الجمعة، 13 يونيو 2014

قراءة في اعتذار السيسي و أسفه
الذين شاهدوا صورة السيسي وهو داخل المستشفى واقف أمام المغتصبة وهو يعتذر لها بأسف ويبدي ألمه , ويتوعد الذين فعلوا الخزي والعار , الذين رأوا في السيسي الإنسان , الإنسان المليء بالمشاعر , وهذا الشخص الرقيق , وكأنه شاعر يكتب قصيدة حب أمام المغتصبة.
ولكن قرات المشهد بطريقة أخرى , لأني و غيري الكثير من قراء المشاهد , رأوا الرجل طوال العام المنصرم من حكمه أو مشاركته في حكم قام على اليد القوية والبطش والضرب بيد من حديد بدون رحمه وأن يظهر بعد رابعة والنهضة ولا يرمش له جفن .. ثم يقول إننا تعاملنا مع المعتصمين بكل حرفية و عملنا على أن فض الاعتصام بأقل الأضرار . وإذا تحدثت عن المشاعر فعليك أن تتذكر رجال الشرطة وتتأسف لأهلهم وتعتذر لهم أما الذين سقطوا في رابعة والنهضة وبغض النظر عن أعدادهم لا احد يشعر بهم .
و أهم قراءة في مشهد السيسي وكأنه وهو يبكي ويتأسف ترى فيه صورة الاعتذار للديمقراطية فالسيسي وبدافع شخصي و دافع جمعي من رأس المال و الإعلام و القضاء قد عملوا جميعا على اغتصاب الديمقراطية , وهاهي الديمقراطية ترقد بالمشفى متألمة تعاني من حالة نفسية سيئة و تتألم من جروحها وفقدها لقيمتها و هي تبكي , يأتي السيسي ويبكي أمام الديمقراطية ويبكي لها ولا تسمع من جميع منظمات المجتمع المدني المصري مَن يدين الحكومة التي عملت على تأمين الفرعون حال تنصيبه و غفلت عن الجموع أن تضع بينهم رجال الشرطة والأمن حتى تتم حماية الفتيات والنساء ..
يا سبحان الله السيسي يعتذر لفتاة مغتصبة من بلطجية تحالف معهم في وصوله إلى عابدين وكأنهم يقولون له : نحن في الميدان معك وسوف نكون معك ليس في اغتصاب النساء فحسب ولكن نحن معك في فض الاعتصامات وسنعمل معك في منع كل مظاهرة ضدك و ضد حكومتك وليطمئن قلبك .. تعتذر لها أو لا تعتذر المهم أننا إن تم القبض علينا فسوف نقضي ستة أشهر ونخرج إلى الميدان لمزيد من الاغتصابات ..
فإذا كان رب البيت بالدف ضاربا فشيمة أهل البيت كلهم الرقص , اغتصبت الديمقراطية على مرأى و مسمع من العالم ولم يتحرك ضدك أحد .. والذي غلط في ممارسة الديمقراطية عوقب بأكثر مما يعاقب به الذي انقض على الديمقراطية و أغتصبها وتركها مضرجة بدمائها في رابعة والنهضة وغيرها من الأيام وغيرها من المظاهرات .. وفي أول يوم من أيام حكم السيسي تتم عملية اغتصاب أخرى وهي حرية الناشط علاء عبدالفتاح ليأخذ خمسة عشر عاما .. سبحان الله ناشط يتظاهر و يأخذ 15 عاما و مبارك بعد ثلاثين عاما من السوء والقهر والفساد ينال ثلاثة أعوام و حبيب العدلي ينال البراءة !

 أثبت هذه الصورة أمام عيني والسيسي يعتذر وكأنه صاحب المشاعر الرقيقة الناعم الإحساس الفائض بالحب , يعتذر ويتأسف لفتاة لم تظهر الصورة وجهها إنها بحق الديمقراطية ترقد وهو يتأسف لها.. إن كان هو بحق صاحب الإحساس الفائق وصاحب المشاعر العميقة الرقيقة فليخرج ويعتذر للشعب المصري الحر الشريف التواق للديمقراطية ويقول لهم إني أعتذر لكم أيضا عن اغتصاب الديمقراطية هذه الفتاة الجميلة والتي طالما تغزلتم فيها و أردتم الارتباط بها .. ولكنني وجدتها تسير بدلال وغنج وسط غفلة الإخوان فاغتصبتها ..وكان علي كزعيم في الجيش أن احضر الذين أخطئوا ونوجههم إلى المسار الصحيح أو فرض العقوبات الدستورية عليهم إن رفضوا .. وأن لا أغتصب الفتاة الجميلة السائرة بينهم في دلال . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق