الثلاثاء، 18 فبراير 2014

السيسي والدعم الروسي
زيارة السيسي إلى روسيا هي رسالة إلى الشعب المصري أن الرجل بالفعل هو الرئيس القادم .. ومغزى الزيارة هي نيل البركات و إتباع الطريقة(البوتنية),وهي أنني أستقيمن القياصرة, وأنت يجب ان تستقي من الميراث الفرعوني ,الذي يستخف ويقول :أليس لي ملك مصر وهذه الانهار تجري من تحتي ؟  أن تأتي للسلطة ثم تكرس كل شيء لصالحك , وأن تبعد كل مناويء , وأن تسجن كل معارض وحتى من نشرت أغنية ضدك , ما حكاية خدروفسكي وسجنه و ببادئ الأمر ثم نفيه مقابل اعتزال السياسة للأبد , وانظر إلى البدعة (البوتنية): تلقاها أن يأتي الرجل رئيساً لفترة ثم رئيس وزراء لفترة ثم رئيساً مرة أخرى أما في حالة السيسي فإنه سيأتي رئيساً لمرحلتين ثمانية أعوام ثم الماكينة الضخمة للإعلام ورجاله الشرفاء أن يأتي الرجل رئيس وزراء لأربعة أعوام وبالتالي نكون إذا عشنا قد وصلنا لعام 2027 ثم يرشح مرة أخرى رئيساً للدولة حتى العام 2035 , وبعد ذلك سلام على الثورة المصرية ومن ضحوا من أجلها والحسرة على أسرة مبارك الذي لم تتهنى شيخوخته بإعدام آخر ويا للحسرة على أبنائه الذين لم يتذوقوا طعم شوكولا الحكم ومعنى الاسترخاء على كرسي الرئاسة .
أمريكا تعلم مدى رفض المصريون لسياساتها وعدم الثقة في وعودها ,مع كيلها بمكيالين لصالح إسرائيل دوما.لذا أمريكا تستخدم الذراع الروسي لتحريك ما تريد عن بعد . إن الدور الروسي الذي تصنعه أمريكا بمحض إرادتها ومع الغرب , فبالله عليكم أين كانت روسيا يوم الضربة الأولى للعراق , ثم الضربة الثانية من أمريكا و حلفائها , وأين الدور الروسي من ضرب أفغانستان , وأين الدور الروسي من حرب ليبيا وحتى هلاك القذافي , لماذا صنع الغرب مع أمريكا لروسيا دوراً في إهلاك الشعب السوري بهذه الطريقة البشعة , وقد مضت ثلاثة أعوام والقتل مستمر , كل ذلك باتفاق الجميع لحفظ أمان إسرائيل , إن روسيا اليوم صناعة أمريكية فروسيا هي (البامبرز) الذي يمنع البلل أو هو مظلة لحماية إسرائيل من زخات مطر المتشددين أو غيرهم و أنني بكل قواي لا أصدق لعبة محاربة الإرهاب فهي تشبه الفزاعة التي أهلكت العراق وهي كذبة أسلحة الدمار الشامل ’ ثم تكشف الأمر عن لاشيء .
إذا كان الدور الروسي حقيقي فلماذا لا يغضب الخليجيون الذين دعموا السيسي في انقلابه .. فهم كم اشمأزوا و امتعضوا في الدور الروسي في سوريا والذي وقف حجر عثرة أمامهم لدعم الثوار, إلى درجة اضمحلال الدور الخليجي في سوريا وبات وكأنه يؤيد روسيا في اعتراضها على كل مشروع قرار.
 الخليجيون برضاهم ينظرون إلى زيارة السيسي لروسيا على أنها تصب في الدعاية الانتخابية للرجل ولا تضر بهم وإلا كنا قد وجدنا تصريحا هنا وهناك ينتقد الزيارة .
ومن واقع الزيارة تنساب آلاف الأسئلة وتتشابك ..إن كان هناك ثورة حقيقية : من الذي فوض السيسي لشراء السلاح وعقد مثل هذه الصفقات الضخمة؟ ..لماذا التعجل لهذه الصفقة ,أما كان الأجدى أن ينتظر حتى يتم انتخاب الرئيس والبرلمان وتشكيل الحكومة ؟ وهل مصر في حاجة إلى السلاح الآن ,وهي ترزح تحت ثقل الديون ؟ هل هذه الصفقة صفقة سلاح فعلا أم أنها صفقة قمح تحت الطاولة ,خوفا من أن تحدث ثورة خبز,ولكن الخجل يمنع الحكومة من إعلانها ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق