الأربعاء، 1 يناير 2014

الاستغلال
اجتمعت الحكومة بقيادة الزعيم الخالد اسماعيل الازهري والمعارضة بقيادة محمد أحمد المحجوب لرفع علم السودان عاليا, تتويجا لنضال طويل لابطال السودان ,الذين سطروا بدمائهم الطاهرة الزكية تاريخه المجيد ..وكلهم أمل ببناء مستقبل مشرف لدولتهم الفتية .والان وبعد ثمانية وخمسون عاما من التقدم للوراء أو بالأصح السقوط الى الدرك الأسفل .فالسودان الان يتذيل الدول في كل ما له علاقة بالتقدم والرقي..ويتقدمها في كل ما له علاقة بالفساد والفشل .وعلى وقع هذه الخيبة تجتمع الحكومة والمعارضة ,معارضة جل همها مصالح أفراد أسرها ومن ثم أتباعها و ولا عزاء للمواطن الذي يكدح من أجل كسرة الخبز بعد أن فقد كل ما يقيم انسانيته من تعليم وصحة وعلاج ومياه نظيفة صالحة للاستهلاك الادمي .تضع المعارضة يدها في يد حكومة قتلت المواطن في دار فور وجنوب كردفان ومن بقي منهم على قيد الحياة ,شرب مياه الأمطار الراكدة وأكل ورق الشجر ..يقاسون البؤس والشقاء في مخيمات لا تقيهم لهيب الصيف ولا زمهرير الشتاء و الأمطار.واغتصاب النساء وهتك الاعراض  فتلك مأساة أخرى .
حكومة اقتطعت جزء عزيز من الوطن ,ارتفعت أرواح كثير من أبنائه شهداء منأجل حمايته وبقائه في حمى الوطن ,ولكنها سلمته لقمة سائغة لمطامع دولية لا تنتهي .حكومة شلت كل مرافق الدولة بتغليبها مصلحة حزبها بترجيح كفة الولاء على كفة الكفاءة ,ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب ,فانتشر الفساد المالي والإداري ,وليس سودانير ببعيد!!!
ورغم رفعها شعار الدين وصهيلها ليل نهار بتطبيق الشريعة فالمجتمع يشهد انهيارا أخلاقيا غير مسبوق وظهرت كثير من الظواهر السلبة التي غذتها الحكومة بأنانيتها ونظرتها الحزبية الضيقة.
وما يجعل المرء يقف  مندهشا عاجزا عن التعبير هو إعطاء البشير وسام الجمهورية للمعارضة ..أترى هو عرفان بالجميل لسكوتهم على فظائع ارتكبتها الحكومة بحق الوطن والمواطن وخذلانهما..أم هو مكافأة لهم لتمرير اتفاقات سرية - تحت الطاولة ,قبضوا ثمن سكوتهم عليها - مكنت الحكومة من السيطرة التامة على مفاصل الدولة .
والأغرب والأعجب هو قبول المعارضة له وتسلمه من يد ملطخة بدماء أبناء الوطن من الجنوب الى الشمال ومن الغرب الى الشرق.
ووضع صورة البشير أعلى القصر وليس بجانبها أي صورة لمناضل سابق ,كان للأسف نسف لكل جهد للمصالحة ,وما معنى أن توضع صورة للرئيس أنيقة لا مكياج لا يخفى على العيون ,وهوشاب ميتسم بينما الأصل وجه متغضن مثقل بذنوب فظاعات أرتكبت طول عهده .يكرم الرئيس المعارضة وينتقد السودانيين بمواقع التواصل الاجتماعي الذين ينتقدون الوضع المزري ,وكان الاجدر به أن يرحب بالرأي والرأي الاخر ولكنه يريد رؤيته فقط وكيف له أن يرى للغير رؤية وهو يراهم فئة ضالة وهو فقط على سراط مستقيم . 
وظهور القسيسين الذي يراد به اظهار التعايش فهل الصور والبرتوكولات تغطي جقيقة ما حدث من انفصال للجنوب .والنوبة الذين يتحدث عنهم للاستهلاك السياسي يموتون صباح مساء بسلاح الحكومة ,ومناطقهم كغيرها من الاطراف تعاني التهميش وتفتقر لابسط  اساسيات الحياة.
وعموما مازال الخطاب يحمل روح صيف العبور والمشروع الحضاري وتلك الشعارات الرعناء بدلا من تقديم دوة صادقة للم الشمل وتضميد الجراح. ولكن عندما يضع المتخاذل المتواطئ يده في يد الظالم ,فلا عزاء للمواطن ..اللهم إلا أن يأتي عبد الجبار المنتقم الذي يكنس كل هذا الدنس الى مزبلة التاريخ وبس المصير ليعيد الأمل والبسمة للسودان المنكوب .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق