الأحد، 7 يونيو 2015

مساجدنا وحاجتها إلى الإنقاذ
استطعت أن أدلف إلى مئات المساجد لانظر حالها وما تعاني منه , فكان أن رأيت عجبا .. إنها بيوت الله , ولكنك بحق تستشر الخجل والألم أن تضاف إلى رب العزة .. فإن الكثيرين في رجال الدولة يمتلكون من البيوت ماهو بهي جميل ونضير , وتجد أن بعضهم ممن يحافظ على الوصول إلى بيوت ليصلي بها, دائما تجده داخل بيت من بيوت الله متواضع وحالته لا ترفى إلى هذه الإضافة أو أنها كما ذكر الله تعالى : (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه )..
       ولك أن تعلم أن اعمار مساجد الله عمل عظيم ومشرف , وتنسب صاحبها للإيمان بالله واليوم الآخر : (إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر ) , فهل رجال دولتنا ومن أيدهم من أصحاب الأموال قد أفلحوا في جعل بيوت الله أماكن زاهية ونظيفة , وذات ترتيب , وذات أماكن للنساء . إن الكثير من المساجدفي بلدنا لا تتيح للمرأة أي مكان مخصص , المساجد للرجال فقط !.. وانظر لحال النسوة في رمضان وأنت تدور حول العاصمة المثلثة في عشرات المساجد وهن يفترش البروش المهترئة في الساحات ..
      وأنك مع الكثير من المساجد لتقف باجلال واحترام واعزاز لكثير من المفلحين , وهم يقومون بجهود فردية , تعمل على تحسين المساجد , تنظيفا وترتيبا وعناية , وهم يعملون بلا كلل ولا ملل طوال العام . متعهم الله بالصحة والعافية وأمدهم بخيره وعطائه ..
        ولك هنا أن تتساءل ما موقف الشؤون الدينية أو إدارة المساجد في وزارة الأوقاف .. كم لها من ميزانية في دعم مساجد العاصمة والأقاليم ..إننا في السودان لولا بقية محسنين طيبين من دول الخليج عملوا على انشاء مساجد على نفقتهم الخاصة , وسلمونا مساجد ذات جمال وبهاء ,,ولكن هل نطالبهم طوال العمر أ، يكونوا أصحاب عناية ورعاية بها ؟!
      وأدلف إلى مساجد الخرطوم لاختار عينة من منطقة الكلاكلة أو الشجرة أو الصحافة , أو الثورة أو شمبات .. أي مكان فالحال هو نفس الحال .. يخرج المصلي وجبهته امتلأت بالتراب والحصى .. والحيطان حدث عنها ولا حرج .. وفناء المساجد مغبر وملئ بالحفر , أما داخل البناء فلا فرش ولا أرفف للمصاحف .. وإن وجدت فشئ متواضع ومعبأ بالغبار  .. هل الأمر يخص المسؤول أم يخص كل مسلم .. وإننا لننادي ونطلب مبادرات أهل الخير والشباب المؤمن ليجعل من بيوت بحق تنتمي لشرف هذه الاضافة .. بيوت الله ومساجد الله ..
       وإنك لتتوجه لأعلى مسؤول في هذا البلد , وهو على بعد اسبوعين من رمضان ويرضى بحفل تنصيب أخذ الكثير من الصرف  والبذخ .. ومن قبل رضي باهدار أموال ضخمة في سبيل مسرحية هزيلية حد البكاء دعوها الانتخابات .. كان من الممكن أ، تعيد هذه المبالغ تأهيل المئات من المساجد وتجعل صورتها بهية تليق بمكانتها .. فأين الرجل الرباني والذي نعطيه صوتنا .. أين هو من بيوت الله , وقد عملت جماعته على اهمالها وركضت الى الدنيا وعمرت بيوتها .. إن المسجد الضخم .. مسجد العارف بالله في كافوري ..لو قسمت مصاريفه لبنت العشرات من المساجد .. ولكنه منطق الطغاة : مسجد الرئيس يجب أن يعتنى به ..أما بقية المساجد في حاراتنا وأقاليمنا فلها الله ...
     وعن كهرباء المساجد فذلك غم آخر ..هل مساجدنا مضاءة ؟ كلا , انها تعاني انقطاع الكهرباء بسبب الفاتورة المسبقة الدفع .. وإنك لتسمع .. لتسمع في الكثير من المساجد من ينهض ليذكر المصلين بضرورة التبرع حتى لا تنقطع الكهرباء عن المسجد ! .. كم كنا نحلم أن يخرج المرشح الجديد القديم ويعلن للناس أنه تبرع بمبالغ حفل تنصيبه لتأهيل مساجد الله , حتى تضاء وترفع ويذكر فيها اسمه , ولكنه لم يفعل ولن يفعل .. فمن كانت تشغله الدنيا لا يستطيع أن يلتفت الى عمل من أعمال الآخرة .. إن المكر والكيد والخداع كلها لا تنبت شيئا طيبا لا للحاكم ولا المحكوم .
وهل مساحدنا تجهز بالمواضئ والحمامات ؟ حتى من أراد أن يتطهر ويتجهز بوضوء , ليصلي لربه ,أيجد ما يساعده على ذلك؟ كلا , . عبارة عن أماكن مهجورة ولا ترقى لانسانية الانسان .. وإنك مع الكثير من المساجد لتأسف لهذا الحال من التدني والاهمال ..
   أما إن أردت التحدث عن غرفة أو مكان يجهز للإمام أو المؤذن , فإنك لا تجد شيئا , ولعله غير موجود حتى في المساجد الكبيرة المشهورة .. وإنك لتجد الأئمة الشباب ومنهم من و حسن القراءة والترتيل , ولكنه يعاني شظف العيش .. كم أود أن نستفيد من تجربة السعودية مع المساجد وكيف أن المؤذن أو الإمام يجد من وزارة الأوقاف دعما براتب شهري لا ينقطع ..أما نحن في السودان فالكثير من هؤلاء تجده يقوم بعمله لوجه الله ولا يجد دعما , لا من المتطوعين ولا من المتطوعين ولا من النشطاء أو الحكومة .. وإنني هنا لأبعث بنداء عاجل و بصوت صارخ الى رئيس البلاد أن يقول كلمته وأن يبدأ هو بالدعم للمساجد وبفعل مستعجل حتى نراها في رمضان أو في القريب العاجل عنوانا لنا جميلة زاهية .. وأرسل النداء العاجل لوالي الخرطوم .. ولحكام الولايات أن يكون شهر رمضان هو العمل المتواصل لدعم المساجد .. فإن ما تبرعت به البنوك لحفل تنصيب الرئيس كان يكفي أن يضئ ويدعم ويؤهل عشرات المساجد .. فإنها عتوان لنا , وأولى بنا أن نعمل على إنقاذها من التردي لايقف على هؤلاء الشيوخ الذين التزموا الصمت طوال أعوام ولا يزالون صامتين .. 
     وإننا لنحي بعض من دخروا أنفسهم لخدمة بيوت الله في بلادنا لتجد أن المساجد التي وقفوا عليها جميلة تظيفة مرتية ومضاءة , حفظهم الله ووفقهم .. ولك أن تمد أيادي التحية والاعزاز لأهل الكويت والامارات وقطر والسعودية والبحرين وعمان فمنها محسنين نفذوا مشاريع خيرة جبارة رحمهم الله أحياء وأمواتا .. 
        وهنا نسأل نحن في بلادنا هل نعتني بثقافة العطاء ؟ وهل حكومتنا طوال ربع قرن من الزمان كان ذلك ديدن رجالها  ؟ كلا.. ولكننا لا نغمط الصامت والطيب والمتخفي في الصدقة حقه من الدعاء وبالطبع في كل جانب خير هناك البعض الذي لا يروج لنفسه ويعمل خيره في صمت ..
           وماذا عن طرق المواصلات وما فيها من مساجد .. حقيقة هذا شئ يجلب الخزي والعار .. اخرج من الخرطوم وحتى بوتسودان , في كل الاستراحات , لا تجد أي جهد حكومي أو فردي أو خيري .. انظر الى كل مساجد الطرقات السريعة .. فلا تجد سوى ما يخجلك .. انها تعود الى عهد مضى .. لا مواضئ وإن وجدت فهي براميل صدئة وحمامات وإن وجدت فهى عبارة عن حائط ساتر .. أقول هذا القول لأن في بلادنا ورجالات حكومتنا من لهم من الأموال ما يمكن من العناية والرعاية والتأهيل لمساجد طريق كامل .. ولكنهم لا يفعلون ! .. انظر كيف جمعوا لتنظيم انتخاب الرئيس وكم صرفوا وأهدروا .. وكم جمعوا من أموال لتنصيبه ولعل الأمر يحتاج إلى كل ذلك الضجيج الفارغ ! ومساجدنا عارية من كل شئ , هزيلة ومتهالكة , وننادي كل يوم فيها بالله أكبر .. ولكن الله أكبر شاهدة على هذه الجماعات ويا ويلهم منها , إن لم يتوبوا قبل فوات الأوان .. هذه شهادتي في مساجدنا , اللهم فأشهد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق