أجميع فأنت في رحمة الله وفضله وبركاته وسلامه . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق