الجمعة، 21 فبراير 2014


الموت المستشري من أفغانستان الى المحيط

إننا نتنفس موتاً , فالقتل المجاني في مواقع عدة من عالمنا الإسلامي .
لماذا هذه المنطقة الممتدة من أفغانستان وحتى طنجة هي الملتهبة , يستشرى فيها الموت , يستشرى فيها القنص والقتل والتفجير العنيف , والعنف المضاد ..
هل أغلق التلفاز و ألغيه في منزلي وأقطع صلتي بالعالم حولي حتى لا أرى هذه الدماء المتفجرة , وهذه الأشلاء , وأمارس حياتي في الأكل والشرب والنوم , لا إحساس لي بما يجري في مصر و سوريا والعراق وفلسطين و كابول و كراتشي هذه الفوضى في القتل و رؤية الأشلاء ولكن هل أستطيع ولا أحس بما يعاني منه أهلي في كل مكان بالعالم .. لكن من يصنع ذلك و يموله ويقف وراءه هل مجموعة العشرين التي تجتمع من حين إلى الأخر أم أنها شركات صنع الأسلحة ومن يدعمونها من الساسة الكبار , إن دور أمريكا وروسيا في عالم اليوم مريب , سمعنا فيما مضى بالحرب الباردة بينهما ولكنها الآن الحرب الباردة على الضعفاء في كل مكان , وكأن لا دور لهما فيما يجري , بينما الفتاة الأوروبية تقف خلف الأبواب و تنظر بحياء إلى العنف . ولكن ذلك كله جرى في الاتفاقات المريبة والتي أصبحت تجرى في دافوس  بين الحين و الأخر و إلى حين ينتبه حكامنا بصدق فسيظل بحر الدم متلاطمة أمواجه .
من يستطيع أن يحصي هذه الأرواح التي تنزف صباح مساء , و 150 ألف في سوريا ونحن نرى دراما رخيصة للإبراهيمي , ذهب الإبراهيمي عاد الإبراهيمي و اجتماعات لا تنتهي بين المعارضة والحكومة , والنزيف مستمر , وإسرائيل في أسعد أيامها في مأمن من القتل والحرب فقد توقعت الهجمات ضدها بعد حملاتها العنيفة ضد غزة ولكن بالمقابل مازالت تحاصر غزة , فمن لم تقض عليه صواريخها و قنابلها الفسفورية والعنقودية يموت الآن بالجوع والمرض والغرف في مياه الصرف الصحي .
كم عدد الذين يموتون في جنوب السودان هل من إحصاءات حقيقية حينما يقال أن عددهم عشرة ألآلاف ؟! ما هو العدد الحقيقي ؟! أفريقيا الوسطى : هل من إحصائية بعدد المسلمين الذين قتلوا و المسيحيين الذين قتلوا ؟! ونيجيريا العنف و العنف المضاد بين الحكومة وبوكو حرام , كم عدد الأوراح التي أزهقت ؟!  والقتل في سيناء هل هو من جماعات سحبت منها السلطة أم هو تصفية من جانب الجيش لمن تشتم فيه رائحة الانتماء للجماعات الإسلامية ؟!
ما الأصابع الخفية التي تلعب الآن في العراق و تغذي هذه الوحشية ماذا يخدم تفجير انتحاري نفسه في سوق شعبي ؟! ألا يكفي الفقر و شظف العيش الذي يقاسونه ؟!
قال الله تعالى): من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا )
كأني أسمع الآن كل من حولي ينادي : أنا مقتول ..أنا مقتول !
وكلمة قرأتها للأستاذ أسعد طه : " كأننا نعيش مأتما جماعيا ". توصف حالنا من أفغانستان إلى المحيط . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق