السبت، 6 يونيو 2015

هل صالح لا يزال صالحا لليمن؟
القول المأثور يتردد : لا بد من صنعاء وإن طال السفر , فهل لا زال هناك بارقة ضوء أن نسافر إلى صنعاء .. ولكننا نقول أن الأمل باق , وإن لم نسافر بأجسادنا فإن أرواحنا وعقولنا مع اليمن السعيد , والذي نرجو أن يكون سعيدا , وأن يظل ينادي محبيه بأن هلموا إلى ساحاتي في صنعاء وغيرها من الأقاليم . . نعم سوف سأناديكم يا أحبائي رغم ما يفعله المخلوع علي صالح وزمرته وحلفائه الحوثيين في ساحاتي ومدني من هلاك ودمار وتحطيم ..
وإننا هنا لنتساءل وبعد أن خرج صالح ليعترف بتحالفه مع الحوثيين وأنهم سيظلون معه في خندق واحد , وسيظل معهم حليفا أمينا .. نتساءل هل أضاف المخلوع شيئا لما كان معروفا من تحالفه المقيت والسئ مع الحوثيين .. وأن أي طفل ليعرف أن الحوثيين ما كان لهم أن يغادروا مناطقهم ليصلوا حتى صنعاء لولا أن المخلوع أمدهم بمواعيد ومواثيق وأننا لنقول بعد هذه التصريحات الأخيرة للمخلوع علي صالح : " أن الجبل قد تمخض وولد فأر , وإن كنا لا نصفه بأنه جبل , فهو -أي المخلوع - تل رمال ذرتها رياح التاريخ ولم يعد إلا سطحا عبرت عليه الأرجل" ..
      وتأتي الأنباء بأن صالح يصرح بأنه سيعمل على عرقلة المفاوضات المزمع عقدها في جنيف من أجل حلحلت الوضع المعقد في اليمن ..وأننا نتساءل عن حجم الرجل , وعن الاهتمام الذي توليه له وسائل الاعلام ؟! هل يستحق كل هذه الضجيج ؟!
وإننا لنتساءل كذلك ونقول : هل صالح لا يزال صالحا لليمن ؟ .. وكيف تسول له نفسه وتمنيه بأن التاريخ سيعود له ليرفعه لمكانته التي يستحقها ! .. ماذا صنع الرجل للبلاده طوال ثلاثين عاما قضاها في الحكم .. وإنك بعين البصير الناقد تعرف ما هو اليمن السعيد الآن , فإذا هو بلد فقير ممزق , يعاني اقتصاده وسياسته وحتى في بنيته التحتية , لا ترى شيئا .. وإنك لتألم أن أهله الأذكياء كانوا فاعلين أقوياء في تنمية اقتصاديات بعض دول الخليج , وكذلك حتى أندونسيا وماليزيا , ولكن يمنهم يتألم ويعاني وينزف أبناءه ..
          فما صنع المخلوع حتى يظن أنه لا يزال صالحا لليمن .. إن الدكتاتورية والطغيان والظلم والعمل لصالح القبيلة أو لصالح فئة لا يرفع وطنا .. انظر إلى البلدان المتقدمة ترى أنها تعمل لصالح الجميع وأن الرئيس كان وطنيا صالحا يعمل على تقديم الجميع على العائلة والقبيلة والفئة ..
    وصالح يقول إن الخلاف مع الحوثيين لم بكن عقائديا , بل كان إداريا , وذلك لم يمنعه من التحالف معهم وسيظل معهم حتى تحرير عدن .. وهذا قول يحسب عليه , لأن الخلاف لم يكن عقائديا وكن منذ الآن يشعل صالح فتيل العقائدية بتحالفه مع الحوثيين , لأنه يقودهم لمحاربة مجتمع آخر بكل فئاته غير حوثيا ..ولنا أن نسأل المخلوع : فماذا بعد أن يستتب لكم الأمر - وهذا من المحال - هل سيكون الحوثيين في المقدمة أم أنت يا صاحب الثلاثين عاما ؟ .. لعنة الله على  الظالمين , وعلى الباغين , وعلى الساعين للمنصب وللمصلحة الشخصية بعيدا عن الوطن ..
      صالح مدفوع بشياطين الانس والجن يتحالف تحالفه المقيت .. يمزق به بلاده وينتقم من الثورة التي خلعته .. بئس الرررؤساء , من ينتقمون من بلادهم .. وإنك لتبكي لتنازل الجنرال إبراهيم عبود في السودان عن الحكم في أول ثورة ربيع عرفها العالم العربي في 1964 .. وحتى عندما أراد الثوار أن يتقاعد برتبة أعلى مما هة عليه رفض ذلك الأمر بشدة .. ولكن المخلوع هنا ينتقم من بلاده .. ويفضح حلفاءه .. لأنهم طوال الفترة الماضية كانوا يعظمون أنفسهم ويواصلون الكذب بأنهم هم من دخل صنعاء , وليس بمساعدة أي جهة داخلية أو خارجية .. محاولة لابعاد إيران من المشهد ...
      وإنك هنا لتقف مع إلى جانب عاصفة الحزم التي تصد تحالف صالح - الحوثي .. وعلى السعودية ابعاد صالح عن المشهد نهائيا .. وأن تبعث له الرسائل البليغة من أنك يا صالح عضضت اليد التي عملت على إبعادك من المحاكمة ..
      وأنك لتعجب من قول صالح : لا مكان لهادي في اليمن .. وأنت هل لك مكان باليمن .. وإن كان العتب على هادي والنقد لينصب عليه لأنه تعامل بعد الثورة بكل تراخ مع كثير من القضايا .. وكان عليه بعد الوصول لرئاسة البلاد أن يعمل بقوة على محاسبتك .. ولكن الرجل كان جزءا من تاريخ الثلاثين عاما عمل فيها معك !!
     رحم الله اليمن وكل دول الربيع العربي .. فقد كانت ثوراتهم متراخية مهلهلة .. وما نجاح تونس إلا لأنها أبعدت بن على عن المشهد السياسي .., فالثورة تعني محاسبة الماضي وأصحاب الظلم الذي عشعش لأكثر من ربع القرن في ليبيا ومصر واليمن .. ولكن الأمل باق  والثورات لا تخمد في النفوس مهما طال الزمن .. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق