السبت، 4 يناير 2014

أحزاب لا تعرف الديمقراطية
هل تنامى الى سمع أحزابنا أن هناك شئ في العالم يسمى الديمقراطية ؟!
الديمقراطية كما هو معروف مصطلح مشتق من المصطلح اليوناني ( demokratia )  وتعني حكم الشعب , الافالديمقراطية تقوم على رأي الاكثرية مع المحافظة على حقوق القلة وتعتمد على الموهبة في تحقيق وانجاز كل عمل دون التمييز بين افراد الشعب .
والديمقراطية الحقة تضع قوانين تحقق العدل  و تصون المساواة وتنصر المظلوم .
يتم تداول السلطة في الدول الديمقراطية بين احزاب تطبق الديمقراطية وتقوم على اسس التنظيم المنضبط .
اما في الدول التي لا تتعدى الديمقراطية فيها الشعارات الرنانة , فالأحزاب لا تقوم على اسس التنظيم المضبط ولا تتحقق الديمقراطية داخل اروقتها فقادت الحزب لا يخضعون للمحاسبة وانما يعاملون كقديسين او بالصح رئيس الحزب هو إله مصغر ينزه عن كل نقد , وكل الحزب يتمحور حوله مع تهميش تام لدور القاعدة الجماهيرية للحزب .
بنظرة عن كثب لواقع أحزابنا : فحزب الأمة الذي تأسس عام 1945 م برعاية الامام عبدالرحمن المهدي , اول رئيس له هو الصديق المهدي 1950 م ثم انتخب الصادق المهدي رئيساً 1964 م الى الان .
ويعتمد الحزب على الولاء للمهدية ولاسرة المهدي من قبل البسطاء .
الحزب الاتحادي الديمقراطي الذي هو نتاج الاندماج بين حزب الشعب الديمقراطي والحزب الوطني الاتحادي , لم تحرج الرئاسة عن دار الميرغني فالمؤسس السيد علي الميرغني ومن بعده الرئيس محمد عثمان الميرغني وهم زعماء الطريقة الصوفية المعروفة في السودان بالطريقة الختمية , ورغم ما يقال عنه بأنه يعبر عن الطبقة الوسطى في السودان الا انه يعتمد على الولاء للمشايخ من قبل البسطاء .
ونموذج اخر للاحزاب غير الديمقراطية : هو الحركة الاسلامية بقيادة الترابي التي تعدد اسمائها وتغيرت الا ان رئيسها ظل ثابتها هو الترابي فمنذ ان تقلد امانة جبهة الميثاق الاسلامية 1964 م ثم اسس الجبهة الاسلامية 1985 م وحلها وتحالف مع الجيش للانقلاب على الديمقراطية 1989 م ثم انشق عن الانقاذ و اسس المؤتمر الشعبي فمازال هو الرئيس بلا منازع .
والملاحظ هو تعدد الانشقاقات في هذه الاحزاب ولكن الغريب أن الاحزاب المنشقة تنتهج نفس النهج رغم ان من اهم اسباب انشقاقها هو هيمنة رئيس الحزب وعدم تداول الفرص والمنشق يبقى على رئاسة حزبه ليكون بؤره لانشقاق جديد .
والموضة الجديدة للديمقراطية كموضة الملابس لا تنتهي الا بانتهاء موسمها , فالحزب يفصله الدكتاتور على مقاسه كحزب المؤتمر الوطني بزعامة البشير والاتحاد الاشتراكي بزعامة نميري , فهي احزاب انبثقت عن حاكم دكتاتور قامع لشعبه وتخطط ان تبقى للابد فحزبه هو المهيمن على كل مفاصل الحياة يلمع رئيسه حتى الموت فينطفئ الحزب بإنطفاء زعيمه اما جوغة الاحزاب الاخرى تهمش الا ان تنطفئ فكل وسائل الاعلام مكرسة بتلميع احزب الحاكم فقط .
لقد عرضت هذه النماذج لانها تمثل الاحزاب الكبرى وهذا لا يعني أن الاحزاب الصغيرة ديمقراطية فهي ايضا تمارس الدكتاتورية على هذا الشكل .
بما ان احزابنا احزاباً دكتاتورية بهذه الصورة القاتمة فإن اي حديثس عن الديمقراطية في السودان يعد ترفاً فكرياً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق