الاثنين، 8 يونيو 2015

عروض مسرحية الهوت دوق الجديدة في موسمها السادس والعشرين
أيها النقد .. أيها الناقد الحصيف .. من قال أن الانقاذ لم تنقذ ..من أين جئت بهذه الفكرة .. أعلم يا من تنتقد الإنقاذ صباح مساء أنها فكرة خاطئة ورؤية غير حصيفة .. إن هؤلاء القوم أصحاب رؤية ثاقبة , وقدرة جهنمية على الإنقاذ .. وأعلم أيها الناقد إنك إن كنت مقتدرا على إنقاذ جماعتك في كل مرة , فهذا يدل على تواصل ما أنت فيه من مشروع , ودعك عن الكلمات الرنانة بأن مشروعهم قد فشل .. المشروع لم يفشل أيها الناقد . فالرجل الرئيس ينقذ جماعته في كل مرحلة وحين , وكلما ظن النقاد أمثالك أن الجماعة انهارت وتآكلت , فاجأتك بقدرتها على الجمباز والاكروبات , وحركات السيرك ..
   ماذا تقول أيها الناقد , وماذا تقول قبيلتك من أصحاب الفكر الذي يريد أن يهدم بناء الإنقاذ المتماسك والذي تطاول فوقنا .. إن عادل إمام استمر بمسرحية مدرسة المشاغبين لمدة سنوات , وكذلك مسرحية شاهد ما شافش حاجة لسنوات عددا .. ولكن مسرحية الإنقاذ هي أول وأقوى عمل درامي يقدمه السودان للعالم .. فإن أعداد الممثلين الهزليين يفوق ما قدمته أوروبا وهوليود على مسارحها وكذا الهنود والمصريينفي أعمالهم الدرامية.. إن تواصل مسرحية الهوت دوق في جزءها السادس والعشرين تقدم ممثلين هزليين أمتعونا طوال السنوات الماضية .. إن عبد الرحيم محمد حسين الوجه المناضل صاحب الاكروبات وبطل المصارعة الدائم , أدى دوره بعناية فائقة حينما أرادت المسرحية أن يكون وزير داخلية , ثم وزيرا للدفاع , ثم في الفصل الجديد من المسرحية المضحك حد البكاء .. يصبح الرجل واليا للخرطوم .يعني على الرجل أن يترجل ويستريح ..فاتحيحت له الفرصة ليفعل ما فعل الوالى حينما ( خمش الخمشة وكبر فينا بصوتوالعالى ) .. وبالطبع محمد سعد " اللمبي "سوف يغضب من هذه التخفيضات الكبرى التي تصل إلى ثمانين في المئة .. ولكن يا أيها الناقد الحصيف , لن يغضب الرجل ,فسوف يعلن يعلن من على منار الخرطوم , كوالي لها : أن الحرب في دار قد انتهت وكذلك في جميع السودان .. وأننا سيندخل مرحلة جديدة , سوف تنهض الخرطوم فيها وسوف تضاهي المدن الكبرى العالمية في الملاهي والرقص وهز الوسط .. وسوف ينادي بأعلى صوته ,على الطلاق, الخرطوم سوف تسهر للصباح , وسوف نطلق رصاصة الفرح على كل الجراح .. وسوف ينادي الوالي الجديد ويقول لك يا بسيط الفكر هل تظن أن منصب الوالي أقل من منصب وزير الدفاع ..فوزير الدفاع يكون مسؤولا عن آلاف الجند والضباط .. أما والي الخرطوم فمسؤول عن خمسة عشر مليونا هم سكانها ؟ .. وبالطبع الكل يعرف قدراتي في قمع المتظاهرين ..يعني لا أريد أن أسمع أي شخشخة في شوارع الخرطوم ..
  أيها الناقد الحصيف إن استمرار المسرحية بنفس الممثلين تعطيك أن المخرج يتحكم في عمله وأن مجموعة الكومبارس أو مؤلف العمل وصانع السيناريو كلهم يعملون بدقة متناهية .. وأن هذه الفرقة حتى حينما ينتهي دور الممثل في المسرحية ,فإن جميع الحقوق محفوظة ..
والذين يحلمون أيها الناقد بإنتهاء عرض المسرحية لا يقرأون ما تغير من أفكار لدي المتلقي .. فإن المسرحية طوال مواسمها الستة والعشرين , كانت تعمل على ايصال فكرة الفساد وأن على المرء كي يعيش أن يكون فهلوي ومتدربا على الاكروبات والجمباز وأعمال السيرك ؟
  أما الذين أدوا دورهم في المسرحية وخرجوا التزموا الصمت , لأنهم كانوا جزءا من مشاهد عديدة , وفصول كثيرة .. والغريب في ممثلين هذه المسرحية وحين يتم استعمال أحدهم كممثل بارز وبطل ,ثم يطلب منه أن يؤدي دور الكومبارس فإنه لا يرفض ولا نقول يقدم استقالته ,فالمجموعة واحدة وذات ارتباط عميق بينها . وكل هذه الوحدة لدي هذه الفرقة الممثلة لم تعط المتلقي أي تحرك نحو أن يتوحد وأن يكون كتلة واحدة تهتف ضد هذه المسرحية الهزلية الهابطة ..لكن أيها انقاد , وأيها الناقد الغاضب على أداء هذه المسرحية أعلم أن الذوق العام لدي المتلقي قد هبط هبوطا ذريعا ولن يرضى أن يعرض عليه أي شئ , وحتى إذا وصلت فرقة تهدف إلى تقديم مسرحية ذات أهداف , فإن المتلقي قد فسد ذوقه وأضحى نازعا للفساد أو الهرب , كما تعلم من مسرحية الهوت دوق المعروضة من ربع قرن من الزمان .
أيها الناقد وأنت تقدم رؤيتك لعمل فني جديد .. ترجو فيه أن يتحقق الاستغناء عن هذا العدد الكبير من الممثلين في فرقة الإنقاذ المسرحية الهزلية , وأن يقوم المخرج بتفديم عدد محدود من المثلين ويتم الاستغناء عن الذين يؤدون دور ممثل ولايات أو معتمديات أو ولاة , ويكتفي فيه بإدارة طوارئ تواصل عرض العمل الهزلي ..فإن ذلك لن يتم وإلا ما قامت ثورة جديدة هي ثورة الممثلين الهزليين من أين سيكسبون رواتهم ومخصصاتهم ؟!
ويصيبك الوجع أيها الناقد حين تعلم أن المسرح الذي تعرض عليه المسرحية هو مكان محدد لا يتسع لكل هذا العدد من الممثلين .. وأن التمويل لهذا العمل الهزلي يتم من أموال الضرائب والجيبايات ...
أنت أيها الناقد تطالب بفرقة جديدة تقوم على تقديم أعمالها على قرار مسرح على الهواء .. وأن يتطوع في الأعمال الجديدة شباب ووجوه جديدة ..حتى يتم الاستغناء عن كل هذا العدد من الممثلين في فرقة الهوت ....

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق