الأحد، 28 يونيو 2015

         الكويت أقوى بوحدة نسيجها
في يوم الجمعة , يتبنى تنظيم الدولة الإسلامي  هجوما على مسجد في العاصمة الكويت , هو مسجد الإمام الصادق بالصوابر . إرتفع عدد القتلى إلى ست وعشرين .. وإننا لنرفع تعازينا إلى الأمة الكويتية , وإلى ذوي الضحايا جميعا . إنه الإرهاب الأسود السيئ , ويأت التفجير بعد تفجيرين في المنطقة الشرقية بالسعودية , أحدهما في منطقة القديح , والآخر في الدمام .. التفجيرات كلها تأتي في مساجد الشيعة .. وذلك بغرض قيام الفوضى وشق الصف الوطني .. وأننا نعرف ومنذ أزمان بعيدة أن عاشت الكويت وعاشت المنطقة الشرقية وحدة صف , لم نشعر معها أن هناك اختلاف في النسيج الاجتماعي أبدا ..
    الكويت القوية بوحدتها الوطنية لن تتأثر بمثل هذا العمل القمئ , والذي يعكس مدى ما وصل إليه أصحاب الفوضى الشيطانية , فإلى أي شئ يهدف من يدخل إلى مسجد وقت صلاة الجمعة عيد المسلمين الأسبوعي , وهم يبتغون فضلا من الله ورضوانا , وكانوا صائمين وساجدين , فتأتي أيها الشيطان لتفجر نفسك .. وتعلن جماعتك أنها تتبنى الهجوم .. هل في ذلك بطولة ؟!!
إن الجماعة الشيطانية في جميع المدن التي وصلت إليها ,وبعد قليل من الوقت من سيطرتهم عليها يفقدونها ويهربون .. فإلى أي شئ تهدف جماعة الفوضى الشيطانية ؟!
 إن الكويت بجميع طوائفها وفئاتها لا تستاهل مثل هذا العمل الجبان .. الكويت هي قلعة الإحسان , وهي الأيادي البيضاء الممدودة للجميع في كل البلدان .. وإنك إن ذهبت لتقصي أعمالها الخيرة , فسوف تحتاج إلى كتب ضخمة لتحاول تحصي أيادي الكويت , فأياديهم البيضاء للجميع وفي كل المجالات , دون النظر إلي الفئات والجماعات والطوائف ..
وإن كان تنظيم أو جماعة الفوضى الشيطانية قد خرجوا من العراق بغرض الانتقام لصدام حسين الذي أعدم يوم عيد الأضحى .. فأين هم مما قامت به أمريكا في كل العراق وتدميرها للجيش العراقي .. أمريكا وربيبتها في المنطقة وهي إسرائيل معروفة بما تفعله في غزة ومع جميع الفلسطينيين , فأين أصحاب من يدعون أنهم تنظيم الدولة الإسلامية .. وأين الإسلام ممن يقتل نفسا بغير وجه حق .. إنها نفس تصلي وتتوجه إلى ربها يوم الجمعة وهم صيام ..
    إذا كان داعش قد فشل عبر تفجيرين في المنطقة الشرقية بالسعودية أن يحصل على مبتغاه من هدم وحدة الصف , فها هو ينتقل إلى الكويت البلد الموحد الآمن ليعلن أنه سوف يتغلغل إلى أي مكان في الخليج .. وإنني على نظر أن الجمعة القادمة  أو بعدها سوف نرى داعش قد انتقلت إلى بلد خليجي آخر , فعلى أهلنا في البحرين التركيز أكثر والانتباه , وكذا في الإمارات وقطر وعمان ..
وكما قلنا فإن الكويت قوية بوحدتها الوطنية .. وانظر إلى أمير البلاد وقد ظهر في موقع التفجير بعد عشر دقائق من حدوثه , ليعلن أن البلد قيادة وشعبا هم على قلب رجل واحد .. والكويت قوية بديمقراطيتها , وممارستها البرلمانية المتفردة .. وصحافتها المميزة في النقد الاجتماعي والسياسي وغيره .. وكل شئ في الكويت يجري في العلن , مما جعله بلدا متميزا في جميع مناحي حياته , ونتمنى لهم المزيد ..
والكويت هي نبع ثر للثقافة العربية ولها أيادي بيضاء في نشر العلم والثقافة في جميع أنحاء العالم العربي .. وقد بدأت هذا العمل الكبير منذ وقت مبكر , ولا تزال وزارة الثقافة والإعلام في دولة الكويت هي منار علم ظاهر للجميع ..بإصداراتها الضخمة في شتى العلوم .. وهل ننسى مجلة العربي ..أو عالم المعرفة .. أو عالم المسرحيات العالمية . وأنت تتابع كل ذلك الكم من الثقافة لا تحس معه ولو بأدنى حس طائفي , أو شئ يلفتك إلى أن هناك في الكويت فئة ضد فئة ..أو طائفة ضد طائفة .. من هنا لن تنجح الأعمال الشيطانية في شق الصف الوطني , وتمزيق النسيج الواحد في بلد منارة للعلم والثقافة ..
   رحم الله كل شهيد قابل ربه يوم الجمعة وهو صائم قائم يصلي ابتغاء رضوان الله .. ولذويهم حسن العزاء والصبر والسلوان ..
ودام الجميع في الكويت في أمن أمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق