الجمعة، 27 يونيو 2014

ازدواجية الغرب والكيل بمكيالين
اليوم الثالث والعشرون من شهر يونيو صدر الحكم بالسجن على صحفي الجزيرة الإنجليزية وكانت الأحكام تتراوح بين عشرة أعوام و سبعة أعوام و بحمد الله نجا الشامي منها نسبة لتدهور حالته الصحية , وقالت السلطات المصرية أن إطلاق سراحه جاء لنواحي إنسانية , وإن كنا نعرف سلفا أن لا قلب لهؤلاء المجموعة الحاكمة في مصر .
وبعودة للأحكام الصادرة اليوم بحق صحفي الجزيرة فإن الأحكام هي بالعمق سياسية لتوصيل الرسائل الواضحة لقطر إن الأصوات الصادرة عنكم أو حتى عن تركيا أو أي بلد في العالم لن يكون الجزاء لمعارضي الحكم في مصر سوى الحبس و إسقاط الصوت .. و تتعجب للمدد الطويلة لمن يتهم لأنه سعى للفتنة في البلد , ينال عشرة أو سبعة أعوام بينما مبارك و رموز نظامه يتم الربت على كتوفهم ويكون الحكم الصادر ضدهم ثلاثة أعوام وربما يتم احتساب المدة التي قضوها في الحبس ذي الخمس نجوم ليخرجوا للملأ بعد أشهر قليلة .. إننا هنا ندين الحكم الصادر ضد كل صحفي أو كاتب وكل ناشط وكل صوت مضاد للحكم الحالي في مصر ..
بخصوص الأحكام المقيتة ضد صحفي الجزيرة وقد جاءت بعدما يقارب العام على حبس سيء ومهين . إنني أود أن أتطرق إلى ازدواجية المعايير لدي الغرب .. فاليوم جاءت ردود الفعل عنيفة وقوية وواضحة تجاه الحكم الصادر تجاه بريطاني و أسترالي فحقوق الإنسان انفعلت بعنف تجاه الحكم وكذا منظمة العفو الدولية و كذا منظمة مراسلون بلا حدود و الأمم المتحدة .. والسفير البريطاني والسفير الأسترالي ووزير خارجية أستراليا و الناطقة باسم وزارة الخارجية البريطانية والخارجية الأمريكية ... كل هؤلاء صرخوا ونددوا وشجبوا و أدانوا الأحكام الصادرة تجاه مواطنيهم .. إننا لنسأل هنا بعنف أين كل هؤلاء من الحكام الجدد في مصر منذ الثالث من يوليو الماضي .. الآن فقط يعرفون أن مجموعة السيسي غير عادلة وتعمل ضد الحرية .. أين هم يوم أن تم فض اعتصام رابعة العدوية وميدان النهضة بعنف و مات المئات من الناس بدم بارد وتم سحل الجثث وحرقها أين هم من موت أكثر من صحفي وصحفية كل أولئك الذين سقطوا برصاص محمد إبراهيم وزير الداخلية .. ألم يكونوا بشرا ؟؟ حينما يكون الموت والسحل بحق العربي لا أحد ينطق أو يتكلم أو يشجب أو يدين .. و لو تعرض أحد مواطني هذه البلاد الغربية لحكم خرجوا علينا بالشجب والإدانة والتنديد .. لنجد أستراليا تشعر بالصدمة وهولندا تعترض و بريطانيا تدين و أمريكا تعتبر الأحكام جائرة فاليوم فقط يعرفون أن مصر ليست بلد حرة بل هي بلد القمع والسحل و تكميم الأفواه , وبلد المصادرة لكل ناشط .. إننا في الوقت الذي نستعجب فيه استياء العالم الغربي , إلا أننا ننظر إليهم نظره متفهمة , لأنهم يحترمون مواطنيهم ويدافعون عنهم .. أنظر إلى إسرائيل كيف فعلت مع شاليط و كيف فاوضت فيه حتى أطلقت سراح المئات مقابل أن يعود هذا الجندي الصغير واليوم أنظر إسرائيل كيف تبحث بعنف عن فتيانها الثلاثة .. وكيف يتوجهون بعنف ضد الفلسطينيين , اعتقلت العشرات منهم مقابل هؤلاء الفتية حتى يعودوا إلى حضنها .. أما نحن فلا قيمة لأي إنسان فإسرائيل فاوضت حزب الله على رفات الموتى و أطلقت سراح لبنانيين اعتقلوا مقابل رفات موتى يهود أما نحن فالإنسان حي كان أو ميت لا قيمة له ولا أحد يسأل عنه .
أنظر لحال مصر اليوم تعود للفرعونية المقيتة ( يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم ) . والسيسي مع وفود الأوروبيين يعد بأن المصالحة في بلده ستكون مع من لم تتلوث أيديهم بالدماء و نسي الغافل المصنوع بالطريقة الفرعونية أنه والغ في دماء المصريين ليس بيديه وحسب و إنما الدماء وصلت إلى ركبتيه وهو سائر على أجساد الموتى .
إن المالكي قضى فترته الأولى , ثم الثانية و الآن لولاية ثالثة .. وهو في كل تلك السنوات يعمل على القمع والسحل والإقصاء لمجموعة كبيرة في بلاده و أنظر إلى النتيجة , إنها داعش تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام و أن هذه المجموعة المقاتلة القوية لن تتوقف عند حد العراق و ليعلم السيسي وكل طاغية إن نهجه – إن كان له نهج – سوف يعمل على إتحاد جميع المختلفين حتى يسقطوا القهر والظلم و الأحكام الجائرة وكل الأفعال المقيتة الظاهر للناس شرها وضرها .
http://www.raialyoum.com/?p=110906

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق